تويت
[align=justify]الوفاق» في حوار صريح مع «الوسط»
فيروز: غيّرت رأيي، كاظم: نخالف قاسم، محفوظ: سنضبط المتسلقين،
الوسط - محرر الشئون المحلية
جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، أكبر تيارات المعارضة على الإطلاق، وصاحبة الثقل الأكبر بين القوى السياسية التي قاطعت انتخابات ،2002 بعد إعلانها رسمياً عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، بدأ لون الضوء على هذا التيار يأخذ لوناً آخر، وبدأت الأجندة «تتفرمل» بطبعية الحال فالمرحلة تغيرت، والموقف تغير، ولا بد للمحاور في وسائل الإعلام أن تتغير أيضاً، فبعد أن كان الحديث كل الحديث يتمحور مع «الوفاق» بشأن المقاطعة وما يرافقها، أصبح الحديث الآن عن المشاركة وما يرافقها، و«الوسط» حاولت أن تجمع بين سلطات «الوفاق» الثلاث على طاولة واحدة، الأمانة العامة ومثّلها جواد فيروز، ومجلس الشورى ومثّله جميل كاظم، وأخيراً هيئة التحكيم ومثّلها عباس محفوظ.
عندما بدأ الحوار مع الثلاثة في مؤتمر صحافي، كانت الأسئلة تتجه نحو الثلاثة في جو «ساخن» وكانت تفوح منها روائح الصراحة والمكاشفة، ليس بهدف «الإثارة» أو «محاصرة» الضيوف الثلاثة بقدر ما كان ذلك بهدف تفعيل مبدأ الشفافية، وكسر الحواجز مع أحد التيارات «المعارضة» التي تطالب الحكومة بالشفافية وكسر الحواجز بين الطرفين.
لم تمثل «الوسط» طرفا أو جهة في كل ما أثير في حضرة الضيوف الثلاثة، وإنما كانت كل المحاور محاولة لاجترار ولو جزءا من صورة الواقع، من خلال إثارة موضوعات لا يخلو منها نبض الجمهور.
الاتهامات التي جوبه بها الضيوف الثلاثة كانت بـ «الجملة»، تماماً كما كانت الردود عليها بـ «الجملة»، فجواد فيروز عضو الأمانة العامة والمسئول عن ملف الانتخابات في الجمعية كان أمام تهمة «التسلق»، وسيدجميل كاظم عضو شورى الوفاق كان متهما بـ «التورط» مع أمين عام الجمعية بشأن تغيير الأخير عنوانه إلى الدائرة التي كان ينوي كاظم الترشح فيها للبرلمان، وأخيراً عباس محفوظ عضو هيئة التحكيم كان متهما بـ§§التواطؤ§§ مع الرجال ضد النساء في توزيع الريع على الوفاقيين، وهذا نص اللقاء:
الوسط: يبدو من خلال التحركات الأخيرة للحكومة أنها تسعى لتمرير أكبر قدر من الملفات التي تخدمها من خلال البرلمان الحالي قبل وصول «الوفاق» إلى المقاعد النيابية، فهل ستنشغلون بتصحيح القوانين التي مررت أم لديكم أجندة خاصة ستسيرون وفقها في البرلمان المقبل؟
* فيروز: تدرك الوفاق أن آلية التشريع محدودة، لذلك فهي لا تترقب أن يكون لها دور مؤثر في تمرير القوانين، إذ إن في العمل السياسي الكثير من الوسائل والتحالفات والارتباطات السياسية التي من الممكن أن تسبب نوعاً من الإعاقة لحقوق المواطنين التي نص عليها الدستور.
نأمل من خلال التحالفات التي سنخلقها في البرلمان أن يكون هناك تعاون حتى نتمكن من إعاقة مثل تلك القوانين الحكومية، وليس للدولة أن تغض الطرف عن وجود «الوفاق»، وستحرج إذا ما اتخذت مثل هذا الأسلوب.
