بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمدٍ وآلِ محمد
أحبتي في الله ,بما أننا وجميع الشيعة ومحبي أهل البيت ,تطل علينا هذة الأيام ذكرى عظيمة على قلوبنا جميعا", وهي ذكرى ميلاد ثامن الأئمة الأطهار ,وهو الإمام علي بن موسى الرضا((الراضي بالقدرِ والقضاء)من صلب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام.
تعالوا معنا لنمضي في فكر وبحر هذا الإمام والجامعة العلمية الكبرى من خلال هذا العمل القليل القليل في حقه (عليه السلام)).
إنه ((سلطان أهل البيت))ومعنى ذلك أنه في أيامه (ع) انتشر الفكر الإسلامي ,وفكر أهل البيت (ع),وصار حب آلِ محمد داخل كل نفس وفي كل مكان,حتى أن الدولة العباسية إنما قامت على شعار ((الرضا من آل محمد)) وهو الإمام علي بن موسى الرضا(ع).
الإمام الرضا (ع) مدرسة قائمة بنفسها ,امتدت وانتشرت لتشمل المدينة المنورة وبعداد وخراسان ,فكل العلماء والفقهاء في تلك الفترة كانوا عيالا" عليه ,وكان علمه يتدفق كالشلال يوضّح ويفسر ويجيب على الأسءلة ويناظر ويفتي ويدرّس ,فالعلم دَفقٌ على لسانه لا يهدأ, ونبع من صدره لا ينضب.
وهو القائل(ع)

يُروى أنه قبل وصوله الى خراسان وهو في الطريق اليها اجتمع عليه الفقهاء والعلماء والعامة من الناس فأخذوا بخطام راحلته وقالوا : يا ابن رسول الله (ص),بحق جدك المصطفى ,إلاّ ما حدثتنا بحديث عن رسول الله نسمعه.
وقيل :إنه كان هناك ما يقارب عشرين ألفا" أو أكثر من الكُتَّاب يكتبون هذا الحديث ,والمعروف ب((السلسلة الذهبية)) لأنه كان ينهي إسناد الحديث إلى الله عز وجل ,وهكذا كان الإسناد:
((حدثني أبي موسى بن جعفر (ع) عن أبيه جعفر بن محمد الصادق(ع)عن أبيه محمد بن علي الباقر(ع)عن أبيه علي بن الحسين السجاد(ع) عن أبيه الحسين بن علي سيد شباب أهل الجنة (ع) عن أبيه علي بن أمير المؤمنين (ع) عن رسول الله محمد(ص) عن جبرئيل (ع) عن اللوح عن الله عز وجل ...
قال الله سبحانه وتعالى : ((كلمة لا اله إلا الله حصني فمن دخل حصني أمِنَ عذابي )) ثم أخرج رأسه (ع) من الهودج وقال: ((بشروطها وأنا من شروطها )).
وعلى هذا أحبتي في الله يجب أن نعلم علم اليفين أنه لا يمكن لأي إنسان أن يدخل حصن رب العالمين من دون ولاية آل محمد,أهل البيت(ع),فقد خصهم الله بحبّه,وجعلهم البوابة التي تؤدي بنا الى معرفة الاسلام ,فلا يتصورنّ أحد أن يتعرّف حقيقة إلى الإسلام من دون أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) الذي وصفه الرسول الكريم محمد(ص)((بالإسلام كله ))عندما قال (ص) يوم الأحزاب ,يوم برز الإمام علي لقتال الطاغية عمرو بن عبد ود العامري

فكم وكم حاول المأمون طمس فكر أهل البيت وأنى له ذلك ,حيث أنه طلب من حاكم قبرص أن يبعث له بكتب الفلسفة اليونانية حتى يترجمها وينشرها في العالم الإسلامي ظنا" منه أنه بهذا يسطيع صرف النظر عن علم وفكر الإمام الرضا وأهل البيت (ع)ولكن خسىْ المأمون وخسىء كل من يحاول ذلك لأن نور الشمس لا يمنع باليد مقابل النور النفّاذ.
فسلام عليك سيدي ياعلي بن موسى الرضا يوم ولدت ويوم تموت ويوم تبعث حيا
وثبتنا الله على ولايتكم ونهجكم يا اولياء الله وأحبائه
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
تعليق