أنين المهد
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::
السلام عليكم
أغمضَ الليلُ جراحـاً وتداعـى ثـمَّ نـامْ
وعويلُ الريحِ دوَّى شـقَّ أستـارَ الظـلامْ
ورمادٌ تحتهُ الجمـرُ تـوارى فـي الركـامْ
وتـدٌ، أعمـدةٌ خـرَّت وآثــارُ خـيـامْ
وهنا مهدُ رضيعٍ لـم يـزل بيـنَ الحطـامْ
هبَّت الريحُ ودارت في اشتبـاكٍ والتحـامْ
فالتقى الريحَ رمـادٌ رافضـاً أيَّ انهـزامْ
دار حولَ المهـدِ كالخيمـةِ والبيـتَ أقـامْ
خائفاً من وهجِ الصحراءِ يسطـو بالمنـامْ
ثمَّ نادى الطفلَ قل لي أينَ أنصارُ الإمـامْ؟
ما أرى حتى حسيناً أيـنَ عبَّـاسُ الهُمـامْ
جثثُ القتلـى أمامـي وسيـوفٌ وسهـامْ
دُهِشَ المهدُ كثيراً وابتـدى منـهُ الكـلامْ
يا رمـادَ الجمـرِ لا تُكثـر عِتابـاً ومـلامْ
إنَّني اليومَ بدونِ الطفلِ فـي هـذا الحطـامْ
كنت يا هذا أظنُّ الطفلَ فـي حضنـكَ نـامْ
فلهذا كنت أرجـو الطفـلَ يغفـو بسـلامْ
بعدما دارَ حديـثٌ بينهـم صـارَ انسجـامْ
ثمَّ قالَ المهدُ لو عنـدي جنـاحٌ كالحمـامْ
لسألتُ الطـفَّ عنـهُ علَّـهُ بيـن الزحـامْ
سمعتـهُ الريـحُ يهـذي يتمنَّـى باهتمـامْ
طيَّرتـهُ كحمـامٍ فـوقَ أجسـادِ الـكـرامْ
فرأى العبَّاسَ مُلقىً فارتمى عنـد الهشـامْ
سائلاً والدمعُ يجري، شربَ الماءَ الغـلامْ؟
كيفَ لي يا مهدُ أدري عن رضيعٍ في الخيامْ
جاءهُ الصوتُ مِنَ النحرِ الذي ذاقَ انفصـامْ
لا تزد جرحَ كفيلي فهـو عبَّـاسُ الهُمـامْ
مـلأَ القربـةَ مـاءً بـوفـاءٍ والـتـزامْ
و (حكيمٌ ) مع ( زيدٍ ) خلفَ نخلٍ بالحسـامْ
قطعا كفِّيهِ غـدراً بعـد رشـقٍ بالسهـامْ
هكـذا خـرَّ صريعـاً بعـد أفعـالِ اللئَـامْ
وقفَ المهدُ ينـادي لا أرى بـدرَ التمـام
ثمَّ لاقـى جثَّـةَ النـورِ كشمـسٍ بالظـلامْ
وانحنى عند حسينٍ سائـلاً أيـنَ الغـلامْ؟
لا تسلني عن رضيعي فل تسل ابنُ الحرامْ
جعلَ الـدمَّ كنهـرٍ يتجـارى فـي المنـامْ
لاحَ للمهـدِ قمـاطٌ أحمـرٌ بيـن الغـمـامْ
وهنا المهدُ تلاقى برضيـعٍ فـي انهشـامْ
جلـسَ المهـدُ يناغيـهِ بنبـراتِ الهيـامْ
وابتدى منهُ سؤالاً وهـو يبكـي بالكـلامْ
يا رضيعٌ فلتقل لي كيفَ جاءتـكَ السهـامْ؟
كنتُ في حضنِ حسينٍ عطشُ الصحراءِ طامْ
كنتُ في حضنِ أبي لا أشتكـي أيَّ سقـامْ
