o0o0السجود على التربه الحسينيه ودلالاتهo0o0
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا وحبيب قلوبنا وشفيعنا النبي الأكرم محمد وعلى آله الغُر الميامين المعصومين المنتجبين ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,
السجود على التربة الحسينية ودلالاتها
سماحة السيد عبد الله الغريفي
نحاول أن نحدد رؤيتنا حول السجود على التربة الحسينية من خلال النقاط التالية :
النقطة الأولى :
السجود على التربة الحسينية يمثل حاله من حالات السجود على الأرض , فإن كان إجماع المسلمين قائم على صحة السجود على الأرض وترابها , فلا نجد مبرر لاستثناء هذه التربة , وما طُرح من تصورات لتبرير هذا الاستثناء لا يحمل صيغة علمية مقبولة.
النقطة الثانية:
الإشكالية التي تثار حول السجود على التربية الحسينية باعتباره لوناً من ألوان السجود لغير الله تعالى إشكاليه واهية , لأن السجود له صيغتان:
1-السجود للشيء
2-السجود على الشيء
والفارق كبير بين الحالتين إذ تمثل الحالة الأولى لونا من ألوان الشرك إذا كان المسجود له غير الله تعالى.
والشيعة حينما يضعون جباههم في الصلاة على هذه التربة لا يُعتبرون عن الحالة الأولى وإنما يُعتبرون عن الحالة الثانية وسجودهم خالص لله وحده لا شريك له.
وفتاوى فقهاء الشيعة صريحة في حرمة السجود لغير الله تعالى.
قال السيد اليزدي في ( العروة الوثقى):
"يحرم السجود لغير الله تعالى فإنه غاية الخضوع فيختص بمن هو في غاية الكبرياء والعظمة" (العروة الوثقى ج 1/534 مسألة 24)
وقال السيد الخوئي في ( منهاج الصالحين):
"يحرم السجود لغير الله تعالى من دون فرق بين المعصومين وغيرهم" (منهاج الصالحين ج 1/179 مسألة 656).
فالشيعة يجسدون في حالات السجود قمة العبودية والخشوع والتذلل لله تعالى , تبرهن على ذلك من الأدعية التي يرددونها في سجداتهم الذائبة مع الله تعالى كما أدبهم أئمتهم الطاهرون من أهل البيت عليهم السلام.
فمن أدعية السجود وأذكاره التي تعلمها الشيعة من أئمة أهل البيت عليهم السلام:
1-"سبحان ربي الأعلى وبحمده".
2-"لا إله إلا الله حقاً حقاً, لا إله إلا الله إيماناً وتصديقاً , لا إله إلا الله عبودية ورقة , سجدت لك يارب تعبداً ورقة لا مستنكفاً ولا مستكبراً , بل أنا عبدٌ ذليلٌ خائفٌ مستجير".
3-"اللهم لك سجدت , وبك آمنت , ولك أسلمت وعليك توكلت , وانت ربي , سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره , والحمد لله رب العالمين , تبارك الله أحسن الخالقين".
النقطة الثالثة:
ربما يقال أن الشيعة يمارسون بعض حالات التقديس للتربة الحسينية كالتقبيل والعناية والاحترام,وهذا يثير الشك والريبة في طبيعة هذا التعامل.
ونجيب:
أولاً: هذه الحالات لاتمثل ممارسات غير مشروعه , وإلا فالمسلمون قاطبة يمارسون الاحترام والعناية والتقبيل للقرآن والكعبة والحجر الأسود , فهل يُقال بأنهم يعبدون القرآن والكعبة والحجر الأسود؟
ثانياً: الشيعة حينما يقبلون التربة إنما يجسدون العشق والحب لسبط الرسول صلى الله عليه وآله الإمام الحسيـــــن عليه السلام.
