محبّوا فاطمة (عليها السّلام) وعترتها
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد
رأيت سلمان وبلال يقبلان إلى النبي (صلى الله عليه وآله)... فقال له سلمان: يا مولاي، سألتك بالله، إلاّ أخبرتني بفضائل فاطمة (عليها السّلام) يوم القيامة؟ قال: فأقبل النبي (صلى الله عليه وآله) ضاحكاً مستبشراً، ثمّ قال: والذي نفسي بيده، إنّها الجارية التي تجوز في عرصة القيامة على ناقة، رأسها من خشية الله، وعيناها من نور الله، وخطامها من جلال الله، وعنقها من بهاء الله، وسنامها من رضوان الله، وذنبها من قدس الله، وقوائمها من مجد الله؛ إن مشت سبّحت، وإن رغت قدّست، عليها هودج من نور، فيه جارية إنسيّة حوريّة عزيزة، جمعت فخلقت، وصنعت ومثّلت (من) ثلاثة أصناف: فأوّلها من مسك أذفر، وأوسطها من العنبر الأشهب، وآخرها من الزعفران الأحمر، عجنت بماء الحيوان، لو تفلت تفلة في سبعة أبحر مالحة لعذبت؛ ولو أخرجت ظفر خنصرها إلى دار الدنيا، لغشي الشمس والقمر، جبرئيل عن يمينها، وميكائيل عن شمالها، وعليّ أمامها، والحسن والحسين وراءها – والله – يكلؤها ويحفظها. فيجوزون في عرصة القيامة، فإذا النداء من قبل الله جلّ جلاله: معاشر الخلائق، غضّوا أبصاركم ونكّسوا رؤوسكم، هذه فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله) نبيّكم، زوجة عليّ إمامكم، أُمّ الحسن والحسين. فتجوز الصراط وعليها ريطتان بيضاوان فإذا دخلت الجنّة، ونظرت إلى ما أعدّ الله لها من الكرامة، قرأت:
بسم الله الرحمن الرحيم (الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ * الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ).
قال: فيوحي الله عزّ وجل إليها: يا فاطمة، سليني أعطك، وتمنّي عليّ أرضك.
فتقول: إلهي أنت المنى وفوق المنى، أسألك أن ﻻ تعذّب محبّي ومحبّ عترتي بالنّار. فيوحي الله إليها:
يا فاطمة، وعزّتي وجلالي وإرتفاع مكاني، لقد آليت على نفسي، من قبل أن أخلق السماوات والأرض بألفي عام، أن ﻻ اعذّب محبّيك، ومحبّي عترتك بالنّار.
تعليق