بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بقلم الكاتبة الرسالية خولة القزويني
الإمام المهدي (عجل الله فرجه) أمل البشرية ومستقبل الإنسانية الواعد وحلمها المنتظر، يحتاج لظهوره إلى توطئة مشروطة بظروف متكاملة العناصر لاستقبال مقدمه المبارك. إذ يخرج سلام الله عليه ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.
· من يتابع الأحداث ببصيرة ووعي يستطيع أن يستشرف المستقبل بانفراج إلهي موعود بغلبة المستضعفين، فقد نضجت الظروف بشكل سريع لتستكمل دورة الصراع الحقيقية بين (الحق والباطل) إذ تصاعدت المواجهة بين هذين القطبين حتى بلغت الذروة، فإذا بها الآن حربا شرسة تجسد فيها الكفر كله (بإسرائيل وحماتها وحلفائها) والإيمان كله (حزب الله النجباء ومن ورائهم المستضعفين في الأرض)، خط الباطل وما يملكه من آلة عسكرية ضخمة طاحنة، وخط الحق وما يحمل من قيم إلهية وعزم وإرادة وروح الشهادة. وعلى هامش هذين الخطين يقف (المشككون، المتخاذلون، المحبطون) وهم أهل الدنيا الذين ظنوا أن جولة الحق اندثرت منذ سنين ولا يمكن أن تستقيم الحياة إلا بالانطواء تحت هيمنة الغرب طلبا لأمن العيش وسلامة الروح.
· في واقع الأمر ما يحدث الآن من دمار وحروب ومجازر هو خير في عين الله سبحانه وتحت سمعه وبصره يسفر مستقبلاً عن إيجابيات مختزنة في رحم الغيب لكن الظاهر من علاماتها:
- استخلاص المخلصين بعد غربلتهم في خضم البلاءات كما يستخلص الذهب من بين الحديد والنار.
- المعاناة الطاحنة تفرز البشرية من نسيجها المخلوط وتظهر معادن الناس إذ سينجذب كل منهم على شاكلته، فأهل الدنيا والباطل مع الشر المحض، وأهل الإيمان والأتقياء مع الخير المحض (كما يصف الإمام الرضا (ع))، سينقلب العالم إلى فسطاطين الكفر المحض والإيمان المحض، وسيندثر بالتدريج اللون الرمادي المحايد.
- هذه المحن والمصائب والويلات ليست مجرد حوادث درامية لاستدرار العواطف إنما هي تخطيط غيبي من أجل صقل الشعوب ونضجها واستنهاضها من سباتها العميق بعد فترة ركود وهوان. فالله سبحانه يقول في سورة البقرة.
((كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون)).
· و((حرب لبنان)) ليست إلا نقلة نوعية في تاريخ البشرية وانعطاف مقدر بحسابات كونية لتوطئة العالم كله باتجاه المستقبل وانتظار القائد المخلص الحجة، (عجل الله فرجه) وهذا المشهد رغم تأزمه واحتقانه يحمل في طياته تباشير النصر الموعود، بالدلائل التالية:
- أحدثت هذه الحرب هزة في كيان الأمة الإسلامية الهامد وأيقظت فيه بعضا من روح المواجهة.
- المقاومة الآن تجسد خندق الحق الذي استقطب المستضعفين في الأرض وأثار فيهم نخوة الإسلام فلبوا الصيحة بكل عنفوان وإيمان وقد تكون هذه البداية لزلزلة العروش المتكبرة.
- هذه الحرب أعادت الثقة إلى نفوس الجماهير العربية بعد أن غيبتها ثقافة ((الاستسلام)) المسماة بثقافة السلام، وذوبتها القيم المستوردة في بوتقة التغرب تحت مظلة العولمة.
- استرجعت الشعوب المسلمة جزءا من قيمها الأصيلة التي كانت في سالف الزمن رموز عزتها وكرامتها كـ (الجهاد، الشهادة، المقاومة).
- الأيديولوجيات الوضعية التي ارتكزت عليها النظم الجائرة أظهرت الآن عجزها وفشلها في تحقيق العدالة والسعادة للإنسان بل وكشفت عن وجهها القبيح وادعاءاتها الكاذبة في حماية حقوق الإنسان والدفاع عنها، فموقفها المخزي في الحرب أسقط اعتبارها في الوحل.
- وصل العالم الإسلامي برمته إلى قناعة كاملة وبمصداقية أثبتها الواقع الفعلي، إن ((الإسلام الأصيل)) هو الخيار الوحيد لخلاص البشرية، وهذا ما يعمل عليه المخلصون في تصديهم للدفاع عن الحق، وفي اتباعهم الأخلاق الإنسانية حتى في ميدان الحروب فلم ينتهكوا حرمة الإنسان كما فعل العدو بهذا الشكل المستبد.
إذن:
نفهم أن ظهور الحجة (عج) رهين جهد وكفاح لثلة من المخلصين، تستخلفهم الصراعات الدموية على مر التاريخ، وتفرزهم الأحداث في كل حقبة من الزمن، هم من يقفون ببسالة يناهضون الباطل دون رهبة من الموت، لهم قلوب كزبر الحديد، لا يكلون الحرب ولا تكلهم، يقاتلون كالنمور الضاربة لا تأخذهم في الله لومة لائم، هم جنود الحجة المنتظر والممهدون لظهوره.
