تويت
قال له اخيه عادل لقد طال غيابك يا أخي عنا ولم نعد نصبر على فراقك خاصةً الوالدة الحنونه انها لابد ان تراك وكما تعرف انها جاوزت السبعين من عمرها وهي مريضة وتعاني من ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري وتنظر الى صورتك المعلقة في غرفتها ما ان تفتح عينيها صباحاً حين تستيقظ من النوم وفي المساء عندما تأوي الىا لفراش فهي تصبحك وتمسيك ونحن نسمعها تتكلم مع صورتك ونتألم ونخشى على صحتها. لورأتك ولو لمرة واحدة بعد 17 عاما من الفراق لخف عندها الشوق والحنين لذا فكرنا ان تأتي الى عمان وهي تذهب من هنا مع ابن خالتك حسن لأني لا استطيع السفر كما تعرف وتلتقون في عمان ما رأيك نحن لانعرف ظروفك فوافق كريم فوراً من شدة شوقة الى رؤيت امه
وقال : خلال يومين او ثلاثة سأرتب بعض الامور وأتصل بك والآن اعطني امي اكلمها قال عادل ستفرح كثيرا حين تعرف انها ستراك لحظة سأوقظها انها نائمه
!!وانتظر كريم دقائق ليسمع صوتها يمه كريم كيف حالك الحمد لله انا بخير وكيف حال زوجتك والأطفال
قال :الحمد لله كلنا بخير ومشتاقين لرؤياكم واستطردت ولم تدعة يجيب ولدي كريم انا مريضة وكبرت واريد ان اراك قبل ان أموت وارى اطفالك . متى تأتي... بعد ان اموت ؟
مالفائدة من مجيئك ؟
.دعوت الله ان يمهلني لأراك قبل الرحيل .
وهنا اجهض كريم بالبكاء وبدأت هي تبكي ايضا. ثم تذكر انها مريضة بالسكري.
فقال لها: بصوت ممزوج بالحزن انا تكلمت مع عادل سنلتقي في عمان بعد اسبوع وسيخبرك عادل بالتفاصيل.. قالت لطول الفراق اكاد لا أصدق اني سأراك ثانيةً وأصبحت كأنها اٌ منية وحلم
.قال كريم: نعم نعم ان شاء الله بعد اسبوع لا اكثر
قال لها: وانتِ جاهزه للسفر قالت لا أحتاج سوى تأشيرة دخول للاردن وتكون انت في انتظارنا في الكراج قال كريم طبعا طبعا ثم ودعها كريم على
امل اللقاء بها في عمان بعد اسبوع وتركها مسرورة وودع اخيه عادل وتكلم مع اخته سعاد واوصاها بامه
واقفل خط الهاتف .وجلس يتأمل مادار من حديث بينهما . السفر.. الطائرة.. الاردن ..اللقاء ..اطفاله.. زوجته وفي اليوم الثاني قطع تذكرة سفرالى عمان على الخطوط الجوية الملكية الاردنية
واخذت زوجته تهيء له ما يحتاج من ملا بس وحاجيات السفرواتصل عند المساء في بغداد واخبر عادل انه حجز تذكر السفروسيكون يوم الأحد بعد اسبوع في عمان
.!!وسيتصل بهم من هناك بعد الوصول وعليهم من الآن اتمام معاملة سفر الوالدة وودعه
استيقض صباح يوم الأحد مبكراً وأخذ حماماً ساخناً ثم تناول قهوة الصباح واوصى زوجته في بعض الاموروعملت له بعض السندويشات يتناولها في القطارلأن سفره يستغرق أكثرمن ثلاث ساعات الى مطار فرانكفورت حيث يقطن في مدينة صغيرة وجميلة تكثر فيها البحيرات و الغابات وأشجار السرو حين تغطيها الثلوج .. ثم قبل بنتيه الصغيرتين كوثر وبتول ..اللتين مازالتا نائمتين وقبل زوجته ثم حمل حقيبته مع السلامه مع السلامه وخرج لم تبعد كثيراً محطة القطارعن بيته سوى عشرة دقائق مشياً على الأقدام
وكان الطقس بارداً والشوارع بيضاء من كثرة الثلوج ونوافذ البيوت مغلقة والناس مازالوا نائمين والمدينة في ضباب كثيف و في هدوء تام لأنه يوم عطلة نهاية الأسبوع
والوقت فجراً لايسمع سوى وقع خطواته في الطريق وكان هو الراكب الوحيد من تلك المحطة الصغيرة والقديمة. أخذ قطارالفجر متوجها الى مطار فرانكفورت وجلس بجانب رجل ُمسّن
وتبين من خلال الحديث ان الرجل المسن ينوي الذهاب ايضاً الى مطار فرانكفورت ومنه يطير الى ابو ظبي وتجاذبا اطراف الحديث الا انه في واد و الرجل الُمسن في واد آخر لأنه يتحدث عن العمل.. وهوتتزاحم الأفكار
وتتناقض في رأسه و يعيش احاسيس ومشاعرمزدوجه متناقضة توزعت عنده باتجاهات شتى واقتربت من التضارب أحياناً ممزوجه بالفرحة والحزن في آن واحد سيلتقي بامه وفراق عائلتهالتي لم يبتعد عنها و لأول مرة يسافرخارج المانيا الى بلد عربي منذ 17 عاماً عاش لاجيء سياسياً فيها ثم حصل على الجنسية الأ لمانية بعد اغتراب ومعانات شاقة وطويلة بدأ يتضايق من ثرثرة الرجل المسن وكثرة الأسئلة وشعر بالملل والرغبة في النوم أخذ يتثائب واستولى عليه النعاس ولم يبقى على الوصول سوى ساعة واحدة ورجى من الرجل المسن ان يوقضه عند الوصول واستسلم للنوم .لأنه متعب جداً ولم ينم جيداً في اليلة السابقه أستيقض كريم متفاجئاً مندهشاً حزيناً بعد ان اجتاز به القطار محطة مطار فرانكفورت وسار أكثر من ساعتين
. وهو نائم. وتيقن كريم بعدها انه لم يعد له الوقت الكافي للحاق بطائرته غادر القطارمسرعاً الى اقرب بريد واتصل بأخيه عادل في محل عمله وأخبره بأن حدث له طاريء
ويجب تأجيل السفرالى الأسبوع القادم وعلى كل حال سوف يتصل به غدا مساءً ثم حجز تذكرت قطارعائدأ الى البيت وهولا يفهم لماذا لم يوقضه المسن او ربما ايقضه وهو بقي نائماً . وفي مساء اليوم الثاني اتصل كريم في اخيه فلم يجده في البيت وأخبرته اخته سعاد انه مع امه في المستشفى تدهورت حالتها الصحية حين اخبرها عادل بأن السفر قد تأجل وحدث لك امر طاريء اضطرب كريموخارت قواه ولم يعرف بماذا يجيب وساد صمت قليل واستولت عليه الحيرة وقطع الصمت قائلاً سأتصل بعد ساعة اوساعتين وودعها واقفل خط الهاتف واستسلم للبكاء وخيم عليه الحزن وزوجته تطيب بخاطره وتهدئه وان الأعمار بيد الله سبحانه ولا رّادَ لأمره .وبعد ساعة تقريباً اتصل فأتت سعاد
على الخط وهي شبه منهارة تبكي وبادرت اتصل عادل من المستشفى كريم ..اصبحنا أيتام.. امنا ماتت .. البقاء في حياتك يا أخي ... أنتَ ال.......ولم تكمل وصرخت وأغلقت ،الهاتف
تعليق