لقد حفت الاقلام ، وبحت الاصوات ، وطفح الكيل ، وبلغ السيل الزبى. فهناك اعتصامات حاشدة ، ومسيرات متعاقبة ، تناشد الحكومة ان تفتح ذراعيها للمواطنين العاطلين عن العمل ليعيشوا حياة عز وشرف وكرامة ، الا ان تلكم الاعتصامات والمسيرات والاحتجاجات لا تلق آذانا صاغية ، وانما يقابلها الآخرون من اجهزة امن ، ومكافحة شغب ، وشرطة مجتمع ، والقائمة طويلة عريضة ، بشتى انواع القمع والتنكيل . ولا ندري هل ان الحكومة عاجزة من ايجاد وظائف شاغرة لكل مواطن عاطل يعيش عيشة شظف وتقشف وكفاف ، بل ان هناك عاطلون كثيرون رغم ما يملكونه من مؤهلات جامعية ، وشهادات وكفاءات ، الا انهم اضطروا ان يجولوا ويصولوا من شارع الى شارع وعلى رؤوس الاشهاد لالتقاط علب غازية ، وصفائح معدنية ليبيعوها بثمن بخس ليسدوا رمقهم من الجوع .
انه فعلا موقف مخجل ايما خجل ، ان ابن البلد الاصيل يموت عطشا وجوعا ، بينما في الكفة الاخرى هناك مجنسون اجلاف يرتعون ويمرحون في ارقى الوظائف الحكومية ، اسمنها راتبا ، واعلاها رتبا . ونسترسل ونقول ، اليس هذا ضحك على الذقون ؟ اين عهد الاصلاح والتصحيح ؟ فهل من الاصلاح ان يزداد مؤشر العاطلين عن العمل ، بينما تتقاطر علينا افواج مهولة من المجنسين الدخلاء ليشاركونا حتى في الهواء الذي نتنفسه ، والماء الذي نشربه ؟. اليس هذا ذلا وهوانا ؟ . فلو كانت جميع الوظائف والاعمال شاغرة ، ولا يوجد هناك مقدار ثقب ابرة لانتشال ايدي العاطلين من قمقم البطالة ، لكان الامر مختلفا تماما .
الا ان الحاصل بعينه في مجتمعنا البحريني ، ان الحكومة تبنت تنفيذ وبلورة مشروع المجنسين ، وذلك لمأرب في نفس يعقوب ، بينما تناست بان هناك زرافات من الخريجين والخريجات ضاعت زهرة شبابهم ، وربيع عمرهم ، وهم يبحثون عن عمل هنا وهناك ، حتى تبخرت احلامهم الوردية ، واصبحوا في عداد المتقاعدين حتى اشعار آخر . والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ، لماذا هذه الجامعات والمعاهد والمدارس والاكاديميات التي ليس لها اول من آخر ؟ هل انها مجرد ديكور للتباهي والتفاخر على دول الجوار ؟ .فاذا كانت الحكومة لا تضع اعتبارا واكتراثا لكل خريج من الخريجين ، ونظرت له نظرة تجاهل ونكران ، فلا تصعق مذهولة ، اذا ارتفع معدل النهب والسرقات ، وتحولت المملكة من اقصاها الى اقصاها الى اوكار وعصابات تختلس حتى الكحل من العين .
فكلنا يعرف تمام المعرفة حتى الامي الذي لا يجيد القراءة والكتابة ، ان العمل الشريف النزيه حق شرعي لكل مواطن من المواطنين . فلو ان كل مواطن ضاقت عليه الدنيا بما رحبت ، ولا يوجد هناك امل في ايجاد عمل من الاعمال فا الى من من يلجأ ويلوذ ؟ من المنطقي والموضوعي انه سيناشد من حكومته ان تجد له جواب وحلا ، ولكن اذا الحكومة نفسها غطت الطرف عنه ، فهنا الطامة الكبرى . ولنضرب مثالا حيا على ذلك ، احد الاطفال اذا تعرض لسوء ومكروه ، في هذه الحالة قد يمض الى عمه او خالته او جده ليقاضي له خصمه ، ويقتص منه ، فاذا جميع الوجوه شاحت عنه ، فانه في نهاية المطاف سيطرق باب صدر والده ، ليأخذ له حقه وينصفه .
