السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع جذبني من عنوانه (( الولادة )) وأعجبني كثيراً وأحببت ان أنقله لكم أيتها الأمهات الحوامل والغير حوامل.
مهنة التوليد معروفة من قديم الزمان، ولكن لهذه المهنة في بيروت سيدات من عائلات مختصة بالتوليد، حتى أن المهنة غلبت على اسم إحدى العلائلات فعرفت بآل الداية.
واشتهر بين أهالي بيروت أن بعض الدايات مبروكات، أي أن الولادة كانت تسهل على أيديهن، أو أن النساء يلدن على أيديهن الذكور، فتتهافت عليهم الطلبات.
كان كرسي الداية من أهم أدوات الولادة، وهو عبارة عن كرسي خشبي، بمسندين على الجانبين، وثقب في الوسط حيث تجلس النفساء، وقد ثبت طبياً أن هذه الوضعية كانت تساعد على خروج المولود، بأسرع وأسهل مما لو كانت المرأة مستلقية على ظهرها، يذكر أن الشخص الذي يكلف باستدعاء الداية، كان مجبراً على حمل هذا الكرسي، تتبعه الداية ومعها (عدتها).
وكانت العادة أن تقوم الداية بتبشير والد المولود وتلقي البشارة النقدية منه، حسب مركزه المالي والاجتماعي (فالعطا قيمة) وهي التي كانت تخفف بلسانها المطواع وكلامها المعسول وطأة الخبر على الوالد إذا كانت المولودة بنتاً ، إذا كان الولد ذكراً فرحت النسو وابتهجن وأطلقن الزغاريد ، وحضر في الصباح حاملوا الطبل والزمر للتهنئة بالمولود والتصحيف اي الإشادة بأهل المولود، فيقولون: خلف الله عليك، حباً بالمولود ووالد المولود، بيض الله وجهه.
وكان من طرائف ذلك الزمان وعادات اهله، أن يسلم المولود بعد غسله وإلباسه ملابسه إلى إحدى العجائز المحنكات أو السيدات المشهورات بالفصاحة ، فتقوم بوضع إصبعها في فم المولود، وتمرره يمنة ويسرة عدة مرات وهي تردد (اللهم يجعلك من أهل الفصاحة) أو (يجعل كلامك يخرس الحكام والظلام) ويسمى هذا العمل بالتحنيك، أي التيمن بأن يكون الطفل في مستقبله انساناً محنكاً.
وكان من عادات النساء الاحتفاظ بسرة الولد بعد قطعها، فتجفف وتحفظ في مكان آمكن، حتى إذا سنحت الفرصة بعد عدة شهور عمدت والدته الى رمي السرة في السراي مثلاً كي يصبح ابنها من الحكام أو رميها على باب ثكنة عسكرية او مخفر شرطة، تفاؤلاً بأن يصبح ابنها من الضباط، وكان الحرص شديداً على عدم رمي السرة مع نفايات الولادة خوفاً من أن تأكلها هرة أو (...........) شارد، فيلحق الشؤم بالولد.
ويطبخ المغلي بعد الولادة ويرسل إلى الأهل والأصحاب، ويقدم للزوار ويقوم المهنئون بتقديم الهدايا (النقوط).
وكانت دايات بيروت من جميع الطوائف، يساعدن النساء دون تمييز او تخصيص فالأفضلية كانت للجارة وداية الحي دون النظر الى طائفتها او مذهبها، فمنهن الداية كاترين (ام عزيز) أشهر دايات محلة الحدرة وزاوية المغاربة وجوارهما في بيروت القديمة، وقد ولد على يديها الكثير من ابناء هذه المحلات، وكان يوم وفاتها سنة 1924م يوماً مشهوداً بكتها النساء من الطوائف كافة وشيّعها رجال الحي كلهم، وأقفلت الأسواق القريبة حداداً على جارة الناس وبنت حيهم ودايتهم.
