السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
--------------------------------------
وبين درجات المؤمنين المتقين السابقين ودركات الفاسقين الظالمين أنفسهم هناك درجات المسلمين المقتصدين، قال الله تعالى: } ثمَّ أورَثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالمٌ لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابقٌ بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير {(فاطر 32) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: {لا يبلغ العبد أن يكون من المتَّقين حتَّى يدَعَ ما لا بأس به حذرًا لما به البأس}(صحَّحه الحاكم والذهبي وحسّنه الترمذي).
والسابق والمقتصد كلاهما يأخذ كتابه بيمينه يوم القيامة وكلّ من زادت حسناته على ذنوبه، ويظهر الفرق بينهم في سعادتهم وانشراح قلوبهم في الدنيا، وحالهم في البرزخ حيث يُعذَّب الفاسق بفسقه، ويوم القيامة يُعامل الناس ويكون حالهم وأمنهم وسلامتهم على قدر أعمالهم، وكذلك تكون سرعتهم على الصراط فوق جهنّم فالسابق سابقٌ كالبرق أو على قدر سبقه والمقتصد مقتصدٌ في سيره والفاسق ضعيفٌ على قدر ضعفه في الدنيا وبعضهم يزحف على بطنه لسنواتٍ طويلةٍ طويلة في مشهدٍ فضيع مخيف رهيب تلفحه النار وتخدشه الكلاليب الجسام ثمّ قد تسقطه ذنوبه في الجحيم فبئس حال الفاسقين، قال النبي صلى الله عليه وسلم: {إياكم ومحقّرات الذنوب فإنَّهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه}(صحيح الجامع) {البرُّ ما سكنت إليه النفس واطمأنّ إليه القلب، والإثم ما لم تسكن إليه النفس ولم يطمئنّ إليه القلب، وإن أفتاك الْمُفْتُون}(صحَّحه الألباني والأرنؤوط) {استفتِ نفسك وإنْ أفتاك الْمُفْتُون}(صحيح الجامع) {ما أنكر قلبك فَدَعْه}(صحيح الجامع) {دَعْ ما يريبك إلى ما لا يريبك}(صحيح الجامع وابن خزيمة وابن حبان) } فلْيحذر الذين يُخالِفون عن أمره أنْ تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم {(النور 63).
} يا أيها الناس اتقوا ربّكم إنَّ زلزلة الساعة شيءٌ عظيم، يوم ترونها تذهل كل مرضعة عمَّا أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد {(الحجّ) } قال: عذابي أُصِيبُ به من أشاء ورحمتِي وسِعَتْ كلَّ شيء فسأكتبها للذين يَتَّقُون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون {(الأعراف) } إنَّما المؤمنون الذين إذا ذُكِر الله وجِلَت قلوبهم وإذا تُلِيَت عليهم آياته زادتهم إيمانًا وعلى ربّهم يتوكّلون، الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون، أولَئك هم المؤمنون حقًّا لهم درجاتٌ عند ربّهم ومغفرةٌ ورزقٌ كريم {(الأنفال) } يا أيها الذين آمَنوا آمِنوا بالله ورسوله {(النساء) } وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا {(المائدة) فلَيس الخير ودفع عواقب السوء بالتمنِّي } ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءًا يُجْزَ به ولا يجد له من دون الله وليًّا ولا نصيرا {(النساء) } وأمَّا مَن خاف مقام ربِّه ونهَى النفس عن الهوَى، فإنَّ الجنَّة هي المأوَى {(النازعات) } إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلَها {(الإسراء) } فمن يعمل مثقال ذرَّةٍ خيرًا يرَه، ومن يعمل مثقال ذرَّةٍ شرًّا يره {(الزلزلة) } يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولْتنظر نفسٌ ما قدَّمت لغد واتقوا الله إنَّ الله خبيرٌ بما تعملون، ولا تكونوا كالذين نَسُوا الله فأنساهم أنفسهم أولَئك هم الفاسقون، لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنَّة أصحاب الجنَّة هم الفائزون {(الحشر) } أفمن كان مؤمنًا كمن كان فاسقًا؟ لا يستوون {(السجدة) } إنَّ الذين هم من خشية ربِّهم مُشْفِقُون، والذين هم بآيات ربِّهم يؤمنون، والذين هم بربِّهم لا يشرِكون، والذين يؤتُون ما آتَوا وقلوبهم وجِلَة أنَّهم إلى ربِّهم راجعون، أولَئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون {(المؤمنون) } الذين يقولون ربَّنا إنَّنا آمَنَّا فاغفر لنا ذنوبنا وقِنا عذاب النار، الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار {(آل عمران) } الذين آمنوا وتطمئنّ قلوبهم بذِكْر الله ألا بذِكْر الله تطمئنّ القلوب {(الرعد) } فاستبقوا الخيرات {(البقرة) } إنَّ المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدِّقين والمتصدِّقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرًا والذاكرات أعَدَّ الله لهم مغفرةً وأجرًا عظيما {(الأحزاب) هذه صفات المتَّقين المستسلمين لله ولأمر الله سبحانه وتعالى الذين قوِي إيمانهم حتى غلب على تفكيرهم وتصرُّفاتهم فخضعوا لله وأطاعوه وصدَقوا في أقوالهم وأفعالهم وصبروا على التقوى فحبسوا أنفسهم عمَّا يعارضها أو يضعفها وخَشَعت قلوبهم لله ربّ العالَمين فبذلوا أموالهم وأنفسهم فيما يحبّ ويرضَى وحفظوها عمّا لا يرضَى وذكَروا الله كثيرًا بأقوالهم وأفعالهم وكلّ تصرُّفاتهم فاستغنوا بذلك عن كلّ ما لا ينفع من القول والعمل } إنَّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولَئك هم خير البريَّة، جزاؤهم عند ربِّهم جَنَّات عدنٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي رَبَّه {(البيِّنة).
} كتَب ربّكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءًا بجهالةٍ ثمَّ تاب من بعده وأصلح فأنه غفورٌ رحيم {(الأنعام) } يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبةً نصوحا عسى ربّكم أن يكفِّر عنكم سيّئاتكم ويدخلكم جَنَّاتٍ تجري من تحتها الأنهار {(التحريم) } إنَّ الله يحبُّ التوَّابين ويحبُّ المتطهِّرين {(البقرة) فهل تريد أن تتوب توبةً صادقةً نصوحا؟ إذًا قُلْ ببطءٍ وإخلاصٍ وخشوعٍ وخضوعٍ لله سبحانه: } لا إله إلاَّ أنت سبحانك إنِّي كنت من الظالمين(1) {(الأنبياء) {اللهم أنت ربِّي لا إله إلاَّ أنت خلَقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شرِّ ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علَيَّ وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنَّه لا يغفر الذنوب إلاَّ أنت}(2) {اللهم أنت الملك لا إله إلاَّ أنت، أنت ربِّي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعًا إنَّه لا يغفر الذنوب إلاَّ أنت واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلاّ أنت واصرف عنِّي سيّئها لا يصرف عنِّي سيّئها إلاَّ أنت، لَبَّيك وسعديك والخير كلّه في يديك والشرُّ ليس إليك أنا بك وإليك، تباركت وتعالَيت، أستغفرك وأتوب إليك}(3) {اللهم إنِّي ظلمت نفسي ظلمًا كثيرا ولا يغفر الذنوب إلاَّ أنت فاغفر لي مغفرةً من عندك وارحمني إنَّك أنت الغفور الرحيم}(4) {ربِّ اجعلني لك شكّارا ، لك ذكّارا ، لك رهّابا ، لك مطواعا ، لك مخبتا ، إليك أوَّاهًا منيبا}(5) } ربَّنا ظلَمْنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونَنَّ من الخاسرين(6) {(الأعراف) فمن قال ذلك صادقًا من قلبه مع حرصه على ترك المعاصي والبعد عنها وعن أسبابها فقد تاب، ومن وجد في قلبه قسوةً وإعراضًا فعليه بالتكرار مرَّاتٍ ومرَّات لأيام وأسابيع حتَّى يخضع قلبه ويخشع ويلين وينتفي عنه الفسوق برحمة الله تعالى وفضله، ثمَّ احرص بعدها على تكرار ذلك مرَّتين أو أكثر في الصباح والمساء، واحرص على أسباب التقوَى، انظر كتاب (حقيقة التقوَى وفضائلها وتربيتها في القلوب) } ولا تتبع الهوَى فيضِلّك عن سبيل الله إنَّ الذين يضلّون عن سبيل الله لهم عذابٌ شديدٌ بما نسوا يوم الحساب {(ص) } قُلْ أذلك خيرٌ أمْ جَنَّة الخلْد التي وُعِد المتَّقون كانت لهم جزاءً ومصيرا، لهم فيها ما يشاؤون خالدين كان على ربِّك وعدًا مسؤولا {(الفرقان).
وأسباب الدوام على البرّ والتقوى هي؛ العِلم بالله تعالى وحقّه، والخوف منه سبحانه، وإخلاص العمل له وحده، وتذكُّر الموت وما بعده والجنّة ونعيمها والنار وعذابها، والبيئة الصالحة، والصبر والمصابرة، والاستعانة بالله U والتوكّل عليه، والاستعاذة به من الشيطان وأعوانه وإخوانه، والبعد عن أصحاب السوء، والحذر من العُجْبِ والغرور، ومعرفة عواقب الإثم والفسوق.
من كتاب " الفوائد الجامعة "
منقول
مع تحياااتي لكم
قلم الشهادة
--------------------------------------
وبين درجات المؤمنين المتقين السابقين ودركات الفاسقين الظالمين أنفسهم هناك درجات المسلمين المقتصدين، قال الله تعالى: } ثمَّ أورَثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالمٌ لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابقٌ بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير {(فاطر 32) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: {لا يبلغ العبد أن يكون من المتَّقين حتَّى يدَعَ ما لا بأس به حذرًا لما به البأس}(صحَّحه الحاكم والذهبي وحسّنه الترمذي).
والسابق والمقتصد كلاهما يأخذ كتابه بيمينه يوم القيامة وكلّ من زادت حسناته على ذنوبه، ويظهر الفرق بينهم في سعادتهم وانشراح قلوبهم في الدنيا، وحالهم في البرزخ حيث يُعذَّب الفاسق بفسقه، ويوم القيامة يُعامل الناس ويكون حالهم وأمنهم وسلامتهم على قدر أعمالهم، وكذلك تكون سرعتهم على الصراط فوق جهنّم فالسابق سابقٌ كالبرق أو على قدر سبقه والمقتصد مقتصدٌ في سيره والفاسق ضعيفٌ على قدر ضعفه في الدنيا وبعضهم يزحف على بطنه لسنواتٍ طويلةٍ طويلة في مشهدٍ فضيع مخيف رهيب تلفحه النار وتخدشه الكلاليب الجسام ثمّ قد تسقطه ذنوبه في الجحيم فبئس حال الفاسقين، قال النبي صلى الله عليه وسلم: {إياكم ومحقّرات الذنوب فإنَّهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه}(صحيح الجامع) {البرُّ ما سكنت إليه النفس واطمأنّ إليه القلب، والإثم ما لم تسكن إليه النفس ولم يطمئنّ إليه القلب، وإن أفتاك الْمُفْتُون}(صحَّحه الألباني والأرنؤوط) {استفتِ نفسك وإنْ أفتاك الْمُفْتُون}(صحيح الجامع) {ما أنكر قلبك فَدَعْه}(صحيح الجامع) {دَعْ ما يريبك إلى ما لا يريبك}(صحيح الجامع وابن خزيمة وابن حبان) } فلْيحذر الذين يُخالِفون عن أمره أنْ تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذابٌ أليم {(النور 63).