ثالثاً: الشيعة يقتدون بسيد الأنبياء صلى الله عليه وآله فهو أول من قبل هذه التربة الطاهرة كما أكدت ذلك عدة من الأخبار:
1-روى الحاكم النيسابوري في ( المستدرك على الصحيحين ج 4/398 ) عن أم سلمه رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وآله أضطجع ذات ليلة للنوم فاستيقظ وهو حائر , ثم اضطجع فرقد ثم استيقظ وهو حائر دون ما رأيت به المرة الأولى ثم اضطجع فاستيقظ وفي يده تربة حمراء يقبلها فقلت ما هذه التربة يا رسول الله؟
قال : أخبرني جبريل عليه السلام أن هذا يُقتل بأرض العراق للحسين , فقلت لجبريل أرني تربة الأرض التي يُقتل بها فهذه تربتها...
(ثم قال الحاكم):"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين (البخاري ومسلم) ولم يخرجاه".
2-وروى أحمد بن حنبل في (مسنده ج6/294) عن أم سلمه أو عائشة أن النبي صلى الله عليه وآله قال:"لقد دخل ملك لم يدخل علي قبلها فقال لي أن أبنك هذا حسيناً مقتول , وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها , قال: فأخرج تربة حمراء".
3-وروى الحافظ الهيثمي في (مجمع الزوائد ج9/190) عن علي عليه السلام قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وآله ذات يوم وإذا عيناه تذرفان, قلت : يا نبي الله أغضبك احد ما شأن عينيك تفيضان , قال : بل قام من عندي جبريل عليه السلام فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات قال فقال: هل لك أن أشمك من تربته؟ قلت : نعم , قال فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها , فلم أملك عيني أن فاضتا.
(قال الحافظ الهيثمي): رواه احمد و أبو يعلى والبزار والطبراني ورجاله الثقات.
4-وروى السيوطي في (الخصائص الكبرى) في باب أخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقتل الحسين عليه السلام ما يناهز العشرين حديثاً عن أكبر الثقات من رواة علماء السنة ومشاهيرهم كالحاكم والبيهقي وأبي نعيم وإضرابهم عن أم سلمه وأم الفضل وعائشة وابن عباس وأنس صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخادمه الخاص كلها تؤكد خبر التربة التي نزل بها جبرائيل على رسول الله صلى الله عليه وآله (محمد الحسين كاشف الغطاء: الأرض والتربة الحسينية ص94)
النقطة الرابعة:
الأئمة من أهل البيت عليهم السلام كانوا يؤكدون مسألة السجود على التربة الحسينية:
1-كان الإمام علي ابن الحسين زين العابدين عليه السلام أول من سجد على التربة الحسينية (روح التشيع ص 455)
2-وكان للإمام الصادق عليه السلام خريطة من ديباج صفراء فيها تربة ابي عبد الله الحسين عليه السلام , فاكان إذا حضرته الصلاة صبه على سجادته وسجد عليها (روح الشريعة ص 455)
3-وروى الحر العاملي في (الوسائل ج3/608) عن الديلمي قال: كان الصادق عليه السلام لا يسجد إلا على تربة الحسين عليه السلام تذللا لله واستكانة إليه.
4- وعن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال:" السجود على طين قبر الحسين عليه السلام ينور إلى الأرضين السبعة ومن كانت معه سبحته من طين قبر الحسين عليه السلام كتب مسبحا وإن لم يسُبح" (وسائل الشيعة ج3/608,607).
5- وعنه عليه السلام قال:" إن السجود على تربة أبي عبد الله عليه السلام يخرق الحجب السبع" (وسائل الشيعه ج 3/608,607).
6-وكتب محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري إلى الإمام الثاني عشر عليه السلام يسأله عن السجدة على لوح من طين قبر الحسين عليه السلام هل فيه فضل؟ فأجابه عليه السلام: يجوزذلك فيه فضل(وسائل الشيعه ج3/608,607).
