صرخاتُ أيتام تتعالى داخل مسامعي،، استغاثات نساء فُجعت على فلذات أكبادهن وأخريات ٍ على إخوانهن تُدّوي كل ما حولي مُعلنةً بدء شهر ٍ فُجعَ فيه نبي هذه الأمة..

وهذه البقاع التي مُلئت بقلوب العاشقين إليك سيدي أبا عبد الله قد اتخذت من الأسود ِ وشاحاً لها مواسية ً لقلب ِ أمك سيدة النساء..

سيدي يا أبا الأكبر،، أطفالنا تأبى إلا أن يكون لها نصيباً في مواساة أطفالك،، تراهم يُسرعون لأمهاتهم طالبين لباس الأحزان،، وهاهم في المآتم تسيل الدموع منهم على غير إرادة إثر الصرخات التي تتعالى هناك نادبة يا حــســيــن..

فأي قلب ٍ يا قرة عين المصطفى يتذكر وقوفك منكسر الظهر عند جسد أخيك قمر بني هاشم وهو يلفظُ أنفاسه الأخيرة،، ويتذكر حيرتك بزفاف ٍ أفجع قلوب الهاشميات لعريس الطفوف،، ويتذكر انقضاضك على ولدك بعد أن قطعّت الأعداء جسده الطاهر وجعلت منه مرتعاً للسيوف والرماح،، بل يتذكرك رافعاً يدك المباركة التي فاضت بدماء رضيعك إلى السماء،، أي قلبٍ هذا الذي لا ينفطر ؟!

أي عين تلك التي لا تدمع وهي تتذكر قلوب تلك الأمهات التي عاينت جثث أبنائها تُزهرُ على بوغاء كربلاء، تُسحكُ تحت سنابك الخيول، أو أطفالٌ هامت على وجوهها في صحراءٍ لا تعرفُ لها بدايةٌ من نهاية، أطفالٌ تمّكن منها الجوع والعطش في جو كربلاء الصحراوي..
أطفالٌ تتعلق بأذيال أمهاتها سائلة ً بكل حيرة وبكل براءة الطفولة أين أبي ؟!!


أي قلبٍ عظيمٍ ذلك الذي تحمله عقيلة الطالبيين،، قلبٌ جعلها تُكابر كل أحزانها و آلامها بفقد أخوتها وأبناء إخوتها وبني عمومتها،، لتمسح دمع اليتيم،، لُتصبّر قلب الأم المفجعة،، لتُسّلي الأخت الفاقدة،، ولتُساعد أخرى في البحث عن طفلها بين جثث القتلى أو بين التلال،، لتعود بعد كل هذا وذاك لتُناجي ربها،، لتصلي صلاة ليلها من جلوسٍ حالتها فيه الأحزان من الوقوف!!

فسلامٌ عليك يا أبا عبد الله،، سلامٌ عليك يا أبا الفضل ،، يا عريس كربلاء،، يا أشبه الخلق بالنبي،، يا عليل كربلاء ،، وسلامٌ عليك يا قلب زينب الصبور ،، يا نساء وأطفال الحسين،، يا أنصار الحسين ،، وعليكم أيتها الأرواح التي حلّت بفناء سيد الشهداء..

مع تحيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الطائرــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــات