[]تـــــــــأمـــــــــــــ لات
في المجتمع والحياة
جابر جعفر الخطاب
ألأرض كتاب كبير يخط عليه الدهر حوادثه وتبقى الحقيقة أكبر من عيون الناظرين
كتابٌ إلى الدهر هذا الثرى .... ... تخط ُ العصور بما صوّرا
فيوم ٌ عليه نرود ُ الحياة َ ... ..نحلق ُفي زهوها للذرى
ويقتتل ُ البعضُ في مغنم ٍ ...... .كأن َ الخلود َ به ِ يُشترى
ويوم ٌ بأعماقه ِ ننزوي .. ..........بحكم القضاء ِ وما قدّرا
ألم تَرَ أن َّ هديرَ الزمان ِ ..........طوى في مسيرته ِ الأعصرا
على أرضنا أممٌ ترتعي ........ ......وفي جوفها أممٌ للكرى
فيا أيها الترب ُ أنت الكتاب ُ..... ..وأنتَ العليم ُ بما قد جرى
وانك َ أوثقنا شاهدا .............. .وانك َ أصدقنا مخبرا
فنحن ُسطورٌ بسِفر الحياة ...... .وكم خلد َ الدهرُ ما سطـّرا
وكم من فؤاد ٍ على روضة ٍ ..... ..بأنفاسها البيضَ قد نورا
كأن َ الحياة َ بأعماقه ِ .......... . . .أقامت لها وطنا مُزهِرا
وآخر في عتمة ٍ قابع ........ . .تراه من الحب قد أصحرا
أشع في فؤادك َ ضوء َ الضمير .. . ترَ الكونَ مزدهرا نيّرا
***********
يهاجرُ قومٌ إلى عالم ٍ........... يُسَرونَ من حسنه ِ منظرا
وما هوَ إلا سنى قشرة ٍ ....... أضاعوا برونقها الجوهرا
وبعضٌ يهاجرُ في نفسه ِ .. . فينأى بها عن مهاوي الورى
يشد ُ إلى الخير ترحاله ُ . .... ويجعل ُ من نوره معبرا
ومن شام َ كِبرا على غيره ِ.. ..يظل من الغير مستصغرا
ومن طاف في بحر أوهامه ِ .. ...تقاذفه ُ البحرُ مستنكرا
يظن الملايين في كنزه ...... . ستجعله بشرا خيرا
ويجهل أن معاني الأصالة ِ... .ليست قناعا ولا مئزرا
وان الذي بين أوداجه .... .من التيه يودي به القهقرى
وأسوأ ُ ما في حياة الوجود عروق المودة من أنكرا
يرى نفسه فوق أترابه ...... . بزهو ٍ ولكنه المزدرى
وأعرض َ عن قومه شامخا ....وخدا على جمعهم صعّرا
هوَ الصفرُ والصفر ُ من بؤسه ِ...إذا حلَّ أو قام لن يذكرا
**********
كن البحرَ في عمقه والصفا ......وفي سعة ٍ تدرك الجوهرا
ففي العمق من غوره حكمة ٌ ...لمن شاءَ بالعدل ِ أن يصدرا
وفي رحبه سعة للصدور .... ..ونزع ٌ لغل ٍ بها أوغرا
وفي صفوه تتجلى القلوب ... ..مرايا لتعكس ما أضمرا
يسبح ُ في قاعه كائن ٌ........ بأعمــق أعماقه كبَّرا
وتدرك ُ في سره ِ قدرة ً ..... لمن أبدع َ الكون َ أو عمَّرا
هو الدهرُ بحرٌ رخي ُ النسيم ... ولكن عصوفٌ إذا زمجرا
ولا يعرفُ الدهرَ في سره ِ.....سوى مَن على متنه ِ أبحرا
***********
ويا زارعا في ثنايا الحقول.... لها الروح في جدول ٍ قطــَّرا
تداعب ُ عينيه ايماضة ٌ...... من الحلم في صحوه ِ والكرى
ويخفق في صدره ِ لاعج ٌ .. ....مخافة َ ما غدهُ أضمرا
فأسمى الحقول حقول النفوس .... إذا رمت َ للخير أن تبذرا
فدوحُ المكارم ِ في غرسه ِ....... .مدى الدهر مزدهرا مثمرا
وفي بذرة الصدق تجني الثمار ..... على أرض مجتمع ٍ بيدرا
أسل موجة َ الحب ِ في عالم ٍ .... .وفجـِّـر بأعماقه ِ الكوثرا