النقطة الخامسة:
الدلالات الكبيرة للسجود على التربه الحسينيه:
(1)الدلالة العقائديه:
فعلى هذه التربة أُريقت أزكى الدماء الطاهرة دفاعاً عن العقيدة والمبدأ والرسالة, فالسجود عليها يُمثل حالة التعاطي والتفاعل مع العمق العقائدي الذي تختزنه هذه التربة في داخلها, وتحتضنه بين ذراتها وتحمله مع أرجيها العابق بالطهر والقداسة, فمن خلال هذا السجود يتجذر الانتماء الإيماني وتتأصل حالة الخشوع والتذلل لله تعالى.
(2)الدلالة الروحية:
إن هذه التربة شهدت أقدس ثورة مناقبيه, احتضنت قيم الرسالة وأخلاقية الإسلام وروحية المبدأ, وشهدت أنقى حالات الحب والانقطاع إلى الله تعالى وأصدق معاني الفناء في ذات الله, فالسجود على هذه التربة يجسد حالات الانفتاح على آفاق القيم والمثل التي صاغتاها تلك التضحيات الكبيرة في طريق الحب الإلهي العظيم .فالذرات التي ترقد بين حنايا تربة الحسين تمثل نبضاً حياً تتحرك من خلاله كل المثل الرسالية, وتتماوج على أصدائه كل المعاني الإيمانية, وتنسكب مع عبقاته كل القيم الروحية.
فليس غريباً أن يجد الإنسان المؤمن نشوة روحية تشده إلى أجواء الطهر والقداسة والإيمان حينما يتعاطى مع هذه التربة التي تحمل بين حناياها روح الحسين الشهيد.
ولا تنفتح هذه الآفاق الإيمانية والروحية إلا لأولئك الذين عاشوا الانفتاح على حب الحسين عليه السلام,وذابت أرواحهم ومشاعرهم في مأساة الحسين, وتأصلت في نفوسهم أهداف الحسين.
(3)الدلالة التاريخيه:
التربة الحسينية هي الوثيقة التاريخية والحية التي تحمل شواهد الجريمة التي نفذها نظام الحكم الأموي في يوم عاشوراء, وإذا كانت الأجهزة الظالمة عبر التاريخ قد مارست أساليب المصادرة لقضية كربلاء , فإن الأئمة من أهل البيت عليهم السلام رسخوا في وعي الأمة وفي وجدان الأجيال حالة التعاطي والارتباط بقضية الحسين عليه السلام من خلال الإحياء والرثاء والبكاء والزيارة.. وفي هذا المسار تأتي مسألة التأكيد على التربة الحسينية لإبقاء القضية حية نابضة في ضمير الأمة, وتبقى الذكرى متجذرة في عمق المسيرة التاريخية لحركة الجماهير وفي حاضرها وفي كل طموحاتها المستقبلية.
(4) الدلالة الجهادية والثورية:
بمقدار ماتعيش قضية الحسين عليه السلام في وجدان الأمة تتحد قوة الدفع الجهادي والثوري في حركتها وفي مسيرتها, فقضية كربلاء أعادت للأمة أصالتها الجهادية وأيقظت في داخلها حسها الثوري.
وقد حافظ الأئمة من أهل البيت عليهم السلام على الوهج الجهادي والثوري لقضية الحسين عليه السلام, وصاغوا حالة التفاعل الدائم مع الثورة الحسينية في منطلقاتها وأهدافها ومعطياتها.
والتربة الحسينية إحدى صيغ التجذير للوهج الثوري والجهادي في حس الجماهير المسلمة, فالتعامل مع هذه التربة ليس تعاملاً مع كتلة ترابية جامدة, وإنما هو التعامل مع مزيج متحرك من مفاهيم الثورة وقيم الجهاد , ومضامين الشهادة , فمع كل ذرة من ذرات هذه التربة صرخة جهادية ونداء ثوري , ومفهوم استشهادي , ولا يقوى الزمن بكل امتداده , ولا تقوى الأجهزة المتسلطة بكل إمكاناتها ان تجمد تلك الدلالات , فالتربة الحسينية ثورة وجهاد وحركه واستشهاد
.................................................. ..
منقول ....
