إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشجاعة والطاعة عند مالك الاشتر ..

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشجاعة والطاعة عند مالك الاشتر ..



    اللهم صلِّ على محمد وال محمد وعجل فرجهم..




    يُعتبر مالك الأشتر من أشجع العرب وقد صنفه الكثير من العلماء والكتّاب والمؤرخين في مقدمة الطبقة الأولى من شجعان العرب، وذكر بعضهم أن منظر الأشتر في لامة حربه وعدّتها يثير الرعب في النفوس، وكانت ترتعد فرائص صناديد العرب منه عند لقائه، ومما يؤكد شجاعة وبأس مالك الأشتر أنه شارك في أكثر الفتوحات الإسلامية إن لم يكن الكل من مصر إلى الشام إلى بلاد الروم إلى فلسطين والعراق وتركيا. وقد شارك في كل الحروب التي خاضها أمير المؤمنين (ع) مع مناوئيه وكان بيضة قبان جيش علي بن أبي طالب ففي معركة صفين عندما منع جماعة معاوية جيش الإمام علي (ع) عن الماء وضجر الجيش من العطش وأصابه الإعياء طلب الإمام (ع) من مالك الأشتر أن يزيح جيش معاوية عن شريعة الماء وكان عمر مالك آنذاك قد جاوز الستين عاماً، وقد خاض عدة مبارزات مع أهم فرسان العرب وهزمهم ويروي الطبري قصة منازلة الأشتر لأحد العماليق من جيش الشام عن أحد شهود تلك الواقعة حيث يقول (فخرج إلينا رجل واللَّه ما رأيت رجلاً قط هو أطول ولا أعظم منه فدعا إلى المبارزة فلم يخرج إليه أحد إلا الأشتر فاختلفا ضربتين فضربه الأشتر فقتله وايم اللَّه لقد كنا أشفقنا عليه وسألناه ألا يخرج إليه).
    قال علي بن أبي طالب (ع) في حقه: «للَّه در مالك وما مالك، لو كان جبلاً لكان فنداً، ولو كان حجراً لكان صلداً».
    ومن صفاته الكريمة في ساحة المعركة أنه لا يطلب المبارزة لأنه سمع الإمام علياً (ع) ينصح قادته وأبناءه ومن معه بعدم طلب البراز، لأن من يطلبه فهو باغ والباغي مقتول لا محالة، ولذلك فقد كان الأشتر يلبي طلب النزول والمبارزة وكان يُنهي خصمه إما مقتولاً وإما هارباً بين يديه.
    ولم تقتصر مكارم الأشتر على القوة والشجاعة والبأس بل كان عالماً نافذ البصر والبصيرة صاحب رأي سديد وقول رشيد وكان الإمام علي (ع) يعطيه إذناً، وكان منقاداً منصاعاً بكل وجوده لإمامه وقائده وهذه ميزة قل نظيرها عند الشجعان حيث أن الشجاعة والبأس غالباً ما تُخرج صاحبها عن جادة الاعتدال وتدخل به ساحة البغي والظلم نتيجة الاغترار الزائد بالنفس، أما مالك فقد كان مالكاً لزمام نفسه مروّضاً لها على طاعة اللَّه عزّ وجلّ وطاعة وليه. وهذا ينم عن السريرة التي كان يمتلكها هذا الرجل وعن الإيمان العميق الذي يحمله في قلبه وعقله، ويمكن استكشاف عظمة هذه الشخصية من كلام الإمام علي (ع) عنه في كتابه الموجه إلى أهل مصر يُعْلِمُهم فيه بأنه خلَّف عليهم مالكاً الأشتر. فيقول: (... إني قد بعثت إليكم عبداً من عباد اللَّه لا ينام أيام الخوف ولا ينكل عن الأعداء حذارِ الدوائر من أشد عبيد اللَّه بأساً وأكرمهم حسباً أضر على الفجار من حريق النار وأبعد الناس من دنس أو عار... فإنه لا يقدم ولا يحجم إلا بأمري فقد آثرتكم به على نفسي نصيحةً لكم...) وكذلك عندما نقف أمام عهده (ع) لمالك الذي يعتبر من أهم الوثائق السياسية والإدارية والحقوقية والإنسانية عبر العصور والأزمان ونرى عظمة شخصية المخاطب به على المستوى العلمي والإداري والسياسي والحقوقي وإلا لما خوطب بها هو دون غيره من الولاة على الأمصار، وهناك الكثير من الشواهد التي يمكننا سوقها على ذلك إلا أن أبرزها هو موقفه الشجاع عندما أوشك أن يُلحق الهزيمة بمعاوية وجيشه فاندفع معاوية إلى الخديعة التي قام بها من خلال توجيه عمرو بن العاص برفع المصاحف الذي أدى إلى وقوع الفتنة داخل جيش الإمام علي (ع) وطلب بعضهم إليه أن يرسل للأشتر أن يوقف القتال وإلا فواللَّه اعتزلناك وقتلناك فأرسل الإمام إلى مالك يطلب إليه وقف القتال

