[]حــــــــوار مع الشـــــــاعر الجواهــــــــــري[/]
[]جابر جعفر الخطاب[/]
[]اذا كان تسلق القمم الجبلية يحتاج الى مهارات رياضية وجسمية فائقة وأدوات متكاملة تحقق لصاحبها الصعود الآمن والوصول الى القمم فان تسلق القمم الشعرية من خلال السفوح الأدبية الآمنة مسألة خطيرة لأنها تعد مغامرة فكرية وانتحار أدبي محتم فاي خطأ في عملية الصعود قد تؤدي الى تدحرج مخيف على السفوح الثقافية وسقوط الى الهاوية في وديان الضياع . وعندنا في العراق قمم جبلية وقمم شعرية شاهقة تحتل الجغرافية الأدبية لبلادنا ويمتد تاثير مناخها الثقافي الى البلدان العربية[/]
[]واذا كانت كل الطرق تؤدي الى روما فان كل الأبواب الشعرية تؤدي الى قمة الجواهري لتداخل هذه الأبواب والتقائها في شخصيته . ولقد صممت على المغامرة واستطلعت الطقس الشعري والنفسي له قبل محاولة الصعود فكان الجو الثقافي معتدلا والرياح الأدبية تهب عليلة ناعسة محملة بأريج القوافي والسماء صافية مطرزة بنجوم الذكريات . انتابتني رهبة واعتراني خوف شديد ولكني تمالكت نفسي وأنا أقف أمام هذا العملاق القادم من عصور المتنبي فكأنه يعيش خارج هذا الزمن . تخيلته ينهض عبر صفحات دواوينه السبعة الممتدة أمامي بدد خوفي بابتسامة عريضة أشاعت في وجهه المتجهم اشراقة أمل تهلل بها وجهه واطمأن قلبي وأحسست بشعور غامض يعتريني وشحنة أدبية تدفعني لولوج عالم الجواهري الصاخب والمزدحم بالأحداث والمواقف الجريئة ولكني أصبت بحيرة وتردد فمن أين أبدأ مع هذا الطوفان الهادر من الشعر العربي الأصيل وهو يتدفق في الأرض العربية منذ أكثر من ثمانية عقود فهل يمكن اختزال البحر في ساقية ؟ أو اختزال الجبل الشامخ بكثيب صغير لا يستوعب أغاني الرعاة وتموجات نايهم وأخيرا حسمت الموقف وقررت أن أسير في مغامرتي حتى النهاية للأحاطة بالملامح البارزة لهذه الشخصية الفريدة في تاريخ أدبنا العربي .[/]
[]1 – سألته مستوضحا وقد بدت عليه علامات الاسترخاء ورقة المزاج[/]
[]سيدي الكريم ماذا يثير في نفسك اسم العراق وماذا يبعث من المشاعر ؟[/]
[]سلام ٌ على هضبات العراقِ ِ ..... وشطيه ِ والجرف والمنحنى[/]
[]على النخل ذي السعفات الطوال.....على سيد الشجر المقتنى[/]
[]2 – وماذا يثير فيكم دجلة الحب والسلام ؟[/]
[]حييت ُسفحك ِ عن بُعدٍ فحييني ...يا دجلة َ الخير يا أمَ البساتين ِ[/]
[]3-من هو الجواهري الذي ملأ الأسماع وسكنت قصائده القلوب ؟[/]
[]أنا ذلك َ الفردُ المخلدُ أمة ...فيما اصطلى وبما ارتقى وبما جنى[/]
[]4 – بأي شيء تحدث نفسك في مجالس الأقران ؟[/]
[]أقولُ لنفسي إذا ضمها ....وأترابها محفلٌ يُزدهى[/]
[]تسامي فانك خيرُ النفوس ...اذا قيس كل ٌ على ما انطوى[/]
