تويت
خطبة النجاتي في تاسوعاء بـ كرانه عن إهانة النبي (ص) والعريضة والسجناء
كلمة سماحة آية الله الشيخ حسين النجاتي في تاسوعا 1427ﻫ بـ قرية كرانه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة والسلام على خير خلق الله وأفضل أنبيائه ورسله محمد وآله الطاهرين.
السلام عليك يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك، عليك مني سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار، ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم، السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.
وبعد:
السلام عليكم أيها المعزون للحسين (ع)، أيها المحبون، أيها الموالون .....
إنني في هذه الدقائق المعدودة أرى أنه وإنطلاقاً من مدرسة الحسين (ع) والدماء المظلومة التي أريقت في كربلاء، والحرمات التي اُنتهكت في عاشوراء، إنطلاقاً من دروس هذه المدرسة وأهداف تلك الثورة الإصلاحية العظيمة أن أذكّر بجملة من النقاط على وجه الإختصار:
النقطة الأولى: الوصية بالتقوى
إخواني أخواتي، إنكم تعلمون جيداً أن الحسين (ع) إنما لبى نداء ربّه في الشهادة لكي ينصر دين الله، ولكي يبث في الإسلام روح الحياة من جديد، وأنتم إنما تكونون في خطه إذا كنتم من أهل التقوى والصبر في طاعة الله تعالى والإبتعاد عن معصيته، إهتموا بالفرائض الإلهية وأهمها الصلاة، لأنها عمود الدين، ولا تيئسوا من روح الله ورحمته، فأبواب الرحمة الإلهية مفتوحة دائماً وهو لا يرد سائلاً طرق بابه لإستغفارٍ وتوبةٍ، أم لطلب حاجة.
النقطة الثانية: الوصية بالحجاب والعفاف
أخواتي المؤمنات، أهم وأوجب شيء لكنّ هو الستر والحجاب والعفاف، وأفضل الحجاب وأحسنه ما كان أستر للمرأة، وهو العباءة، وكل ما تحملنّه نساء أهل البيت (عليهم السلام) من فاطمة الزهراء إلى زينب الكبرى (عليهما السلام) إلى غيرهن إنما كان لأجل الدفاع عن دين الله تعالى والدفع بالمجتمع - خصوصاً المرأة - نحو الإلتزام الديني، الذي من أجلى مظاهره في المرأة الحجاب والعفاف.
النقطة الثالثة:دروس من عاشوراء والمواكب الحسينية
يجب الإهتمام بمعرفة ثورة الحسين (ع) وأهدافها المقدسة بشكل عميق، والتلاحم الروحي والمعنوي القوي مع تلك الأهداف لكي يكون ذلك دافعا قوياً نحو القرب إلى الله تعالى ونيل رضوانه.
فالحسين (ع) وكربلاء وعاشوراء مدرسة لجميع الأجيال، وهي مدرسة الحياة والممات، كيف نعيش وكيف نموت، مدرسة الجهاد والدفاع، مدرسة الصمود والإستقامة.
وبناءً على ذلك، فمن أهم الواجبات والفرائض المشاركة في مجالس الحسين (ع)، والمشاركة في المواكب الحسينية، عليكم جميعاً بالمشاركة الفعالة والقوية في هذه المواكب، إنها مواكب الحسين ومواكب أهل البيت (ع)، مراجع الدين كانوا يشاركون فيها حفاة الأقدام، فأقتدوا بهم واستضيئوا بنور علمهم وعملهم، ولا تحرموا أنفسكم من هذه النفحات الربانية في هذه الأيام المعدودة.
النقطة الرابعة: إستنكار إهانة مقام النبي الأكرم (ص)
أننا هنا مرة أخرى ندين ونشجب ونستنكر كل الإهانات التي وجهت في صحافة بعض الدول الغربية إلى شخصية النبي الأكرم (ص)، ونطالب جميع قطاعات الأمة بالإستمرار في الإحتجاج والإستنكار بالوسائل السلمية والحضارية والهادئة.
النقطة الخامسة:العريضة الدستورية
لقد دُشنت في اليومين الماضيين عريضةً شعبيةً موجهةً إلى الأمم المتحدة تطالب بدستور عادل ينبثق عن الإرادة الشعبية، وهذه العريضة إنما تطالب بحق هو من صميم حقوق الإنسان المعترف بها دولياً وإسلامياً، وإذا كان من المحتمل أن يكون لتوقيع الإنسان عليها أثراً في إنجاح وإحقاق هذا الحق فالتوقيع عليها لازم ومسؤولية وطنية.