    ويقول له أقبل فالفتنة قد وقعت، فطلب مالك أن يمهلوه عدوة فرس لحسم المعركة ولكنه لم يُعطَ ذلك فاستجاب لأمر الإمام علي (ع) وهو قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى قبة معاوية وإحراز النصر، وهنا يبدي شجاعة نادرة هي أهم من شجاعة الضرب بالسيف وهي الانقياد والطاعة لأولي الأمر فهدفه أن يؤدي تكليفه الإلهي.
    ونقل ابن أبي الحديد بعد هذه القصة كلام نصر بن مزاحم: قلت للَّه أم قامت عن الأشتر لو أن إنساناً يقسم أن اللَّه تعالى ما خلق في العرب ولا في العجم أشجع منه إلا أستاذه (ع) لما خشيت عليه الإثم وللَّه در القائل وقد سئل عن الأشتر: ما أقول في رجل هزمت حياته أهل الشام وهزم موته أهل العراق.
    ولهذه الأسباب مجتمعة كان معاوية يتربص الدوائر بهذا الرجل لينال منه أخيراً ويحصل مالك على شرف الشهادة ولذلك لما بلغ الخبر معاوية قال لقد كان لعلي يمينان قطعت إحداهما بصفين وهو عمار وقطعت الأخرى وهو مالك.
    وكلمات أمير المؤمنين عندما وصله الخبر تدل على المقام الشامخ لمالك حيث قال (ع): «إنا للَّه وإنا إليه راجعون، اللهم إني احتسبه عندك فإن موته من مصائب الدهر. رحم اللَّه مالكاً فقد كان وفَّى بعهده وقضى نحبه ولقي ربه مع إنّا قد وطّنّا أنفسنا أن نصبر على كل مصيبة بعد مصابنا برسول اللَّه (ص) فإنها من أعظم المصيبات».
    لقد اختصر أمير المؤمنين شخصية مالك بعبارة تستحق أن تكتب بالذهب وتجلل بالنور «كان الأشتر لي كما كنت لرسول اللَّه (ص)».
    فرحم اللَّه مالكاً الشجاع في طاعته والمطيع في شجاعته يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حياً.

  • #2
    مشاركة: الشجاعة والطاعة عند مالك الاشتر ..

    عليكم

    مشكور اخوي على هذه الجهود

    اتمنى منك المزيد

    مع تحيــ عيون الشرق ــات

    تعليق


    • #3
      مشاركة: الشجاعة والطاعة عند مالك الاشتر ..

      السلام

      شكرا لك اخي

      تحياتي

      تعليق


      • #4
        مشاركة: الشجاعة والطاعة عند مالك الاشتر ..

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        شكرا لك ااخي على ماتقدمه لنا في هذا المنتدى

        اتمنى منك العطاء والمزيد من هذه المشاركات

        تحياتي

        تعليق


        • #5
          مشاركة: الشجاعة والطاعة عند مالك الاشتر ..

          السلام عليكم

          شكرا لك اخي والله امنور المنتدى من المواضيع

          اتمنى التوفيق

          تحياتي

          تعليق

          مواضيع تهمك

          تقليص

          المنتدى: المكتبة الالكترونية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 04:01 PM
          المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:44 PM
          المنتدى: التعريف بالهندسة الصناعية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:38 PM
          المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-10-2025 الساعة 01:22 AM
          المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-04-2025 الساعة 12:04 AM
          يعمل...
          X