تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه الكلمة لسماحة الشيخ عبد الرضا معاش أطال الله في عمره..
جاءني شاب وقد تغيرت ملامح وجه، ويداه ترتجفان، وهو يبحث عن الكلمات لكي يعبر عما يختلج في قلب، ولكن الارتباك كان سيد الموقف وكأن الدنيا اسودت في وجهه، حاولت أن اهدأ من روعه، وأضفي السكينة على قلبه، فبادرته بالكلام قائلا له: ما هي قضيتك؟ قال: كنت على علاقة حب مع فتاة تعرفت عليها في الجامعة، وكانت الاتصالات الهاتفية بيننا مستمرة، وكان الواحد منا يشعر بالأخر بحيث لو أصابني صداع، فإنها تأتيني إلى الدار بعد دقائق.. وبينما هو يسرد مشكلته حاولت أن أكون مستمعاً جيداً له، لكي ينفس عن همه، ويحكي عما في خاطره، ويفضفض عن آلامه، بينما هو يسترسل في الحديث رأيت عيناه أغرورقت بالدموع ، وهو يحدثني بالفصل الأخير حيث قال: منذ أيام هجرتني حبيبتي، وما عادت تطيق سماع صوتي، كلما أحاول الحديث معها تغلق الهاتف في وجهي، اتصل بصديقاتها لكي اكلمها، تقول لزميلتها: أغلقي الهاتف في وجهه.. وصارت لا تطيق أن تراني وتسمع صوتي.. حاولت أن أحدثها فقالت لي: انس ما دار بيننا فلا أريد الارتباط بك.. وانتهى كل ذلك الحلم الذي بنيناه، ووضعنا أساسه، وشيدنا قوامه!! كلما أفكر كيف حصل ذلك، فإن تفكيري لا يقودني إلى شيء، أنا حائر لا ادري ما اعمل، كيف أرجعها لي، هل اذهب إلى مشعوذ.. أقول حرام.. أم اذهب إلى ساحر عله يرجعني إليها فأقول لا أواجه الخطأ بالخطأ لان السحر نوع من الشرك بالله تعالى.. بهذه الكلمات أنهى الشاب المخدوع في حبه، والمجروح من حبيبته حديثه، عن علاقة حميمة بينه وبين الفتاة الجامعية.
فسألته: هل كنت تنوي الزواج منها؟ قال:لا!قلت: إذن ما هي جدوى علاقتك بها؟ قال بعد توقف قليل وحيرة: إني أحبها. قلت له: اعلم ولكن إلى ابن ستصل بهذا الحب، هل هو دليل لسعادتك، وطريقك نحو الخير ؟ هل تعتبر أنها خانتك؟ قال: نعم. قلت: ولكنك أنت خنت الله تعالى حينما أوجدت هذه العلاقة بينك وبينها من دون علاقة شرعية تربطكما.. قال: ابدأ، لم ارتكب معها أي محرم!! قلت كيف يكون الحب بدون تحرك للشهوة والغريزة.. إذن هذا إعجاب.. فأطرق برأسه، فقلت له: هل تعلم انك أقمت علاقة غير شرعية؟ ماذا سيكون موقفك لو أخبروك إن أختك كونت علاقة حب مع شخص آخر؟ فأصابته حيرة شديدة، ماذا يجيب، إن قال لا، فإني سأبادره بالقول كيف تعمل ذلك مع بنات الناس؟!..فقلتُ له: أني اعلم أن الحب هو حالة رومانسية يمر بها أهل الحب في هذه الدنيا، و أنهما يشعران بجاذبية شديدة تجاه الآخر، حتى تصل إلى حالات الأرق وفقدان الشهية، والعيش بعالم غريب، ولكن يا ترى كل هذه الحلاوة وكل هذا الشعور إلى أين سيوصلنا؟! هل إلى نهاية سعيدة؟ وكيف تم هذا الاختيار؟ الم يكن من النظرة الأولى، والتي سوق لها أهل الفن والطرب والغناء، وأنصار الشيطان وجنوده في الدنيا.. وكما قال الشاعر:
نظرة فابتسامة فسلام**** فموعد فلقاء فختام
ففي الحب لا يتدخل العقل بمقدار ما تتدخل العاطفة، وهل العاطفة ونظرة واحدة تكفي لاختيار فارس الأحلام وشريكة الحياة؟! فهل حياة قوامها عشرات السنين يتم اختيارها بنظرة؟ فأنك لو أردت شراء فاكهة فما عليك إلا بتفحصها، فكيف بمن ستقضي معها كل حياتك، وقد ورد في الحديث الشريف: النظرة سهم من سهام إبليس. لان النظرة هي البوابة الأولى نحو الرذيلة والوقوع بحبائل الشيطان.. من هنا جاءت الرسل السماوية لكي تحفظ لإنسان شأنه، وتضمن سعادته باتخاذ الوسائل السليمة من اجل حياة أجمل، يبدأ الحب والرومانسية فيها بعد إجراء العقد الشرعي بين الرجل والمرأة، وقد قال تعالى: وخلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة.
بين هذه الكلمات رأيت الشاب الحائر، تتقاطر دموعه، وهو يقول: ولكني مازلت أحبها رغم ما صنعت بي. فقلت: هذه حبائل الشيطان، واني اقدر شعورك.. ولكن حاول ثم حاول.. حرك إرادتك الحديدية التي منحك الله إياها لتغير حياتك نحو الأفضل، فالتغيير هو سبيلك نحو النجاح وطريقك نحو الخير والسعادة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه الكلمة لسماحة الشيخ عبد الرضا معاش أطال الله في عمره..