[]5 – في مستهل شبابك ارتديت الزي الديني فهل كان ذلك عن قناعة[/]
[]شخصية أم مجاراةللعرف السائد آنذاك أم كنت مكرها لاعتبارات عائلية صارمة ؟[/]
[]لبستُ لباسَ الثعلبيينَ مكرها [/]
[]...وخالفت نفساانما خلقت نسرا[/]
[]6- كيف تنظر الى دور المعلم ورسالته في المجتمع ؟[/]
[]لو جازَ للحر السجود تعبداً [/]
[]....لوُجدتُ عبداً للمعلم ِ ساجدا[/]
[]7 – هل هنالك علاقة أو قاسم مشترك بين العمر والليل ؟[/]
[]والعمر كالليل ِ نـُحييهِ مغالطة ً[/]
[]يُشكى من الطول أو يُشكى من القِصَرِ ِ[/]
[]كأنَ نـُعماءَه ُ حُبلى بأبؤسه ِ[/]
[]ِ..من ساعةِ الصفو تأتي ساعة الكدر ِ[/]
[]8 – ما هي اشد انواع الكآبة في نظرك ؟[/]
[]وللكآبة ألوان ٌ وأفجعُها .[/]
[]..أن تبصر الفيلسوف الحرَ مكتئبا[/]
[]9 – هل يتحمل الأديب مسؤولية دعم الحكام الجائرين ؟[/]
[]وان صدقت ُ فما في الجور مرتكبٌ[/]
[]...مثل ُ الأديب أعان الجورَ فارتكبا[/]
[]10- ولكنه لا يملك الا قلمه فماذا يفعل به ؟[/]
[]هذا اليراعُ شواظ الحق أرهفه ُ.[/]
[]..سيفاً وخانع ُ رأي ٍ رَدهُ خشبا[/]
[]11 – وماذا يفعل الأديب أمام قوة الطغاة وجبروتهم سوى الصمت ؟[/]
[]وربَّ راض ٍ من الحرمان قسمتهُ [/]
[]....فبررَ الصبر والحرمان َوالسغبا[/]
[]أرضى وان لم يشأ أطماح طاغيةٍ [/]
[]....وحالَ دون سواد الشعب أن يثبا[/]
[]12 – العلاقة بين الأديب والحب هل هي متكافئة أم هنالك طرف مغلوب فيها ؟[/]
[]لا أكذبنك ان الحب متهمٌ ...بالجور يأخذ منا فوق ما طلبا[/]
[]13 – أليس للحب شهداء من عالم الأدب ؟[/]
[]كم شيعَ الأدبُ المفجوعُ محتضِرا [/]
[]....لدى العيون وعند الصدر محتسبا[/]
[]صرعى نشاوى بأن الخودَ لعبتهُم [/]
[]....حتى اذا استيقظوا كانوا همُ اللعبا[/]
[]14 – وهل خدعوا بمظاهر الحب البراقة ؟[/]
[]أرتهمُ خيرَ ما في الحب من بُدَءٍ .[/]
[]..وأضمرت شرََّ ما قد أضمرت عُقـُبا[/]
[]15 – كيف وجدت يافا عندما زرتها بدعوة من أدبائها قبل الاحتالال ؟[/]
[]وقفتُ موزع النظراتِ فيها ...لطرفي في مفاتنها انسيابُ[/]
[]وموجُ البحر يغسلُ أخمصيها ...وبالأنواء تغتسل القباب ُ[/]
[]16 – في ( تنويمة الجياع ) استخدمت النوم لاستنهاض الجماهير المعدمة فكانت نشيدا وطنيا رددته الشفاه .[/]
[]نامي جياع الشعب نامي...حرستكِ آلهة ُ الطعام ِ[/]
[]نامي فقد غنى اله الحرب ...ألحانَ السلام ِ[/]
[]نامي فقد أنهى مجيعُ ...الشعب ِ أيامَ الصيام ِ[/]
[]نامي وسيري في منامك ِ....ما استطعتِ الى الأمام ِ[/]
[]17 –استخدم وعاظ السلاطين الدين لتمجيد الطغاة والتسبيح بحمدهم واستخدموه سوطا يلهب ظهور المعدمين ووجوب طاعة هؤلاء المتجبرين والأكتفاء بالعبادة والتقوى وعدم اغضاب سادتهم .[/]