تحياتي
موضوع جذبني من عنوانه (( الولادة )) وأعجبني كثيراً وأحببت ان أنقله لكم أيتها الأمهات الحوامل والغير حوامل.
مهنة التوليد معروفة من قديم الزمان، ولكن لهذه المهنة في بيروت سيدات من عائلات مختصة بالتوليد، حتى أن المهنة غلبت على اسم إحدى العلائلات فعرفت بآل الداية.
واشتهر بين أهالي بيروت أن بعض الدايات مبروكات، أي أن الولادة كانت تسهل على أيديهن، أو أن النساء يلدن على أيديهن الذكور، فتتهافت عليهم الطلبات.
كان كرسي الداية من أهم أدوات الولادة، وهو عبارة عن كرسي خشبي، بمسندين على الجانبين، وثقب في الوسط حيث تجلس النفساء، وقد ثبت طبياً أن هذه الوضعية كانت تساعد على خروج المولود، بأسرع وأسهل مما لو كانت المرأة مستلقية على ظهرها، يذكر أن الشخص الذي يكلف باستدعاء الداية، كان مجبراً على حمل هذا الكرسي، تتبعه الداية ومعها (عدتها).
وكانت العادة أن تقوم الداية بتبشير والد المولود وتلقي البشارة النقدية منه، حسب مركزه المالي والاجتماعي (فالعطا قيمة) وهي التي كانت تخفف بلسانها المطواع وكلامها المعسول وطأة الخبر على الوالد إذا كانت المولودة بنتاً ، إذا كان الولد ذكراً فرحت النسو وابتهجن وأطلقن الزغاريد ، وحضر في الصباح حاملوا الطبل والزمر للتهنئة بالمولود والتصحيف اي الإشادة بأهل المولود، فيقولون: خلف الله عليك، حباً بالمولود ووالد المولود، بيض الله وجهه.
وكان من طرائف ذلك الزمان وعادات اهله، أن يسلم المولود بعد غسله وإلباسه ملابسه إلى إحدى العجائز المحنكات أو السيدات المشهورات بالفصاحة ، فتقوم بوضع إصبعها في فم المولود، وتمرره يمنة ويسرة عدة مرات وهي تردد (اللهم يجعلك من أهل الفصاحة) أو (يجعل كلامك يخرس الحكام والظلام) ويسمى هذا العمل بالتحنيك، أي التيمن بأن يكون الطفل في مستقبله انساناً محنكاً.
وكان من عادات النساء الاحتفاظ بسرة الولد بعد قطعها، فتجفف وتحفظ في مكان آمكن، حتى إذا سنحت الفرصة بعد عدة شهور عمدت والدته الى رمي السرة في السراي مثلاً كي يصبح ابنها من الحكام أو رميها على باب ثكنة عسكرية او مخفر شرطة، تفاؤلاً بأن يصبح ابنها من الضباط، وكان الحرص شديداً على عدم رمي السرة مع نفايات الولادة خوفاً من أن تأكلها هرة أو (...........) شارد، فيلحق الشؤم بالولد.
ويطبخ المغلي بعد الولادة ويرسل إلى الأهل والأصحاب، ويقدم للزوار ويقوم المهنئون بتقديم الهدايا (النقوط).
وكانت دايات بيروت من جميع الطوائف، يساعدن النساء دون تمييز او تخصيص فالأفضلية كانت للجارة وداية الحي دون النظر الى طائفتها او مذهبها، فمنهن الداية كاترين (ام عزيز) أشهر دايات محلة الحدرة وزاوية المغاربة وجوارهما في بيروت القديمة، وقد ولد على يديها الكثير من ابناء هذه المحلات، وكان يوم وفاتها سنة 1924م يوماً مشهوداً بكتها النساء من الطوائف كافة وشيّعها رجال الحي كلهم، وأقفلت الأسواق القريبة حداداً على جارة الناس وبنت حيهم ودايتهم.
تحياتي
تعليق