***********
ويا ديمة ً من سماء العطاء ِ.... دعاها له ُ الروضُ مستمطرا
فأنعشت ِ فيه دبيب َ الحياة ِ... ....يرفُ مع النور مستبشرا
ومُدت له من خيوط ِ الضياء ِ.. ...أصابعُ للشمس فاستنفرا
أطلي على داجيات النفوس ِ..... ..فحقل ُ الوداد ِ بها أقفرا
أفيضي عليها بسيل الوفاء ِ..... ليجرف غِلاّ بها عسكرا
ليغسل َ أعماقها من دجى ً....... .إلى حلوِ أطيافها بعثرا
ومري على محفل ٍ لم يزل ... ..لعطرِ المحبة ِ مستذكرا
تحن ُ القلوبُ إلى مُقمر ٍ ...... .تكادُ من الوجدِ أن تُنثرا
ويُشرقُ باليُمنِ ِ وجه ُ الحياة ِ ... .إذا كان َ بالحبِ قد أُطِرا
**********
فيا أرضنا يا ملاذ َ الوجود ِ.......على وجهك ِ الثر ِ كم أزهرا
تضمينَ شتى صنوف الأنام ِ ........تَشابَكُ أعراقهم في عرى
يَرَونَ من الحق ِ ما يلتقي ..... .وغاياتهم حُججاً تُفترى
فكم فسروا الصبح َ في ظلمة ٍ .....وكم غيبوا كوكبا مقمرا
فبعضٌ له ُ بصرٌ ثاقبٌ ...........تعامى عن الحق ِ واستكبرا
وآخرُ أغفى عن النيرات ِ...........وبعضٌ بعيني سواه ُ يرى
وتبقى الحقيقة ُ مجهولة ً...... .ولا بُدَ كالصبح أن تُسفِرا
ويتسعُ الخيرُ في عالم ٍ........ترى الشرَ من حولهِ مُنذِرا
ترى أمما في دعاء السلام .....إلى العالمين َ تجدُ السرى
وانكِ يا أرضنا المزدهاة ُ... ..عشقنا ثراكِ حِمى ً خـَيِرا
فمدي علينا ظلالَ الربيع ِ ... ..سلاما على كوننا ممطرا
تبارك َمن سَنهُ عالما ..... . وبورك َ من باسمه ِ صورا
3/5/ 1997[/]
في المجتمع والحياة
جابر جعفر الخطاب
ألأرض كتاب كبير يخط عليه الدهر حوادثه وتبقى الحقيقة أكبر من عيون الناظرين
كتابٌ إلى الدهر هذا الثرى .... ... تخط ُ العصور بما صوّرا
فيوم ٌ عليه نرود ُ الحياة َ ... ..نحلق ُفي زهوها للذرى
ويقتتل ُ البعضُ في مغنم ٍ ...... .كأن َ الخلود َ به ِ يُشترى
ويوم ٌ بأعماقه ِ ننزوي .. ..........بحكم القضاء ِ وما قدّرا
ألم تَرَ أن َّ هديرَ الزمان ِ ..........طوى في مسيرته ِ الأعصرا
على أرضنا أممٌ ترتعي ........ ......وفي جوفها أممٌ للكرى
فيا أيها الترب ُ أنت الكتاب ُ..... ..وأنتَ العليم ُ بما قد جرى
وانك َ أوثقنا شاهدا .............. .وانك َ أصدقنا مخبرا
فنحن ُسطورٌ بسِفر الحياة ...... .وكم خلد َ الدهرُ ما سطـّرا
وكم من فؤاد ٍ على روضة ٍ ..... ..بأنفاسها البيضَ قد نورا
كأن َ الحياة َ بأعماقه ِ .......... . . .أقامت لها وطنا مُزهِرا
وآخر في عتمة ٍ قابع ........ . .تراه من الحب قد أصحرا
أشع في فؤادك َ ضوء َ الضمير .. . ترَ الكونَ مزدهرا نيّرا
***********
يهاجرُ قومٌ إلى عالم ٍ........... يُسَرونَ من حسنه ِ منظرا
وما هوَ إلا سنى قشرة ٍ ....... أضاعوا برونقها الجوهرا
وبعضٌ يهاجرُ في نفسه ِ .. . فينأى بها عن مهاوي الورى
يشد ُ إلى الخير ترحاله ُ . .... ويجعل ُ من نوره معبرا
ومن شام َ كِبرا على غيره ِ.. ..يظل من الغير مستصغرا
ومن طاف في بحر أوهامه ِ .. ...تقاذفه ُ البحرُ مستنكرا
