هذه القصة إهداء لأغلى الناس
قالوا الخضوع سياسة
فليبد منك لهم خضوع
وألذ من طعم الخضوع
على فمي السم النقيع
قد رمت يوم قتالهم
ألا تحصنني الدروع
وبرزت ليس سوى القميص
عن الحشاشي دفوع
أجلي تأخر لم يكن
بهواي ذلي والخشوع
ما سرت قط إلى القتال
وكان من أملي رجوع
شيم الأولى أنا منهمو
والأصل تتبعه الفروع
قصة الملك الأندلسي ( المعتمد بن عباد ) ملك اشبيلية و صاحب أكبر مملكة
في عهد ملوك الطوائف من أكثر القصص المؤثرة في التاريخ لأنها جمعت جميع
المتناقضات من ملك و عز و سؤدد ثم أسر و سجن و تهجير و فقر
اضافة لكونه شاعر مبدع و متميز
و لا يمكن لنا أن نستعرض قصة المعتمد دون اسعراض قصة زواجه و حبه
لــ الجارية ( اعتماد الرميكية ) و ما صاحب هذه القصص من أحداث مثيرة
إليكم هذه القصة التي تحكي أروع قصص العشق الزوجي في العصر الأندلسي
في يوم كان المعتمد بن عباد ملك إشبيلية يتنزه مع وزيره ابن عمار على ضفاف
نهر الوادي الكبير قرب مرج الفضة ، فأخذ المعتمد بمنظر الماء المتموج فقال
صـنع الريح عـلى الماء زرد
وطلب من ابن عمار - وهو شاعر - أن يجيزه (يكمل ما نظمه)، فتوقف ابن عمار قليلا (يحاول ينظم)، وكان على شاطئ النهر جوار يملأن الماء في جرار فقالت إحداهن
أي درع لـقـتـالٍ لـو جـمــد
فألتفت المعتمد إلى حيث الصوت فلم تكن الصورة بأقل جمالاً من المنطق. فبهر بها
وكان اسمها اعتماد - فسألهم ألها زوج ؟ قالوا : لا , فاشتراها من سيدها وأعتقها ثم
تزوجها وولد له منها :
عباد الملقب بالمأمون وعبيد الله الملقب بالرشيد والملقب بالراضي وبثينة الشاعرة .
كانت ملكة إشبيلية الأثيرة ، تحتل مكانة بارزة في حياة المعتمد ، وكانت لسمو
مكانتها وتمكن نفوذها يطلق عليها اسم (السيدة الكبرى) ، وكانت تسرف في دلالها
على المعتمد
* من ذلك أنها طلبت من المعتمد أن يريها الثلج ، فزرع لها أشجار اللوز على جبل قرطبة
حتى إذا نور زهره بدت الأشجار وكأنها محملة بالثلج الأبيض .
* ومن ذلك أيضا أنها رأت فلاحات يمشين في الطين في يوم مطر وهن يتغنين فرحات ،
فاشتهت المشي في الطين ، فأمر المعتمد أن يصنع لها طين من الطيب فسحقت أخلاط
منه وذرت بها ساحة القصر ، ثم صب ماء الورد على أخلاط المسك وعجنت بالأيدي حتى
عاد كالطين ، فخاضته مع جواريها . وحدث أن غاضبها المعتمد ذات يوم ، فأقسمت أنها لم
تر خيرا منه قط ، فقال لها : ولا يوم الطين ؟
وجرى هذا القول مثلا للمرأة تنكر على زوجها نعمته عليها .
ومضى المعتمد على حاله معها فلم يقصر في شيء يجلب السرور إلى نفسها ،
* وقد بلغ من إعزاره لها أن صنع أبياتا يبدأ كل منها بحرف من حروف اسمها (اعتماد) وهي
أغائبــة الشــخص عــن نـاظري
وحــاضرة فــي صميــم الفـؤاد
عليــك الســلام بقــدر الشـجون
ودمــع الشــئون وقــدر السـهاد
تملكــت منــي صعــب المــرام
وصــادفت منــي ســهل القيـاد
مــرادي أعيــاك فـي كـل حـين
فيــا ليــت أنـي أعطـى مـرادي
أقيمــي عــلي العهــد مـا بيننـا
ولا تســـتحيلي لطـــول البعــاد
دسســت اسـمك الحـلو فـي طيـه
وألفــت منــه حــروف اعتمـاد
كان المعتمد مشكور السيرة في رعيته. وقال أبو نصر في قلائده وكان المعتمد على الله
ملكاً قمع العدا، وجمع بين البأس والندا. وطلع على الدنيا بدر هدى. لم يتعطل يوماً كفه
ولا بنانه، آونة يراعه. وآوثة سنانه. وكانت أيامه مواسم، وثغوره بواسم. لقبه أولاً الظافر.
