إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شهيد المحراب دستغيب ((من أطاع الخميني ....))

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شهيد المحراب دستغيب ((من أطاع الخميني ....))

    [align=center][font=Simplified Arabic][size=3]بسمه تعالى

    شهيد المحراب الثالث
    آية الله الحاج السيد عبد الحسين دستغيب








    حدث في مثل هذا اليوم اغتيال الفقيه والعلامة ومعلم الاخلاق آية الله السيد عبد الحسين دستغيب

    في العشرين من آذر عام 1360 هجري شمسي والمصادف للحادي عشر من كانون الاول عام 1981 ميلادي امتدت يد الغدر والخيانة من عملاء عصابة المنافقين الارهابية الى الفقيه والعلامة ومعلم الاخلاق آية الله السيد عبد الحسين دستغيب امام جمعة مدينة شيراز الايرانية وذلك في محراب الصلاة.
    وقد ولد آية الله دستغيب عام 1292 هجري شمسي (1913 ميلادي) في مدينة شيراز.
    وقد سافر الى مدينة النجف الاشرف بالعراق لدراسة الفقه والاصول على يد كبار الاساتذة والعلماء هناك و درس العرفان على يد السيد علي القاضي(قده).
    ولما وصل درجة الاجتهاد قفل راجعاً الى ايران.
    وقد كان من اشد المعارضين لنظام الشاه المقبور في ايران وكان الى جانب دراسته وتدريسه للعلوم الدينية يعمل على توعية الشباب الايراني المسلم وكشف مخططات نظام الشاه المقبور ضد الشعب الايراني. وقد القى القبض عليه من قبل نظام الشاه المقبور واودع السجن مراراً.
    وبعد انتصار الثورة الاسلامية انتخب آية الله دستغيب ممثلاً عن اهالي مدينة شيراز في مجلس الخبراء لتدوين دستور الجمهورية الاسلامية.
    ومن ثم عين من قبل الامام الخميني امام جمعة مدينة شيراز.
    هذا وترك آية الله السيد عبد الحسين دستغيب مجموعة من المؤلفات منها "المعاد" و "الذنوب الكبيرة" اضافة الى تفسيره لبعض سور القرآن الكريم.


    في ميدان السياسة وصد الهجوم الثقافي

    بدأ الجهاد السياسي لهذا الشهيد الكبير منذ أن وجد أساس الدين في خطر بتولي رضا خان للحكم؛ ولهذا كان يعمل على توعية الناس من خلال منبر الخطابة، حيث تجلى ذلك بشكل خاص في اعتراضه الشديد على نزع الحجاب الإجباري الذي كان أول خطة استهدفت ضرب الإسلام وفتح الباب أمام المفاسد والمنكرات في المجتمع ليتزايد بالتالي نفوذ الأجانب في جميع شؤون البلد الإسلامي. وعندما راح رضا خان يواجه علماء الدين، كان هو أيضاً في الصف الأول من المعارضة، حتى إن جلاوزة رضا خان منعوه من ارتقاء المنبر والخطابة، حيث يقول الشهيد نفسه في هذا الصدد: إن هذه المضايقات بلغت حداً أضطر فيه إلى الجلوس على الأرض من أجل موعظة الناس. وعندما كان أفراد النظام يعترضون عليه كان يقول في الجواب: "إنما منعوني من ارتقاء المنبر، لا من التحدث جالساً على الأرض"!
    و له الكثير من المواقف البطولية فراجع موقع دار الولاية للاطلاع على سيرته الجهادية

    بعد انتصار الثورة المباركة

    أصبح آية الله دستغيب بعد انتصار الثورة الإسلامية المباركة نائباً عن محافظة فارس في مجلس الخبراء. وعلى أثر طلب أهالي شيراز بإمضاء طومار بطول ثمانين متراً، عيّنه السيد الإمام إماماً لجمعة شيراز.

  • #2
    مشاركة: شهيد المحراب دستغيب ((من أطاع الخميني ....))

