ثقافة الدفن
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::
هناك مواضيع يغفل عنها الكثيرون لاعتبارها بسيطة ولكنها في الواقع ليست كذلك كموضوعنا هذا :
ثقافة الدفن
لا يخفى على من يمارسون الطقوس الدينية بإيمان وعمق وتدبر ما يلمسونه روحياً من عظم النظام الإسلامي ونهجه الرفيع من خلال تشريعاته وأحكامه الميسرة والواضحة الأسرار والأهداف والتي شرعها الله بكل دقائقها وتفاصيلها في نظرياته القرآنية والنبوية وبشكل تطبيقي وعملي يتعايش معها الإنسان المؤمن بكل جوارحه ليكتشف أسرارها العميقة شيئاً فشيئاً في خطواتها الجلية والخفية في نفس الوقت.
ومن هذه الأمور التي مرت عليَ حديثاً هي مسألة الموت ، وكيفية التعامل إسلامياً معها كحقيقة واقعية لايمكن الفرار من حكومتها.
وأقتطف جنبة واحدة في هذا المشروع الإسلامي الكبير وهي طريقة دفن الميت ، لما لها من تأثير في وجدان الإنسان المؤمن ولما لها من صبغة فكرية وعلمية تضاهي وتفوق كل نظريات الحضارات الحديثة والعريقة من حيث السمو والعظمة والرقي والسبق العلمي.
وربما ما حداني لكتابة هذه الموضع الغير مستحب السمع والثقيل على القلب وعدم لطافته وخفته على اللسان أيضاً لما له من مس لحقيقة وواقع مؤلم ، كيف لا وهو يتحدث عن الموت والذي يتمنى هذا الإنسان الضعيف تناسيه قليلاً ليهنأ بطعم الحياة ، مع أن الدنيا لا تمهل ذاكرته طويلاً لما يريد لكثرة الوفيات وتعدد أسبابها في هذا الزمن المريب.
قلت أن الذي حداني لكتابة هذه الوريقة وهذه السطور ما تعرضتُ له من سؤال من بعض الأصدقاء الأوربيين أثناء لقائي بهم في سفري للدراسة عن خطوات دفن الميت على الطريقة الإسلامية ، وما يتبعها من إجراءات بعد الدفن؟ وما رأيته من ذهول وأعجاب وخشوع لإجابتي البسيطة بما كنت أعرفه من ثقافة متواضعة في هذا الجانب والتي كانت مختصرة جداً أحاول هنا ترجمتها بما أستطيعه من جهد لنفيد ونستفيد.
كما تعلمون أن حضارات الأمم الأخرى تتلف أجساد موتاها بطرق عديدة منها: الحرق ورمي الجثث في البحر وغيرها.
دار الحوار في البداية عن رأي الإسلام في الحرق كطريقة فأجبت:
1-الحرق :
يرى الإسلام أن الحرق إهانة للإنسان ولجسده وليس تكريماً له ، بالإضافة لما له من آثار سلبية على الصحة العامة والبيئة أثبتها العلم الحديث بشكل جلي وواضح للمتتبع ، ولا زال الهندوس ودياناتهم الخرافية المتعددة يمارسون هذه الطقوس الوضعية لتكريم موتاهم.
2-البحر :
لا يجوز الإسلام إلقاء الميت وجثته في البحر إلا في حالتين فقط.
الحالة الأولى :إذا مات إنسان في السفينة ولم يمكن دفنه ، ولو بتأخيره لخوف فساده أو غير ذلك فعند ذلك يوضع في خابية ونحوها ويشد رأسها باستحكام أو يشد برجله ما يثقله من حجر أو حديد ، ثم يلقى في البحر.
الحالة الثانية : إذا كاك هناك تخوف على الميت من نبش القبر وإخراج الجثة بواسطة العدو وحرقها والتمثيل بها.
النظرية الإسلامية :
1- يرى الإسلام أن دفن المسلم واجباً كفائياً مع مراعاة أمور أهمها:
-حفظ البدن من الحيوانات المفترسة.
-عدم ظهور رائحة البدن للخارج.
-وضع البدن في القبر على الطرف الأيمن.
-إستقبال القبلة.
-إباحة موضع الدفن.
-عدم جواز دفن المسلم في مقابر الكفار
-عدم جواز دفن المسلم في أماكن هتك الحرمة كـ(البالوعات ومواضع القذارة)
خطوات الإسلام العملية في حالة وفاة مسلم :
1-إعلان الوفاة عن طريق مآذن المساجد في القرى
والكلمة المنقولة عن طريق الأقارب والأصدقاء وتكنولوجيا التواصل الحديثة (هواتف – مسجات –منتديات ... ).
2-تجمع الناس للتشييع ومواساة أهل الفقيد بالسلام وتذكيرهم بالآيات القرآنية التي تخفف وطأة فقد الأحبة المفاجئ .
3-تغسيل الميت بترتيب الأغسال الثلاثة ثم التحنيط ثم التكفين.
4-التشييع الجماعي و الصلاة على الميت.
5-إعداد القبر بطريقة صنع اللحد في وسطه وتهيئته.
6-دفن الميت مغسلاً ومحنطاً ومكفناً على جنبه الأيمن مستقبلاً القبلة في اللحد.
7-التلقين قبل إهانة التراب.
8-التحلق حول القبر وقراءة الآيات والأدعية والمراثي
9-التعزية : يتوافد المسلمون والأقرباء والأصدقاء لمواساة أهل الفقيد لمدة ثلاثة أيام في أحد المآتم.
يتحلق أقارب المتوفى على أحد جوانب المأتم ويتبادلون التعازي على روح الفقيد ، بقراءة القرآن من خلال مكبر الصوت ، ووضع أجزاء بسيطة للقرآن الكريم في وسط المأتم ، ليتسنى لكل متواجد قراءة ما تيسر منه وإهداءه لروح الفقيد ، وعادة ما تستغل نظرية عدم هجر القرآن وأجزاءه من خلال الحرص على قراءة كل الأجزاء والقراءين الموجودة
يقول المعزون لأهل الفقيد والعكس صحيح :
1-عظم اااه أجرك/أجركم
2-البقية في رأسكم/حياتكم
3-مأجورين
4-شكر اااه سعيكم
5-جبر اااه مصابكم
6-أحسن اااه لكم العزاء
7-لا أصابكم اااه بمكروه
8-الخلف براسكم
9-جعله اااه آخر ما تكرهون/ الأحزان
10-جعله اااه آخر مكروه يصيبكم
11-طول اااه عمرك/عمركم
12-عوضكم ااه بخير
الموت عِبرة فبموت الأحباء يعيد الأحياء حساباتهم من جديد ويتأملون في واقع من كانوا معهم اليوم كيف يرحلون عن هذه الدنيا بخفي حنين تاركين وراء ظهورهم كل ممتلكاتهم الخاصة وأموالهم وأولادهم إللهم إلا ما صنعوه لأنفسهم من سمعة طيبة وخلفوه من أيادٍ بيضاء وآثار رحمة وإيمان تدل عليهم في المستقبل.
( ينقطع عمل ابن آدم بالموت إلا من ثلاث صدقة جارية وولد بار يدعو له وعلم ينتفع به).
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::
هناك مواضيع يغفل عنها الكثيرون لاعتبارها بسيطة ولكنها في الواقع ليست كذلك كموضوعنا هذا :
ثقافة الدفن
لا يخفى على من يمارسون الطقوس الدينية بإيمان وعمق وتدبر ما يلمسونه روحياً من عظم النظام الإسلامي ونهجه الرفيع من خلال تشريعاته وأحكامه الميسرة والواضحة الأسرار والأهداف والتي شرعها الله بكل دقائقها وتفاصيلها في نظرياته القرآنية والنبوية وبشكل تطبيقي وعملي يتعايش معها الإنسان المؤمن بكل جوارحه ليكتشف أسرارها العميقة شيئاً فشيئاً في خطواتها الجلية والخفية في نفس الوقت.
ومن هذه الأمور التي مرت عليَ حديثاً هي مسألة الموت ، وكيفية التعامل إسلامياً معها كحقيقة واقعية لايمكن الفرار من حكومتها.
وأقتطف جنبة واحدة في هذا المشروع الإسلامي الكبير وهي طريقة دفن الميت ، لما لها من تأثير في وجدان الإنسان المؤمن ولما لها من صبغة فكرية وعلمية تضاهي وتفوق كل نظريات الحضارات الحديثة والعريقة من حيث السمو والعظمة والرقي والسبق العلمي.
وربما ما حداني لكتابة هذه الموضع الغير مستحب السمع والثقيل على القلب وعدم لطافته وخفته على اللسان أيضاً لما له من مس لحقيقة وواقع مؤلم ، كيف لا وهو يتحدث عن الموت والذي يتمنى هذا الإنسان الضعيف تناسيه قليلاً ليهنأ بطعم الحياة ، مع أن الدنيا لا تمهل ذاكرته طويلاً لما يريد لكثرة الوفيات وتعدد أسبابها في هذا الزمن المريب.
قلت أن الذي حداني لكتابة هذه الوريقة وهذه السطور ما تعرضتُ له من سؤال من بعض الأصدقاء الأوربيين أثناء لقائي بهم في سفري للدراسة عن خطوات دفن الميت على الطريقة الإسلامية ، وما يتبعها من إجراءات بعد الدفن؟ وما رأيته من ذهول وأعجاب وخشوع لإجابتي البسيطة بما كنت أعرفه من ثقافة متواضعة في هذا الجانب والتي كانت مختصرة جداً أحاول هنا ترجمتها بما أستطيعه من جهد لنفيد ونستفيد.
