الاعتداء الجنسي على كل عاطل عن العمل
كما هو معروف منذ الازل ان شبح الفقر والعوز والفاقة اينما حل وارتحل في أي قطر في العالم ، فانه يورث جوعا وعطشا ، ويورث وباء وفناء وابادة ، ويورث هلاكا ودمارا ونكبة . واي مجتمع من المجتمعات ، واي شعوب من الشعوب لا يمكن ان يعيش حياة امن وسلام واستقرار ، اذا كان غول الفقر ضاربا بين جنباته ، وجاثما على صدره ، بل ان سكان تلكم البلدان المطحونة بآفة الفقر ، يعيشون حياة موت بطيء ، فيصابون بشلل تلو شلل آخر فكريا ووجدانيا ونفسيا وروحيا .
فلا يوجد هناك مجال لفكر نير ، ولا لبصيرة فذة ، ولا لثقافة مطلعة ، ولا لاكتشاف هنا ، واختراع هناك ، وذلك لان الوجدان اصبح منشغلا بلقمة العيش ، ولان الكيان اصبح منهمكا في كسب الرزق ، وكل ذلك يعزا بسبب اخطبوط الفقر المقذع الذي نخر كالسوس في خلايا الاجسام والابدان ، فزادها وهنا وضعفا ، وابتلاها عللا وسقما ، فما عادت هناك بصيرة ثاقبة ، ولا لب مستنير ، ولا جارحة مستيقظـة .
وهذا فعلا ما هو حاصل للشعب البحريني المنكوب ، فهو يعيش كالتائه وسط المعمعة ، كله بؤس وتعاسة وشقاء ، وينظر للمستقبل نظرة تخوف ووجل ، وكأنه قادم على حرب ضارية ضروس مجهولة العواقب ، وان نبس ببنت شفة اعتصاما ومسيرة ، فقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى ، فليس هناك سوى معاول وفؤوس ، وهراوات ومسيلات دموع ، واعتقالات وسجون ، وتهديد ووعيد ، والتقليعة الجديدة هناك سلاح ذو حدين ، وهو الاعتداء جنسيا على كل من يقف في وجه الحكومة طالبا عمل من الاعمال ، ووظيفة من الوظائف .
نعم ، الاعتداء الجنسي ، وهتك الاعراض ، واستباحة الحرمات ، على كل من يطالب بحق من حقوقه الوطنية والقومية . اليست هذه دناءة ما بعدها دناءة ؟ ، ان يقوم حثالة من المأجورين اللقطاء بالاعتداء الحقير القبيح على مواطن من المواطنين العاطلين عن العمل ، وبتأليب وتحريض من الحكومة نفسها ، وإلا لو كانوا غير مخولين لارتكاب جريمة من الجرائم البشعة النكراء ، لم حدث ما كان ، وكأننا في سجن ابو غريب ، او معتقل غوتنامو .
هذه هي بحرين الميثاق والحرية والديمقراطية ، وهذه هي مملكة القانون والشفافية والمساواة ، السواد الاعظم من الشعب يكتري بيوتا خربة ، آيلة للتداعي والسقوط ، ولا يجد قوت يومه ، بل هناك اطفال كثيرون هجروا المقاعد الدراسية ، ليعيلوا اهلهم وذويهم ، فمنهم من عمل عتالا ، ومنهم نادلا ، ومنهم من قام يصول ويجول من مكب الى حاوية بحثا عن رغيف يابس ، او علبة غازية ، او صفيحة معدنية ، وكأننا نعيش في جنوب افريقيا .
رغم ان بلدنا البحرين بها ثروات ومدخرات نفطية وصناعية وتجارية تدر الملايين ، الا ان كل تلك الالوف المؤلفة من الدنانير تدخل في جيوب المجنسين والدخلاء والاجانب ، ونصيب الاسد منها يدخل في ارصدة من استقطبهم ووفدهم ، وجعلهم بحرينيين اصلا وفصلا . اما ابن البلد الاصيل ، فهو مضطهد ومهدد ومحتقر.
