إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مشوار مع الخيط والإبرة

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مشوار مع الخيط والإبرة

    انا احب مهنة الخياطة وكنت كثيرا ما احاول ان اخيط بعض الملابس فعند امي مكينة كنت ازاول عليها بعض الخياطة كما اني اجيد اعمال الكروشية فأصنع ..فانيلات ,, ولفافات ,, وقحافي ..وشراشف..

    مهنة الخياطة جميلة وممارستها ممتعة ونتيجتها جميلة خاصة بعد اكمال قطعة ما كنت تعبتي في تفصيلها وتخيلها ..وهي مهنة تساعد الضائقة المالية وتسد حاجة الفقراء والمحتاجين .

    فكل واحدة منكم عندها خبرة في الخياطة ارجو ان تضع تجربتها او معلوماتها للفائدة

    هنا قصة كفاح كانت بطلتها مهنة الخياطة ومثل هذة القصص كثير

    مشوار مع الخيط والإبرة

    أم فريد: 50عاماً أمام ماكنة الخياطة ومواجهة مع الزمن

    غزة: منى الهباش

    جلست مريم أبو شرخ 60عاماً على ماكنتها وبيدها قطعة قماش لتكمل مشواراً طويلاً بدأته مع الخياطة. فمنذ نعومة أظافرها أمسكت بالخيط و الإبرة لتحيك الملابس بدقة ومهارة.

    جلست أم فريد ذات البشرة السمراء على ماكنتها في منزلها الواقع في مدينة دير البلح وسط العديد من النساء اللاتي ينتظرن بفارغ الصبر ما قد أعدته لهن من ملابس ورغم صوتهن المرتفع إلا أنها أكملت عملها بهدوء وسكينة وكانت تنظر إلى ماكنتها كما لو كانت تنظر إلى طفلها.

    وعندما جلسنا بجانبها لنتحدث إليها قالت أم فريد: أن الخياطة مهنة تحتاج بالدرجة الأولى إلى الرغبة في تعلمها كأي مهنة أخرى إذا رغب من داخله في تعلمها وإتقانها, وهي فن يحتاج إلى التعلم والصبر وإن لم يتحلى بذلك فإنه سيفسد أقمشة الناس وملابسهم بدلاً من تفصيلها, وتضيف لقد كانت لدي رغبة شديدة منذ كنت في العاشرة من عمري في تعلم الخياطة وكنت في نفس الوقت أعرف الكثير من أساسياتها قبل أن يعلمني أحد.

    ذكريات

    وقبل أن تكمل حديثها عن الخياطة عادت بنا أم فريد إلى ذكرياتها في مدينة المجدل مسقط رأسها (المدينة التي اشتهرت عبر التاريخ بتجارة الأقمشة ومهنة الخياطة ) ورغم صغر سنها عندما هاجرت من المدينة إذ لم يتجاوز 5سنوات آنذاك إلا أن ذاكرتها لا تزال تحتفظ بطيف من تلك الأيام الجميلة التي عاشتها هناك وتقول أنها أيام جميلة وقد كنت أنا وقريباتي نذهب إلى أرض زراعية كان يمتلكها والدي وهو في نفس الوقت تاجر أقمشة كبير في المدينة فبل أن نهاجر وكنت أذهب كل يوم إلى الطابون وأراقب النساْ جيداً وهن يخبزن وكنت دائماً أتناول خبزه اللذيذ.

    وتذكر لنا أم فريد قصة طريفة لا تزال تذكرها جيداً فتقول: ذهبت يوماً إلى منزل جدي في المجدل وكان منزلاً واسعاً أمامه حديقة نلعب فيها ونلهو, ثم ناداني جدي فأعطاني خروشة (شمامة ) ثم صادفني أحد الجنود المصريين فاشتراها مني وأعطاني شلن فرحت به كثيراً وذهبت ألعب تحت شجرة كبيرة ولكنني ضيعت الشلن وبحثت عنه في كل مكان ولم أجده وبكيت كثيراً في ذلك اليوم.

    ثم تقول بحزن آخر ما أتذكره من المدينة هو الغارات الإسرائيلية على مدينة المجدل وتكمل لقد كانت غارات مكثفة ومتواصلة ولم يعرف الناس وقتها أين يفرون فكانت غارات عنيفة حتى أن عائلات بأكملها أبيدت وقد اختبأنا أنا وعائلتي في أحد البيارات الموجودة في المدينة لكننا لم نسلم من الغارة فهربنا إلى نعليا ثم إلى هربيا حتى استقر بنا المطاف في مخيم الشاطئ بغزة وتضيف أم فريد لقد أصيبت إحدى قريباتنا في الغارة وظلت معنا طوال الرحلة حتى وصلنا إلى غزة وتم علاجها في مستشفى المعمداني وهي لا تزال حية حتى اليوم.

