لماذا البكاء
________________________________________
اسلام عليكم
مأجورين انشاء الله
بسم الله الرحمن الرحين
لماذا البكاء؟
اقترن البكاء بعاشوراء حتى لم يعد للذكرى شعار أقوى من الدموع، وفي غير عاشوراء ما من اسم يثير ذكره الأحزان في النفوس كاسم الحسين، وهذا أمر يعرفه كل مؤمن لامس الحب شغاف قلبه، وعرفت نفسه الولاء لآل محمد(ص)، بل إن مأساة أبي عبد الله الحسين تعمل آثارها في نفس من ليس له عهد بمعرفة الحسين وولايته، مسلما كان أم غير مسلم، سل عن ذلك الذين لا يزالون يرفعون راية الحسين في كل مكان، من الخطباء والمبلغين والدعاة الذين يمشون في الناس، أي أناس، بذكر محمد وآله الأطهار.
أما لماذا يبكي الناس على الحسين، وقد التحق بالرفيق الأعلى، في جوار جده وأبيه وأمه وأخيه، وفاز برضوان الله في جنة عرضها السماوات والأرض؟ فهو سؤال لا يطرحه إلا القاسية قلوبهم من الناس، والذين لم يحسنوا قراءة التاريخ، ومن ثم لم يعرفوا أبعاد المسألة الحسينية ومعانيها، فظنوا خطأً أن البكاء على الحسين هو حزنا على حياته التي فقدها ونفسه التي أزهقت، ودنياه التي فارقها. فإن كان الأمر كذلك فمن ذا الذي لا يموت ومن ذا يخلد في هذه الدنيا حتى يبكي فراق من فارقها أسفا؟ أم لأنه مات مقتولا؟ لكن ؛ أليس القتل لهم عادة،وكرامتهم من الله الشهادة؟ألم يقتل من قبل أبوه،و يسم أخوه؟فلماذا الحسين من دونهم هو قتيل العبرات؟
أولا لابد من التسليم بالجانب الغيبي فيما يتعلق بالحسين والعواطف المرتبطة بشهادته، وهو الجانب الذي تشير إليه مجموعة كبيرة من الروايات والأخبار الواردة عن رسول الله (ص) والأئمة (ع)، فجميعهم كانوا يؤكدون على البكاء والنحيب، ويدعون المؤمنين إلى ذلك، وفي مختلف العصور تجد أن الناس يستجيبون لتلك الدعوة بصورة عفوية وتلقائية، مما يؤكد أن هناك بعدا لا نعرفه في المسألة، ويمكن القول أنها من خصائص الحسين (ع).
ومن الأسباب والدواعي الواضحة للبكاء، أن الجريمة التي أرتكبت بحق الحسين يمكن وصفها بأنها كانت جريمة أمة، إذ نقول في الزيارة: "ولعن الله أمة قتلتك"، وبما أن كل واحد منا فرد من أفراد هذه الأمة، فإن التهمة سوف تحوم من حوله إلى أن يثبت براءته منها، وهو أمر يدعو إلى الخوف، ولن يؤكد المرء براءته إلا بالانحياز الكامل لأهداف الثورة الحسينية، والمسير تحت رايتها، فهي مسيرة مستمرة. وعلى كل مؤمن أن يتساءل: إلى أي المعسكرين كان ينتمي، لو أنه شهد الواقعة؟ معسكر الحسين الذي ناهز السبعين رجلا بقليل، أم المعسكر الآخر؟ أليس هذا بسبب كاف للبكاء؟
سبب آخر أوضح من الأول هو أن كربلاء شهدت أبشع جرائم البشرية، وتركزت فيها المصائب بنسبة مرتفعة، وقد استطاع الحسين وصحبه وأهل بيته أن يكشفوا عن مقدار الشر الكامن في نفوس أعدائهم، ومقدار ما وقع عليهم من ظلم وأذي، بحيث لم يدعوا مجالا لموقف حيادي لآتين من بعد، فإما التعاطف الكامل مع بحيث يكون البكاء هو أهون وسائل التعبير، أو الخذلان الذي قد يخفى على صاحبه، فيتوهم أنه من أنصار الحسين، كما كان هو الحال مع أهل الكوفة الذين لم يكونوا،من حيث الظاهر، يعرفون لهم إماما سوى الحسين.