.................................................. .
مع تحياتي
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا وحبيب قلوبنا وشفيعنا النبي الأكرم محمد وعلى آله الغُر الميامين المعصومين المنتجبين ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,
السجود على التربة الحسينية ودلالاتها
سماحة السيد عبد الله الغريفي
نحاول أن نحدد رؤيتنا حول السجود على التربة الحسينية من خلال النقاط التالية :
النقطة الأولى :
السجود على التربة الحسينية يمثل حاله من حالات السجود على الأرض , فإن كان إجماع المسلمين قائم على صحة السجود على الأرض وترابها , فلا نجد مبرر لاستثناء هذه التربة , وما طُرح من تصورات لتبرير هذا الاستثناء لا يحمل صيغة علمية مقبولة.
النقطة الثانية:
الإشكالية التي تثار حول السجود على التربية الحسينية باعتباره لوناً من ألوان السجود لغير الله تعالى إشكاليه واهية , لأن السجود له صيغتان:
1-السجود للشيء
2-السجود على الشيء
والفارق كبير بين الحالتين إذ تمثل الحالة الأولى لونا من ألوان الشرك إذا كان المسجود له غير الله تعالى.
والشيعة حينما يضعون جباههم في الصلاة على هذه التربة لا يُعتبرون عن الحالة الأولى وإنما يُعتبرون عن الحالة الثانية وسجودهم خالص لله وحده لا شريك له.
وفتاوى فقهاء الشيعة صريحة في حرمة السجود لغير الله تعالى.
قال السيد اليزدي في ( العروة الوثقى):
"يحرم السجود لغير الله تعالى فإنه غاية الخضوع فيختص بمن هو في غاية الكبرياء والعظمة" (العروة الوثقى ج 1/534 مسألة 24)
وقال السيد الخوئي في ( منهاج الصالحين):
"يحرم السجود لغير الله تعالى من دون فرق بين المعصومين وغيرهم" (منهاج الصالحين ج 1/179 مسألة 656).
فالشيعة يجسدون في حالات السجود قمة العبودية والخشوع والتذلل لله تعالى , تبرهن على ذلك من الأدعية التي يرددونها في سجداتهم الذائبة مع الله تعالى كما أدبهم أئمتهم الطاهرون من أهل البيت عليهم السلام.
فمن أدعية السجود وأذكاره التي تعلمها الشيعة من أئمة أهل البيت عليهم السلام:
1-"سبحان ربي الأعلى وبحمده".
2-"لا إله إلا الله حقاً حقاً, لا إله إلا الله إيماناً وتصديقاً , لا إله إلا الله عبودية ورقة , سجدت لك يارب تعبداً ورقة لا مستنكفاً ولا مستكبراً , بل أنا عبدٌ ذليلٌ خائفٌ مستجير".
3-"اللهم لك سجدت , وبك آمنت , ولك أسلمت وعليك توكلت , وانت ربي , سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره , والحمد لله رب العالمين , تبارك الله أحسن الخالقين".
النقطة الثالثة:
ربما يقال أن الشيعة يمارسون بعض حالات التقديس للتربة الحسينية كالتقبيل والعناية والاحترام,وهذا يثير الشك والريبة في طبيعة هذا التعامل.
ونجيب:
أولاً: هذه الحالات لاتمثل ممارسات غير مشروعه , وإلا فالمسلمون قاطبة يمارسون الاحترام والعناية والتقبيل للقرآن والكعبة والحجر الأسود , فهل يُقال بأنهم يعبدون القرآن والكعبة والحجر الأسود؟
ثانياً: الشيعة حينما يقبلون التربة إنما يجسدون العشق والحب لسبط الرسول صلى الله عليه وآله الإمام الحسيـــــن عليه السلام.