بعدهـا حرملـةُ الماكـرُ بالغـدرِ استقـامْ
ورمى السهمَ على نحري بحقـدٍ وانتقـامْ
غرسَ السهمَ بنحري قارعاً صـدرَ الإمـامْ
وسرى الدمُّ كفيضٍ فـوقَ مهـرٍ واللجـامْ
هكذا كـان مصابـي وأنـا نجـلُ الكـرامْ
فهنـا دارت ريـاحٌ ورمـادٌ فـي الظـلامْ
بعدها كانَ حديـثٌ بينهـم فـوقَ الركـامْ
سمعا المهدَ ينـادي إحمـلا هـذا الغـلامْ
يا رمادَ الجمرِ قم نرفـع ذا الطفـلَ فقـامْ
مهدهُ قالَ احمـلاهُ فـوقَ حضنـي سينـامْ
ذرفَ الطفلُ بكـاءً وابتـدى منـهُ الكـلامْ
كيفَ لي أن أتركَ الأحبابَ يا مهـدَ المنـامْ
فلتفارقنـي وترحـل فأنـا بيـن الكـرامْ
إنَّني اليـومَ كـوردٍ ظامـئٍ يشكـو الأُوامْ
ثمَّ قالَ المهـدُ لا أنسـى بريقـاً بالظـلامْ
سوفَ أبقى بنحيبٍ أرتمي فـوقَ الحطـامْ
عصفت بالمهدِ ريحُ الحزنِ في يومِ الزحامْ
كسَّرتـهُ، وزَّعتـهُ فـوقَ آثـارِ الخـيـامْ
عانقَ الريح رمادٌ واشتكـى فعـلُ اللئَـامْ
بعدها حامـا كطيـرٍ فـوقَ أرواحِ الكـرامْ
يكتبُ الأبياتَ دمعـي لـكَ والنـاسُ نيـامْ
عندَ أشلائكَ روحي قد تهاوت فـي هيـامْ
وردةً أنـتَ ستبقـى ورحيقـاً فـي دوامْ
مأجورين
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::
السلام عليكم
أغمضَ الليلُ جراحـاً وتداعـى ثـمَّ نـامْ
وعويلُ الريحِ دوَّى شـقَّ أستـارَ الظـلامْ
ورمادٌ تحتهُ الجمـرُ تـوارى فـي الركـامْ
وتـدٌ، أعمـدةٌ خـرَّت وآثــارُ خـيـامْ
وهنا مهدُ رضيعٍ لـم يـزل بيـنَ الحطـامْ
هبَّت الريحُ ودارت في اشتبـاكٍ والتحـامْ
فالتقى الريحَ رمـادٌ رافضـاً أيَّ انهـزامْ
دار حولَ المهـدِ كالخيمـةِ والبيـتَ أقـامْ
خائفاً من وهجِ الصحراءِ يسطـو بالمنـامْ
ثمَّ نادى الطفلَ قل لي أينَ أنصارُ الإمـامْ؟
ما أرى حتى حسيناً أيـنَ عبَّـاسُ الهُمـامْ
جثثُ القتلـى أمامـي وسيـوفٌ وسهـامْ
دُهِشَ المهدُ كثيراً وابتـدى منـهُ الكـلامْ
يا رمـادَ الجمـرِ لا تُكثـر عِتابـاً ومـلامْ
إنَّني اليومَ بدونِ الطفلِ فـي هـذا الحطـامْ
كنت يا هذا أظنُّ الطفلَ فـي حضنـكَ نـامْ
فلهذا كنت أرجـو الطفـلَ يغفـو بسـلامْ
بعدما دارَ حديـثٌ بينهـم صـارَ انسجـامْ
ثمَّ قالَ المهدُ لو عنـدي جنـاحٌ كالحمـامْ
لسألتُ الطـفَّ عنـهُ علَّـهُ بيـن الزحـامْ
سمعتـهُ الريـحُ يهـذي يتمنَّـى باهتمـامْ