* ثم تلقب بالمعتمد. كلفاً بجاريته اعتماد، لما ملكها. لتتفق حروف لقبه بحروف اسمها.
لشدة ولوعه بها.
ولما أغار جيش ابن تاشفين على إشبيلية وأسر المعتمد أسرها فيمن أسر من أبنائه
ونسائه ، وأرسل الجميع إلى (أغمات) بإفريقية ، و عاشوا عيشة الفقرو ذاقوا معاناة
الأسر, و قد أشار لتبدل الحال هذا في رائيته الشهيرة التي صاغها في أغمات حين
قال في بناته :
يطأن في الطين والأقدام حافية
كأنها لم تطأ مسكاً وكافورا
وماتت الرميكية في أغمات قبل المعتمد بأيام .
* و مات هو بعدها وجداً عليها
لايعنينا تحري صحة قصة المعتمد و اعتماد و لا يعنينا أن كان قد أبغضها الفقهاء فعلاً
ورموها بأنها ورطت المعتمد فيما ورطته من الخلاعة والاستهتار والمجاهرة ، حتى
كتب عليه أهل إشبيلية بذلك ورفعوها إلى ابن تاشفين أمير المسلمين ، ولم تكن
هي لتلقي بالا إلى أولئك الرجال الذين بذلوا قصاراهم في إزالة ملك بني عباد
فالله وحده يعلم صحة ذلك و الاموات أفضوا لما عملوا.. لا .. لا يعنينا ذلك
و لكن يعنينا .. لماذا اختفت مثل هذه النماذج من حياتنا ..
لماذا لم يعد وجود البذل المشاعر السخي و الرومانسية إن جاز التعبير .. بين الأزواج
هل لهم قلوب غير التي نحمل نحن ؟
أم كانوا يملكون وقت فراغ كافي لملئه بهذا الكم الهائل من المشاعر .. و نحن
بالكاد يكفي وقتنا لأكلنا و شربنا و نومنا و طلب رزقنا
و هل من سلوكيات نتعاهدها قد تفيد في هذا الشح في العواطف في العائلة عامة
و بين الزوجين خاصة..
( منقول بتصرف )
قالوا الخضوع سياسة
فليبد منك لهم خضوع
وألذ من طعم الخضوع
على فمي السم النقيع
قد رمت يوم قتالهم
ألا تحصنني الدروع
وبرزت ليس سوى القميص
عن الحشاشي دفوع
أجلي تأخر لم يكن
بهواي ذلي والخشوع
ما سرت قط إلى القتال
وكان من أملي رجوع
شيم الأولى أنا منهمو
والأصل تتبعه الفروع
قصة الملك الأندلسي ( المعتمد بن عباد ) ملك اشبيلية و صاحب أكبر مملكة
في عهد ملوك الطوائف من أكثر القصص المؤثرة في التاريخ لأنها جمعت جميع
المتناقضات من ملك و عز و سؤدد ثم أسر و سجن و تهجير و فقر
اضافة لكونه شاعر مبدع و متميز
و لا يمكن لنا أن نستعرض قصة المعتمد دون اسعراض قصة زواجه و حبه
لــ الجارية ( اعتماد الرميكية ) و ما صاحب هذه القصص من أحداث مثيرة
إليكم هذه القصة التي تحكي أروع قصص العشق الزوجي في العصر الأندلسي
في يوم كان المعتمد بن عباد ملك إشبيلية يتنزه مع وزيره ابن عمار على ضفاف
نهر الوادي الكبير قرب مرج الفضة ، فأخذ المعتمد بمنظر الماء المتموج فقال
صـنع الريح عـلى الماء زرد
وطلب من ابن عمار - وهو شاعر - أن يجيزه (يكمل ما نظمه)، فتوقف ابن عمار قليلا (يحاول ينظم)، وكان على شاطئ النهر جوار يملأن الماء في جرار فقالت إحداهن
أي درع لـقـتـالٍ لـو جـمــد
فألتفت المعتمد إلى حيث الصوت فلم تكن الصورة بأقل جمالاً من المنطق. فبهر بها
وكان اسمها اعتماد - فسألهم ألها زوج ؟ قالوا : لا , فاشتراها من سيدها وأعتقها ثم
تزوجها وولد له منها :
عباد الملقب بالمأمون وعبيد الله الملقب بالرشيد والملقب بالراضي وبثينة الشاعرة .