* محفوظ: أعتقد أن التكامل في الأداء بين أعضاء الجمعية في المجالس البلدية وفي البرلمان، سيعطي انطباعاً جيداً وسيحسن من أداء الفريقين، كما أن الاحتياجات من الخدمات من المفترض أن تأخذ دوراً أكبر في البرلمان، وفي هذا الصدد من الممكن استخدام الضغط الخارجي.
كاظم: الآلية القانونية في التعاطي مع مشروعات الحكومة، هي ساحة فعل سياسي محدودة الصلاحيات، غير أن ساحة الصحافة بما تتمتع به من حريات يمكن الاستفادة منها في كشف الممارسات الخاطئة، فـ «الوسط» لعبت دوراً كبيراً في الكثير من الملفات المهمة التي لم يتمكن البرلمان من تحريكها.
الوسط: هل لديكم الاستعداد التام للتعامل مع جميع الكتل النيابية في التشكيلة المقبلة مهما تكن أيدلوجياتها أو أفكارها متعارضة ومتقاطعة مع توجه جمعية «الوفاق»؟
* فيروز: من أبجديات العمل السياسي عدم وضع حواجز في التعامل مع الآخرين، ونعتقد أن لدينا الكثير من القضايا مع الكتل الأخرى.
* كاظم: لاشك أن «الوفاق» لن تدخل وفق أجندة مذهبية ولكن وفق أجندة وطنية، فتيار الجمعية نابع من انتفاضة التسعينات وكوادر «الوفاق» هي خليط لتيارات مختلفة، وكثير من الملفات التي تثيرها «الوفاق» مرتبطة بأجندة ليست خاصة بالطائفة الشيعية.
الوسط: هل ستدعم «الوفاق» مترشحات من خارج الجمعية، خصوصاً أن بعضاً منهن أعلن أنهن يرغبن في دعم الجمعية؟
* فيروز: الوفاق تدعم المرأة ليكون لها موقع متقدم في الشأن السياسي والمرأة الوفاقية عملت بكل جد وذلك من خلال وجودها ضمن فريق الأمانة العامة بالجمعية، كما أن المؤتمر العام صوت لها، بل و توجد عناصر نسائية ذات كفاءة، أما بالنسبة للانتخابات البلدية فإن لدينا توجهنا الواقعي، وهو ألا تخوضها.
* محفوظ: الإهمال الكبير الموجود في الخدمات ألقى عبئاً ثقيلاً على الممثل البلدي في التحرك، وعدم ترشيح المرأة للبلديات في هذه المرحلة هو خيار تكتيكي، وعندما تكون البنية التحتية جيدة سيكون دور المرأة جيداً بعد ذلك، فلا تزال التجربة البلدية غير مترسخة في العقول، لذلك نرى أن التوجه العلمائي في الوفاق له دور.
أما إذا ترشحت امرأة مستقلة وكانت لديها الكفاءة فلن نعيق عملها ولن نحاول إبعادها، و بالنسبة «للنيابية» فحتى الآن لم ننظر للقائمة على رغم أن عناصر النجاح متوافرة لديهن، كما أن المجال مفتوح أما من تود الدخول للانتخابات النيابية إلا إننا لم نعد القائمة حتى الآن.
الوسط: العالم كله يسير باتجاه تمكين المرأة، فلماذا الوفاق هي الوحيدة التي تعارض ترشيحها للبلدي أو النيابي لمجرد التبعية للعلماء؟
* كاظم: من الناحية الفقهية المسألة محلولة، على الأقل في الفقه الشيعي، وأمامنا تجارب في لبنان وإيران... إلخ.
الوسط: هل الرهان على دخول الوفاق الانتخابات سيكون كجمعية أم كتحالف؟ وهل من الحكمة عدم القبول بالتنازل عن أي مقعد لأي جمعية أخرى حليفة ضمن التحالف؟
* فيروز: مستعدون للتنازل عن أكثر من مقعد لأكثر من مرشح من تيار آخر (في التحالف)، فالأمر يتعلق بالكفاءة والقدرة.