ورغم التظاهرات الحاشدة ، والمسيرات السلمية الكبيرة ، التي تناشد الحكومة ان تجد حلا سريعا ومستعجلا للعاطلين عن العمل ، الا انه لا حياة لمن تنادي ، فالمجنسون انتشروا كالفراش المنتشر في كل وزارة من الوزارات ، وعاشوا حياة بذخ ورغد ورفاهية ، رغم انهم اميون لا يعرفون القراءة والكتابة ، رغم ان ابناء البلد من جامعيون وغيرهم ،
اضطروا ان يعملوا في المطاعم ، واسواق الخضرة والسمك ، بل ان هناك كثيرون انضموا الى قوافل الصيادين والبحارة ، هربا وفرارا من كابوس الفقر الذي يطاردهم كظلهم ليلا ونهارا … الا ان كل تلك الصيحات والنداءات المتفجرة من حناجر العاطلين عن العمل لم تلاقي صدى واستجابة ، وانما قوبلت بارهاب ما بعده ارهاب ، وتطرف ما بعده تطرف ، وكأننا نعيش في بلد بلا ولي وراع ، وانما تحكمه اجهزة امنية ، بلا حسيب ولا رقيب .
ولا ندري ، هل ان الحكومة تعتقد اعتقادا جازما ، ان الوقوف في وجه مسيرة من المسيرات ، واشباعها ضربا وقمعا وتنكيلا ، هو حل منطقي وموضوعي ، فكيف والحال اذا كان الشعب برمته خرج بمسيرات متعاقبة من كل قرية ومحافظة ومدينة ، هل ستوقفه دبابة من الدبابات ، او طائرة من الطائرات ؟ . ان أي شعب من شعوب العالم اذا وقف وقفة رجل واحد ، فلا تستطيع أي حكومة من الحكومات ان تلحقه خسارة وهزيمة ، حتى لو كانت تملك اعتى الاسلحة قوة وفاعلية ، وان انتفاضة العاطلين عن العمل ، وهي انتفاضة شعبية وجماهيرية واسعة ، مهما قوبلت بشتى انواع التطرف والارهاب وحشية ودموية ، الا ان تلك الانتفاضة العارمة تزداد ارادة وعزيمة ، حتى يتحقق المطلوب والمراد ، ولو بالشهادة وقطع الاعناق .
كما هو معروف منذ الازل ان شبح الفقر والعوز والفاقة اينما حل وارتحل في أي قطر في العالم ، فانه يورث جوعا وعطشا ، ويورث وباء وفناء وابادة ، ويورث هلاكا ودمارا ونكبة . واي مجتمع من المجتمعات ، واي شعوب من الشعوب لا يمكن ان يعيش حياة امن وسلام واستقرار ، اذا كان غول الفقر ضاربا بين جنباته ، وجاثما على صدره ، بل ان سكان تلكم البلدان المطحونة بآفة الفقر ، يعيشون حياة موت بطيء ، فيصابون بشلل تلو شلل آخر فكريا ووجدانيا ونفسيا وروحيا .
فلا يوجد هناك مجال لفكر نير ، ولا لبصيرة فذة ، ولا لثقافة مطلعة ، ولا لاكتشاف هنا ، واختراع هناك ، وذلك لان الوجدان اصبح منشغلا بلقمة العيش ، ولان الكيان اصبح منهمكا في كسب الرزق ، وكل ذلك يعزا بسبب اخطبوط الفقر المقذع الذي نخر كالسوس في خلايا الاجسام والابدان ، فزادها وهنا وضعفا ، وابتلاها عللا وسقما ، فما عادت هناك بصيرة ثاقبة ، ولا لب مستنير ، ولا جارحة مستيقظـة .
وهذا فعلا ما هو حاصل للشعب البحريني المنكوب ، فهو يعيش كالتائه وسط المعمعة ، كله بؤس وتعاسة وشقاء ، وينظر للمستقبل نظرة تخوف ووجل ، وكأنه قادم على حرب ضارية ضروس مجهولة العواقب ، وان نبس ببنت شفة اعتصاما ومسيرة ، فقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى ، فليس هناك سوى معاول وفؤوس ، وهراوات ومسيلات دموع ، واعتقالات وسجون ، وتهديد ووعيد ، والتقليعة الجديدة هناك سلاح ذو حدين ، وهو الاعتداء جنسيا على كل من يقف في وجه الحكومة طالبا عمل من الاعمال ، ووظيفة من الوظائف .