فكونوا جميعاً عند مسؤولياتكم حيث إننا بحاجة شديدة لإحقاق الحقوق في جميع المجالات ورفع التمييز في جميع القطاعات، بحاجة إلى دستور عادل، وهذه العريضة ستدفع إن شاء الله تعالى نحو تحقيق ذلك.
فمن كان ناصراً لها فهنيئاً له، ومن لم يكن سألنا الله تعالى له التوفيق والسداد.
النقطة السادسة: سجناء أحداث المطار
إننا نرفض الحكم الذي صدر بحق شبابنا بالأمس ممن اعتقلوا في حوادث المطار، الحكم الذي قضى عليهم بالسجن لسنتين ليس لذنب ارتكبوه إلا للتجمهر!
والحكم بالسجن للتجمهر حكم ينسجم مع روح القرون الوسطى المتخلفة عن الحضارة البشرية وكرامة الإنسان، وكيف يكون التجمهر ذنباً ولا يكون عشرات الإنتهاكات التي ترتكب بحق الناس ذنباً، كفى في ذلك التمييز الطائفي والحرمان من الحقوق الدستورية وغيرها؟!
إننا نطالب بإطلاق سراحهم وفك الأسر عنهم لكي يرجعوا إلى عيشهم وعملهم وسكنهم الطبيعي.
ولا نعتقد بأن في سجن هؤلاء مصلحة للوطن ولا لـ أي طرف، فالأفضل السعي للسير نحو تهدئة الأمور وإصلاحها بالتي هي أحسن. وفي ختام حديثي هذا أطلب منكم أيها الأخوة والأخوات المؤمنات أن تناصروا ما جاء في هذا الحديث بشعار واحسيناه ... واشهيداه ... واقتيلاه ... وامظلوماه ...
توجهوا بقلوبكم إلى الحسين (ع) في كربلاء ونادوا بأعلى أصواتكم
أبد والله ما ننسى حسيناه .....
نسأل الله تعالى أن يجعلنا مع الحسين (ع) في الدنيا والآخرة، وأن لايجعل هذا آخر العهد منا من المشاركة في عزاء الحسين (ع)، اللهم انصر الإسلام والمسلمين ومراجع الدين، اللهم اغفر ذنوبنا، واستر عيوبنا، واكشف كروبنا، واقض حوائجنا، اللهم تقبل اعمالنا، وتقبل عزائنا، واجعل عواقب أمورنا خيرا.
جزاكم الله خير الجزاء، وصلِ اللهم على محمد وآله الطاهرين.
كلمة سماحة آية الله الشيخ حسين النجاتي في تاسوعا 1427ﻫ بـ قرية كرانه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة والسلام على خير خلق الله وأفضل أنبيائه ورسله محمد وآله الطاهرين.
السلام عليك يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك، عليك مني سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار، ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم، السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.
وبعد:
السلام عليكم أيها المعزون للحسين (ع)، أيها المحبون، أيها الموالون .....
إنني في هذه الدقائق المعدودة أرى أنه وإنطلاقاً من مدرسة الحسين (ع) والدماء المظلومة التي أريقت في كربلاء، والحرمات التي اُنتهكت في عاشوراء، إنطلاقاً من دروس هذه المدرسة وأهداف تلك الثورة الإصلاحية العظيمة أن أذكّر بجملة من النقاط على وجه الإختصار:
النقطة الأولى: الوصية بالتقوى
إخواني أخواتي، إنكم تعلمون جيداً أن الحسين (ع) إنما لبى نداء ربّه في الشهادة لكي ينصر دين الله، ولكي يبث في الإسلام روح الحياة من جديد، وأنتم إنما تكونون في خطه إذا كنتم من أهل التقوى والصبر في طاعة الله تعالى والإبتعاد عن معصيته، إهتموا بالفرائض الإلهية وأهمها الصلاة، لأنها عمود الدين، ولا تيئسوا من روح الله ورحمته، فأبواب الرحمة الإلهية مفتوحة دائماً وهو لا يرد سائلاً طرق بابه لإستغفارٍ وتوبةٍ، أم لطلب حاجة.
النقطة الثانية: الوصية بالحجاب والعفاف
أخواتي المؤمنات، أهم وأوجب شيء لكنّ هو الستر والحجاب والعفاف، وأفضل الحجاب وأحسنه ما كان أستر للمرأة، وهو العباءة، وكل ما تحملنّه نساء أهل البيت (عليهم السلام) من فاطمة الزهراء إلى زينب الكبرى (عليهما السلام) إلى غيرهن إنما كان لأجل الدفاع عن دين الله تعالى والدفع بالمجتمع - خصوصاً المرأة - نحو الإلتزام الديني، الذي من أجلى مظاهره في المرأة الحجاب والعفاف.