الوسط: هل سيعيد بلديو الوفاق الحاليون ترشيح أنفسهم للانتخابات البلدية المقبلة؟ أو أنهم سيتجهون للنيابية؟
* فيروز: أغلب الأعضاء سيعيدون ترشيح أنفسهم،» 16 من أصل 22 لديهم الرغبة في مواصلة العمل البلدي و آخرون سيتجهون للنيابي، فيما يفكر بعض منهم في اعتزال العمل البلدي، في الوقت الذي نرى آخرين لم يقرروا أين سيتجهون؟،
وأود أن أنوه إلى أن «اللجنة العليا للانتخابات لم ترفض أي طلب لمترشح أو مترشحة حتى الآن».
الوسط: جواد فيروز صوّت للمقاطعة في العام ،2002 وصوت للمشاركة في العام ،2006 أنت متهم بقيادة «الوفاق» لنفق المقاطعة ومن ثم التراجع عنه؟
* فيروز: ما ذكرته صحيح، فأنا صوت مع المقاطعة وثم مع المشاركة وهذا ليس اتهاما بل هذا هو واقع العمل السياسي. وعلى الإنسان أن يقيم موقفه السياسي بحسب الظروف الموضوعية ومن الغباء أن يتمسك الإنسان بأسلوب واحد فمن الثوابت أن أشارك و لا أقاطع، و أنا بدأت بتغيير رأيي قبل حوالي عام، وقد تمسكت بالموقف النهائي بعد استشارة عدد من المعنيين ومنهم شخصيات روحية وأخرى سياسية.
وهذا لا يعني إقراراً بفشل المقاطعة بل أن الظروف الموضوعية تحتم اتخاذ قرار المقاطعة، ولو عاد الزمن لفعلت الشيء ذاته وبحسب الظروف، فإن قرار المقاطعة في العام 2002 كان صحيحا وفي العام 2006 سيكون خاطئاً.
الوسط: هناك من يقول إن قرار المشاركة اتخذ في الدراز وليس في «الوفاق»؟
* فيروز: مما يؤسف له أن نسمع هذا الكلام كلما نتخذ قراراً استراتيجياً، نحن نقر بأننا منفتحون على المؤثرين في المجتمع، وأبرزهم الشيخ عيسى قاسم. ولكن هناك مواقف عديدة حضرتها بنفسي كان قرارنا خلاف قراره، ومنها قرار التسجيل و المقاطعة والمشاركة و هذه القرارات كانت جميعها داخلية وليست بفرض من إرادة خارجية. و اذكر هنا عندما أعلن الشيخ عيسى رأيه لصالح تسجيل الجمعية، أحد الأشخاص كان يقول إن علينا التسجيل إلا أن الأمين العام للجمعية أوضح له أن للجمعية آلياتها في ذلك ويجب إتباعها. ونحن لا ننكر أن للجمعية حالة توافقية مع مرجعية الشيخ عيسى.
* كاظم: إن القول إن الشيخ يمارس نوعاً من الوصاية على الجمعية هو شيء غير صحيح، وقد سألته شخصياً قبل ما يقارب من الثمانية أشهر عن المشاركة فرد عليّ بأننا اليوم أقرب للمقاطعة.
الوسط: سيدجميل أنت في ورطة فهناك أخبار تتحدث عن نجاح الشيخ علي سلمان في تغيير عنوانه، وأخرى تنفي ذلك، فأين تتجه بوصلتك هل إلى النيابي أو البلدي؟
* كاظم: أنا حسمت أمري وقدمت أوراق ترشيحي للجمعية للمقعد البلدي، ولكني سألتزم بأي قرار تتخذه الجمعية فلو رشحتني للنيابي فسأمتثل لذلك.
