بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطاهرين...
قال الله العزيز في كتابه المجيد: (يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلاّ كانوا به يستهزؤن، ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون). (يس/ 30، 31).
وبعد، فإن الصورة الكاريكاتيرية التي إنتشرت في بعض الصحف الدنماركية خلال الفترة الماضية، والتي أساءت إلى أشرف وأكمل إنسان عرفته البشرية في تاريخها، سيد الأنبياء اللذين أرسلهم الله تعالى لهداية الإنسان حبيبنا محمد المصطفى (ص)، ليعد من أكبر الإهانات التي نشاهد اليوم ولادتها من رحم الصحافة غير المسؤلة وغير الأخلاقية، بل إن هذا العمل لا يعد إهانة لشخص النبي الأكرم محمد المصطفى صلى الله عليه وآله، بل إهانة لجميع الأنبياء والمرسلين والصديقين، وإلى جميع رسالات السماء والأديان الإلهية، وإلى جميع ملايين البشرية والمسلمين، ومتى وكيف يمكن إعتبار ذلك مظهراً من مظاهر الحضارة والحرية، وهل معنى الحرية الإستهزاء والسخرية بالمقدسات، أم أن القوم يرون أن لا مقدسات في هذا العالم، فهل يوافقون على الإستهزاء بكل شيء حتى مقدساتهم، أم أن مقدساتهم يجب إحترامها دون مقدسات الآخرين، وهل هذا هو التطبيق العملي لدعواتهم إلى الحوار والتفاهم والتقارب والتسامح البشري والديني، والثقافي والحضاري؟!
إننا إذ نستنكر هذه الإهانة أشد الإستنكار وأقواه ونرفض هذا الأسلوب المهين أشد الرفض، نقدر جهود وخطوات ملايين الناس والمسلمين والدول والجمعيات والتجمعات الإسلامية التي بادرت إلى إستنكار ما حصل، وندعوا الجميع إلى مزيد من الإستنكار والرفض.
كما أننا ندعوا الجميع إلى تحمل مسؤلياتهم الإنسانية والشرعية والإسلامية بالخروج في مسيرات إستنكارية شديدة جماهيرية وضخمة في مختلف مناطق المملكة، وذلك وفاءً للعهد والميثاق الذي أخذه الله علينا في الدفاع عن دينه وسيد رسله محمد المصطفى (ص) ووفاءً لكل القيم البشرية التي نؤمن بها.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
مكتب سماحة آية الله الشيخ حسين النجاتي
29/ذي الحجة/1426هـ - 29/1/2006م
تعليق