[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقدم لكم سلسلة من كتاب تفسير الصافي..
____
اول مشاركة سوف نسلط الضوء على سور الفاتحة..
سورة الفاتحة
مكية ، وقيل مدنية ، وقيل انزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة وهي سبع آيات
بسم الله الرحمن الرحيم (1)
في التوحيد وتفسير الإمام عن أمير المؤمنين عليه السلام : الله هو الذي يتأله إليه كل مخلوق الحوائج والشدائد إذا انقطع الرجاء من كل وجه من ، دونه وتقطع الأسباب من ( عن خ ل ) جميع من سواه تقول بسم الله أي أستعين على أموري كلها بالله الذي لا تحق العبادة الا له المغيث إذا استغيث والمجيب إذا دعي .
أقول : معنى يتأله إليه : يفزع إليه ويلتجأ ويسكن .
وفي رواية اخرى عنه عليه السلام يعني بهذا الاسم اقرأ واعمل هذا العمل .
وفي العيون والمعاني عن الرضا عليه السلام يعني بهذا أسم نفسي بسمة من سمات الله وهي العبادة ، قيل له ما السمة قال العلامة .
وفي التوحيد وتفسير الإمام عليه السلام قال رجل للصادق عليه السلام : يابن رسول الله دلني على الله ما هو فقد أكثر عليّ المجادلون وحيروني فقال يا عبد
____________
(1) قيل الوجه في كتابه البسملة بحذف الألف على خلاف وضع الخط كثرة الاستعمال وتطويل الباء عوض عنها . منه قدس الله سره .
روي أن قريشا كانت تكتب في الجاهلية بسمك اللهم حتى نزلت سورة هود فيها بسم الله مجريها ومرسيها فأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يكتب بسم الله ثم نزل عليه بعد ذلك : قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعو فله الأسماء الحسنى ، فأمر صلى الله عليه وآله وسلم أن يكتب بسم الله الرحمن فلما نزلت سورة النمل : إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم أمر صلى الله عليه وآله وسلم أن يكتب ذلك في صدور الكتب وأوائل الرسائل . وهي آية من كل سورة وقولنا : بسم الله أي أبتدئ ببسم الله أو ابتدائي ببسم الله فهو خبر مبتدأ محذوف واشتقاق الاسم من السمو وهو العلو والرفعة ومنه سما الزرع أي علا وارتفع . ومنه اشتقاق السماء لارتفاعها وعولها وقيل هو مشتق من السمة التي هي العلامة فكأنه علامة لما وضع له . منه قدس سره .
لله هل ركبت سفينة قط ؟ قال : بلى ، قال : فهل كسرت بك حيث لا سفينة تنجيك ولا سباحة تغنيك ؟ قال : بلى قال : فهل تعلق قلبك هناك أن شيئا من الأشياء قادر على ان يخلصك من ورطتك ؟ قال : بلى . قال الصادق عليه السلام : فذاك الشيء هو الله القادر على الإنجاء حين لا منجي وعلى الإغاثة حين لا مغيث ويأتي في معنى الله حديث آخر في تفسير سورة الاخلاص انشاء الله ، وعن أمير المؤمنين عليه السلام : الله أعظم اسم من اسماء الله عز وجل لا ينبغي أن يتسمى به غيره .
وعنه عليه السلام : الرحمن الذي يرحم ببسط الرزق علينا . وفي رواية العاطف على خلقه بالرزق لا يقطع عنهم مواد رزقه وإن انقطعوا عن طاعته . الرحيم بنا في أدياننا ودنيانا وآخرتنا خفف علينا الدين وجعله سهلا خفيفا ( حنيفا خ ل ) وهو يرحمنا بتمييزنا من اعدائه .
