رسالة من المعتقل إلى الشيخ محمد سند
واسنـــداه
سلامَ من الله ورحمته وبركاته ، أرجو أن يصلك سلامي وسلام إخواني وأنت تنعم بثوب الصحة والعافية ، وأن يمنّ عليك الرحمن بفيض بركاته وأنت تتشرف بالطواف حول بيته العتيق إنه سميع مجيب ..
سماحة الشيخ الجليل أخط هذه الأسطر وأنا في زنزانة لا يتجاوز طولها بعرضها مترا ، نتشارك فيها أنا وخمسة من أخواني وأبنائك ، يشدّ بعضنا أزر بعضا ويعطف بعضنا على بعض ونحتسب الأجر والثواب من ربّ العّباد .
أبانا الشيخ أتعرف ماسبب وجودنا نحن هنا في السجن ؟ نحن من اللذين تهافتوا فور سماعهم خبر أحتجازك في مطار البحرين الدولي ، سمعنا ياشيخ وتركنا أنا ومن فزع معي كل مابين أيدينا من أهل وأحباب وتوجهنا محرمين نحوك زرافات زرافات ننصرك ونطالب بك ، عازمين على تحريرك لأننا عارفين مقامكم الرفيع ، والسعة والبسطة في العلم الذي تحويه ، هتفنا لك رافعين الصوت مرددين لبيك ياسند لبيك ..
كنت قبلتنا في تلك الليله وكان مسيرنا في المطار أشبه بالسعي بين الصفا والمروى ، وتحملنا الأذى من أجل مقام عمامتك والتى أعتبرتها أنا (( الحجر الأسود )) وليت شعري ياسماحة الشيخ لو رأيتنا ونحن متراصعين ومتدافعين وكأننا نرمي الجمرات والشيطان من ورائنا يوسعنا ضرب وتنكيل .
سماحة الشيخ لم يكتفي أحبابك بماجرى لهم من تنكيل بل توجهنا إلى (( المدينة )) نزورك في بيتك في القفول ونسجّل موقف رجولي أخر ، وكان سعينا هذا لانبتغي منّه منّاً أو جميل ، بل هو واجبنا الشرعي تجاه حماة الدين ولذا كان جزاء حجّنا هذا أن نكون في السجن قابعين وعن أهلنـــا وفلذات أكبادنا مفارقين .
سماحة الشيخ أرجو أن تقبل من أبنك الصغير هذا العتب الصريح ..
مالك ياشيخ تركتنا في منتصف الطريق ، وتراجعت عن شعارك الجميل وتركت أبنائك وحدهم يواجهوا غربة المصير فقد تداعى إلى مسامعنا أنك في الحج الأكبر ، وهذا يعني أنك أنشغلت بالأهم عن المهم إن كنا نحن مهمين ، خاب ظني سماحة الشيخ وخابت أحلامي بشعارك الجميل ، أتعرفني من أنا يا شيخ أنا من سألتك أمام منزلك وأنت تخطب بالمحبين ، بعد أن لمحت في نبرة صوتكم تراجع عن كلامك السابق وقت لك ( أهل مازلت متمسك بفكرة الأستفتاء ) فكان الجواب هلامياً ومرحلياً ضاع في أذهان الحضور .
شيخنا الحبيب :
هل نسيت حجّنا إليك في المطار ؟ وسعينا وهتافنا لك ؟ أهل كنّا مقصرين نحوك ؟ أهل كان علينا أن نقوم بشيء أكثر وقصرنا فيه ؟
البيان الذى كتبته قبل سفرك وكان نصيبنا من هذا البيان سطران في ذيل البيان تأمل فيه بالأفراج عنّا ولعمري وكأنّ الأمل يخرجنا مما نحن فيه !!!
شيخنا الفاضل رافقتك السلامة في الحل والترحال ، ونتمنى لك الخير والسلامة وإن تعرضت لاسمح الله لأي توقيف فور رجوعك من الحج فإن كنّا نحن في الخارج سنهبّ لك من جديد ونتحمل الأذى بقلب رحيب ..
معذرة شيخنا ولكن هي بعض الغصص تقطعت من جوفي وتدحرجت من قلب سجين ..
وسلامي إلى كل الأحباب والأصدقاء .
__________________
خطنا سيبقى مع العلماءِ ** نهجنا إلتزامٌ بدينِ السماءِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
ابن الهدى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
تعليق