[]نامي على تلك العظات الغر ...من ذاك الأمام ِ[/]
[]يوصيكِ أن لا تطمعي ....من مالِ ربك ِ في حطام ِ ِ[/]
[]يوصيك ِ أن تدعي المباهج َ ....واللذائذ ََ للِِّــئام ِِ[/]
[]وتعوضي عن كل ذلكَ .....بالسجود ِ وبالقيام[/]
[]18ِ- من هو أذلُ خلقِ ِ الله في نظرك ؟[/]
[]وأذلُ خلق ِالله في بلد ٍ طغت ...فيه الرزايا من يكون محايدا[/]
[]19 – في دساتير الأنظمة الجائرة تبرز عبارات الحرية والعدالةوحقوق الانسان فهل هي واقع متحقق أم ديكور لفظي لتجميل صورتهم السوداء[/]
[]وتعطل الدستورُ عن أحكامه ِ[/]
[].....من فرط ِ ما ألوى به الحكام ُ[/]
[]فالوعيُ بغيٌ والتحررُ سُبة ٌ[/]
[]ٌ .....والهمسُ جرم ٌ والكلام ُ حرام ُ[/]
[]ومدافع عن ما يدين مخربٌ[/]
[]....ومطالبٌ بحقوقه هدام ُ[/]
[]20 – عاصرت تأسيس الدولة العراقية وواكبت الأحداث الوطنية بقصائدك الثائرة والمحرضة على الطغاة وصحفك التي أصدرتها بالتتابع رغم تعرضها للغلق كيف واجهت ظلم الطغاة ؟[/]
[]أنا بين الطغاة والطغم ِ ......شامخ ٌ فوق قمة الهرم ِ[/]
[]فاذا حان موعد ُ الأزم ِ.....وارتطام الجموع بالنظم ِ ؟[/]
[]خلتني عند سيلها العرم ....قطرة ً لامست شفاه ظمي[/]
[]21-لماذا يحارب الحكام المستبدون حرية الفكر والتعبير ويخشونها ؟[/]
[]يا نديمي حتى الحروفُ تخيفُ ...في دساتيرَ شرَّعتها السيوف ُ[/]
[]22-أي يوم في حياتك تخصه بالاجلال والتقدير ؟[/]
[]يومَ الشهيد تحية ٌ وسلام ُ...بكَ والنضالُ تؤرخ ُ الأعوام ُ[/]
[]بكَ يُبعثُ الجيلُ المحتمُ بعثهُ....وبكَ القيامة ُ للطغاة ِ تُقام ُ[/]
[]23– أنت شاعر العرب الأكبر لأن الأمة العربية تنبض في قصائدك بأفراحها وأحزانها بل انت موضع تقدير الشعوب والحكام على السواء فشعرك يفرض نفسه على الجميع ففي كل بلد عربي لك دمعة وابتسامة فأنت مع ثورة الشعب المصري ضد الاحتلال البريطاني عام 1951[/]
[]التي انطلقت في مناطق السويس والاسماعيلية فماذا قلت آنذاك؟[/]
[]خلي الدم َ الغالي يسيلُ ....ضوءاً ينارُ به السبيل ُ[/]
[]قل للشباب بمصرَ والدنيـــــا لمن يُصغي تقول ُ[/]
[]خوضوا دم َ المستعمرين َ....فطالما خيضت وحول ُ[/]
[]وتصيدوهم مثلما .......صيدت لمحترش ٍ وُعول ُ[/]
[]هذا أوانُ الجولة الكبرى ....تباركَ من يجول ُ[/]
[]وحين نزلت ضيفا على مصر بدعوة من المرحوم الدكتور طه حسين زينت جيدها بقلائد من جواهر الشعر ...[/]
[]يا مصرُ لم تبخس جمالك ِ ريشة ٌ.[/]
[]...مـَرت عليه ولم يخنكِ مصورُ[/]
[]لله جوُك ِ أيُ مبعثُ فتنة ٍ.[/]
[]....حتى الطبيعة عندهُ تتمصرُ[/]
[]وكأنما من صُنع ِ جَـوكِ وحدهُ.[/]
[]...قمرٌ على كبد السماء منورُ[/]