ثالثاً: الشيعة يقتدون بسيد الأنبياء صلى الله عليه وآله فهو أول من قبل هذه التربة الطاهرة كما أكدت ذلك عدة من الأخبار:
1-روى الحاكم النيسابوري في ( المستدرك على الصحيحين ج 4/398 ) عن أم سلمه رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وآله أضطجع ذات ليلة للنوم فاستيقظ وهو حائر , ثم اضطجع فرقد ثم استيقظ وهو حائر دون ما رأيت به المرة الأولى ثم اضطجع فاستيقظ وفي يده تربة حمراء يقبلها فقلت ما هذه التربة يا رسول الله؟
قال : أخبرني جبريل عليه السلام أن هذا يُقتل بأرض العراق للحسين , فقلت لجبريل أرني تربة الأرض التي يُقتل بها فهذه تربتها...
(ثم قال الحاكم):"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين (البخاري ومسلم) ولم يخرجاه".
2-وروى أحمد بن حنبل في (مسنده ج6/294) عن أم سلمه أو عائشة أن النبي صلى الله عليه وآله قال:"لقد دخل ملك لم يدخل علي قبلها فقال لي أن أبنك هذا حسيناً مقتول , وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها , قال: فأخرج تربة حمراء".
3-وروى الحافظ الهيثمي في (مجمع الزوائد ج9/190) عن علي عليه السلام قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وآله ذات يوم وإذا عيناه تذرفان, قلت : يا نبي الله أغضبك احد ما شأن عينيك تفيضان , قال : بل قام من عندي جبريل عليه السلام فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات قال فقال: هل لك أن أشمك من تربته؟ قلت : نعم , قال فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها , فلم أملك عيني أن فاضتا.
(قال الحافظ الهيثمي): رواه احمد و أبو يعلى والبزار والطبراني ورجاله الثقات.
4-وروى السيوطي في (الخصائص الكبرى) في باب أخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقتل الحسين عليه السلام ما يناهز العشرين حديثاً عن أكبر الثقات من رواة علماء السنة ومشاهيرهم كالحاكم والبيهقي وأبي نعيم وإضرابهم عن أم سلمه وأم الفضل وعائشة وابن عباس وأنس صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخادمه الخاص كلها تؤكد خبر التربة التي نزل بها جبرائيل على رسول الله صلى الله عليه وآله (محمد الحسين كاشف الغطاء: الأرض والتربة الحسينية ص94)
النقطة الرابعة:
الأئمة من أهل البيت عليهم السلام كانوا يؤكدون مسألة السجود على التربة الحسينية:
1-كان الإمام علي ابن الحسين زين العابدين عليه السلام أول من سجد على التربة الحسينية (روح التشيع ص 455)
2-وكان للإمام الصادق عليه السلام خريطة من ديباج صفراء فيها تربة ابي عبد الله الحسين عليه السلام , فاكان إذا حضرته الصلاة صبه على سجادته وسجد عليها (روح الشريعة ص 455)
3-وروى الحر العاملي في (الوسائل ج3/608) عن الديلمي قال: كان الصادق عليه السلام لا يسجد إلا على تربة الحسين عليه السلام تذللا لله واستكانة إليه.
4- وعن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال:" السجود على طين قبر الحسين عليه السلام ينور إلى الأرضين السبعة ومن كانت معه سبحته من طين قبر الحسين عليه السلام كتب مسبحا وإن لم يسُبح" (وسائل الشيعة ج3/608,607).
5- وعنه عليه السلام قال:" إن السجود على تربة أبي عبد الله عليه السلام يخرق الحجب السبع" (وسائل الشيعه ج 3/608,607).
6-وكتب محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري إلى الإمام الثاني عشر عليه السلام يسأله عن السجدة على لوح من طين قبر الحسين عليه السلام هل فيه فضل؟ فأجابه عليه السلام: يجوزذلك فيه فضل(وسائل الشيعه ج3/608,607).
