::.. رباعية في وفاة الرسول (ص) ..::
.
.
عين جـودي بـدل الدمـع دمـا
لمصـاب ٍ هـد أركـان السمـا
و املئـي الكـون رثـاءً كلـمـا
تندبي فيه الرسـول الأعظمـا ..
...
صرخت يثرب يا عظم المصـابْ
خسف البدر عن الدنيـا و غـابْ
أين شمس الكون و النور المهاب
و الذي يكشـف عنـا الظلمـا..
...
ضجّت الأمـلاك للـرزء العظيـم
جزعا و الحـزن بالقلـب مقيـم
ثلـم الإسـلام و الديـن القويـم
و انحنى الظهر ومنه انقصمـا ..
...
داهم الموت بـه خيـر الـورى
خير من طاف و لبّـى و سعـى
فصمت مـن بعـده كـل العـرى
كيف لي صبرٌ به ما انفصما !! ..
...
و صدى الأكوان يعلـو بافتجـاع
و قلوب الخلـق تيـهٌ و ضيـاع
مذ خبا يا سيد الرسـل الشعـاع
غيّب الحتف السنا و الأنجمـا ..
...
كيف بالزهراء من بعد الرسـول
مذ بدت تصـرخ كـالأم الثكـول
أبتي لا شيء عن حزني يحـول
وعلى فقدك دمعـي قـد همـى..
...
يا أبي قد هزنـي منـك الفـراق
و اصطبارٌ و حنيـنٌ و اشتيـاق
قد حملتُ الهم كالسبـع الطبـاق
و الأسى في مهجتي قد جثمـا..
...
و جفاني الدهـر ظلمـا و عنـاد
و الرزايا صرن من حولي شـداد
نار حقد ٍ قد بدت تحـت الرمـاد
و بـداري أمـروا أن تضرمـا..
...
يا أبي قد أحرقـوا دار الوصـيّ
عصبة ٌ يصحبها الشـر الغـويّ
علمـوا أن بهـا بنـت النـبـيّ
كيف للرجس يراعي الحرما !!..
...
يا أبي قد أسقطـوا ذاك الجنيـن
عند عصر الباب من ذاك اللعيـن
ما رعى قربا ولا شرعا و ديـن
كيف و الشيطان فيه ارتسمـا !..
...
و لبست الصبر يا خيـر الأنـام
و أنيسي الدمع في جوف الظـلام
كمدٌ يسري و يحوينـي اهتضـام
من صروف الدهر قلبي ورمـا ..
*******
تعليق