النقطة الثالثة:دروس من عاشوراء والمواكب الحسينية
يجب الإهتمام بمعرفة ثورة الحسين (ع) وأهدافها المقدسة بشكل عميق، والتلاحم الروحي والمعنوي القوي مع تلك الأهداف لكي يكون ذلك دافعا قوياً نحو القرب إلى الله تعالى ونيل رضوانه.
فالحسين (ع) وكربلاء وعاشوراء مدرسة لجميع الأجيال، وهي مدرسة الحياة والممات، كيف نعيش وكيف نموت، مدرسة الجهاد والدفاع، مدرسة الصمود والإستقامة.
وبناءً على ذلك، فمن أهم الواجبات والفرائض المشاركة في مجالس الحسين (ع)، والمشاركة في المواكب الحسينية، عليكم جميعاً بالمشاركة الفعالة والقوية في هذه المواكب، إنها مواكب الحسين ومواكب أهل البيت (ع)، مراجع الدين كانوا يشاركون فيها حفاة الأقدام، فأقتدوا بهم واستضيئوا بنور علمهم وعملهم، ولا تحرموا أنفسكم من هذه النفحات الربانية في هذه الأيام المعدودة.
النقطة الرابعة: إستنكار إهانة مقام النبي الأكرم (ص)
أننا هنا مرة أخرى ندين ونشجب ونستنكر كل الإهانات التي وجهت في صحافة بعض الدول الغربية إلى شخصية النبي الأكرم (ص)، ونطالب جميع قطاعات الأمة بالإستمرار في الإحتجاج والإستنكار بالوسائل السلمية والحضارية والهادئة.
النقطة الخامسة:العريضة الدستورية
لقد دُشنت في اليومين الماضيين عريضةً شعبيةً موجهةً إلى الأمم المتحدة تطالب بدستور عادل ينبثق عن الإرادة الشعبية، وهذه العريضة إنما تطالب بحق هو من صميم حقوق الإنسان المعترف بها دولياً وإسلامياً، وإذا كان من المحتمل أن يكون لتوقيع الإنسان عليها أثراً في إنجاح وإحقاق هذا الحق فالتوقيع عليها لازم ومسؤولية وطنية.
فكونوا جميعاً عند مسؤولياتكم حيث إننا بحاجة شديدة لإحقاق الحقوق في جميع المجالات ورفع التمييز في جميع القطاعات، بحاجة إلى دستور عادل، وهذه العريضة ستدفع إن شاء الله تعالى نحو تحقيق ذلك.
فمن كان ناصراً لها فهنيئاً له، ومن لم يكن سألنا الله تعالى له التوفيق والسداد.
النقطة السادسة: سجناء أحداث المطار
إننا نرفض الحكم الذي صدر بحق شبابنا بالأمس ممن اعتقلوا في حوادث المطار، الحكم الذي قضى عليهم بالسجن لسنتين ليس لذنب ارتكبوه إلا للتجمهر!
والحكم بالسجن للتجمهر حكم ينسجم مع روح القرون الوسطى المتخلفة عن الحضارة البشرية وكرامة الإنسان، وكيف يكون التجمهر ذنباً ولا يكون عشرات الإنتهاكات التي ترتكب بحق الناس ذنباً، كفى في ذلك التمييز الطائفي والحرمان من الحقوق الدستورية وغيرها؟!
إننا نطالب بإطلاق سراحهم وفك الأسر عنهم لكي يرجعوا إلى عيشهم وعملهم وسكنهم الطبيعي.
ولا نعتقد بأن في سجن هؤلاء مصلحة للوطن ولا لـ أي طرف، فالأفضل السعي للسير نحو تهدئة الأمور وإصلاحها بالتي هي أحسن. وفي ختام حديثي هذا أطلب منكم أيها الأخوة والأخوات المؤمنات أن تناصروا ما جاء في هذا الحديث بشعار واحسيناه ... واشهيداه ... واقتيلاه ... وامظلوماه ...
توجهوا بقلوبكم إلى الحسين (ع) في كربلاء ونادوا بأعلى أصواتكم
أبد والله ما ننسى حسيناه .....
نسأل الله تعالى أن يجعلنا مع الحسين (ع) في الدنيا والآخرة، وأن لايجعل هذا آخر العهد منا من المشاركة في عزاء الحسين (ع)، اللهم انصر الإسلام والمسلمين ومراجع الدين، اللهم اغفر ذنوبنا، واستر عيوبنا، واكشف كروبنا، واقض حوائجنا، اللهم تقبل اعمالنا، وتقبل عزائنا، واجعل عواقب أمورنا خيرا.
جزاكم الله خير الجزاء، وصلِ اللهم على محمد وآله الطاهرين.
تعليق