} يا أيها الناس اتقوا ربّكم إنَّ زلزلة الساعة شيءٌ عظيم، يوم ترونها تذهل كل مرضعة عمَّا أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد {(الحجّ) } قال: عذابي أُصِيبُ به من أشاء ورحمتِي وسِعَتْ كلَّ شيء فسأكتبها للذين يَتَّقُون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون {(الأعراف) } إنَّما المؤمنون الذين إذا ذُكِر الله وجِلَت قلوبهم وإذا تُلِيَت عليهم آياته زادتهم إيمانًا وعلى ربّهم يتوكّلون، الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون، أولَئك هم المؤمنون حقًّا لهم درجاتٌ عند ربّهم ومغفرةٌ ورزقٌ كريم {(الأنفال) } يا أيها الذين آمَنوا آمِنوا بالله ورسوله {(النساء) } وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا {(المائدة) فلَيس الخير ودفع عواقب السوء بالتمنِّي } ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءًا يُجْزَ به ولا يجد له من دون الله وليًّا ولا نصيرا {(النساء) } وأمَّا مَن خاف مقام ربِّه ونهَى النفس عن الهوَى، فإنَّ الجنَّة هي المأوَى {(النازعات) } إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلَها {(الإسراء) } فمن يعمل مثقال ذرَّةٍ خيرًا يرَه، ومن يعمل مثقال ذرَّةٍ شرًّا يره {(الزلزلة) } يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولْتنظر نفسٌ ما قدَّمت لغد واتقوا الله إنَّ الله خبيرٌ بما تعملون، ولا تكونوا كالذين نَسُوا الله فأنساهم أنفسهم أولَئك هم الفاسقون، لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنَّة أصحاب الجنَّة هم الفائزون {(الحشر) } أفمن كان مؤمنًا كمن كان فاسقًا؟ لا يستوون {(السجدة) } إنَّ الذين هم من خشية ربِّهم مُشْفِقُون، والذين هم بآيات ربِّهم يؤمنون، والذين هم بربِّهم لا يشرِكون، والذين يؤتُون ما آتَوا وقلوبهم وجِلَة أنَّهم إلى ربِّهم راجعون، أولَئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون {(المؤمنون) } الذين يقولون ربَّنا إنَّنا آمَنَّا فاغفر لنا ذنوبنا وقِنا عذاب النار، الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار {(آل عمران) } الذين آمنوا وتطمئنّ قلوبهم بذِكْر الله ألا بذِكْر الله تطمئنّ القلوب {(الرعد) } فاستبقوا الخيرات {(البقرة) } إنَّ المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدِّقين والمتصدِّقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرًا والذاكرات أعَدَّ الله لهم مغفرةً وأجرًا عظيما {(الأحزاب) هذه صفات المتَّقين المستسلمين لله ولأمر الله سبحانه وتعالى الذين قوِي إيمانهم حتى غلب على تفكيرهم وتصرُّفاتهم فخضعوا لله وأطاعوه وصدَقوا في أقوالهم وأفعالهم وصبروا على التقوى فحبسوا أنفسهم عمَّا يعارضها أو يضعفها وخَشَعت قلوبهم لله ربّ العالَمين فبذلوا أموالهم وأنفسهم فيما يحبّ ويرضَى وحفظوها عمّا لا يرضَى وذكَروا الله كثيرًا بأقوالهم وأفعالهم وكلّ تصرُّفاتهم فاستغنوا بذلك عن كلّ ما لا ينفع من القول والعمل } إنَّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولَئك هم خير البريَّة، جزاؤهم عند ربِّهم جَنَّات عدنٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي رَبَّه {(البيِّنة).
