السلام عليكم
ينظر البعض إلى البكاء نظرة سلبية قاتمة إذ يصور البكاء حاله مرضية تعبر عن اختلال في الشخصية لذا يلزم علاجها واستئصالها، وهناك من يذهب زاعماً أن البكاء حالة من الذل والانهزامية، ولا يتوسل به إلا الضعفاء وأما الأشداء فهم الذين يهيمنون على مآقيهم فيحبسونها عن أن تفيض دمعاً ويؤكدون وبضرس قاطع أن البكاء حكر على النساء أما الرجل فلا يبكي بل هو حرام عليه، هاتان النظرتان تتسمان بكثير من التطرف والبعد عن الواقع والإنصاف، لأنه قد ثبت علمياً في أن البكاء يدل على استواء الشخصية لا على مرضيّتها طالما كان البكاء لأمر ممدوح عقلاً وشرعاً وقد أودعت هذه الحالة في البشر بشكل واضح وجلي بل ونشاهدها حتى عند العجماوات أيضاً, وقد يصاب الإنسان بعقد خطيرة إذا ما حاول كبت ما في نفسه من حزن وألم، فالبكاء هو الوسيلة الناجعة في التنفيس والترويح عن النفس، لذلك نجد النساء أقل عقداً من الرجال لتمسكهن بهذه الوسيلة.
فالنظرة المعتدلة للبكاء هي في جعله حالة دالة على صحة وعافية نفسية خصوصاً فيما إذا وظف لأهداف سامية عليا، وبمراجعة الآيات القرآنية المباركة والأحاديث الشريفة سنقف على حقيقة هامة وهي أن البكاء كان سمة ظاهرة في حياة الأنبياء والأوصياء والمؤمنين يقول تعالى:[أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح من ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خرّوا سجداً وبكيا] .
وقال عز وجل:[ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً].
وعن الإمام أمير المؤمنين (ع) : «بكاء العيون وخشية القلوب من رحمة الله تعالى ذكره، فإذا وجدتموها فاغتنموا الدعاء».
فالبكاء حالة سوية محبوبة وأما جفاف الدموع فهو مرض يلزم الإسراع في معالجته، قال الإمام الباقر (ع) :«ما جفت الدموع إلا لقسوة القلوب وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب».
ولنتصفح حياة الأنبياء والمعصومين (ع) لنجد أن هذه الحالة ـ حالة البكاء ـ كانت من المعالم البارزة في حياتهم، فها هو آدم (ع) أبو البشر بكى على فراق الجنة حتى فتح الدمع في خديه أخدودين وكذلك يعقوب (ع) انتحب على فراق نجله يوسف حتى فقد بصره قال تعالى:[وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم].
ونرى النبي الأعظم (ص) وهو يبكي على ولده إبراهيم الذي توفي عن ثمانية عشر شهراً ـ فسئل عن ذلك: كيف يبكي وهو يأمرهم بالصبر على الملمات والأزمات فقال (ص): «العين تدمع والقلب يخشع ولا نقول ما يسخط الرب».
فالرسول (ص) وهو معلّم الإنسانية يعلم الناس كيف يكون الحزن وفي الوقت نفسه ينبغي التسليم للأمر الإلهي فلا للشكوى والتبرّم من قضاء الله وقدره وإلا خرج الإنسان عن حضيرة الإيمان.
يتبع
ينظر البعض إلى البكاء نظرة سلبية قاتمة إذ يصور البكاء حاله مرضية تعبر عن اختلال في الشخصية لذا يلزم علاجها واستئصالها، وهناك من يذهب زاعماً أن البكاء حالة من الذل والانهزامية، ولا يتوسل به إلا الضعفاء وأما الأشداء فهم الذين يهيمنون على مآقيهم فيحبسونها عن أن تفيض دمعاً ويؤكدون وبضرس قاطع أن البكاء حكر على النساء أما الرجل فلا يبكي بل هو حرام عليه، هاتان النظرتان تتسمان بكثير من التطرف والبعد عن الواقع والإنصاف، لأنه قد ثبت علمياً في أن البكاء يدل على استواء الشخصية لا على مرضيّتها طالما كان البكاء لأمر ممدوح عقلاً وشرعاً وقد أودعت هذه الحالة في البشر بشكل واضح وجلي بل ونشاهدها حتى عند العجماوات أيضاً, وقد يصاب الإنسان بعقد خطيرة إذا ما حاول كبت ما في نفسه من حزن وألم، فالبكاء هو الوسيلة الناجعة في التنفيس والترويح عن النفس، لذلك نجد النساء أقل عقداً من الرجال لتمسكهن بهذه الوسيلة.
فالنظرة المعتدلة للبكاء هي في جعله حالة دالة على صحة وعافية نفسية خصوصاً فيما إذا وظف لأهداف سامية عليا، وبمراجعة الآيات القرآنية المباركة والأحاديث الشريفة سنقف على حقيقة هامة وهي أن البكاء كان سمة ظاهرة في حياة الأنبياء والأوصياء والمؤمنين يقول تعالى:[أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح من ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خرّوا سجداً وبكيا] .
وقال عز وجل:[ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً].
وعن الإمام أمير المؤمنين (ع) : «بكاء العيون وخشية القلوب من رحمة الله تعالى ذكره، فإذا وجدتموها فاغتنموا الدعاء».
فالبكاء حالة سوية محبوبة وأما جفاف الدموع فهو مرض يلزم الإسراع في معالجته، قال الإمام الباقر (ع) :«ما جفت الدموع إلا لقسوة القلوب وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب».
ولنتصفح حياة الأنبياء والمعصومين (ع) لنجد أن هذه الحالة ـ حالة البكاء ـ كانت من المعالم البارزة في حياتهم، فها هو آدم (ع) أبو البشر بكى على فراق الجنة حتى فتح الدمع في خديه أخدودين وكذلك يعقوب (ع) انتحب على فراق نجله يوسف حتى فقد بصره قال تعالى:[وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم].
ونرى النبي الأعظم (ص) وهو يبكي على ولده إبراهيم الذي توفي عن ثمانية عشر شهراً ـ فسئل عن ذلك: كيف يبكي وهو يأمرهم بالصبر على الملمات والأزمات فقال (ص): «العين تدمع والقلب يخشع ولا نقول ما يسخط الرب».
فالرسول (ص) وهو معلّم الإنسانية يعلم الناس كيف يكون الحزن وفي الوقت نفسه ينبغي التسليم للأمر الإلهي فلا للشكوى والتبرّم من قضاء الله وقدره وإلا خرج الإنسان عن حضيرة الإيمان.
يتبع
تعليق