[]24- وفي رثاء شاعر النيل حافظ ابراهيم عام 1932 سالت قوافيك دموعا ساخنة على ثراه الطاهر فماذا قلت في الرثاء ؟[/]
[]نعوا الى الشعر حراً كان يرعاهُ..[/]
[]..ومن يشقُ على الأحرار منعاهُ[/]
[]أخنى الزمان على ناد ٍ زها زمناً [/]
[]....بحافظ ٍ واكتسى بالحزن مغناه ُ[/]
[]ان الذي هزَّ كلَ الناس محضرُهُ [/]
[]...لم يبقَ في الناس منهُ غيرُ ذكراهُ[/]
[]25– انتصرت لحرية المراة فوقفت ضد المتزمتين من رجال الدين الذين حرَّموا تعليم المرأة وهم يحسبون حماة المجتمع كيف كان ردك ؟[/]
[]ستبقى طويلا هذه الأزمات ُ..اذا لم تقصر عمرها الصدمات ُ[/]
[]اذا لم ينلها مصلحون بواسلٌ ...جريئونَ فيما يَدَعونَ كُفاة ُ[/]
[]ألم ترَ أن الشعبَ جلُ حقوقهِ .....هي اليوم َ للأفراد ممتلكاتُ[/]
[]ومن عَجَبٍ أن الذينَ تكفلوا ....بانقاذِ أهليه ِ هم ُالعثرات ُ[/]
[]غداً يمنعُ الفتيانُ أن يتعلموا ...كما اليومَ ظلما ًتمنعُ الفتياتُ[/]
[]26 – وفي لبنان ما زالت قصائدك تعانق أنسام الجبل وتميل مع أغصان الأرز لتعزفها أمواج البحر وتغزل خيوطها شلالات ضوء القمر المنسكبة على ليالي الأنس هل تذكر وادي العرائش في زحلة وما قلت فيه ؟[/]
[]يوم ٌمن العمر في واديكِ معدودُ [/]
[]...مستوحشاتٌ به أياميَ السودُ[/]
[]ثقي زحيلة َ أن الحسنَ أجمعهُ .[/]
[]..في الكون عن حسنكِ المطبوع تقليدُ[/]
[]أنتِ الحياة ُوعمرٌ في سواكِ مضى[/]
[]...فانمــا هو تبذيـرٌ وتــبديــد ُ[/]
[]27 –و في المغرب العربي احتفلت بك وزارة الثقافة على مسرح محمد الخامس فقد وقفت مع الشعب المغربي في أزمة الصحراء مع أسبانيا[/]
[]وترنمت بحب المغرب وادبائه الذين طوقوك بعواطفهم النبيلة .[/]
[]حُماة َ الفكر والأدبِ المصفى ...يزينانِ ِ الشمائل َ والخصالا[/]
[]قصدتُكمُ وبي شوقٌ مُلِحٌ .....كقصدِ الظاميءِ الشَبِمَ الزلالا[/]
[]وزرتُ المغربَ الأقصى عَجُولا ..زيارة َ عاشقٍ حُرمَ الوصالا[/]
[]أكاد ُ أعبُ ماءَ البحرِ ملحا ً ...وأنشقُ في شواطئه ِ الرمالا[/]
[]كانت خاتمة الحياة في دمشق التي أحبها شاعرنا الكبير محمد مهدي الجواهري أردت أن تكون خاتمة الحوار على أمل لقاء جديد فعندما ذكرت اسم دمشق تهلل وجهه واستعاد ذكرياتة الحبيبة على ربى الشام من تأبين الشهيد عدنان المالكي إلى ( دمشق يا جبهة المجد ) إلى (في ذكرى المالكي) التي أثارت شجونه. ودعته وهو يترنم بأبياتها الرائعة[/]
[]مشت بمغناك ِ أعراسُ الربيع ولم .[/]
[]يحضن عروساً كأرض الشام آذارُ[/]
[]دمشقُ لي في رُباكِ الخضر جمهرة ٌ[/]
[]هـُمُ ليَ الأهـلُ والجيــــرانُ والـدارُ[/]
أحببتُهم وأحبوني كما امتزجت
[]فيمـا تـَجـاوبُ أنــغام ٌ وأوتــار ُ[/]