    من أطاع الخميني فقد أطاع الله
    كان الشهيد الكبير سماحة آية الله دستغيب يرى في منزلة الإمام واتصاله بالله كأنما طاعته طاعة لله ومخالفته معصية لله. كان يقول قول العارف: "من أطاع الخميني فقد أطاع الله". وهكذا سار خلفه دوماً على تلك العقيدة منذ بداية النهضة وإلى آخر عمره، وعرفه الجميع بأنه أقوى مدافع عن ولاية الفقيه.

    في حادثة خرداد 1342 واصل مقاومته إلى حد أنه لما جاءت آخر الأمر إلى شيراز شخصيات وضباط كبار من النظام وطلبوا لقاءه، لم يرض بلقائهم، وقال كل ما يقوله السادة في قم هو الذي نقوله نحن أيضاً.

    مدير الساواك في حينها الفريق باكروان جاء بنفسه إلى شيراز، إلا أن الشهيد لم يستقبله. فأرسل له باكروان بلاغاً قال فيه ماذا تريد من إثارة هذه الجلبة والضوضاء؟! تعال واجلس وتفاهم. فقال: اذهب وتفاهم مع قم وإمام الأمة، نحن نتبعهم، فكل ما يقولون نحن نطيع.

    كان الشهيد دستغيب يعتقد أن: "مسألة الإمام ليست مسألة شخص بسيط يظن الإنسان أنه الآن مرجع يقول شيئاً ونحن يجب أن نعمل. المسألة أكبر من هذا بكثير. في كثير من المسائل التي كنا نذهب فيها إلى الإمام، كان الإمام يقول أموراً نشعر فيها أنه ربما لا يقول ذلك من تلقاء نفسه، وأن هناك أموراً فوق ما نتصور. في كثير من التفاصيل التي لم نكن نطلع الإمام عليها كان يقول شيئاً ينطبق على الخطة العسكرية التي كنا قد وضعناها".

    وكان بقدر ولائه لمنصب القيادة والإمامة يتبرأ بشدة من كل عنصر مخالف للإمام. كما كان يقول نفسه: "عندما رأيت في مجلس خبراء الدستور بني صدر الخبيث يقوم بتلك الإساءات إلى ولاية الفقيه التي هي أساس النظام الإلهي للجمهورية الإسلامية، رأيت من واجبي أن أقوم للدفاع عن ولاية الفقيه وأن ألقي كلمة من منصة المجلس". ومن النماذج الأخرى لتبرّئه هو استياؤه الشديد من التحزب والزمر الحزبية حيث كان ينصحهم دائماً في خطبه ويدعوهم إلى اتباع الحق.

    تقول زوجة الشهيد عن مدى حبه لسماحة السيد الإمام: "كلما كان يلتقي السيد إمام الأمة كان يعود مسروراً ومرتاحاً للغاية. كان يفرض على نفسه دائماً الاستماع إلى أخبار الراديو والتلفزيون ولا سيما أحاديث إمام الأمة وكان يكتبها. وكان يجعل كلام الإمام محوراً للحديث في خطبه".

    عندما كان يلتقي الإمام، كان يجلس أمامه كما يجلس العبد أمام سيده أو الحبيب أمام محبوبه، وفي إحدى لقاءاته بالإمام قال: "في محضر الإمام لا نستطيع التحدث بسهولة، ولهذا يجب أن نلخص الحديث ونختصر". وهو الذي قال مرة لأحد نواب شيراز في المجلس: "ولدي! يجب أن تؤمن أن سماحة الأمام هو نائب إمام الزمان سلام الله عليه. تصور كيف يجب التعامل مع أمام الزمان؟ احترام الإمام هو احترام لإمام الزمان سلام الله عليه، واحترام إمام الزمان احترام لله تعالى. إذا أردت العزة، فالعزة في اتباع الإمام". والكلمة المعروفة: "من لم يعشق الخميني لا يمكنه أن يعشق المهدي" هي لهذا الشهيد أيضاً.

    في أواخر حياته، أصبح بحيث إذا جرى الحديث عن الإمام، كان يردد عدة مرات الإمام، الإمام، الإمام، أي إمام، ثم يتحسر كأنما لا يمكنه بيان ما عرفه من الإمام. لم يكن يذكر اسم الإمام وحده وكان يقول إن اتباعه مفخرة لي. وكان يثبت هذه الطاعة قولاً وعملاً، فلم يكن يستند إلى اجتهاده ورأيه قط في قبال الإمام وأوامره أو الحكومة التي يؤيدها.

