من خاف الله خافته المخلوقات
نقل المحدث القمـي (قدس سره) عن ( أمان الأخطار ) إنّ السيد ابن طاووس كان يقول : كنت أسكن ـ زماناً ـ بجوار مرقد أمير المؤمنين (عليه السلام) .
ولقد فوجئت ذات يوم بزوجتي ، وقد أقبلت إليّ هلعة خائفة لا تمتلك أن تتكلم . وبعد أن هدّأت من روعها أخبرتني إنها رأت ، بأمّ عينيها ، الحصران التي بمدخل الحمام ، وهي تنطوي وتنفرش ، ثم تنطوي وتنفرش دون أن أرى أحداً .
انطلقت معها إلى ذلك المكان ، وناديت بصوت سموع : السلام عليكم ، ما هذا الذي نراه منكم ، ونحن في جوار مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) ، ونحن أولاده وضيوفه ؟ فلا تكدروا علينا صفو هذه المجاورة وإنكم لو كررتم فعلتكم هذه مرة أخرى ، فإنّا سنشكوكم إلى الإمام (عليه السلام) .
وبعد ذلك الخطاب لم نشهد منهم أذى أبداً .
نعم ، أن الله سبحانه ليكفي شرّ الجن والإنس ، ببركة الأدعية والأذكار ، وقراءة القرآن الكريم ، مضافاً إلـى ما ذكـروه (عليه السلام) مـن أن أقتنأ الحمام والديك الأبيض فـي المنـزل ، يساعـد علـى طرد الجـن بإذن الله عزّ وجل .
يقول السيد ابن طاووس : إن الإنسان إذا خاف ربه خوفاً حقيقياً ، فإن جميع المخلوقات ستخاف منه ، لأن المؤمن إذا كان مخلصاً أخاف الله منه كل شيء . وهو مصداق الحديث الشريف : (من خاف الله أخاف الله منه كل شيء ، ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شيء) .
إنسان على هيئة حمار
قال أحد علماء النجف الأشرف ، رأيت إنساناً دخل حـرم الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وسلّم على الإمام وهو على عجالة من أمره ويتمتم ببعض الكلمات لم استطع فهمها ، فأحببت أن استفسر عن هـذه الظاهرة التي أوقفني فضولي عليها . فتقدّمت إليه وسلّمت عليه وسألت عن سبب خروجـه من الحرم بهذه السرعة ثم سألته عن الألفاظ التي كان يتمتم بها .
في البدء أبى أن يــجيــب ، ولكن بعد إصراري وإلحاحي قال : إنّ العالم الـــزاهد الفلاني ـ وذكر اسمه ـ . قال في درسه ذات يوم : إن لكـلّ إنسان صورة واقعيّة ، والأئمة المعصومون (عليه آلاف التحية والسلام) يرون كـل شخصٍ على صورته الواقعية . وبعد أن أتمّ الدرس سألته : ما هي صورتي ؟
قال ذلك العالم الزاهد : صورتك على هيئة حمار .
وإنني كلّما دخلت حرم الإمام علي (عليه السلام) للزيارة خرجت مسرعاً خجلاً من الإمام المعصوم ، وأتمتم مع نفسي مخاطباً إياها : يا حمار ، وألومها على ما أصابني وما اقترفت من ذنوب لعل الله سبحانه يبدّل صورتي إلى صورة إنسان .
أقول : وقد ورد في الحديث الشريف : (أما يخاف الذي يصلي بغير حضور قلب أن يحول الله صورته صورة حمار) .
وفي الآية المباركة : ( كَمَثَلِ الحِمَارِ يَحمِلُ أَسفَارَاً … .
الدعاء الذي أنقذه من الموت
في عام 1260ه انتشر وباءٌ في نجف الأشرف وقد ذهب ضحيته كثير من الناس . وقد أبتلي فجأة السيد علي الشوشتري الـذي كان من المقربين عند الشيخ الأنصاري بهذا الوباء ، واضطربت حالته .
أراد بعض من فـي الدار أن يخبر الشيخ الأنصاري بذلك . ولكن السيد الشوشتري قال : لا حاجة لذلك ، فإن الشيخ سيأتي بعد قليل .
وبعد لحظات فإذا بالباب تطرق .
قال السيد افتحوا الباب فإن الشيخ قد وصل .
وعندما فُتحت الباب فإذا بالشيخ مع خادمه الملا رحمة الله .
قال الشيخ الأنصاري للسيد الشوشتري : ستشافى في القريب العاجل . قال السيد الشوشتري : وكيف ذلك ؟
أجاب الشيخ أنني طلبت من الله سبحانه وتعالى أن تصلي على جنازتي .
وبالفعل : أُستجيب دعاء الشيخ ، فقـد برئ السيد من مرضه وصلى على جنازة الشيخ الأنصاري .
تعليق