الوسط: جواد فيروز، البعض يتهمك بالتسلّق، وسأقرأ لك ما قرأته من أحد المواقع الالكترونية «جواد فيروز من مهندس كهربائي إلى مهندس سياسي والآن أصبح مهندساً للتيار العريض الذي ضحى منذ عقود من الزمن... ما هو هذا التسلق»، ما هو تعليقك؟
* فيروز: التقييم أن أكون متسلقا أو لا أكون اتركه للناس، وإذا يتهمني بعض منهم بالتسلق، فمن الطبيعي أن أبحث عن مواقع الخلل في نفسي، ولكني لست ملزما بكشف أوراقي، واترك أعمالي القادمة لكي يثبت هذا الأمر أو انفيه.
أنا في الأصل كنت مهندساً كهربائياً محباً للوطن وبالقيادة الإسلامية ابتداء من الشهيد محمدباقر الصدر وكذلك السيدمحمد حسين فضل الله ومن بينهما الإمام الخميني، اعتبر نفسي مبتدئاً في العمل السياسي، واحتاج إلى التدريب وهذا لا يعفيني أن أخوض غمار السياسة لخدمة مبادئي، ومتى ما أتلمس أن التسلّق في كوامن نفسي سأنزوي في ثنايا البيت لكي لا أكون عارضاً على المجتمع.
* محفوظ: لم يصل إلى هيئة التحكيم أية شكوى عن المتسلقين، ولا يمكن أن انفي ما يجول في بعض الأشخاص، والمجتمع أوصلها لهذه المراكز.
* كاظم: من حيث المبدأ لسنا متورطين بمتسلقين، ولكن في الوقت نفسه فان المؤسسات السياسية عرضة للتسلقات، بل وان أي موقع فيه غطاء ديني أو سياسي أو اجتماعي، وليس بدعة أن تكون الوفاق عرضة للمتسلقين.ومسألة التسلق أثيرت في الانتخابات الأخيرة، لذا فقد كونا فريقا يعطينا معايير محددة للعضو البلدي والنيابي، وضمانة أساسية هي الناس.
* محفوظ: نحن نعكف حالياً على إعداد الضوابط المسلكية لأعضاء الجمعية، وستجهز قريباً.
الوسط: سمعنا الكثير عن تنافس المعممين مع التجار، فكيف ستتعامل الوفاق مع عشرات المرشحين الذين يتصارعون على 12 مقعداً نيابياً؟ وما هي آلية اختيار المرشحين؟ ومن يضمن حيادية اللجنة الانتخابية؟ وهل الوفاق في أزمة؟
* فيروز: لسنا في أزمة، ولا يوجد تنافس بين المعممين والتجار، واللجنة العليا للانتخابات معنية بتقديم لائحة أولية للمرشحين البلديين، أما المرشحون للنيابي فسيختارون من الأمانة العامة، ومن ثم يرفعون لشورى الوفاق، وأما عن كثرة المرشحين فاعتقد أن هذا حق طبيعي لكل مواطن أن يقدم على الترشح بغض النظر عن الجهة التي ينتمي إليها.
هناك حالة إيجابية ، فالجميع يؤكدون أنهم سيحتكمون لرأي الترشح، ولا يصرون في الترشح كمستقلين، والوفاق ستشاور أطرافا معينة وستشاور المؤسسات الأهلية والدينية.
وأما عن حيادية الاختيار، فالآلية ستمر على عدة قنوات، ولا يمكن فرض أشخاص من شخص واحد، وعلى افتراض أن شخصا ما، استطاع حصول الموافقة العامة، لا نعتمد على رأي معين.
* محفوظ: لو أن الشخص يشعر أن حقه بخس في الترشح، فمن حقه أن يرفع شكواه إلى التحكيم، ونحن نعمل كحزب، ومبدئياً الأعضاء الآخرون سيلتزمون بالقرارات الصادرة عن الجمعية، وهذه من أبجديات العمل الحزبي.