فاذا وجد ان هذا الباب موصودا ومغلقا ، فلا شك ولا ريب انه سيصيبه احباط كبير لا يوصف ، وكما يقال ( لكل فعل ردة فعل ) ، فا اما ان ذلك الطفل سيأخذ حقه بذراعه ، دون درة تريث وتؤدة واناة ، واما انه ستنتابه ارهاصات نفسية ، وتوترات عصبية ، وسيكون رهينا واسيرا تحت رحمة مرض عضال الى ان يلق حتفه ، وذلك لان الحضن الابوي لم يكن له موقع من الاعراب ، رغم انه يمثل حضن دفئ وعطف وحنان لفلذات أكباده . وهذا هو الحال بعينه بالنسبة للحكومة التي تمثل ابا روحيا لابنائها ، فاذا لم تسترق السمع لمشاكلهم ، بل تمادت في تجاهلهم ونكرانهم ، فان الهوة ستزداد شرخا وانشقاقا ، وتنبثق هناك محن وبلايا على شتى الاصعدة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا ، ولن تكون هناك سوى لغة الاحتقانات والمناوشات والصراعات التي تزيد البيت الواحد سوءا على سوء .
انه فعلا موقف مخجل ايما خجل ، ان ابن البلد الاصيل يموت عطشا وجوعا ، بينما في الكفة الاخرى هناك مجنسون اجلاف يرتعون ويمرحون في ارقى الوظائف الحكومية ، اسمنها راتبا ، واعلاها رتبا . ونسترسل ونقول ، اليس هذا ضحك على الذقون ؟ اين عهد الاصلاح والتصحيح ؟ فهل من الاصلاح ان يزداد مؤشر العاطلين عن العمل ، بينما تتقاطر علينا افواج مهولة من المجنسين الدخلاء ليشاركونا حتى في الهواء الذي نتنفسه ، والماء الذي نشربه ؟. اليس هذا ذلا وهوانا ؟ . فلو كانت جميع الوظائف والاعمال شاغرة ، ولا يوجد هناك مقدار ثقب ابرة لانتشال ايدي العاطلين من قمقم البطالة ، لكان الامر مختلفا تماما .
الا ان الحاصل بعينه في مجتمعنا البحريني ، ان الحكومة تبنت تنفيذ وبلورة مشروع المجنسين ، وذلك لمأرب في نفس يعقوب ، بينما تناست بان هناك زرافات من الخريجين والخريجات ضاعت زهرة شبابهم ، وربيع عمرهم ، وهم يبحثون عن عمل هنا وهناك ، حتى تبخرت احلامهم الوردية ، واصبحوا في عداد المتقاعدين حتى اشعار آخر . والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ، لماذا هذه الجامعات والمعاهد والمدارس والاكاديميات التي ليس لها اول من آخر ؟ هل انها مجرد ديكور للتباهي والتفاخر على دول الجوار ؟ .فاذا كانت الحكومة لا تضع اعتبارا واكتراثا لكل خريج من الخريجين ، ونظرت له نظرة تجاهل ونكران ، فلا تصعق مذهولة ، اذا ارتفع معدل النهب والسرقات ، وتحولت المملكة من اقصاها الى اقصاها الى اوكار وعصابات تختلس حتى الكحل من العين .
فكلنا يعرف تمام المعرفة حتى الامي الذي لا يجيد القراءة والكتابة ، ان العمل الشريف النزيه حق شرعي لكل مواطن من المواطنين . فلو ان كل مواطن ضاقت عليه الدنيا بما رحبت ، ولا يوجد هناك امل في ايجاد عمل من الاعمال فا الى من من يلجأ ويلوذ ؟ من المنطقي والموضوعي انه سيناشد من حكومته ان تجد له جواب وحلا ، ولكن اذا الحكومة نفسها غطت الطرف عنه ، فهنا الطامة الكبرى . ولنضرب مثالا حيا على ذلك ، احد الاطفال اذا تعرض لسوء ومكروه ، في هذه الحالة قد يمض الى عمه او خالته او جده ليقاضي له خصمه ، ويقتص منه ، فاذا جميع الوجوه شاحت عنه ، فانه في نهاية المطاف سيطرق باب صدر والده ، ليأخذ له حقه وينصفه .
فاذا وجد ان هذا الباب موصودا ومغلقا ، فلا شك ولا ريب انه سيصيبه احباط كبير لا يوصف ، وكما يقال ( لكل فعل ردة فعل ) ، فا اما ان ذلك الطفل سيأخذ حقه بذراعه ، دون درة تريث وتؤدة واناة ، واما انه ستنتابه ارهاصات نفسية ، وتوترات عصبية ، وسيكون رهينا واسيرا تحت رحمة مرض عضال الى ان يلق حتفه ، وذلك لان الحضن الابوي لم يكن له موقع من الاعراب ، رغم انه يمثل حضن دفئ وعطف وحنان لفلذات أكباده . وهذا هو الحال بعينه بالنسبة للحكومة التي تمثل ابا روحيا لابنائها ، فاذا لم تسترق السمع لمشاكلهم ، بل تمادت في تجاهلهم ونكرانهم ، فان الهوة ستزداد شرخا وانشقاقا ، وتنبثق هناك محن وبلايا على شتى الاصعدة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا ، ولن تكون هناك سوى لغة الاحتقانات والمناوشات والصراعات التي تزيد البيت الواحد سوءا على سوء .
تعليق