    وبتعبير قائد الثورة الكبير كان ملتزماً للإسلام والجمهورية الإسلامية وكان إلى آخر عمره يرى في خطبه وأحاديثه ومقالاته أن واجبه وواجب المجتمع والمتحدثين هو تقوية ولاية الفقيه، وكان يقول إذا أردتم ألا تعودوا إلى نظام الطاغوت فعليكم بتقوية ولاية الفقيه، حكومة الله تحت راية ولاية الفقيه. وكان السيد الإمام يعتبره مفخرة من مفاخر الإسلام.


    الحرب المفروضة في قلب الشهيد

    مع بدء الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية، أخذ الشهيد يشجع الشباب بعبارات واضحة على المشاركة في جبهات القتال، وكان يسعى باستمرار إلى تعبئة قوات مخلصة إلى الجبهة ورفد هذه القوات بالتجهيزات والإمكانات. كان يقول أحياناً "إذا كنتم تبحثون عن مؤمن حقيقي فانظروا إلى مقاتلينا، فإنهم إذا كانوا يظهرون إيمانهم بألسنتهم فهم يثبتون عملياً أنهم يفتدون ما سوى الله من أجل الله". وكان أحياناً يعبر عنهم بــ: "أنصار الله".

    في إحدى خطب صلاة الجمعة، اعتبر جبهات القتال نموذجاً لحروب صدر الإسلام، وأن الحرب التي فرضتها حكومة البعث في العراق ضد إيران وسيلة للكشف عن إنسانية الأفراد وصبرهم وتحملهم وشهامتهم. وعندما اقترب موسم الحج، أصدر البيان التالي:

    "يا جماهير محافظة فارس المتدينة الشريفة، بالنظر إلى الوضع الحساس الذي تعيشه البلاد والاعتداء الغاشم للعراق على بلدنا الإسلامي، يحسن التغاضي عن الذهاب إلى الحج والتواجد الكامل في ساحة القتال، أرسلوا المساعدات اللازمة إلى جيش الجمهورية الإسلامية المقتدر العظيم. نحن الآن في حال قتال ضد الكفر، وهذا مصداق واقعي للجهاد في سبيل الله الذي اعتبره القرآن المجيد صراحة أرفع وأفضل من أي عمل آخر، واعلموا أنكم ستبلغون ثواب الحج إن شاء الله... كما يرجى من أصحاب القوافل الكرام تقديم ما أعدوه من إمكانات لسفر الحج إلى إخوانهم وأخواتهم الذين وقعوا تحت وطأة أزلام البعث في العراق...".

    وإحساساً منه بمسؤولية كبيرة في توجيه الدفاع المقدس وضرورة مساهمة العلماء، ولاسيما آية الله الخوئي الذي كان يسكن في العراق، قام بإرسال برقية إليه بهذا المضمون:

    "لا يخفى على سماحتكم في الحال الحاضر أن صداماً الخائن يحارب الإسلام ويقوم بضرب المناطق السكنية وقتل المسلمين العزل في إيران، ويدعي زوراً أنه مسلم يدافع عن الإسلام. من الواجب توعية الشعب والجيش العراقي المسلم بأن واجبهم الشرعي هو الجهاد على طريق الإسلام ومعارضة صدام؛ ولابد للجيش العراقي من الالتحاق بجيش الجمهورية الإسلامية لكي يتم بإذن الله إقرار حكم إسلامي في العراق تحت قيادة الإمام الخميني".