[]المصدر ديوان الجواهري من الجزء الأول إلى الجزء السادس[/]
[]جابر جعفر الخطاب[/]
[]اذا كان تسلق القمم الجبلية يحتاج الى مهارات رياضية وجسمية فائقة وأدوات متكاملة تحقق لصاحبها الصعود الآمن والوصول الى القمم فان تسلق القمم الشعرية من خلال السفوح الأدبية الآمنة مسألة خطيرة لأنها تعد مغامرة فكرية وانتحار أدبي محتم فاي خطأ في عملية الصعود قد تؤدي الى تدحرج مخيف على السفوح الثقافية وسقوط الى الهاوية في وديان الضياع . وعندنا في العراق قمم جبلية وقمم شعرية شاهقة تحتل الجغرافية الأدبية لبلادنا ويمتد تاثير مناخها الثقافي الى البلدان العربية[/]
[]واذا كانت كل الطرق تؤدي الى روما فان كل الأبواب الشعرية تؤدي الى قمة الجواهري لتداخل هذه الأبواب والتقائها في شخصيته . ولقد صممت على المغامرة واستطلعت الطقس الشعري والنفسي له قبل محاولة الصعود فكان الجو الثقافي معتدلا والرياح الأدبية تهب عليلة ناعسة محملة بأريج القوافي والسماء صافية مطرزة بنجوم الذكريات . انتابتني رهبة واعتراني خوف شديد ولكني تمالكت نفسي وأنا أقف أمام هذا العملاق القادم من عصور المتنبي فكأنه يعيش خارج هذا الزمن . تخيلته ينهض عبر صفحات دواوينه السبعة الممتدة أمامي بدد خوفي بابتسامة عريضة أشاعت في وجهه المتجهم اشراقة أمل تهلل بها وجهه واطمأن قلبي وأحسست بشعور غامض يعتريني وشحنة أدبية تدفعني لولوج عالم الجواهري الصاخب والمزدحم بالأحداث والمواقف الجريئة ولكني أصبت بحيرة وتردد فمن أين أبدأ مع هذا الطوفان الهادر من الشعر العربي الأصيل وهو يتدفق في الأرض العربية منذ أكثر من ثمانية عقود فهل يمكن اختزال البحر في ساقية ؟ أو اختزال الجبل الشامخ بكثيب صغير لا يستوعب أغاني الرعاة وتموجات نايهم وأخيرا حسمت الموقف وقررت أن أسير في مغامرتي حتى النهاية للأحاطة بالملامح البارزة لهذه الشخصية الفريدة في تاريخ أدبنا العربي .[/]
[]1 – سألته مستوضحا وقد بدت عليه علامات الاسترخاء ورقة المزاج[/]
[]سيدي الكريم ماذا يثير في نفسك اسم العراق وماذا يبعث من المشاعر ؟[/]
[]سلام ٌ على هضبات العراقِ ِ ..... وشطيه ِ والجرف والمنحنى[/]
[]على النخل ذي السعفات الطوال.....على سيد الشجر المقتنى[/]
[]2 – وماذا يثير فيكم دجلة الحب والسلام ؟[/]
[]حييت ُسفحك ِ عن بُعدٍ فحييني ...يا دجلة َ الخير يا أمَ البساتين ِ[/]
[]3-من هو الجواهري الذي ملأ الأسماع وسكنت قصائده القلوب ؟[/]
[]أنا ذلك َ الفردُ المخلدُ أمة ...فيما اصطلى وبما ارتقى وبما جنى[/]
[]4 – بأي شيء تحدث نفسك في مجالس الأقران ؟[/]
[]أقولُ لنفسي إذا ضمها ....وأترابها محفلٌ يُزدهى[/]
[]تسامي فانك خيرُ النفوس ...اذا قيس كل ٌ على ما انطوى[/]
[]5 – في مستهل شبابك ارتديت الزي الديني فهل كان ذلك عن قناعة[/]
[]شخصية أم مجاراةللعرف السائد آنذاك أم كنت مكرها لاعتبارات عائلية صارمة ؟[/]
[]لبستُ لباسَ الثعلبيينَ مكرها [/]
[]...وخالفت نفساانما خلقت نسرا[/]
[]6- كيف تنظر الى دور المعلم ورسالته في المجتمع ؟[/]
[]لو جازَ للحر السجود تعبداً [/]
[]....لوُجدتُ عبداً للمعلم ِ ساجدا[/]
[]7 – هل هنالك علاقة أو قاسم مشترك بين العمر والليل ؟[/]
[]والعمر كالليل ِ نـُحييهِ مغالطة ً[/]
[]يُشكى من الطول أو يُشكى من القِصَرِ ِ[/]
[]كأنَ نـُعماءَه ُ حُبلى بأبؤسه ِ[/]
[]ِ..من ساعةِ الصفو تأتي ساعة الكدر ِ[/]
[]8 – ما هي اشد انواع الكآبة في نظرك ؟[/]
[]وللكآبة ألوان ٌ وأفجعُها .[/]
[]..أن تبصر الفيلسوف الحرَ مكتئبا[/]
[]9 – هل يتحمل الأديب مسؤولية دعم الحكام الجائرين ؟[/]
[]وان صدقت ُ فما في الجور مرتكبٌ[/]
[]...مثل ُ الأديب أعان الجورَ فارتكبا[/]
[]10- ولكنه لا يملك الا قلمه فماذا يفعل به ؟[/]
[]هذا اليراعُ شواظ الحق أرهفه ُ.[/]
[]..سيفاً وخانع ُ رأي ٍ رَدهُ خشبا[/]
[]11 – وماذا يفعل الأديب أمام قوة الطغاة وجبروتهم سوى الصمت ؟[/]
[]وربَّ راض ٍ من الحرمان قسمتهُ [/]
[]....فبررَ الصبر والحرمان َوالسغبا[/]
[]أرضى وان لم يشأ أطماح طاغيةٍ [/]
[]....وحالَ دون سواد الشعب أن يثبا[/]
[]12 – العلاقة بين الأديب والحب هل هي متكافئة أم هنالك طرف مغلوب فيها ؟[/]
[]لا أكذبنك ان الحب متهمٌ ...بالجور يأخذ منا فوق ما طلبا[/]
[]13 – أليس للحب شهداء من عالم الأدب ؟[/]
[]كم شيعَ الأدبُ المفجوعُ محتضِرا [/]
[]....لدى العيون وعند الصدر محتسبا[/]
[]صرعى نشاوى بأن الخودَ لعبتهُم [/]
[]....حتى اذا استيقظوا كانوا همُ اللعبا[/]
[]14 – وهل خدعوا بمظاهر الحب البراقة ؟[/]
[]أرتهمُ خيرَ ما في الحب من بُدَءٍ .[/]
[]..وأضمرت شرََّ ما قد أضمرت عُقـُبا[/]
[]15 – كيف وجدت يافا عندما زرتها بدعوة من أدبائها قبل الاحتالال ؟[/]
[]وقفتُ موزع النظراتِ فيها ...لطرفي في مفاتنها انسيابُ[/]
[]وموجُ البحر يغسلُ أخمصيها ...وبالأنواء تغتسل القباب ُ[/]
[]16 – في ( تنويمة الجياع ) استخدمت النوم لاستنهاض الجماهير المعدمة فكانت نشيدا وطنيا رددته الشفاه .[/]
[]نامي جياع الشعب نامي...حرستكِ آلهة ُ الطعام ِ[/]
[]نامي فقد غنى اله الحرب ...ألحانَ السلام ِ[/]
[]نامي فقد أنهى مجيعُ ...الشعب ِ أيامَ الصيام ِ[/]
[]نامي وسيري في منامك ِ....ما استطعتِ الى الأمام ِ[/]
[]17 –استخدم وعاظ السلاطين الدين لتمجيد الطغاة والتسبيح بحمدهم واستخدموه سوطا يلهب ظهور المعدمين ووجوب طاعة هؤلاء المتجبرين والأكتفاء بالعبادة والتقوى وعدم اغضاب سادتهم .[/]
[]نامي على تلك العظات الغر ...من ذاك الأمام ِ[/]
[]يوصيكِ أن لا تطمعي ....من مالِ ربك ِ في حطام ِ ِ[/]
[]يوصيك ِ أن تدعي المباهج َ ....واللذائذ ََ للِِّــئام ِِ[/]
[]وتعوضي عن كل ذلكَ .....بالسجود ِ وبالقيام[/]
[]18ِ- من هو أذلُ خلقِ ِ الله في نظرك ؟[/]
[]وأذلُ خلق ِالله في بلد ٍ طغت ...فيه الرزايا من يكون محايدا[/]
[]19 – في دساتير الأنظمة الجائرة تبرز عبارات الحرية والعدالةوحقوق الانسان فهل هي واقع متحقق أم ديكور لفظي لتجميل صورتهم السوداء[/]
[]وتعطل الدستورُ عن أحكامه ِ[/]
[].....من فرط ِ ما ألوى به الحكام ُ[/]
[]فالوعيُ بغيٌ والتحررُ سُبة ٌ[/]
[]ٌ .....والهمسُ جرم ٌ والكلام ُ حرام ُ[/]
[]ومدافع عن ما يدين مخربٌ[/]
[]....ومطالبٌ بحقوقه هدام ُ[/]
[]20 – عاصرت تأسيس الدولة العراقية وواكبت الأحداث الوطنية بقصائدك الثائرة والمحرضة على الطغاة وصحفك التي أصدرتها بالتتابع رغم تعرضها للغلق كيف واجهت ظلم الطغاة ؟[/]
[]أنا بين الطغاة والطغم ِ ......شامخ ٌ فوق قمة الهرم ِ[/]
[]فاذا حان موعد ُ الأزم ِ.....وارتطام الجموع بالنظم ِ ؟[/]
[]خلتني عند سيلها العرم ....قطرة ً لامست شفاه ظمي[/]
[]21-لماذا يحارب الحكام المستبدون حرية الفكر والتعبير ويخشونها ؟[/]
[]يا نديمي حتى الحروفُ تخيفُ ...في دساتيرَ شرَّعتها السيوف ُ[/]
[]22-أي يوم في حياتك تخصه بالاجلال والتقدير ؟[/]
[]يومَ الشهيد تحية ٌ وسلام ُ...بكَ والنضالُ تؤرخ ُ الأعوام ُ[/]
[]بكَ يُبعثُ الجيلُ المحتمُ بعثهُ....وبكَ القيامة ُ للطغاة ِ تُقام ُ[/]
[]23– أنت شاعر العرب الأكبر لأن الأمة العربية تنبض في قصائدك بأفراحها وأحزانها بل انت موضع تقدير الشعوب والحكام على السواء فشعرك يفرض نفسه على الجميع ففي كل بلد عربي لك دمعة وابتسامة فأنت مع ثورة الشعب المصري ضد الاحتلال البريطاني عام 1951[/]
[]التي انطلقت في مناطق السويس والاسماعيلية فماذا قلت آنذاك؟[/]
[]خلي الدم َ الغالي يسيلُ ....ضوءاً ينارُ به السبيل ُ[/]
[]قل للشباب بمصرَ والدنيـــــا لمن يُصغي تقول ُ[/]
[]خوضوا دم َ المستعمرين َ....فطالما خيضت وحول ُ[/]
[]وتصيدوهم مثلما .......صيدت لمحترش ٍ وُعول ُ[/]
[]هذا أوانُ الجولة الكبرى ....تباركَ من يجول ُ[/]
[]وحين نزلت ضيفا على مصر بدعوة من المرحوم الدكتور طه حسين زينت جيدها بقلائد من جواهر الشعر ...[/]
[]يا مصرُ لم تبخس جمالك ِ ريشة ٌ.[/]
[]...مـَرت عليه ولم يخنكِ مصورُ[/]
[]لله جوُك ِ أيُ مبعثُ فتنة ٍ.[/]
[]....حتى الطبيعة عندهُ تتمصرُ[/]
[]وكأنما من صُنع ِ جَـوكِ وحدهُ.[/]
