بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
دخل عديّ بن حاتم على معاوية بن أبي سفيان يوماً
فسأله معاوية : اين الطرفات ؟ يعني طريفاً وطارفاً وطرفة اولاد عدي .
فأجاب عدي : قتلوا يوم صفين بين يدي عليّ بن ابي طالب (ع)..
فقال معاوية : ما أنصفك ابن ابي طالب ، اذ قدّم بنيك واخر بنيه .
فقال عدي : بل أنا ما أنصفت علياً ، اذ قتل وبقيت .
ثم التفت معاوية الى عديّ ، وقال له :صف لي علياً...
فقال عدي : ان رأيتَ أن تعفيني .
فقال معاوية ، لا اعفيك .
فوصف عديّ عليا" بقوله : كان والله بعيد المدى ، شديد القوى ، يقول عدلاً ، ويحكم فصلا ، تتفجر الحكمة من جوانبه ، والعلم من نواحيه ، يستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويستأنس بالليل ووحشته ، وكان والله عزيز الدمعة طويل الفكرة ، يحاسب نفسه اذا خلا ، ويقلّب كفيّه على مامضى ، ويعجبه من اللباس القصير ، ومن المعاش الخشن ، وكان فينا كأحدنا ، ويجيبنا إذا سألناه ، ويدنينا إذا أتيناه ، ونحن مع تقريبه لنا وقربه منّا لا نكلّمه لهيبته ، ولا نرفع أعيننا اليه لعظمته ، فان تبسم فعن اللؤلؤ المنظوم ، يعظّم أهل الدين ، ويتحبّب الى المساكين ، لا يخاف القوي ظلمه ، ولا ييأس الضعيف من عدله . فأقسم لقد رأيته ليلة وقد مثل في محرابه ، وأرخى الليل سرباله ، وغارت نجومه ، ودموعه تتحادر على لحيته ، وهو يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين ، فكأني الآن اسمعه وهو يقول : يا دنيا اليّ تعرّضت ، ام اليّ أقبلتِ ، غرّي غيري ، لا حان حينك ، قد طلّقتكِ ثلاثاً لا رجعة لي فيكِ ، فعيشك حقير ، وخطرك يسير ، اه من قلة الزاد ، وبعد السفر ، و وحشة الطريق .
هنا وكفت عينا معاوية ، وجعل ينشفها بكمه ، ثم قال : يرحم الله أبا الحسن كان كذلك .
ثم أضاف قائلاً لعدي : فكيف صبرك عليه ؟
فأجاب : كصبر من ذُ بحَ ولدها ، فهي لا ترقأ دمعتها ، ولا تسكن عبرتها . ثم سأل معاوية : فكيف ذكرك له ؟
فقال : وهل تراني أنساه !
(الكنى والا لقاب الجزء 2 صفحة 103 )
( قصص الأبرار لشهيد المطهري صفحة 221 )
اللهم صل على محمد وال محمد
دخل عديّ بن حاتم على معاوية بن أبي سفيان يوماً
فسأله معاوية : اين الطرفات ؟ يعني طريفاً وطارفاً وطرفة اولاد عدي .
فأجاب عدي : قتلوا يوم صفين بين يدي عليّ بن ابي طالب (ع)..
فقال معاوية : ما أنصفك ابن ابي طالب ، اذ قدّم بنيك واخر بنيه .
فقال عدي : بل أنا ما أنصفت علياً ، اذ قتل وبقيت .
ثم التفت معاوية الى عديّ ، وقال له :صف لي علياً...
فقال عدي : ان رأيتَ أن تعفيني .
فقال معاوية ، لا اعفيك .
فوصف عديّ عليا" بقوله : كان والله بعيد المدى ، شديد القوى ، يقول عدلاً ، ويحكم فصلا ، تتفجر الحكمة من جوانبه ، والعلم من نواحيه ، يستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويستأنس بالليل ووحشته ، وكان والله عزيز الدمعة طويل الفكرة ، يحاسب نفسه اذا خلا ، ويقلّب كفيّه على مامضى ، ويعجبه من اللباس القصير ، ومن المعاش الخشن ، وكان فينا كأحدنا ، ويجيبنا إذا سألناه ، ويدنينا إذا أتيناه ، ونحن مع تقريبه لنا وقربه منّا لا نكلّمه لهيبته ، ولا نرفع أعيننا اليه لعظمته ، فان تبسم فعن اللؤلؤ المنظوم ، يعظّم أهل الدين ، ويتحبّب الى المساكين ، لا يخاف القوي ظلمه ، ولا ييأس الضعيف من عدله . فأقسم لقد رأيته ليلة وقد مثل في محرابه ، وأرخى الليل سرباله ، وغارت نجومه ، ودموعه تتحادر على لحيته ، وهو يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين ، فكأني الآن اسمعه وهو يقول : يا دنيا اليّ تعرّضت ، ام اليّ أقبلتِ ، غرّي غيري ، لا حان حينك ، قد طلّقتكِ ثلاثاً لا رجعة لي فيكِ ، فعيشك حقير ، وخطرك يسير ، اه من قلة الزاد ، وبعد السفر ، و وحشة الطريق .
هنا وكفت عينا معاوية ، وجعل ينشفها بكمه ، ثم قال : يرحم الله أبا الحسن كان كذلك .
ثم أضاف قائلاً لعدي : فكيف صبرك عليه ؟
فأجاب : كصبر من ذُ بحَ ولدها ، فهي لا ترقأ دمعتها ، ولا تسكن عبرتها . ثم سأل معاوية : فكيف ذكرك له ؟
فقال : وهل تراني أنساه !
(الكنى والا لقاب الجزء 2 صفحة 103 )
( قصص الأبرار لشهيد المطهري صفحة 221 )
تعليق