________________________________________
اسلام عليكم
مأجورين انشاء الله
بسم الله الرحمن الرحين
لماذا البكاء؟
اقترن البكاء بعاشوراء حتى لم يعد للذكرى شعار أقوى من الدموع، وفي غير عاشوراء ما من اسم يثير ذكره الأحزان في النفوس كاسم الحسين، وهذا أمر يعرفه كل مؤمن لامس الحب شغاف قلبه، وعرفت نفسه الولاء لآل محمد(ص)، بل إن مأساة أبي عبد الله الحسين تعمل آثارها في نفس من ليس له عهد بمعرفة الحسين وولايته، مسلما كان أم غير مسلم، سل عن ذلك الذين لا يزالون يرفعون راية الحسين في كل مكان، من الخطباء والمبلغين والدعاة الذين يمشون في الناس، أي أناس، بذكر محمد وآله الأطهار.
أما لماذا يبكي الناس على الحسين، وقد التحق بالرفيق الأعلى، في جوار جده وأبيه وأمه وأخيه، وفاز برضوان الله في جنة عرضها السماوات والأرض؟ فهو سؤال لا يطرحه إلا القاسية قلوبهم من الناس، والذين لم يحسنوا قراءة التاريخ، ومن ثم لم يعرفوا أبعاد المسألة الحسينية ومعانيها، فظنوا خطأً أن البكاء على الحسين هو حزنا على حياته التي فقدها ونفسه التي أزهقت، ودنياه التي فارقها. فإن كان الأمر كذلك فمن ذا الذي لا يموت ومن ذا يخلد في هذه الدنيا حتى يبكي فراق من فارقها أسفا؟ أم لأنه مات مقتولا؟ لكن ؛ أليس القتل لهم عادة،وكرامتهم من الله الشهادة؟ألم يقتل من قبل أبوه،و يسم أخوه؟فلماذا الحسين من دونهم هو قتيل العبرات؟
أولا لابد من التسليم بالجانب الغيبي فيما يتعلق بالحسين والعواطف المرتبطة بشهادته، وهو الجانب الذي تشير إليه مجموعة كبيرة من الروايات والأخبار الواردة عن رسول الله (ص) والأئمة (ع)، فجميعهم كانوا يؤكدون على البكاء والنحيب، ويدعون المؤمنين إلى ذلك، وفي مختلف العصور تجد أن الناس يستجيبون لتلك الدعوة بصورة عفوية وتلقائية، مما يؤكد أن هناك بعدا لا نعرفه في المسألة، ويمكن القول أنها من خصائص الحسين (ع).
ومن الأسباب والدواعي الواضحة للبكاء، أن الجريمة التي أرتكبت بحق الحسين يمكن وصفها بأنها كانت جريمة أمة، إذ نقول في الزيارة: "ولعن الله أمة قتلتك"، وبما أن كل واحد منا فرد من أفراد هذه الأمة، فإن التهمة سوف تحوم من حوله إلى أن يثبت براءته منها، وهو أمر يدعو إلى الخوف، ولن يؤكد المرء براءته إلا بالانحياز الكامل لأهداف الثورة الحسينية، والمسير تحت رايتها، فهي مسيرة مستمرة. وعلى كل مؤمن أن يتساءل: إلى أي المعسكرين كان ينتمي، لو أنه شهد الواقعة؟ معسكر الحسين الذي ناهز السبعين رجلا بقليل، أم المعسكر الآخر؟ أليس هذا بسبب كاف للبكاء؟
سبب آخر أوضح من الأول هو أن كربلاء شهدت أبشع جرائم البشرية، وتركزت فيها المصائب بنسبة مرتفعة، وقد استطاع الحسين وصحبه وأهل بيته أن يكشفوا عن مقدار الشر الكامن في نفوس أعدائهم، ومقدار ما وقع عليهم من ظلم وأذي، بحيث لم يدعوا مجالا لموقف حيادي لآتين من بعد، فإما التعاطف الكامل مع بحيث يكون البكاء هو أهون وسائل التعبير، أو الخذلان الذي قد يخفى على صاحبه، فيتوهم أنه من أنصار الحسين، كما كان هو الحال مع أهل الكوفة الذين لم يكونوا،من حيث الظاهر، يعرفون لهم إماما سوى الحسين.