قال الله تعالى:
((ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين)). (سورة القصص/ آية 5)
قطر الندى:
قال الإمام أمير المؤمنين (ع):
((من زهد الدنيا هانت عليه المصيبات)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بقلم الكاتبة الرسالية خولة القزويني
الإمام المهدي (عجل الله فرجه) أمل البشرية ومستقبل الإنسانية الواعد وحلمها المنتظر، يحتاج لظهوره إلى توطئة مشروطة بظروف متكاملة العناصر لاستقبال مقدمه المبارك. إذ يخرج سلام الله عليه ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.
· من يتابع الأحداث ببصيرة ووعي يستطيع أن يستشرف المستقبل بانفراج إلهي موعود بغلبة المستضعفين، فقد نضجت الظروف بشكل سريع لتستكمل دورة الصراع الحقيقية بين (الحق والباطل) إذ تصاعدت المواجهة بين هذين القطبين حتى بلغت الذروة، فإذا بها الآن حربا شرسة تجسد فيها الكفر كله (بإسرائيل وحماتها وحلفائها) والإيمان كله (حزب الله النجباء ومن ورائهم المستضعفين في الأرض)، خط الباطل وما يملكه من آلة عسكرية ضخمة طاحنة، وخط الحق وما يحمل من قيم إلهية وعزم وإرادة وروح الشهادة. وعلى هامش هذين الخطين يقف (المشككون، المتخاذلون، المحبطون) وهم أهل الدنيا الذين ظنوا أن جولة الحق اندثرت منذ سنين ولا يمكن أن تستقيم الحياة إلا بالانطواء تحت هيمنة الغرب طلبا لأمن العيش وسلامة الروح.
· في واقع الأمر ما يحدث الآن من دمار وحروب ومجازر هو خير في عين الله سبحانه وتحت سمعه وبصره يسفر مستقبلاً عن إيجابيات مختزنة في رحم الغيب لكن الظاهر من علاماتها:
- استخلاص المخلصين بعد غربلتهم في خضم البلاءات كما يستخلص الذهب من بين الحديد والنار.
- المعاناة الطاحنة تفرز البشرية من نسيجها المخلوط وتظهر معادن الناس إذ سينجذب كل منهم على شاكلته، فأهل الدنيا والباطل مع الشر المحض، وأهل الإيمان والأتقياء مع الخير المحض (كما يصف الإمام الرضا (ع))، سينقلب العالم إلى فسطاطين الكفر المحض والإيمان المحض، وسيندثر بالتدريج اللون الرمادي المحايد.
- هذه المحن والمصائب والويلات ليست مجرد حوادث درامية لاستدرار العواطف إنما هي تخطيط غيبي من أجل صقل الشعوب ونضجها واستنهاضها من سباتها العميق بعد فترة ركود وهوان. فالله سبحانه يقول في سورة البقرة.
((كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون)).
· و((حرب لبنان)) ليست إلا نقلة نوعية في تاريخ البشرية وانعطاف مقدر بحسابات كونية لتوطئة العالم كله باتجاه المستقبل وانتظار القائد المخلص الحجة، (عجل الله فرجه) وهذا المشهد رغم تأزمه واحتقانه يحمل في طياته تباشير النصر الموعود، بالدلائل التالية:
- أحدثت هذه الحرب هزة في كيان الأمة الإسلامية الهامد وأيقظت فيه بعضا من روح المواجهة.
- المقاومة الآن تجسد خندق الحق الذي استقطب المستضعفين في الأرض وأثار فيهم نخوة الإسلام فلبوا الصيحة بكل عنفوان وإيمان وقد تكون هذه البداية لزلزلة العروش المتكبرة.
- هذه الحرب أعادت الثقة إلى نفوس الجماهير العربية بعد أن غيبتها ثقافة ((الاستسلام)) المسماة بثقافة السلام، وذوبتها القيم المستوردة في بوتقة التغرب تحت مظلة العولمة.
- استرجعت الشعوب المسلمة جزءا من قيمها الأصيلة التي كانت في سالف الزمن رموز عزتها وكرامتها كـ (الجهاد، الشهادة، المقاومة).
- الأيديولوجيات الوضعية التي ارتكزت عليها النظم الجائرة أظهرت الآن عجزها وفشلها في تحقيق العدالة والسعادة للإنسان بل وكشفت عن وجهها القبيح وادعاءاتها الكاذبة في حماية حقوق الإنسان والدفاع عنها، فموقفها المخزي في الحرب أسقط اعتبارها في الوحل.
- وصل العالم الإسلامي برمته إلى قناعة كاملة وبمصداقية أثبتها الواقع الفعلي، إن ((الإسلام الأصيل)) هو الخيار الوحيد لخلاص البشرية، وهذا ما يعمل عليه المخلصون في تصديهم للدفاع عن الحق، وفي اتباعهم الأخلاق الإنسانية حتى في ميدان الحروب فلم ينتهكوا حرمة الإنسان كما فعل العدو بهذا الشكل المستبد.
إذن:
نفهم أن ظهور الحجة (عج) رهين جهد وكفاح لثلة من المخلصين، تستخلفهم الصراعات الدموية على مر التاريخ، وتفرزهم الأحداث في كل حقبة من الزمن، هم من يقفون ببسالة يناهضون الباطل دون رهبة من الموت، لهم قلوب كزبر الحديد، لا يكلون الحرب ولا تكلهم، يقاتلون كالنمور الضاربة لا تأخذهم في الله لومة لائم، هم جنود الحجة المنتظر والممهدون لظهوره.
قال الله تعالى:
((ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين)). (سورة القصص/ آية 5)
قطر الندى:
قال الإمام أمير المؤمنين (ع):
((من زهد الدنيا هانت عليه المصيبات)
تعليق