* كاظم: الأمانة العامة عرضت برنامج وآليات اختيار الأعضاء، وفيها رضا عام من مجلس الشورى، ونحن في الوفاق لا ندعي إننا نختزل الطائفة الشيعية، والوفاق بحاجة إلى مشاورات مكثفة، ولكن ذلك لا يعفيها من المسئولية.[/align]
فيروز: غيّرت رأيي، كاظم: نخالف قاسم، محفوظ: سنضبط المتسلقين،
الوسط - محرر الشئون المحلية
جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، أكبر تيارات المعارضة على الإطلاق، وصاحبة الثقل الأكبر بين القوى السياسية التي قاطعت انتخابات ،2002 بعد إعلانها رسمياً عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، بدأ لون الضوء على هذا التيار يأخذ لوناً آخر، وبدأت الأجندة «تتفرمل» بطبعية الحال فالمرحلة تغيرت، والموقف تغير، ولا بد للمحاور في وسائل الإعلام أن تتغير أيضاً، فبعد أن كان الحديث كل الحديث يتمحور مع «الوفاق» بشأن المقاطعة وما يرافقها، أصبح الحديث الآن عن المشاركة وما يرافقها، و«الوسط» حاولت أن تجمع بين سلطات «الوفاق» الثلاث على طاولة واحدة، الأمانة العامة ومثّلها جواد فيروز، ومجلس الشورى ومثّله جميل كاظم، وأخيراً هيئة التحكيم ومثّلها عباس محفوظ.
عندما بدأ الحوار مع الثلاثة في مؤتمر صحافي، كانت الأسئلة تتجه نحو الثلاثة في جو «ساخن» وكانت تفوح منها روائح الصراحة والمكاشفة، ليس بهدف «الإثارة» أو «محاصرة» الضيوف الثلاثة بقدر ما كان ذلك بهدف تفعيل مبدأ الشفافية، وكسر الحواجز مع أحد التيارات «المعارضة» التي تطالب الحكومة بالشفافية وكسر الحواجز بين الطرفين.
لم تمثل «الوسط» طرفا أو جهة في كل ما أثير في حضرة الضيوف الثلاثة، وإنما كانت كل المحاور محاولة لاجترار ولو جزءا من صورة الواقع، من خلال إثارة موضوعات لا يخلو منها نبض الجمهور.
الاتهامات التي جوبه بها الضيوف الثلاثة كانت بـ «الجملة»، تماماً كما كانت الردود عليها بـ «الجملة»، فجواد فيروز عضو الأمانة العامة والمسئول عن ملف الانتخابات في الجمعية كان أمام تهمة «التسلق»، وسيدجميل كاظم عضو شورى الوفاق كان متهما بـ «التورط» مع أمين عام الجمعية بشأن تغيير الأخير عنوانه إلى الدائرة التي كان ينوي كاظم الترشح فيها للبرلمان، وأخيراً عباس محفوظ عضو هيئة التحكيم كان متهما بـ§§التواطؤ§§ مع الرجال ضد النساء في توزيع الريع على الوفاقيين، وهذا نص اللقاء:
الوسط: يبدو من خلال التحركات الأخيرة للحكومة أنها تسعى لتمرير أكبر قدر من الملفات التي تخدمها من خلال البرلمان الحالي قبل وصول «الوفاق» إلى المقاعد النيابية، فهل ستنشغلون بتصحيح القوانين التي مررت أم لديكم أجندة خاصة ستسيرون وفقها في البرلمان المقبل؟
* فيروز: تدرك الوفاق أن آلية التشريع محدودة، لذلك فهي لا تترقب أن يكون لها دور مؤثر في تمرير القوانين، إذ إن في العمل السياسي الكثير من الوسائل والتحالفات والارتباطات السياسية التي من الممكن أن تسبب نوعاً من الإعاقة لحقوق المواطنين التي نص عليها الدستور.
نأمل من خلال التحالفات التي سنخلقها في البرلمان أن يكون هناك تعاون حتى نتمكن من إعاقة مثل تلك القوانين الحكومية، وليس للدولة أن تغض الطرف عن وجود «الوفاق»، وستحرج إذا ما اتخذت مثل هذا الأسلوب.