طيَّرتـهُ كحمـامٍ فـوقَ أجسـادِ الـكـرامْ
فرأى العبَّاسَ مُلقىً فارتمى عنـد الهشـامْ
سائلاً والدمعُ يجري، شربَ الماءَ الغـلامْ؟
كيفَ لي يا مهدُ أدري عن رضيعٍ في الخيامْ
جاءهُ الصوتُ مِنَ النحرِ الذي ذاقَ انفصـامْ
لا تزد جرحَ كفيلي فهـو عبَّـاسُ الهُمـامْ
مـلأَ القربـةَ مـاءً بـوفـاءٍ والـتـزامْ
و (حكيمٌ ) مع ( زيدٍ ) خلفَ نخلٍ بالحسـامْ
قطعا كفِّيهِ غـدراً بعـد رشـقٍ بالسهـامْ
هكـذا خـرَّ صريعـاً بعـد أفعـالِ اللئَـامْ
وقفَ المهدُ ينـادي لا أرى بـدرَ التمـام
ثمَّ لاقـى جثَّـةَ النـورِ كشمـسٍ بالظـلامْ
وانحنى عند حسينٍ سائـلاً أيـنَ الغـلامْ؟
لا تسلني عن رضيعي فل تسل ابنُ الحرامْ
جعلَ الـدمَّ كنهـرٍ يتجـارى فـي المنـامْ
لاحَ للمهـدِ قمـاطٌ أحمـرٌ بيـن الغـمـامْ
وهنا المهدُ تلاقى برضيـعٍ فـي انهشـامْ
جلـسَ المهـدُ يناغيـهِ بنبـراتِ الهيـامْ
وابتدى منهُ سؤالاً وهـو يبكـي بالكـلامْ
يا رضيعٌ فلتقل لي كيفَ جاءتـكَ السهـامْ؟
كنتُ في حضنِ حسينٍ عطشُ الصحراءِ طامْ
كنتُ في حضنِ أبي لا أشتكـي أيَّ سقـامْ
بعدهـا حرملـةُ الماكـرُ بالغـدرِ استقـامْ
ورمى السهمَ على نحري بحقـدٍ وانتقـامْ
غرسَ السهمَ بنحري قارعاً صـدرَ الإمـامْ
وسرى الدمُّ كفيضٍ فـوقَ مهـرٍ واللجـامْ
هكذا كـان مصابـي وأنـا نجـلُ الكـرامْ
فهنـا دارت ريـاحٌ ورمـادٌ فـي الظـلامْ
بعدها كانَ حديـثٌ بينهـم فـوقَ الركـامْ
سمعا المهدَ ينـادي إحمـلا هـذا الغـلامْ
يا رمادَ الجمرِ قم نرفـع ذا الطفـلَ فقـامْ
مهدهُ قالَ احمـلاهُ فـوقَ حضنـي سينـامْ
ذرفَ الطفلُ بكـاءً وابتـدى منـهُ الكـلامْ
كيفَ لي أن أتركَ الأحبابَ يا مهـدَ المنـامْ
فلتفارقنـي وترحـل فأنـا بيـن الكـرامْ
إنَّني اليـومَ كـوردٍ ظامـئٍ يشكـو الأُوامْ
ثمَّ قالَ المهـدُ لا أنسـى بريقـاً بالظـلامْ
سوفَ أبقى بنحيبٍ أرتمي فـوقَ الحطـامْ
عصفت بالمهدِ ريحُ الحزنِ في يومِ الزحامْ
كسَّرتـهُ، وزَّعتـهُ فـوقَ آثـارِ الخـيـامْ
عانقَ الريح رمادٌ واشتكـى فعـلُ اللئَـامْ
بعدها حامـا كطيـرٍ فـوقَ أرواحِ الكـرامْ
يكتبُ الأبياتَ دمعـي لـكَ والنـاسُ نيـامْ
عندَ أشلائكَ روحي قد تهاوت فـي هيـامْ
وردةً أنـتَ ستبقـى ورحيقـاً فـي دوامْ
مأجورين
تعليق