    العروج الملكوتي

    ذكرى شهداء فتح بستان فتحدث الشهيد قائلاً: "أبداننا هذه جيفة، كلنا يموت والموت حق وما أفضل ألاّ نموت على فراش النوم" فكشف عن أمله في الالتحاق بركب الشهداء. وللدرجات المعنوية التي امتلكها شهيدنا، كان قد أُلهم بشهادته قبل حدوثها. يقال إن أحدهم رأى قبل شهادته في المنام أن مكاناً احترق بالنيران وأخذ الدخان يتصاعد حلقات حلقات، وكان السيد يصعد مع الدخان ويكتب في السماء "لا إله إلا الله". وعندما أوصوه بالمحافظة على نفسه أكثر قال: "الشهادة فخر لنا، هل تحسدونني على بلوغ درجة تكون فخراً لي".

    كما تقول ابنة شهيد المحراب عن العلم بالحادثة التي كانت قريبة الوقوع: "في الليلة التي قبل الحادثة رأيت في المنام المرحومة والدتي مع أخي في [ضريح] شاهچراغ تقدم للناس طعاماً بابتهاج، كما كان صحن شاهچراغ قد ألبس السواد. فسألت المرحومة أمي: "ما الخبر؟" فقالت: "جئنا لاستقبال الشهداء، اليوم تشييع جنازة".

    عند منتصف الليل تقريباً، أي ساعات قبل الكارثة، استيقظ السيد من النوم، وجلس مضطرباً في فراشه، وضع يده على جبهته وأخذ يردد "لا حول ولا قوة إلا بالله". كان وضعه يحكي عن منام مرعب. قال اليوم لا أتكلم إلا بالإشارة والرمز. في الساعة الحادية عشرة والنصف من صباح يوم الجمعة 20 آذر (الشهر التاسع) 1360هــ.ش خرج كعادته إلى صلاة الجمعة. يقول حارسه عندما خرج من الدار توقف قليلاً وأحكم حزام وسطه وقال: "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، إنا لله وإنا إليه راجعون". بعد ذلك نزل من السلم وأخذ يسير واضعاً يداً على صدره وأخرى يشير بها إلى الأعلى. بعد لحظات أسرعت إليه فتاة في التاسعة عشرة من زمرة المنافقين الخائنة مع عدة كيلوات من مادة الــ "تي أن تي" بحجة أنها تريد إيصال رسالة إلية بيدها، ثم دوى انفجار مهيب تقطع على أثره السيد عبد الحسين دستغيب إرباً إرباً كمولاه المظلوم الإمام أبي عبد الله الحسين (ع). جدران الزقاق وأبواب الدور والأرض وسطوح المنازل غرقت بالدماء، ولم يكن من المقدور تمييز الأجساد عن بعضها. ومنها أخذ المصلون ينوحون قائلين: "العيون تصب، القلوب تلتهب، دستغيب تقطع، سوف لا يرجع".

    كفنوا الشهيد ووري جثمانه الثرى، إلا أنه لوحظ في كفنه كيس إضافي! وفي صباح أربعينية الإمام الحسين الموافقة لليوم السابع من شهادته، جاء خبر أن سيدة علوية رأت الليلة السابقة المرحوم في المنام وقال لها: "إني غير مرتاح لأن قطعاً من جسمي باقية بين طابوق الزقاق، ألحقوها بي اليوم". فبدأ البحث؛ وبعد سعي حثيث وجدت قطع من الجلد واللحم.. في الساعة العاشرة من تلك الليلة أقيم تشييع آخر ووضعت هذه القطع من بدنه في ذلك الكيس الإضافي، وفتح القبر وألحقوها به. بعد ذلك رأى ولد الشهيد في رؤيا صادقة أباه مع الشيخ الشوشتري.

    بيان الإمام الخميني (قده)

    قال الإمام الخميني (قده) بعد سماع خبر شهادة هذا الأخلاقي الكبير في بيان له بالمناسبة: [color=#0000FF]"بسم الله الرحم الرحيم، إنا لله وإنا إليه راجعون... لو فرضنا أنكم تعتبرون الشهيد البهشتي مذنباً، فغيره كالشهيد المدني والشهيد دستغيب لم يكن لهم ذنب سوى إرشاد المحرومين وهداية الناس، فما يدعوكم إلى قتلهم...لقد اختطفت يد الجناة العميلة للأمريكان من الشعب الإيراني وأهالي محافظة فارس الكرام شخصية جليلة؛ فهو تربوي كبير وعالم عامل لم يكن ذنبه إلا التزامه للإسلام، وجعلوا الحوزات العلمية والشعب الإيراني في عزاء.

    سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشهيد الحاج السيد عبد الحسين دستغيب الذي كان معلم الأخلاق ومهذب النفوس وملتزم للإسلام والجمهورية الإسلامية، استشهد مع مجموعة من مرافقيه...هل نحن نفقد هؤلاء العلماء الكبار والأساتذة تلافياً لهزيمة أمريكا في المنطقة وصدام الأمريكي في الجبهات؟! رحم الله هؤلاء المجاهدين العظماء الذين يضمنون بشهادتهم النصر للإسلام...".


    ختم الشهيد دستغيب سجل حياته بوصية بتقوى الله، ولا شك في أن أتباع الهدى سيستوقفهم باستمرار هذا المقطع من وصيته:"أوصي أولادي بالتقوى والسعي إلى ألاّ يفوتهم واجب ولا يرتكبوا حراماً، وأن يروا الله حاضراً دائماً. ليعلموا أن الدنيا معبر والآخرة دار قرار، ولا ينسوا الدعاء لهذا العاجز...".

    تعليق


    • #3
      مشاركة: شهيد المحراب دستغيب ((من أطاع الخميني ....))

      من أطاع الخميني فقد أطاع الله
      كان الشهيد الكبير سماحة آية الله دستغيب يرى في منزلة الإمام واتصاله بالله كأنما طاعته طاعة لله ومخالفته معصية لله. كان يقول قول العارف: "من أطاع الخميني فقد أطاع الله". وهكذا سار خلفه دوماً على تلك العقيدة منذ بداية النهضة وإلى آخر عمره، وعرفه الجميع بأنه أقوى مدافع عن ولاية الفقيه.

      في حادثة خرداد 1342 واصل مقاومته إلى حد أنه لما جاءت آخر الأمر إلى شيراز شخصيات وضباط كبار من النظام وطلبوا لقاءه، لم يرض بلقائهم، وقال كل ما يقوله السادة في قم هو الذي نقوله نحن أيضاً.

      مدير الساواك في حينها الفريق باكروان جاء بنفسه إلى شيراز، إلا أن الشهيد لم يستقبله. فأرسل له باكروان بلاغاً قال فيه ماذا تريد من إثارة هذه الجلبة والضوضاء؟! تعال واجلس وتفاهم. فقال: اذهب وتفاهم مع قم وإمام الأمة، نحن نتبعهم، فكل ما يقولون نحن نطيع.

      كان الشهيد دستغيب يعتقد أن: "مسألة الإمام ليست مسألة شخص بسيط يظن الإنسان أنه الآن مرجع يقول شيئاً ونحن يجب أن نعمل. المسألة أكبر من هذا بكثير. في كثير من المسائل التي كنا نذهب فيها إلى الإمام، كان الإمام يقول أموراً نشعر فيها أنه ربما لا يقول ذلك من تلقاء نفسه، وأن هناك أموراً فوق ما نتصور. في كثير من التفاصيل التي لم نكن نطلع الإمام عليها كان يقول شيئاً ينطبق على الخطة العسكرية التي كنا قد وضعناها".

      وكان بقدر ولائه لمنصب القيادة والإمامة يتبرأ بشدة من كل عنصر مخالف للإمام. كما كان يقول نفسه: "عندما رأيت في مجلس خبراء الدستور بني صدر الخبيث يقوم بتلك الإساءات إلى ولاية الفقيه التي هي أساس النظام الإلهي للجمهورية الإسلامية، رأيت من واجبي أن أقوم للدفاع عن ولاية الفقيه وأن ألقي كلمة من منصة المجلس". ومن النماذج الأخرى لتبرّئه هو استياؤه الشديد من التحزب والزمر الحزبية حيث كان ينصحهم دائماً في خطبه ويدعوهم إلى اتباع الحق.

      تقول زوجة الشهيد عن مدى حبه لسماحة السيد الإمام: "كلما كان يلتقي السيد إمام الأمة كان يعود مسروراً ومرتاحاً للغاية. كان يفرض على نفسه دائماً الاستماع إلى أخبار الراديو والتلفزيون ولا سيما أحاديث إمام الأمة وكان يكتبها. وكان يجعل كلام الإمام محوراً للحديث في خطبه".