* محفوظ: أعتقد أن التكامل في الأداء بين أعضاء الجمعية في المجالس البلدية وفي البرلمان، سيعطي انطباعاً جيداً وسيحسن من أداء الفريقين، كما أن الاحتياجات من الخدمات من المفترض أن تأخذ دوراً أكبر في البرلمان، وفي هذا الصدد من الممكن استخدام الضغط الخارجي.
كاظم: الآلية القانونية في التعاطي مع مشروعات الحكومة، هي ساحة فعل سياسي محدودة الصلاحيات، غير أن ساحة الصحافة بما تتمتع به من حريات يمكن الاستفادة منها في كشف الممارسات الخاطئة، فـ «الوسط» لعبت دوراً كبيراً في الكثير من الملفات المهمة التي لم يتمكن البرلمان من تحريكها.
الوسط: هل لديكم الاستعداد التام للتعامل مع جميع الكتل النيابية في التشكيلة المقبلة مهما تكن أيدلوجياتها أو أفكارها متعارضة ومتقاطعة مع توجه جمعية «الوفاق»؟
* فيروز: من أبجديات العمل السياسي عدم وضع حواجز في التعامل مع الآخرين، ونعتقد أن لدينا الكثير من القضايا مع الكتل الأخرى.
* كاظم: لاشك أن «الوفاق» لن تدخل وفق أجندة مذهبية ولكن وفق أجندة وطنية، فتيار الجمعية نابع من انتفاضة التسعينات وكوادر «الوفاق» هي خليط لتيارات مختلفة، وكثير من الملفات التي تثيرها «الوفاق» مرتبطة بأجندة ليست خاصة بالطائفة الشيعية.
الوسط: هل ستدعم «الوفاق» مترشحات من خارج الجمعية، خصوصاً أن بعضاً منهن أعلن أنهن يرغبن في دعم الجمعية؟
* فيروز: الوفاق تدعم المرأة ليكون لها موقع متقدم في الشأن السياسي والمرأة الوفاقية عملت بكل جد وذلك من خلال وجودها ضمن فريق الأمانة العامة بالجمعية، كما أن المؤتمر العام صوت لها، بل و توجد عناصر نسائية ذات كفاءة، أما بالنسبة للانتخابات البلدية فإن لدينا توجهنا الواقعي، وهو ألا تخوضها.
* محفوظ: الإهمال الكبير الموجود في الخدمات ألقى عبئاً ثقيلاً على الممثل البلدي في التحرك، وعدم ترشيح المرأة للبلديات في هذه المرحلة هو خيار تكتيكي، وعندما تكون البنية التحتية جيدة سيكون دور المرأة جيداً بعد ذلك، فلا تزال التجربة البلدية غير مترسخة في العقول، لذلك نرى أن التوجه العلمائي في الوفاق له دور.
أما إذا ترشحت امرأة مستقلة وكانت لديها الكفاءة فلن نعيق عملها ولن نحاول إبعادها، و بالنسبة «للنيابية» فحتى الآن لم ننظر للقائمة على رغم أن عناصر النجاح متوافرة لديهن، كما أن المجال مفتوح أما من تود الدخول للانتخابات النيابية إلا إننا لم نعد القائمة حتى الآن.
الوسط: العالم كله يسير باتجاه تمكين المرأة، فلماذا الوفاق هي الوحيدة التي تعارض ترشيحها للبلدي أو النيابي لمجرد التبعية للعلماء؟
* كاظم: من الناحية الفقهية المسألة محلولة، على الأقل في الفقه الشيعي، وأمامنا تجارب في لبنان وإيران... إلخ.
الوسط: هل الرهان على دخول الوفاق الانتخابات سيكون كجمعية أم كتحالف؟ وهل من الحكمة عدم القبول بالتنازل عن أي مقعد لأي جمعية أخرى حليفة ضمن التحالف؟
* فيروز: مستعدون للتنازل عن أكثر من مقعد لأكثر من مرشح من تيار آخر (في التحالف)، فالأمر يتعلق بالكفاءة والقدرة.