أقول : رزق كل مخلوق ما به قوام وجوده وكماله اللائق به فالرحمة الرحمانية تعم جميع الموجودات وتشتمل كل النعم كما قال الله سبحانه : أحسن كل شيء خلقه ثم هدى . وأما الرحمة الرحيمية بمعنى التوفيق في الدنيا والدين فهي مختصة بالمؤمنين وما ورد من شمولها للكافرين فإنما هي من جهة دعوتهم إلى الإيمان والدين مثل ما في تفسير الامام عليه السلام من قولهم عليهم السلام الرحيم بعباده المؤمنين في تخفيفه عليهم طاعاته وبعباده الكافرين في الرفق في دعائهم إلى موافقته . ومن ثمة قال الصادق عليه السلام : الرحمن اسم خاص لصفة عامة والرحيم اسم عام لصفة خاصة . وقال عيسى بن مريم عليه السلام : الرحمن رحمن الدنيا والرحيم رحيم الآخرة يعني في الامور الأخروية
رواهما في المجمع وفي الكافي والتوحيد والمعاني والعياشي عن الصادق عليه السلام الباء بهاء الله والسين سناء الله والميم مجد الله . وفي رواية ملك الله والله إله كل شيء الرحمن بجميع خلقه ، والرحيم بالمؤمنين خاصة .
والقمي عنه عليه السلام مثله بالرواية الأخيرة فحسب .
وروي في المشكاة وأورده في المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله إن لله عز وجل مائة رحمة أنزل منها واحدة إلى الأرض فقسمها بين خلقه فبها يتعاطفون ويتراحمون وأخر تسعا وتسعين لنفسه يرحم بها عباده يوم القيامة .
وروي أن الله قابض هذه إلى تلك فيكملها مائة يرحم بها عباده يوم القيامة .
وفي تفسير الامام معنى ما في الروايتين عن أمير المؤمنين عليه السلام والتسمية في أول كل سورة آية منها وإنما كان يعرف إنقضاء السورة بنزولها إبتداء للأخرى وما أنزل الله كتابا من السماء الا وهي فاتحته كذا عن الصادق عليه السلام رواه العياشي .
وفي الكافي عن الباقر عليه السلام : أول كل كتاب أنزل من السماء بسم الله الرحمن الرحيم فإذا قرأتها فلا تبال أن لا تستعيذ فإذا قرأتها سترتك فيما بين السماء والارض .
وفي العيون عن أمير المؤمنين عليه السلام : أنها من الفاتحة وأن رسول الله صلى الله عليه وآله يقرؤها ويعدها آية منها ويقول فاتحة الكتاب هي السبع المثاني ، وفيه وفي العياشي عن الرضا عليه السلام أنها أقرب إلى اسم الله الأعظم من ناظر العين إلى بياضها .
ورواه في التهذيب عن الصادق عليه السلام .
والقمي عنه أنها أحق ما يجهر به وهي الآية التي قال الله عز وجل : وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا .
وفي الخصال عنه عليه السلام : أن الاجهار بها في الصلاة واجب .
والعياشي عنه عليه السلام قال : مالهم قاتلهم الله عمدوا إلى أعظم آية في كتاب الله فزعموا أنها بدعة إذا أظهروها .
أقول : يعني العامة ، عن الباقر عليه السلام سرقوا آية من كتاب الله بسم الله الرحمن الرحيم وينبغي الإتيان بها عند افتتاح كل أمر عظيم أو صغير ليبارك فيه .
ففي الكافي عن الصادق عليه السلام قال : لا تدعها ولو كان بعده شعر .
وفي التوحيد وتفسير الامام عنه عليه السلام من تركها من شعيتنا امتحنه الله بمكروه لينبهه على الشكر والثناء ويمحق عنه وصمة تقصيره عند تركه ، وعن أمير المؤمنين عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله حدثني عن الله عز وجل أنه قال كل أمر ذي بال لم يذكر فيه بسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر .
(1) الحمد لله : يعني على ما أنعم الله به علينا ، في العيون وتفسير الامام عليه السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه سئل عن تفسيرها فقال : هو أن الله عرف عباده بعض نعمه عليهم جملا إذ لا يقدرون على معرفة جميعها بالتفصيل لأنها أكثر من أن تحصى أو تعرف فقال قولوا الحمد لله على ما أنعم به علينا .
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام : ما أنعم الله على عبد بنعمة صغرت أو كبرت فقال : الحمد لله الا أدى شكرها .
رب العلمين : في العيون وتفسير الامام عليه السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام يعني مالك الجماعات من كل مخلوق وخالقهم وسائق أرزاقهم إليهم من حيث يعلمون ومن حيث لا يعلمون يقلب الحيوانات في قدرته ويغذوها من رزقه ويحوطها بكنفه ويدبر كلا منها بمصلحته ويمسك الجمادات بقدرته ويمسك ما اتصل منا عن التهافت والمتهافت عن التلاصق والسماء أن تقع على الأرض إلا باذنه والأرض أن تنخسف الا بأمره .
(2) الرحمن الرحيم : قيل لعل تكريرهما للتنبيه بهما في جملة الصفات المذكورة على استحقاقه للحمد .
(3) مالك يوم الدين : في تفسير الامام عليه السلام يعني القادر على إقامته والقاضي فيه بالحق والدين والحساب .
وقرئ ملك يوم الدين روى العياشي أنه قرأه الصادق عليه السلام ما لا يحصى .
وفي تفسير الامام عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : أكيس الكيسين من حاسب نفسه وعمل لما بعد الموت وإن أحمق الحمقاء من اتبع نفسه هواه وتمنى على الله تعالى الأماني ، وفي حديث آخر : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا .
أقول : وفيهما دلالة على أن لكل انسان أن يفرغ من حسابه ووزن عمله في دار الدنيا بحيث لا يحتاج إليهما في الآخرة وهو كذلك عند اولي الألباب .
(4) إياك نعبد في تفسير الإمام عليه السلام قال الله تعالى : قولوا يا أيها الخلق المنعم عليهم إياك نعبد أيها المنعم علينا نطيعك مخلصين موحدين مع التذلل والخضوع بلا رياء ولا سمعة .
وفي رواية عامية عن الصادق عليه السلام : يعني لا نريد منك غيرك لا نعبدك بالعوض والبدل كما يعبدك الجاهلون بك المغيبون عنك .
أقول : إنما انتقل العبد من الغيبة إلى الخطاب لأنه كان بتمجيده ( لتمجيده خ ل ) لله سبحانه وتعالى يتقرب إليه متدرجا إلى أن يبلغ في القرب مقاما كأن العلم صار له عيانا والخبر شهودا والغيبة حضورا .
وإياك نستعين (1) : على طاعتك وعبادتك وعلى دفع شرور أعدائك ورد مكائدهم والمقام على ما أمرت ، كذا في تفسير الامام عليه السلام . قيل : المستتر في نعبد ونستعين للقاري ومن معه من الحفظة وحاضري صلاة الجماعة أوله ولسائر الموحدين أدرج عبادته في تضاعيف عبادتهم وخلط حاجته بحاجتهم لعلها تقبل ببركتها وتجاب إليها ولهذا شرعت الجماعة وقدم اياك للتعظيم له والاهتمام به وللدلالة على الحصر .
(5) إهدنا الصراط المستقيم : في المعاني وتفسير الامام عن الصادق عليه
____________
(1) قيل : إنما قدمت العبادة على الإستعانة لتوافق رؤوس الآي ويعلم منه أن تقديم الوسيلة على طلب الحاجة ادعى إلى الإجابة . . ولما نسب المتكلم العبادة إلى نفسه أوهم ذلك تبجحا أو اعتدادا منه بما يصدر عنه تعقبه بقوله وإياك نستعين ليدل على أن العبادة ايضا مما لا يتم الا بمعونة منه وتوفيق منه ، منه قدس سره .
يتبع
[/align]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقدم لكم سلسلة من كتاب تفسير الصافي..
____
اول مشاركة سوف نسلط الضوء على سور الفاتحة..
سورة الفاتحة
مكية ، وقيل مدنية ، وقيل انزلت مرتين مرة بمكة ومرة بالمدينة وهي سبع آيات
بسم الله الرحمن الرحيم (1)
في التوحيد وتفسير الإمام عن أمير المؤمنين عليه السلام : الله هو الذي يتأله إليه كل مخلوق الحوائج والشدائد إذا انقطع الرجاء من كل وجه من ، دونه وتقطع الأسباب من ( عن خ ل ) جميع من سواه تقول بسم الله أي أستعين على أموري كلها بالله الذي لا تحق العبادة الا له المغيث إذا استغيث والمجيب إذا دعي .
أقول : معنى يتأله إليه : يفزع إليه ويلتجأ ويسكن .
وفي رواية اخرى عنه عليه السلام يعني بهذا الاسم اقرأ واعمل هذا العمل .
وفي العيون والمعاني عن الرضا عليه السلام يعني بهذا أسم نفسي بسمة من سمات الله وهي العبادة ، قيل له ما السمة قال العلامة .
وفي التوحيد وتفسير الإمام عليه السلام قال رجل للصادق عليه السلام : يابن رسول الله دلني على الله ما هو فقد أكثر عليّ المجادلون وحيروني فقال يا عبد
____________
(1) قيل الوجه في كتابه البسملة بحذف الألف على خلاف وضع الخط كثرة الاستعمال وتطويل الباء عوض عنها . منه قدس الله سره .
روي أن قريشا كانت تكتب في الجاهلية بسمك اللهم حتى نزلت سورة هود فيها بسم الله مجريها ومرسيها فأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يكتب بسم الله ثم نزل عليه بعد ذلك : قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعو فله الأسماء الحسنى ، فأمر صلى الله عليه وآله وسلم أن يكتب بسم الله الرحمن فلما نزلت سورة النمل : إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم أمر صلى الله عليه وآله وسلم أن يكتب ذلك في صدور الكتب وأوائل الرسائل . وهي آية من كل سورة وقولنا : بسم الله أي أبتدئ ببسم الله أو ابتدائي ببسم الله فهو خبر مبتدأ محذوف واشتقاق الاسم من السمو وهو العلو والرفعة ومنه سما الزرع أي علا وارتفع . ومنه اشتقاق السماء لارتفاعها وعولها وقيل هو مشتق من السمة التي هي العلامة فكأنه علامة لما وضع له . منه قدس سره .
لله هل ركبت سفينة قط ؟ قال : بلى ، قال : فهل كسرت بك حيث لا سفينة تنجيك ولا سباحة تغنيك ؟ قال : بلى قال : فهل تعلق قلبك هناك أن شيئا من الأشياء قادر على ان يخلصك من ورطتك ؟ قال : بلى . قال الصادق عليه السلام : فذاك الشيء هو الله القادر على الإنجاء حين لا منجي وعلى الإغاثة حين لا مغيث ويأتي في معنى الله حديث آخر في تفسير سورة الاخلاص انشاء الله ، وعن أمير المؤمنين عليه السلام : الله أعظم اسم من اسماء الله عز وجل لا ينبغي أن يتسمى به غيره .
وعنه عليه السلام : الرحمن الذي يرحم ببسط الرزق علينا . وفي رواية العاطف على خلقه بالرزق لا يقطع عنهم مواد رزقه وإن انقطعوا عن طاعته . الرحيم بنا في أدياننا ودنيانا وآخرتنا خفف علينا الدين وجعله سهلا خفيفا ( حنيفا خ ل ) وهو يرحمنا بتمييزنا من اعدائه .