نعم ، الاعتداء الجنسي ، وهتك الاعراض ، واستباحة الحرمات ، على كل من يطالب بحق من حقوقه الوطنية والقومية . اليست هذه دناءة ما بعدها دناءة ؟ ، ان يقوم حثالة من المأجورين اللقطاء بالاعتداء الحقير القبيح على مواطن من المواطنين العاطلين عن العمل ، وبتأليب وتحريض من الحكومة نفسها ، وإلا لو كانوا غير مخولين لارتكاب جريمة من الجرائم البشعة النكراء ، لم حدث ما كان ، وكأننا في سجن ابو غريب ، او معتقل غوتنامو .
هذه هي بحرين الميثاق والحرية والديمقراطية ، وهذه هي مملكة القانون والشفافية والمساواة ، السواد الاعظم من الشعب يكتري بيوتا خربة ، آيلة للتداعي والسقوط ، ولا يجد قوت يومه ، بل هناك اطفال كثيرون هجروا المقاعد الدراسية ، ليعيلوا اهلهم وذويهم ، فمنهم من عمل عتالا ، ومنهم نادلا ، ومنهم من قام يصول ويجول من مكب الى حاوية بحثا عن رغيف يابس ، او علبة غازية ، او صفيحة معدنية ، وكأننا نعيش في جنوب افريقيا .
رغم ان بلدنا البحرين بها ثروات ومدخرات نفطية وصناعية وتجارية تدر الملايين ، الا ان كل تلك الالوف المؤلفة من الدنانير تدخل في جيوب المجنسين والدخلاء والاجانب ، ونصيب الاسد منها يدخل في ارصدة من استقطبهم ووفدهم ، وجعلهم بحرينيين اصلا وفصلا . اما ابن البلد الاصيل ، فهو مضطهد ومهدد ومحتقر.
ورغم التظاهرات الحاشدة ، والمسيرات السلمية الكبيرة ، التي تناشد الحكومة ان تجد حلا سريعا ومستعجلا للعاطلين عن العمل ، الا انه لا حياة لمن تنادي ، فالمجنسون انتشروا كالفراش المنتشر في كل وزارة من الوزارات ، وعاشوا حياة بذخ ورغد ورفاهية ، رغم انهم اميون لا يعرفون القراءة والكتابة ، رغم ان ابناء البلد من جامعيون وغيرهم ،
اضطروا ان يعملوا في المطاعم ، واسواق الخضرة والسمك ، بل ان هناك كثيرون انضموا الى قوافل الصيادين والبحارة ، هربا وفرارا من كابوس الفقر الذي يطاردهم كظلهم ليلا ونهارا … الا ان كل تلك الصيحات والنداءات المتفجرة من حناجر العاطلين عن العمل لم تلاقي صدى واستجابة ، وانما قوبلت بارهاب ما بعده ارهاب ، وتطرف ما بعده تطرف ، وكأننا نعيش في بلد بلا ولي وراع ، وانما تحكمه اجهزة امنية ، بلا حسيب ولا رقيب .
ولا ندري ، هل ان الحكومة تعتقد اعتقادا جازما ، ان الوقوف في وجه مسيرة من المسيرات ، واشباعها ضربا وقمعا وتنكيلا ، هو حل منطقي وموضوعي ، فكيف والحال اذا كان الشعب برمته خرج بمسيرات متعاقبة من كل قرية ومحافظة ومدينة ، هل ستوقفه دبابة من الدبابات ، او طائرة من الطائرات ؟ . ان أي شعب من شعوب العالم اذا وقف وقفة رجل واحد ، فلا تستطيع أي حكومة من الحكومات ان تلحقه خسارة وهزيمة ، حتى لو كانت تملك اعتى الاسلحة قوة وفاعلية ، وان انتفاضة العاطلين عن العمل ، وهي انتفاضة شعبية وجماهيرية واسعة ، مهما قوبلت بشتى انواع التطرف والارهاب وحشية ودموية ، الا ان تلك الانتفاضة العارمة تزداد ارادة وعزيمة ، حتى يتحقق المطلوب والمراد ، ولو بالشهادة وقطع الاعناق .
تعليق