الوسط: هل سيعيد بلديو الوفاق الحاليون ترشيح أنفسهم للانتخابات البلدية المقبلة؟ أو أنهم سيتجهون للنيابية؟
* فيروز: أغلب الأعضاء سيعيدون ترشيح أنفسهم،» 16 من أصل 22 لديهم الرغبة في مواصلة العمل البلدي و آخرون سيتجهون للنيابي، فيما يفكر بعض منهم في اعتزال العمل البلدي، في الوقت الذي نرى آخرين لم يقرروا أين سيتجهون؟،
وأود أن أنوه إلى أن «اللجنة العليا للانتخابات لم ترفض أي طلب لمترشح أو مترشحة حتى الآن».
الوسط: جواد فيروز صوّت للمقاطعة في العام ،2002 وصوت للمشاركة في العام ،2006 أنت متهم بقيادة «الوفاق» لنفق المقاطعة ومن ثم التراجع عنه؟
* فيروز: ما ذكرته صحيح، فأنا صوت مع المقاطعة وثم مع المشاركة وهذا ليس اتهاما بل هذا هو واقع العمل السياسي. وعلى الإنسان أن يقيم موقفه السياسي بحسب الظروف الموضوعية ومن الغباء أن يتمسك الإنسان بأسلوب واحد فمن الثوابت أن أشارك و لا أقاطع، و أنا بدأت بتغيير رأيي قبل حوالي عام، وقد تمسكت بالموقف النهائي بعد استشارة عدد من المعنيين ومنهم شخصيات روحية وأخرى سياسية.
وهذا لا يعني إقراراً بفشل المقاطعة بل أن الظروف الموضوعية تحتم اتخاذ قرار المقاطعة، ولو عاد الزمن لفعلت الشيء ذاته وبحسب الظروف، فإن قرار المقاطعة في العام 2002 كان صحيحا وفي العام 2006 سيكون خاطئاً.
الوسط: هناك من يقول إن قرار المشاركة اتخذ في الدراز وليس في «الوفاق»؟
* فيروز: مما يؤسف له أن نسمع هذا الكلام كلما نتخذ قراراً استراتيجياً، نحن نقر بأننا منفتحون على المؤثرين في المجتمع، وأبرزهم الشيخ عيسى قاسم. ولكن هناك مواقف عديدة حضرتها بنفسي كان قرارنا خلاف قراره، ومنها قرار التسجيل و المقاطعة والمشاركة و هذه القرارات كانت جميعها داخلية وليست بفرض من إرادة خارجية. و اذكر هنا عندما أعلن الشيخ عيسى رأيه لصالح تسجيل الجمعية، أحد الأشخاص كان يقول إن علينا التسجيل إلا أن الأمين العام للجمعية أوضح له أن للجمعية آلياتها في ذلك ويجب إتباعها. ونحن لا ننكر أن للجمعية حالة توافقية مع مرجعية الشيخ عيسى.
* كاظم: إن القول إن الشيخ يمارس نوعاً من الوصاية على الجمعية هو شيء غير صحيح، وقد سألته شخصياً قبل ما يقارب من الثمانية أشهر عن المشاركة فرد عليّ بأننا اليوم أقرب للمقاطعة.
الوسط: سيدجميل أنت في ورطة فهناك أخبار تتحدث عن نجاح الشيخ علي سلمان في تغيير عنوانه، وأخرى تنفي ذلك، فأين تتجه بوصلتك هل إلى النيابي أو البلدي؟
* كاظم: أنا حسمت أمري وقدمت أوراق ترشيحي للجمعية للمقعد البلدي، ولكني سألتزم بأي قرار تتخذه الجمعية فلو رشحتني للنيابي فسأمتثل لذلك.