يظن الملايين في كنزه ...... . ستجعله بشرا خيرا
ويجهل أن معاني الأصالة ِ... .ليست قناعا ولا مئزرا
وان الذي بين أوداجه .... .من التيه يودي به القهقرى
وأسوأ ُ ما في حياة الوجود عروق المودة من أنكرا
يرى نفسه فوق أترابه ...... . بزهو ٍ ولكنه المزدرى
وأعرض َ عن قومه شامخا ....وخدا على جمعهم صعّرا
هوَ الصفرُ والصفر ُ من بؤسه ِ...إذا حلَّ أو قام لن يذكرا
**********
كن البحرَ في عمقه والصفا ......وفي سعة ٍ تدرك الجوهرا
ففي العمق من غوره حكمة ٌ ...لمن شاءَ بالعدل ِ أن يصدرا
وفي رحبه سعة للصدور .... ..ونزع ٌ لغل ٍ بها أوغرا
وفي صفوه تتجلى القلوب ... ..مرايا لتعكس ما أضمرا
يسبح ُ في قاعه كائن ٌ........ بأعمــق أعماقه كبَّرا
وتدرك ُ في سره ِ قدرة ً ..... لمن أبدع َ الكون َ أو عمَّرا
هو الدهرُ بحرٌ رخي ُ النسيم ... ولكن عصوفٌ إذا زمجرا
ولا يعرفُ الدهرَ في سره ِ.....سوى مَن على متنه ِ أبحرا
***********
ويا زارعا في ثنايا الحقول.... لها الروح في جدول ٍ قطــَّرا
تداعب ُ عينيه ايماضة ٌ...... من الحلم في صحوه ِ والكرى
ويخفق في صدره ِ لاعج ٌ .. ....مخافة َ ما غدهُ أضمرا
فأسمى الحقول حقول النفوس .... إذا رمت َ للخير أن تبذرا
فدوحُ المكارم ِ في غرسه ِ....... .مدى الدهر مزدهرا مثمرا
وفي بذرة الصدق تجني الثمار ..... على أرض مجتمع ٍ بيدرا
أسل موجة َ الحب ِ في عالم ٍ .... .وفجـِّـر بأعماقه ِ الكوثرا
***********
ويا ديمة ً من سماء العطاء ِ.... دعاها له ُ الروضُ مستمطرا
فأنعشت ِ فيه دبيب َ الحياة ِ... ....يرفُ مع النور مستبشرا
ومُدت له من خيوط ِ الضياء ِ.. ...أصابعُ للشمس فاستنفرا
أطلي على داجيات النفوس ِ..... ..فحقل ُ الوداد ِ بها أقفرا
أفيضي عليها بسيل الوفاء ِ..... ليجرف غِلاّ بها عسكرا
ليغسل َ أعماقها من دجى ً....... .إلى حلوِ أطيافها بعثرا
ومري على محفل ٍ لم يزل ... ..لعطرِ المحبة ِ مستذكرا
تحن ُ القلوبُ إلى مُقمر ٍ ...... .تكادُ من الوجدِ أن تُنثرا
ويُشرقُ باليُمنِ ِ وجه ُ الحياة ِ ... .إذا كان َ بالحبِ قد أُطِرا
**********
فيا أرضنا يا ملاذ َ الوجود ِ.......على وجهك ِ الثر ِ كم أزهرا
تضمينَ شتى صنوف الأنام ِ ........تَشابَكُ أعراقهم في عرى
يَرَونَ من الحق ِ ما يلتقي ..... .وغاياتهم حُججاً تُفترى
فكم فسروا الصبح َ في ظلمة ٍ .....وكم غيبوا كوكبا مقمرا
فبعضٌ له ُ بصرٌ ثاقبٌ ...........تعامى عن الحق ِ واستكبرا
وآخرُ أغفى عن النيرات ِ...........وبعضٌ بعيني سواه ُ يرى
وتبقى الحقيقة ُ مجهولة ً...... .ولا بُدَ كالصبح أن تُسفِرا
ويتسعُ الخيرُ في عالم ٍ........ترى الشرَ من حولهِ مُنذِرا
ترى أمما في دعاء السلام .....إلى العالمين َ تجدُ السرى
وانكِ يا أرضنا المزدهاة ُ... ..عشقنا ثراكِ حِمى ً خـَيِرا
فمدي علينا ظلالَ الربيع ِ ... ..سلاما على كوننا ممطرا
تبارك َمن سَنهُ عالما ..... . وبورك َ من باسمه ِ صورا
3/5/ 1997[/]
تعليق