      عندما كان يلتقي الإمام، كان يجلس أمامه كما يجلس العبد أمام سيده أو الحبيب أمام محبوبه، وفي إحدى لقاءاته بالإمام قال: "في محضر الإمام لا نستطيع التحدث بسهولة، ولهذا يجب أن نلخص الحديث ونختصر". وهو الذي قال مرة لأحد نواب شيراز في المجلس: "ولدي! يجب أن تؤمن أن سماحة الأمام هو نائب إمام الزمان سلام الله عليه. تصور كيف يجب التعامل مع أمام الزمان؟ احترام الإمام هو احترام لإمام الزمان سلام الله عليه، واحترام إمام الزمان احترام لله تعالى. إذا أردت العزة، فالعزة في اتباع الإمام". والكلمة المعروفة: "من لم يعشق الخميني لا يمكنه أن يعشق المهدي" هي لهذا الشهيد أيضاً.

      في أواخر حياته، أصبح بحيث إذا جرى الحديث عن الإمام، كان يردد عدة مرات الإمام، الإمام، الإمام، أي إمام، ثم يتحسر كأنما لا يمكنه بيان ما عرفه من الإمام. لم يكن يذكر اسم الإمام وحده وكان يقول إن اتباعه مفخرة لي. وكان يثبت هذه الطاعة قولاً وعملاً، فلم يكن يستند إلى اجتهاده ورأيه قط في قبال الإمام وأوامره أو الحكومة التي يؤيدها.

      وبتعبير قائد الثورة الكبير كان ملتزماً للإسلام والجمهورية الإسلامية وكان إلى آخر عمره يرى في خطبه وأحاديثه ومقالاته أن واجبه وواجب المجتمع والمتحدثين هو تقوية ولاية الفقيه، وكان يقول إذا أردتم ألا تعودوا إلى نظام الطاغوت فعليكم بتقوية ولاية الفقيه، حكومة الله تحت راية ولاية الفقيه. وكان السيد الإمام يعتبره مفخرة من مفاخر الإسلام.


      الحرب المفروضة في قلب الشهيد

      مع بدء الحرب المفروضة على الجمهورية الإسلامية، أخذ الشهيد يشجع الشباب بعبارات واضحة على المشاركة في جبهات القتال، وكان يسعى باستمرار إلى تعبئة قوات مخلصة إلى الجبهة ورفد هذه القوات بالتجهيزات والإمكانات. كان يقول أحياناً "إذا كنتم تبحثون عن مؤمن حقيقي فانظروا إلى مقاتلينا، فإنهم إذا كانوا يظهرون إيمانهم بألسنتهم فهم يثبتون عملياً أنهم يفتدون ما سوى الله من أجل الله". وكان أحياناً يعبر عنهم بــ: "أنصار الله".

      في إحدى خطب صلاة الجمعة، اعتبر جبهات القتال نموذجاً لحروب صدر الإسلام، وأن الحرب التي فرضتها حكومة البعث في العراق ضد إيران وسيلة للكشف عن إنسانية الأفراد وصبرهم وتحملهم وشهامتهم. وعندما اقترب موسم الحج، أصدر البيان التالي:

      "يا جماهير محافظة فارس المتدينة الشريفة، بالنظر إلى الوضع الحساس الذي تعيشه البلاد والاعتداء الغاشم للعراق على بلدنا الإسلامي، يحسن التغاضي عن الذهاب إلى الحج والتواجد الكامل في ساحة القتال، أرسلوا المساعدات اللازمة إلى جيش الجمهورية الإسلامية المقتدر العظيم. نحن الآن في حال قتال ضد الكفر، وهذا مصداق واقعي للجهاد في سبيل الله الذي اعتبره القرآن المجيد صراحة أرفع وأفضل من أي عمل آخر، واعلموا أنكم ستبلغون ثواب الحج إن شاء الله... كما يرجى من أصحاب القوافل الكرام تقديم ما أعدوه من إمكانات لسفر الحج إلى إخوانهم وأخواتهم الذين وقعوا تحت وطأة أزلام البعث في العراق...".