    البداية

    وعن بداياتها مع الخياطة تقول أم فريد لم يمارس أحد من أسرتي هذه المهنة لكن بداخلي كانت لدى رغبة شديدة في تعلمها وكان والدي تاجر أقمشة في مدينة المجدل قبل الهجرة وتكمل عندما أنهيت الصف السادس في مخيم الشاطئ عام 1956 كان اليهود متواجدين بالقرب من المدرسة الإعدادية فتركت المدرسة لأن عائلتي كانت تخاف علْى سلامتي وفي هذا الوقت نمت موهبتي واشتدت رغبتي في تعلم الخياطة وكان عمري وقتها عشر سنوات وكنت ألح على أسرتي ووالدتي لأتعلم الخياطة وبالفعل ذهبت عند إحدى قريباتي لكي أتعلم لكنها شعرت بأنني من الممكن أن أكون منافسة لها في المخيم فبدأت تعلمني الفنون الأخرى غير الخياطة كالتطريز وما شابه لكن هذا لم يشبع رغبتي وبدأت أتعلم بنفسي فأمسك بالقماش والمقص وأقوم بالتجربة بنفسي حتى عندما أذهب إلى الأفراح كنت أراقب جيداً ما ترتديه العروس من ملابس وبدل وأحفظها في مخيلتي وأقوم بتطبيقها فور عودتي إلى بيتنا, وتضحك ثم تكمل حديثها بعد الهجرة كان الناس يستلمون من الوكالة الملابس والطعام و كنت أنتظر الفرصة حتى تخرج أمي من المنزل وأمسك تلك الملابس وأقوم بتقطيعها لأرى كيف تم صنعها وأقلدها ثم أقوم بتخييطها حتى لا تكتشف أمي ما فعلته وتؤنبني, بعد ذلك ألحت أم فريد على والدتها لتشتري لها ماكنة خياطة وتم لها ما أرادت وهي في الحادية عشره من عمرها وتقول: أتقنت الخياطة بعد شهر واحد فقط من التدريب ومن ثم أصبحت أحيك للناس ملابسهم مقابل أجور بسيطة في ذلك الزمن.

    وبعينان يملؤهما الفخر تقول أم فريد: بعد مدة قصيرة من تعلمي الخياطة أقدمت إحدى قريباتي على الزواج وكنت أنا من قام بتفصيل جهازها كاملاً وكان غاية في الجمال والمتانة رغم صغر سني وحداثة تعلمي لهذه المهنة, حتى أنني قمت بتفصيل جهازي عندما تزوجت.

    وتكمل أم فريد حديثها الشيق عن رحلتها مع الخياطة فتقول: إن الموديلات تعيد نفسها فما هو موجود اليوم كنا نعرفه سابقاً والخياطة الماهرة كما تقول أم فريد عليها أن تطور نفسها فتواكب كل ما هو موجود من موديلات في الأسواق وأن تستطيع تفصيلها بنفسها أي تتمشى مع العصر ولا تبقى متحجرة لكي تحافظ على زبائنها وتكسب زبائن جدد, وتعود بنا أم فريد إلى ما قبل عام 67 فتقول في هذه المرحلة من الزمن كانت الأقمشة محدودة وكذلك الموديلات الموجودة ولكن بعد 67 شهدت هذه المهنة انفتاحاً كبيراً فبدا التجار يستوردون أقمشة جديدة من السعودية والدول العربية الأخرى وأصبحنا نعرف موديلات جديدة لم نكن نعرفها من قبل, ونحن نرى الآن أقمشة لم نكن نعرفها إبان الحكم المصري لقطاع غزة مثل الحرير والتل وغيرها.

    تغير

    تقوم أم فريد: إن الإقبال على تفصيل الملابس كان أكبر بكثير من هذه الأيام حتى قبل سنتين فقط أما الآن فأرى أن الخياطة تشهد ضعفاً ملحوظاً وترى السبب في ذلك هو استيراد الملابس الصينية والتركية وغزوها لأسواقنا ونظراً لأسعارها المنخفضة نسبياً مقارنة بسعر القماش وأجرة تفصيله فإن الناس يقبلون عليها بشكل كبير ما دامت تفر الكثير بالنسبة لهم , لكنها تؤكد أن أجرتها ليست مكلفة ولم يسبق أن اشتكى أحداً من أسعارها , وتقول إن زبائني يتدرجون في المستويات الاجتماعية المختلفة وتضحك ثم تكمل أستطيع أن أعرف شخصية الزبون وحالته المادية والاجتماعية من خلال نوع القماش وما يطلبه من موديل .

