شردت إلى عالم الطفولة..
قبل 27 سنة والسيارة تمرق في الضباب مما يزيد حيرتنا وعدم وضوع ما سيحدث لنا في ذلك اليوم الدراسي..
فقد كنا نسمع عن المدرسة واليوم حان أن نرى بأعيننا..
ماذا كنا نسمع؟
كنا نسمع عن العصا!
وعن الحفظ القسري!
وعن النظام الشديد.. فلا تسمع يومئذٍ همسا إلا ما شاء ربك (ربك يعني ولي أمرك أو مدرسك في هذا السياق)
نذكر كيف كانوا يجرون علينا امتحان اللياقة للانضمام للمدرسة..
كانوا يعدّون أسناننا!!..
وكانوا يتأكدون من أن اليد اليسرى يمكن أن تلمس الأذن اليمنى (وبالعكس) فهو علامة أننا دخلنا السن السادسة..!
الضرب لم يكن ممنوعاً.. بل ربما يكون عدم الضرب هو الممنوع عرفاً فهو كان علامة على الدلع وعدم الجد!!
الحيرة تأكلنا..
والرغبة إلى العودة لأحضان أمهاتنا ..تجرفنا إلى عالم غير ذي زرع
وكثافة الرطوبة وبخار الحر تمتزج مع دموع أعيننا..
اليوم.. (يوم آخر)إذ أذكر أننا ودعنا المدرسة لنستلم شهاداتنا مسحنا أدمع الشوق المالحة .. تلك الدموع التي مسحت الدموع الأولى!
شكراً لكم
تعليق