كانت ملكة إشبيلية الأثيرة ، تحتل مكانة بارزة في حياة المعتمد ، وكانت لسمو
مكانتها وتمكن نفوذها يطلق عليها اسم (السيدة الكبرى) ، وكانت تسرف في دلالها
على المعتمد
* من ذلك أنها طلبت من المعتمد أن يريها الثلج ، فزرع لها أشجار اللوز على جبل قرطبة
حتى إذا نور زهره بدت الأشجار وكأنها محملة بالثلج الأبيض .
* ومن ذلك أيضا أنها رأت فلاحات يمشين في الطين في يوم مطر وهن يتغنين فرحات ،
فاشتهت المشي في الطين ، فأمر المعتمد أن يصنع لها طين من الطيب فسحقت أخلاط
منه وذرت بها ساحة القصر ، ثم صب ماء الورد على أخلاط المسك وعجنت بالأيدي حتى
عاد كالطين ، فخاضته مع جواريها . وحدث أن غاضبها المعتمد ذات يوم ، فأقسمت أنها لم
تر خيرا منه قط ، فقال لها : ولا يوم الطين ؟
وجرى هذا القول مثلا للمرأة تنكر على زوجها نعمته عليها .
ومضى المعتمد على حاله معها فلم يقصر في شيء يجلب السرور إلى نفسها ،
* وقد بلغ من إعزاره لها أن صنع أبياتا يبدأ كل منها بحرف من حروف اسمها (اعتماد) وهي
أغائبــة الشــخص عــن نـاظري
وحــاضرة فــي صميــم الفـؤاد
عليــك الســلام بقــدر الشـجون
ودمــع الشــئون وقــدر السـهاد
تملكــت منــي صعــب المــرام
وصــادفت منــي ســهل القيـاد
مــرادي أعيــاك فـي كـل حـين
فيــا ليــت أنـي أعطـى مـرادي
أقيمــي عــلي العهــد مـا بيننـا
ولا تســـتحيلي لطـــول البعــاد
دسســت اسـمك الحـلو فـي طيـه
وألفــت منــه حــروف اعتمـاد
كان المعتمد مشكور السيرة في رعيته. وقال أبو نصر في قلائده وكان المعتمد على الله
ملكاً قمع العدا، وجمع بين البأس والندا. وطلع على الدنيا بدر هدى. لم يتعطل يوماً كفه
ولا بنانه، آونة يراعه. وآوثة سنانه. وكانت أيامه مواسم، وثغوره بواسم. لقبه أولاً الظافر.
* ثم تلقب بالمعتمد. كلفاً بجاريته اعتماد، لما ملكها. لتتفق حروف لقبه بحروف اسمها.
لشدة ولوعه بها.
ولما أغار جيش ابن تاشفين على إشبيلية وأسر المعتمد أسرها فيمن أسر من أبنائه
ونسائه ، وأرسل الجميع إلى (أغمات) بإفريقية ، و عاشوا عيشة الفقرو ذاقوا معاناة
الأسر, و قد أشار لتبدل الحال هذا في رائيته الشهيرة التي صاغها في أغمات حين
قال في بناته :
يطأن في الطين والأقدام حافية
كأنها لم تطأ مسكاً وكافورا
وماتت الرميكية في أغمات قبل المعتمد بأيام .
* و مات هو بعدها وجداً عليها
لايعنينا تحري صحة قصة المعتمد و اعتماد و لا يعنينا أن كان قد أبغضها الفقهاء فعلاً
ورموها بأنها ورطت المعتمد فيما ورطته من الخلاعة والاستهتار والمجاهرة ، حتى
كتب عليه أهل إشبيلية بذلك ورفعوها إلى ابن تاشفين أمير المسلمين ، ولم تكن
هي لتلقي بالا إلى أولئك الرجال الذين بذلوا قصاراهم في إزالة ملك بني عباد
فالله وحده يعلم صحة ذلك و الاموات أفضوا لما عملوا.. لا .. لا يعنينا ذلك
و لكن يعنينا .. لماذا اختفت مثل هذه النماذج من حياتنا ..
لماذا لم يعد وجود البذل المشاعر السخي و الرومانسية إن جاز التعبير .. بين الأزواج
هل لهم قلوب غير التي نحمل نحن ؟
أم كانوا يملكون وقت فراغ كافي لملئه بهذا الكم الهائل من المشاعر .. و نحن
بالكاد يكفي وقتنا لأكلنا و شربنا و نومنا و طلب رزقنا
و هل من سلوكيات نتعاهدها قد تفيد في هذا الشح في العواطف في العائلة عامة
و بين الزوجين خاصة..
( منقول بتصرف )
تعليق