      وإحساساً منه بمسؤولية كبيرة في توجيه الدفاع المقدس وضرورة مساهمة العلماء، ولاسيما آية الله الخوئي الذي كان يسكن في العراق، قام بإرسال برقية إليه بهذا المضمون:

      "لا يخفى على سماحتكم في الحال الحاضر أن صداماً الخائن يحارب الإسلام ويقوم بضرب المناطق السكنية وقتل المسلمين العزل في إيران، ويدعي زوراً أنه مسلم يدافع عن الإسلام. من الواجب توعية الشعب والجيش العراقي المسلم بأن واجبهم الشرعي هو الجهاد على طريق الإسلام ومعارضة صدام؛ ولابد للجيش العراقي من الالتحاق بجيش الجمهورية الإسلامية لكي يتم بإذن الله إقرار حكم إسلامي في العراق تحت قيادة الإمام الخميني".

      العروج الملكوتي

      ذكرى شهداء فتح بستان فتحدث الشهيد قائلاً: "أبداننا هذه جيفة، كلنا يموت والموت حق وما أفضل ألاّ نموت على فراش النوم" فكشف عن أمله في الالتحاق بركب الشهداء. وللدرجات المعنوية التي امتلكها شهيدنا، كان قد أُلهم بشهادته قبل حدوثها. يقال إن أحدهم رأى قبل شهادته في المنام أن مكاناً احترق بالنيران وأخذ الدخان يتصاعد حلقات حلقات، وكان السيد يصعد مع الدخان ويكتب في السماء "لا إله إلا الله". وعندما أوصوه بالمحافظة على نفسه أكثر قال: "الشهادة فخر لنا، هل تحسدونني على بلوغ درجة تكون فخراً لي".

      كما تقول ابنة شهيد المحراب عن العلم بالحادثة التي كانت قريبة الوقوع: "في الليلة التي قبل الحادثة رأيت في المنام المرحومة والدتي مع أخي في [ضريح] شاهچراغ تقدم للناس طعاماً بابتهاج، كما كان صحن شاهچراغ قد ألبس السواد. فسألت المرحومة أمي: "ما الخبر؟" فقالت: "جئنا لاستقبال الشهداء، اليوم تشييع جنازة".

      عند منتصف الليل تقريباً، أي ساعات قبل الكارثة، استيقظ السيد من النوم، وجلس مضطرباً في فراشه، وضع يده على جبهته وأخذ يردد "لا حول ولا قوة إلا بالله". كان وضعه يحكي عن منام مرعب. قال اليوم لا أتكلم إلا بالإشارة والرمز. في الساعة الحادية عشرة والنصف من صباح يوم الجمعة 20 آذر (الشهر التاسع) 1360هــ.ش خرج كعادته إلى صلاة الجمعة. يقول حارسه عندما خرج من الدار توقف قليلاً وأحكم حزام وسطه وقال: "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، إنا لله وإنا إليه راجعون". بعد ذلك نزل من السلم وأخذ يسير واضعاً يداً على صدره وأخرى يشير بها إلى الأعلى. بعد لحظات أسرعت إليه فتاة في التاسعة عشرة من زمرة المنافقين الخائنة مع عدة كيلوات من مادة الــ "تي أن تي" بحجة أنها تريد إيصال رسالة إلية بيدها، ثم دوى انفجار مهيب تقطع على أثره السيد عبد الحسين دستغيب إرباً إرباً كمولاه المظلوم الإمام أبي عبد الله الحسين (ع). جدران الزقاق وأبواب الدور والأرض وسطوح المنازل غرقت بالدماء، ولم يكن من المقدور تمييز الأجساد عن بعضها. ومنها أخذ المصلون ينوحون قائلين: "العيون تصب، القلوب تلتهب، دستغيب تقطع، سوف لا يرجع".