أقول : رزق كل مخلوق ما به قوام وجوده وكماله اللائق به فالرحمة الرحمانية تعم جميع الموجودات وتشتمل كل النعم كما قال الله سبحانه : أحسن كل شيء خلقه ثم هدى . وأما الرحمة الرحيمية بمعنى التوفيق في الدنيا والدين فهي مختصة بالمؤمنين وما ورد من شمولها للكافرين فإنما هي من جهة دعوتهم إلى الإيمان والدين مثل ما في تفسير الامام عليه السلام من قولهم عليهم السلام الرحيم بعباده المؤمنين في تخفيفه عليهم طاعاته وبعباده الكافرين في الرفق في دعائهم إلى موافقته . ومن ثمة قال الصادق عليه السلام : الرحمن اسم خاص لصفة عامة والرحيم اسم عام لصفة خاصة . وقال عيسى بن مريم عليه السلام : الرحمن رحمن الدنيا والرحيم رحيم الآخرة يعني في الامور الأخروية
رواهما في المجمع وفي الكافي والتوحيد والمعاني والعياشي عن الصادق عليه السلام الباء بهاء الله والسين سناء الله والميم مجد الله . وفي رواية ملك الله والله إله كل شيء الرحمن بجميع خلقه ، والرحيم بالمؤمنين خاصة .
والقمي عنه عليه السلام مثله بالرواية الأخيرة فحسب .
وروي في المشكاة وأورده في المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله إن لله عز وجل مائة رحمة أنزل منها واحدة إلى الأرض فقسمها بين خلقه فبها يتعاطفون ويتراحمون وأخر تسعا وتسعين لنفسه يرحم بها عباده يوم القيامة .
وروي أن الله قابض هذه إلى تلك فيكملها مائة يرحم بها عباده يوم القيامة .
وفي تفسير الامام معنى ما في الروايتين عن أمير المؤمنين عليه السلام والتسمية في أول كل سورة آية منها وإنما كان يعرف إنقضاء السورة بنزولها إبتداء للأخرى وما أنزل الله كتابا من السماء الا وهي فاتحته كذا عن الصادق عليه السلام رواه العياشي .
وفي الكافي عن الباقر عليه السلام : أول كل كتاب أنزل من السماء بسم الله الرحمن الرحيم فإذا قرأتها فلا تبال أن لا تستعيذ فإذا قرأتها سترتك فيما بين السماء والارض .
وفي العيون عن أمير المؤمنين عليه السلام : أنها من الفاتحة وأن رسول الله صلى الله عليه وآله يقرؤها ويعدها آية منها ويقول فاتحة الكتاب هي السبع المثاني ، وفيه وفي العياشي عن الرضا عليه السلام أنها أقرب إلى اسم الله الأعظم من ناظر العين إلى بياضها .
ورواه في التهذيب عن الصادق عليه السلام .
والقمي عنه أنها أحق ما يجهر به وهي الآية التي قال الله عز وجل : وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا .
وفي الخصال عنه عليه السلام : أن الاجهار بها في الصلاة واجب .
والعياشي عنه عليه السلام قال : مالهم قاتلهم الله عمدوا إلى أعظم آية في كتاب الله فزعموا أنها بدعة إذا أظهروها .
أقول : يعني العامة ، عن الباقر عليه السلام سرقوا آية من كتاب الله بسم الله الرحمن الرحيم وينبغي الإتيان بها عند افتتاح كل أمر عظيم أو صغير ليبارك فيه .
ففي الكافي عن الصادق عليه السلام قال : لا تدعها ولو كان بعده شعر .
وفي التوحيد وتفسير الامام عنه عليه السلام من تركها من شعيتنا امتحنه الله بمكروه لينبهه على الشكر والثناء ويمحق عنه وصمة تقصيره عند تركه ، وعن أمير المؤمنين عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله حدثني عن الله عز وجل أنه قال كل أمر ذي بال لم يذكر فيه بسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر .
(1) الحمد لله : يعني على ما أنعم الله به علينا ، في العيون وتفسير الامام عليه السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه سئل عن تفسيرها فقال : هو أن الله عرف عباده بعض نعمه عليهم جملا إذ لا يقدرون على معرفة جميعها بالتفصيل لأنها أكثر من أن تحصى أو تعرف فقال قولوا الحمد لله على ما أنعم به علينا .
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام : ما أنعم الله على عبد بنعمة صغرت أو كبرت فقال : الحمد لله الا أدى شكرها .
رب العلمين : في العيون وتفسير الامام عليه السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام يعني مالك الجماعات من كل مخلوق وخالقهم وسائق أرزاقهم إليهم من حيث يعلمون ومن حيث لا يعلمون يقلب الحيوانات في قدرته ويغذوها من رزقه ويحوطها بكنفه ويدبر كلا منها بمصلحته ويمسك الجمادات بقدرته ويمسك ما اتصل منا عن التهافت والمتهافت عن التلاصق والسماء أن تقع على الأرض إلا باذنه والأرض أن تنخسف الا بأمره .
(2) الرحمن الرحيم : قيل لعل تكريرهما للتنبيه بهما في جملة الصفات المذكورة على استحقاقه للحمد .
(3) مالك يوم الدين : في تفسير الامام عليه السلام يعني القادر على إقامته والقاضي فيه بالحق والدين والحساب .
وقرئ ملك يوم الدين روى العياشي أنه قرأه الصادق عليه السلام ما لا يحصى .
وفي تفسير الامام عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : أكيس الكيسين من حاسب نفسه وعمل لما بعد الموت وإن أحمق الحمقاء من اتبع نفسه هواه وتمنى على الله تعالى الأماني ، وفي حديث آخر : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا .
أقول : وفيهما دلالة على أن لكل انسان أن يفرغ من حسابه ووزن عمله في دار الدنيا بحيث لا يحتاج إليهما في الآخرة وهو كذلك عند اولي الألباب .
(4) إياك نعبد في تفسير الإمام عليه السلام قال الله تعالى : قولوا يا أيها الخلق المنعم عليهم إياك نعبد أيها المنعم علينا نطيعك مخلصين موحدين مع التذلل والخضوع بلا رياء ولا سمعة .
وفي رواية عامية عن الصادق عليه السلام : يعني لا نريد منك غيرك لا نعبدك بالعوض والبدل كما يعبدك الجاهلون بك المغيبون عنك .
أقول : إنما انتقل العبد من الغيبة إلى الخطاب لأنه كان بتمجيده ( لتمجيده خ ل ) لله سبحانه وتعالى يتقرب إليه متدرجا إلى أن يبلغ في القرب مقاما كأن العلم صار له عيانا والخبر شهودا والغيبة حضورا .
وإياك نستعين (1) : على طاعتك وعبادتك وعلى دفع شرور أعدائك ورد مكائدهم والمقام على ما أمرت ، كذا في تفسير الامام عليه السلام . قيل : المستتر في نعبد ونستعين للقاري ومن معه من الحفظة وحاضري صلاة الجماعة أوله ولسائر الموحدين أدرج عبادته في تضاعيف عبادتهم وخلط حاجته بحاجتهم لعلها تقبل ببركتها وتجاب إليها ولهذا شرعت الجماعة وقدم اياك للتعظيم له والاهتمام به وللدلالة على الحصر .
(5) إهدنا الصراط المستقيم : في المعاني وتفسير الامام عن الصادق عليه
____________
(1) قيل : إنما قدمت العبادة على الإستعانة لتوافق رؤوس الآي ويعلم منه أن تقديم الوسيلة على طلب الحاجة ادعى إلى الإجابة . . ولما نسب المتكلم العبادة إلى نفسه أوهم ذلك تبجحا أو اعتدادا منه بما يصدر عنه تعقبه بقوله وإياك نستعين ليدل على أن العبادة ايضا مما لا يتم الا بمعونة منه وتوفيق منه ، منه قدس سره .
يتبع
[/align]
تعليق