جاءني شاب وقد تغيرت ملامح وجه، ويداه ترتجفان، وهو يبحث عن الكلمات لكي يعبر عما يختلج في قلب، ولكن الارتباك كان سيد الموقف وكأن الدنيا اسودت في وجهه، حاولت أن اهدأ من روعه، وأضفي السكينة على قلبه، فبادرته بالكلام قائلا له: ما هي قضيتك؟ قال: كنت على علاقة حب مع فتاة تعرفت عليها في الجامعة، وكانت الاتصالات الهاتفية بيننا مستمرة، وكان الواحد منا يشعر بالأخر بحيث لو أصابني صداع، فإنها تأتيني إلى الدار بعد دقائق.. وبينما هو يسرد مشكلته حاولت أن أكون مستمعاً جيداً له، لكي ينفس عن همه، ويحكي عما في خاطره، ويفضفض عن آلامه، بينما هو يسترسل في الحديث رأيت عيناه أغرورقت بالدموع ، وهو يحدثني بالفصل الأخير حيث قال: منذ أيام هجرتني حبيبتي، وما عادت تطيق سماع صوتي، كلما أحاول الحديث معها تغلق الهاتف في وجهي، اتصل بصديقاتها لكي اكلمها، تقول لزميلتها: أغلقي الهاتف في وجهه.. وصارت لا تطيق أن تراني وتسمع صوتي.. حاولت أن أحدثها فقالت لي: انس ما دار بيننا فلا أريد الارتباط بك.. وانتهى كل ذلك الحلم الذي بنيناه، ووضعنا أساسه، وشيدنا قوامه!! كلما أفكر كيف حصل ذلك، فإن تفكيري لا يقودني إلى شيء، أنا حائر لا ادري ما اعمل، كيف أرجعها لي، هل اذهب إلى مشعوذ.. أقول حرام.. أم اذهب إلى ساحر عله يرجعني إليها فأقول لا أواجه الخطأ بالخطأ لان السحر نوع من الشرك بالله تعالى.. بهذه الكلمات أنهى الشاب المخدوع في حبه، والمجروح من حبيبته حديثه، عن علاقة حميمة بينه وبين الفتاة الجامعية.
فسألته: هل كنت تنوي الزواج منها؟ قال:لا!قلت: إذن ما هي جدوى علاقتك بها؟ قال بعد توقف قليل وحيرة: إني أحبها. قلت له: اعلم ولكن إلى ابن ستصل بهذا الحب، هل هو دليل لسعادتك، وطريقك نحو الخير ؟ هل تعتبر أنها خانتك؟ قال: نعم. قلت: ولكنك أنت خنت الله تعالى حينما أوجدت هذه العلاقة بينك وبينها من دون علاقة شرعية تربطكما.. قال: ابدأ، لم ارتكب معها أي محرم!! قلت كيف يكون الحب بدون تحرك للشهوة والغريزة.. إذن هذا إعجاب.. فأطرق برأسه، فقلت له: هل تعلم انك أقمت علاقة غير شرعية؟ ماذا سيكون موقفك لو أخبروك إن أختك كونت علاقة حب مع شخص آخر؟ فأصابته حيرة شديدة، ماذا يجيب، إن قال لا، فإني سأبادره بالقول كيف تعمل ذلك مع بنات الناس؟!..فقلتُ له: أني اعلم أن الحب هو حالة رومانسية يمر بها أهل الحب في هذه الدنيا، و أنهما يشعران بجاذبية شديدة تجاه الآخر، حتى تصل إلى حالات الأرق وفقدان الشهية، والعيش بعالم غريب، ولكن يا ترى كل هذه الحلاوة وكل هذا الشعور إلى أين سيوصلنا؟! هل إلى نهاية سعيدة؟ وكيف تم هذا الاختيار؟ الم يكن من النظرة الأولى، والتي سوق لها أهل الفن والطرب والغناء، وأنصار الشيطان وجنوده في الدنيا.. وكما قال الشاعر:
نظرة فابتسامة فسلام**** فموعد فلقاء فختام
ففي الحب لا يتدخل العقل بمقدار ما تتدخل العاطفة، وهل العاطفة ونظرة واحدة تكفي لاختيار فارس الأحلام وشريكة الحياة؟! فهل حياة قوامها عشرات السنين يتم اختيارها بنظرة؟ فأنك لو أردت شراء فاكهة فما عليك إلا بتفحصها، فكيف بمن ستقضي معها كل حياتك، وقد ورد في الحديث الشريف: النظرة سهم من سهام إبليس. لان النظرة هي البوابة الأولى نحو الرذيلة والوقوع بحبائل الشيطان.. من هنا جاءت الرسل السماوية لكي تحفظ لإنسان شأنه، وتضمن سعادته باتخاذ الوسائل السليمة من اجل حياة أجمل، يبدأ الحب والرومانسية فيها بعد إجراء العقد الشرعي بين الرجل والمرأة، وقد قال تعالى: وخلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة.
بين هذه الكلمات رأيت الشاب الحائر، تتقاطر دموعه، وهو يقول: ولكني مازلت أحبها رغم ما صنعت بي. فقلت: هذه حبائل الشيطان، واني اقدر شعورك.. ولكن حاول ثم حاول.. حرك إرادتك الحديدية التي منحك الله إياها لتغير حياتك نحو الأفضل، فالتغيير هو سبيلك نحو النجاح وطريقك نحو الخير والسعادة.
عبدالرضا معاش
تعليق