      كفنوا الشهيد ووري جثمانه الثرى، إلا أنه لوحظ في كفنه كيس إضافي! وفي صباح أربعينية الإمام الحسين الموافقة لليوم السابع من شهادته، جاء خبر أن سيدة علوية رأت الليلة السابقة المرحوم في المنام وقال لها: "إني غير مرتاح لأن قطعاً من جسمي باقية بين طابوق الزقاق، ألحقوها بي اليوم". فبدأ البحث؛ وبعد سعي حثيث وجدت قطع من الجلد واللحم.. في الساعة العاشرة من تلك الليلة أقيم تشييع آخر ووضعت هذه القطع من بدنه في ذلك الكيس الإضافي، وفتح القبر وألحقوها به. بعد ذلك رأى ولد الشهيد في رؤيا صادقة أباه مع الشيخ الشوشتري.

      بيان الإمام الخميني (قده)

      قال الإمام الخميني (قده) بعد سماع خبر شهادة هذا الأخلاقي الكبير في بيان له بالمناسبة: [color=#0000FF]"بسم الله الرحم الرحيم، إنا لله وإنا إليه راجعون... لو فرضنا أنكم تعتبرون الشهيد البهشتي مذنباً، فغيره كالشهيد المدني والشهيد دستغيب لم يكن لهم ذنب سوى إرشاد المحرومين وهداية الناس، فما يدعوكم إلى قتلهم...لقد اختطفت يد الجناة العميلة للأمريكان من الشعب الإيراني وأهالي محافظة فارس الكرام شخصية جليلة؛ فهو تربوي كبير وعالم عامل لم يكن ذنبه إلا التزامه للإسلام، وجعلوا الحوزات العلمية والشعب الإيراني في عزاء.

      سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشهيد الحاج السيد عبد الحسين دستغيب الذي كان معلم الأخلاق ومهذب النفوس وملتزم للإسلام والجمهورية الإسلامية، استشهد مع مجموعة من مرافقيه...هل نحن نفقد هؤلاء العلماء الكبار والأساتذة تلافياً لهزيمة أمريكا في المنطقة وصدام الأمريكي في الجبهات؟! رحم الله هؤلاء المجاهدين العظماء الذين يضمنون بشهادتهم النصر للإسلام...".


      ختم الشهيد دستغيب سجل حياته بوصية بتقوى الله، ولا شك في أن أتباع الهدى سيستوقفهم باستمرار هذا المقطع من وصيته:"أوصي أولادي بالتقوى والسعي إلى ألاّ يفوتهم واجب ولا يرتكبوا حراماً، وأن يروا الله حاضراً دائماً. ليعلموا أن الدنيا معبر والآخرة دار قرار، ولا ينسوا الدعاء لهذا العاجز...".

      تعليق


      • #4
        مشاركة: شهيد المحراب دستغيب ((من أطاع الخميني ....))

        السلام عليكم ورحمةالله

        أمثلة مرموقه من هؤلاء العلماء الذين أنار الله بهم الطرق ولا حياة لأمة لا تشيد برجالاتها وخير رجالاتنا الفقهاء العظام العدول ورثة الانبياء والخلفء لأل محمد عليهم السلام


        شكرا لكم على طرح هذاالموضوع وجعله في ميزان حسناتكم بحق محمد وآل محمد


        تحيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــات أخوكـــــــــــــــــــــــــــــــــــم

        ابــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن الهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد ى

        تعليق


        • #5
          مشاركة: شهيد المحراب دستغيب ((من أطاع الخميني ....))

          تشكر اخوووووي على هذا المواضع المتميز
          تحياتي

          تعليق


          • #6
            مشاركة: شهيد المحراب دستغيب ((من أطاع الخميني ....))

            السلام عليكم

            شكرا لك اخي والله امنور المنتدى من المواضيع

            اتمنى التوفيق

            تحياتي

            تعليق

            مواضيع تهمك

            تقليص

            المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 08-10-2025 الساعة 06:45 PM
            المنتدى: السلامة والعوامل الانسانية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 08-10-2025 الساعة 06:43 PM
            المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 08-10-2025 الساعة 06:37 PM
            المنتدى: المكتبة الالكترونية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 04:01 PM
            المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:44 PM
            يعمل...
            X