    معاناة وكفاح

    وتحدثنا أم فريد عن كفاح طويل في حياتها فتقول: لقد ساهمت ماكنة الخياطة بشكل كبير في بناء أسرتي مادياً ومعنوياً وتحسين وضعي الاقتصادي والاجتماعي بشكل كبير فمنذ تزوجت كان أبو فريد يعمل شرطياً إبان الحكم المصري لقطاع غزة وكان راتبه لا يتجاوز 9 جنيهات لكنها كانت تستر الحال في ذلك الزمن فقد كانت الحياة بسيطة بشكل كبير على عكس هذه الأيام وساهمت في المصروف على عائلة زوجي, ولكن بعد حرب 67 قام الناس بتبديل العملة المصرية التي كانت بحوزتهم إلى الشيكل الإسرائيلي ووجدنا أنفسنا أمام ضائقة مالية كبيرة إذ ما حصلنا عليه بعد تبديل العملة كان مبلغاً متواضعاً للغاية فاضطر أبو فريد للذهاب إلى أريحا للبحث عن فرصة عمل, وتكمل حديثها بعد أن سافر وجدت نفسي أمام مسؤولية كبيرة وهي الاعتناء بالأولاد ومصاريفهم فكثفت من عملي على ماكنة الخياطة لاوفر لهم كل ما يحتاجون بل وكنت في نفس الوقت أدخر مما أحصل عليه من أجرة الخياطة وبعد أن عاد أبو فريد من أريحا كان أمامنا أن نبني منزلاً نسكن نحن وأبناؤنا وبالفعل قمنا بشراء قطعة أرض وبالطبع كان لماكنة الخياطة دور كبير في شرائها وبدأنا في بناء المنزل لكن ( يا فرحة ما تمت ) كما تقول أم فريد إذ اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي وذلك في العام 1975 زوجها على خلفية وجود مسدس في منزلهم ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل قامت قوات الاحتلال بهدم ما تم بناؤه سابقاً للبحث عن قطع سلاح أخرى وتقول أم فريد تضاعفت مسؤوليتي في هذه المدة ووجدت تحديات كبيرة أمامي ولم تكف قوات الاحتلال عن مهاجمة بيتي في أي وقت كان وكنت لوحدى أنا وأبنائي الصغار لكن الغيوم زالت بعد عدة شهور إذ وجد المسدس غير صالح للاستعمال فخرج أبو فريد بكفالة 2000 ليرة كنت قد ادخرتها من عملي وبعد خروج أبو فريد من السجن لم يكن لديه عمل فهو لم يعمل بعد 67حتى قدوم السلطة الفلسطينية عام 1994 وتحملت وحدي المسؤولية في بناء المنزل وهو يحتوي على 5 أدوار نعيش فيه أنا وأبنائي وتراكمت ديون كبيرة بعد بنائه لكن الحمد لله سددتها بمساعدة كبيرة من ماكنة الخياطة وتقول أم فريد كان لماكنة الخياطة دور كبير في حياتي وتعليم أبنائي إنني أحبها وأفضل في كثير من الأحيان الجلوس وراءها وإن لم يكن لدي عمل إنني أشعر بأنها جزء مني ولا يمكنني الاستغناء عنها, ثم تسكت لتعاود الحديث إلينا ولكن بصوت حزين تتذكر كيف مات أحد أبنائها قبل سنوات غرقاً في البحر تاركاً وراءه زوجتين وعشرة أبناء وتقول أنني أساهم في إعالتهم بشكل كبير إلى جانب مرتبه فقد كان يعمل شرطياً.

    النصيحة بجمل

    وفي نهاية حديثها وجهت أم فريد نصيحة لمن تريد أن تحترف مهنة الخياطة فقالت عليها بالصبر والمثابرة والعطاء المستمر وعدم الملل وتضيف إن هذه المهنة ضرورية جداً لكل ربة منزل ولو كانت طبية وكل واحدة منا نحن السيدات عليها تعلم الخياطة ومعرفتها عنها ولو كان شيئاً بسيطاً كأي عمل منزلي فأنا علمت إحدى بناتي هذه المهنة وألح على ابنتي الصغرى كي تتعلمها.

    تركنا أم فريد وهي تكمل عملها بكل نشاط, وكم قدرنا في أنفسنا كفاحها الطويل وعطاءها المستمر لكل من حولها.

  • #2
    مشاركة: مشوار مع الخيط والإبرة

    السلام

    شكرا لك اخي

    تحياتي

    تعليق


    • #3
      مشاركة: مشوار مع الخيط والإبرة

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      شكرا لك ااخي على ماتقدمه لنا في هذا المنتدى

      اتمنى منك العطاء والمزيد من هذه المشاركات

      تحياتي

      تعليق


      • #4
        مشاركة: مشوار مع الخيط والإبرة

        السلام عليكم

        شكرا لك اخي والله امنور المنتدى من المواضيع

        اتمنى التوفيق

        تحياتي

        تعليق


        • #5
          مشاركة: مشوار مع الخيط والإبرة

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          شكرا لك اخي والله امنور المنتدى من المواضيع

          اتمنى التوفيق

          تحياتي

          ابن الهدى

          تعليق


          • #6
            مشاركة: مشوار مع الخيط والإبرة

            السلام

            شكرا لك اخي

            تحياتي

            تعليق


            • #7
              مشاركة: مشوار مع الخيط والإبرة

              السلام

              بارك الله فيك اخوي

              تحياتي

              تعليق


              • #8
                مشاركة: مشوار مع الخيط والإبرة

                السلام

                شكرا لك اخي

                تحياتي

                تعليق

                مواضيع تهمك

                تقليص

                المنتدى: المكتبة الالكترونية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 04:01 PM
                المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:44 PM
                المنتدى: التعريف بالهندسة الصناعية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:38 PM
                المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-10-2025 الساعة 01:22 AM
                المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-04-2025 الساعة 12:04 AM
                يعمل...
                X