كما تعلمون أن حضارات الأمم الأخرى تتلف أجساد موتاها بطرق عديدة منها: الحرق ورمي الجثث في البحر وغيرها.
دار الحوار في البداية عن رأي الإسلام في الحرق كطريقة فأجبت:
1-الحرق :
يرى الإسلام أن الحرق إهانة للإنسان ولجسده وليس تكريماً له ، بالإضافة لما له من آثار سلبية على الصحة العامة والبيئة أثبتها العلم الحديث بشكل جلي وواضح للمتتبع ، ولا زال الهندوس ودياناتهم الخرافية المتعددة يمارسون هذه الطقوس الوضعية لتكريم موتاهم.
2-البحر :
لا يجوز الإسلام إلقاء الميت وجثته في البحر إلا في حالتين فقط.
الحالة الأولى :إذا مات إنسان في السفينة ولم يمكن دفنه ، ولو بتأخيره لخوف فساده أو غير ذلك فعند ذلك يوضع في خابية ونحوها ويشد رأسها باستحكام أو يشد برجله ما يثقله من حجر أو حديد ، ثم يلقى في البحر.
الحالة الثانية : إذا كاك هناك تخوف على الميت من نبش القبر وإخراج الجثة بواسطة العدو وحرقها والتمثيل بها.
النظرية الإسلامية :
1- يرى الإسلام أن دفن المسلم واجباً كفائياً مع مراعاة أمور أهمها:
-حفظ البدن من الحيوانات المفترسة.
-عدم ظهور رائحة البدن للخارج.
-وضع البدن في القبر على الطرف الأيمن.
-إستقبال القبلة.
-إباحة موضع الدفن.
-عدم جواز دفن المسلم في مقابر الكفار
-عدم جواز دفن المسلم في أماكن هتك الحرمة كـ(البالوعات ومواضع القذارة)
خطوات الإسلام العملية في حالة وفاة مسلم :
1-إعلان الوفاة عن طريق مآذن المساجد في القرى
والكلمة المنقولة عن طريق الأقارب والأصدقاء وتكنولوجيا التواصل الحديثة (هواتف – مسجات –منتديات ... ).
2-تجمع الناس للتشييع ومواساة أهل الفقيد بالسلام وتذكيرهم بالآيات القرآنية التي تخفف وطأة فقد الأحبة المفاجئ .
3-تغسيل الميت بترتيب الأغسال الثلاثة ثم التحنيط ثم التكفين.
4-التشييع الجماعي و الصلاة على الميت.
5-إعداد القبر بطريقة صنع اللحد في وسطه وتهيئته.
6-دفن الميت مغسلاً ومحنطاً ومكفناً على جنبه الأيمن مستقبلاً القبلة في اللحد.
7-التلقين قبل إهانة التراب.
8-التحلق حول القبر وقراءة الآيات والأدعية والمراثي
9-التعزية : يتوافد المسلمون والأقرباء والأصدقاء لمواساة أهل الفقيد لمدة ثلاثة أيام في أحد المآتم.
يتحلق أقارب المتوفى على أحد جوانب المأتم ويتبادلون التعازي على روح الفقيد ، بقراءة القرآن من خلال مكبر الصوت ، ووضع أجزاء بسيطة للقرآن الكريم في وسط المأتم ، ليتسنى لكل متواجد قراءة ما تيسر منه وإهداءه لروح الفقيد ، وعادة ما تستغل نظرية عدم هجر القرآن وأجزاءه من خلال الحرص على قراءة كل الأجزاء والقراءين الموجودة
يقول المعزون لأهل الفقيد والعكس صحيح :
1-عظم اااه أجرك/أجركم
2-البقية في رأسكم/حياتكم
3-مأجورين
4-شكر اااه سعيكم
5-جبر اااه مصابكم
6-أحسن اااه لكم العزاء
7-لا أصابكم اااه بمكروه
8-الخلف براسكم
9-جعله اااه آخر ما تكرهون/ الأحزان
10-جعله اااه آخر مكروه يصيبكم
11-طول اااه عمرك/عمركم
12-عوضكم ااه بخير
الموت عِبرة فبموت الأحباء يعيد الأحياء حساباتهم من جديد ويتأملون في واقع من كانوا معهم اليوم كيف يرحلون عن هذه الدنيا بخفي حنين تاركين وراء ظهورهم كل ممتلكاتهم الخاصة وأموالهم وأولادهم إللهم إلا ما صنعوه لأنفسهم من سمعة طيبة وخلفوه من أيادٍ بيضاء وآثار رحمة وإيمان تدل عليهم في المستقبل.
( ينقطع عمل ابن آدم بالموت إلا من ثلاث صدقة جارية وولد بار يدعو له وعلم ينتفع به).
تعليق