الوسط: جواد فيروز، البعض يتهمك بالتسلّق، وسأقرأ لك ما قرأته من أحد المواقع الالكترونية «جواد فيروز من مهندس كهربائي إلى مهندس سياسي والآن أصبح مهندساً للتيار العريض الذي ضحى منذ عقود من الزمن... ما هو هذا التسلق»، ما هو تعليقك؟
* فيروز: التقييم أن أكون متسلقا أو لا أكون اتركه للناس، وإذا يتهمني بعض منهم بالتسلق، فمن الطبيعي أن أبحث عن مواقع الخلل في نفسي، ولكني لست ملزما بكشف أوراقي، واترك أعمالي القادمة لكي يثبت هذا الأمر أو انفيه.
أنا في الأصل كنت مهندساً كهربائياً محباً للوطن وبالقيادة الإسلامية ابتداء من الشهيد محمدباقر الصدر وكذلك السيدمحمد حسين فضل الله ومن بينهما الإمام الخميني، اعتبر نفسي مبتدئاً في العمل السياسي، واحتاج إلى التدريب وهذا لا يعفيني أن أخوض غمار السياسة لخدمة مبادئي، ومتى ما أتلمس أن التسلّق في كوامن نفسي سأنزوي في ثنايا البيت لكي لا أكون عارضاً على المجتمع.
* محفوظ: لم يصل إلى هيئة التحكيم أية شكوى عن المتسلقين، ولا يمكن أن انفي ما يجول في بعض الأشخاص، والمجتمع أوصلها لهذه المراكز.
* كاظم: من حيث المبدأ لسنا متورطين بمتسلقين، ولكن في الوقت نفسه فان المؤسسات السياسية عرضة للتسلقات، بل وان أي موقع فيه غطاء ديني أو سياسي أو اجتماعي، وليس بدعة أن تكون الوفاق عرضة للمتسلقين.ومسألة التسلق أثيرت في الانتخابات الأخيرة، لذا فقد كونا فريقا يعطينا معايير محددة للعضو البلدي والنيابي، وضمانة أساسية هي الناس.
* محفوظ: نحن نعكف حالياً على إعداد الضوابط المسلكية لأعضاء الجمعية، وستجهز قريباً.
الوسط: سمعنا الكثير عن تنافس المعممين مع التجار، فكيف ستتعامل الوفاق مع عشرات المرشحين الذين يتصارعون على 12 مقعداً نيابياً؟ وما هي آلية اختيار المرشحين؟ ومن يضمن حيادية اللجنة الانتخابية؟ وهل الوفاق في أزمة؟
* فيروز: لسنا في أزمة، ولا يوجد تنافس بين المعممين والتجار، واللجنة العليا للانتخابات معنية بتقديم لائحة أولية للمرشحين البلديين، أما المرشحون للنيابي فسيختارون من الأمانة العامة، ومن ثم يرفعون لشورى الوفاق، وأما عن كثرة المرشحين فاعتقد أن هذا حق طبيعي لكل مواطن أن يقدم على الترشح بغض النظر عن الجهة التي ينتمي إليها.
هناك حالة إيجابية ، فالجميع يؤكدون أنهم سيحتكمون لرأي الترشح، ولا يصرون في الترشح كمستقلين، والوفاق ستشاور أطرافا معينة وستشاور المؤسسات الأهلية والدينية.
وأما عن حيادية الاختيار، فالآلية ستمر على عدة قنوات، ولا يمكن فرض أشخاص من شخص واحد، وعلى افتراض أن شخصا ما، استطاع حصول الموافقة العامة، لا نعتمد على رأي معين.
* محفوظ: لو أن الشخص يشعر أن حقه بخس في الترشح، فمن حقه أن يرفع شكواه إلى التحكيم، ونحن نعمل كحزب، ومبدئياً الأعضاء الآخرون سيلتزمون بالقرارات الصادرة عن الجمعية، وهذه من أبجديات العمل الحزبي.
* كاظم: الأمانة العامة عرضت برنامج وآليات اختيار الأعضاء، وفيها رضا عام من مجلس الشورى، ونحن في الوفاق لا ندعي إننا نختزل الطائفة الشيعية، والوفاق بحاجة إلى مشاورات مكثفة، ولكن ذلك لا يعفيها من المسئولية.[/align]
تعليق