} كتَب ربّكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءًا بجهالةٍ ثمَّ تاب من بعده وأصلح فأنه غفورٌ رحيم {(الأنعام) } يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبةً نصوحا عسى ربّكم أن يكفِّر عنكم سيّئاتكم ويدخلكم جَنَّاتٍ تجري من تحتها الأنهار {(التحريم) } إنَّ الله يحبُّ التوَّابين ويحبُّ المتطهِّرين {(البقرة) فهل تريد أن تتوب توبةً صادقةً نصوحا؟ إذًا قُلْ ببطءٍ وإخلاصٍ وخشوعٍ وخضوعٍ لله سبحانه: } لا إله إلاَّ أنت سبحانك إنِّي كنت من الظالمين(1) {(الأنبياء) {اللهم أنت ربِّي لا إله إلاَّ أنت خلَقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شرِّ ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علَيَّ وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنَّه لا يغفر الذنوب إلاَّ أنت}(2) {اللهم أنت الملك لا إله إلاَّ أنت، أنت ربِّي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعًا إنَّه لا يغفر الذنوب إلاَّ أنت واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلاّ أنت واصرف عنِّي سيّئها لا يصرف عنِّي سيّئها إلاَّ أنت، لَبَّيك وسعديك والخير كلّه في يديك والشرُّ ليس إليك أنا بك وإليك، تباركت وتعالَيت، أستغفرك وأتوب إليك}(3) {اللهم إنِّي ظلمت نفسي ظلمًا كثيرا ولا يغفر الذنوب إلاَّ أنت فاغفر لي مغفرةً من عندك وارحمني إنَّك أنت الغفور الرحيم}(4) {ربِّ اجعلني لك شكّارا ، لك ذكّارا ، لك رهّابا ، لك مطواعا ، لك مخبتا ، إليك أوَّاهًا منيبا}(5) } ربَّنا ظلَمْنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونَنَّ من الخاسرين(6) {(الأعراف) فمن قال ذلك صادقًا من قلبه مع حرصه على ترك المعاصي والبعد عنها وعن أسبابها فقد تاب، ومن وجد في قلبه قسوةً وإعراضًا فعليه بالتكرار مرَّاتٍ ومرَّات لأيام وأسابيع حتَّى يخضع قلبه ويخشع ويلين وينتفي عنه الفسوق برحمة الله تعالى وفضله، ثمَّ احرص بعدها على تكرار ذلك مرَّتين أو أكثر في الصباح والمساء، واحرص على أسباب التقوَى، انظر كتاب (حقيقة التقوَى وفضائلها وتربيتها في القلوب) } ولا تتبع الهوَى فيضِلّك عن سبيل الله إنَّ الذين يضلّون عن سبيل الله لهم عذابٌ شديدٌ بما نسوا يوم الحساب {(ص) } قُلْ أذلك خيرٌ أمْ جَنَّة الخلْد التي وُعِد المتَّقون كانت لهم جزاءً ومصيرا، لهم فيها ما يشاؤون خالدين كان على ربِّك وعدًا مسؤولا {(الفرقان).
وأسباب الدوام على البرّ والتقوى هي؛ العِلم بالله تعالى وحقّه، والخوف منه سبحانه، وإخلاص العمل له وحده، وتذكُّر الموت وما بعده والجنّة ونعيمها والنار وعذابها، والبيئة الصالحة، والصبر والمصابرة، والاستعانة بالله U والتوكّل عليه، والاستعاذة به من الشيطان وأعوانه وإخوانه، والبعد عن أصحاب السوء، والحذر من العُجْبِ والغرور، ومعرفة عواقب الإثم والفسوق.
من كتاب " الفوائد الجامعة "
منقول
مع تحياااتي لكم
قلم الشهادة
تعليق