النقطة الخامسة:
الدلالات الكبيرة للسجود على التربه الحسينيه:
(1)الدلالة العقائديه:
فعلى هذه التربة أُريقت أزكى الدماء الطاهرة دفاعاً عن العقيدة والمبدأ والرسالة, فالسجود عليها يُمثل حالة التعاطي والتفاعل مع العمق العقائدي الذي تختزنه هذه التربة في داخلها, وتحتضنه بين ذراتها وتحمله مع أرجيها العابق بالطهر والقداسة, فمن خلال هذا السجود يتجذر الانتماء الإيماني وتتأصل حالة الخشوع والتذلل لله تعالى.
(2)الدلالة الروحية:
إن هذه التربة شهدت أقدس ثورة مناقبيه, احتضنت قيم الرسالة وأخلاقية الإسلام وروحية المبدأ, وشهدت أنقى حالات الحب والانقطاع إلى الله تعالى وأصدق معاني الفناء في ذات الله, فالسجود على هذه التربة يجسد حالات الانفتاح على آفاق القيم والمثل التي صاغتاها تلك التضحيات الكبيرة في طريق الحب الإلهي العظيم .فالذرات التي ترقد بين حنايا تربة الحسين تمثل نبضاً حياً تتحرك من خلاله كل المثل الرسالية, وتتماوج على أصدائه كل المعاني الإيمانية, وتنسكب مع عبقاته كل القيم الروحية.
فليس غريباً أن يجد الإنسان المؤمن نشوة روحية تشده إلى أجواء الطهر والقداسة والإيمان حينما يتعاطى مع هذه التربة التي تحمل بين حناياها روح الحسين الشهيد.
ولا تنفتح هذه الآفاق الإيمانية والروحية إلا لأولئك الذين عاشوا الانفتاح على حب الحسين عليه السلام,وذابت أرواحهم ومشاعرهم في مأساة الحسين, وتأصلت في نفوسهم أهداف الحسين.
(3)الدلالة التاريخيه:
التربة الحسينية هي الوثيقة التاريخية والحية التي تحمل شواهد الجريمة التي نفذها نظام الحكم الأموي في يوم عاشوراء, وإذا كانت الأجهزة الظالمة عبر التاريخ قد مارست أساليب المصادرة لقضية كربلاء , فإن الأئمة من أهل البيت عليهم السلام رسخوا في وعي الأمة وفي وجدان الأجيال حالة التعاطي والارتباط بقضية الحسين عليه السلام من خلال الإحياء والرثاء والبكاء والزيارة.. وفي هذا المسار تأتي مسألة التأكيد على التربة الحسينية لإبقاء القضية حية نابضة في ضمير الأمة, وتبقى الذكرى متجذرة في عمق المسيرة التاريخية لحركة الجماهير وفي حاضرها وفي كل طموحاتها المستقبلية.
(4) الدلالة الجهادية والثورية:
بمقدار ماتعيش قضية الحسين عليه السلام في وجدان الأمة تتحد قوة الدفع الجهادي والثوري في حركتها وفي مسيرتها, فقضية كربلاء أعادت للأمة أصالتها الجهادية وأيقظت في داخلها حسها الثوري.
وقد حافظ الأئمة من أهل البيت عليهم السلام على الوهج الجهادي والثوري لقضية الحسين عليه السلام, وصاغوا حالة التفاعل الدائم مع الثورة الحسينية في منطلقاتها وأهدافها ومعطياتها.
والتربة الحسينية إحدى صيغ التجذير للوهج الثوري والجهادي في حس الجماهير المسلمة, فالتعامل مع هذه التربة ليس تعاملاً مع كتلة ترابية جامدة, وإنما هو التعامل مع مزيج متحرك من مفاهيم الثورة وقيم الجهاد , ومضامين الشهادة , فمع كل ذرة من ذرات هذه التربة صرخة جهادية ونداء ثوري , ومفهوم استشهادي , ولا يقوى الزمن بكل امتداده , ولا تقوى الأجهزة المتسلطة بكل إمكاناتها ان تجمد تلك الدلالات , فالتربة الحسينية ثورة وجهاد وحركه واستشهاد
.................................................. ..
منقول ....
.................................................. .
مع تحياتي
تعليق