[]...قمرٌ على كبد السماء منورُ[/]
[]24- وفي رثاء شاعر النيل حافظ ابراهيم عام 1932 سالت قوافيك دموعا ساخنة على ثراه الطاهر فماذا قلت في الرثاء ؟[/]
[]نعوا الى الشعر حراً كان يرعاهُ..[/]
[]..ومن يشقُ على الأحرار منعاهُ[/]
[]أخنى الزمان على ناد ٍ زها زمناً [/]
[]....بحافظ ٍ واكتسى بالحزن مغناه ُ[/]
[]ان الذي هزَّ كلَ الناس محضرُهُ [/]
[]...لم يبقَ في الناس منهُ غيرُ ذكراهُ[/]
[]25– انتصرت لحرية المراة فوقفت ضد المتزمتين من رجال الدين الذين حرَّموا تعليم المرأة وهم يحسبون حماة المجتمع كيف كان ردك ؟[/]
[]ستبقى طويلا هذه الأزمات ُ..اذا لم تقصر عمرها الصدمات ُ[/]
[]اذا لم ينلها مصلحون بواسلٌ ...جريئونَ فيما يَدَعونَ كُفاة ُ[/]
[]ألم ترَ أن الشعبَ جلُ حقوقهِ .....هي اليوم َ للأفراد ممتلكاتُ[/]
[]ومن عَجَبٍ أن الذينَ تكفلوا ....بانقاذِ أهليه ِ هم ُالعثرات ُ[/]
[]غداً يمنعُ الفتيانُ أن يتعلموا ...كما اليومَ ظلما ًتمنعُ الفتياتُ[/]
[]26 – وفي لبنان ما زالت قصائدك تعانق أنسام الجبل وتميل مع أغصان الأرز لتعزفها أمواج البحر وتغزل خيوطها شلالات ضوء القمر المنسكبة على ليالي الأنس هل تذكر وادي العرائش في زحلة وما قلت فيه ؟[/]
[]يوم ٌمن العمر في واديكِ معدودُ [/]
[]...مستوحشاتٌ به أياميَ السودُ[/]
[]ثقي زحيلة َ أن الحسنَ أجمعهُ .[/]
[]..في الكون عن حسنكِ المطبوع تقليدُ[/]
[]أنتِ الحياة ُوعمرٌ في سواكِ مضى[/]
[]...فانمــا هو تبذيـرٌ وتــبديــد ُ[/]
[]27 –و في المغرب العربي احتفلت بك وزارة الثقافة على مسرح محمد الخامس فقد وقفت مع الشعب المغربي في أزمة الصحراء مع أسبانيا[/]
[]وترنمت بحب المغرب وادبائه الذين طوقوك بعواطفهم النبيلة .[/]
[]حُماة َ الفكر والأدبِ المصفى ...يزينانِ ِ الشمائل َ والخصالا[/]
[]قصدتُكمُ وبي شوقٌ مُلِحٌ .....كقصدِ الظاميءِ الشَبِمَ الزلالا[/]
[]وزرتُ المغربَ الأقصى عَجُولا ..زيارة َ عاشقٍ حُرمَ الوصالا[/]
[]أكاد ُ أعبُ ماءَ البحرِ ملحا ً ...وأنشقُ في شواطئه ِ الرمالا[/]
[]كانت خاتمة الحياة في دمشق التي أحبها شاعرنا الكبير محمد مهدي الجواهري أردت أن تكون خاتمة الحوار على أمل لقاء جديد فعندما ذكرت اسم دمشق تهلل وجهه واستعاد ذكرياتة الحبيبة على ربى الشام من تأبين الشهيد عدنان المالكي إلى ( دمشق يا جبهة المجد ) إلى (في ذكرى المالكي) التي أثارت شجونه. ودعته وهو يترنم بأبياتها الرائعة[/]
[]مشت بمغناك ِ أعراسُ الربيع ولم .[/]
[]يحضن عروساً كأرض الشام آذارُ[/]
[]دمشقُ لي في رُباكِ الخضر جمهرة ٌ[/]
[]هـُمُ ليَ الأهـلُ والجيــــرانُ والـدارُ[/]
أحببتُهم وأحبوني كما امتزجت
[]فيمـا تـَجـاوبُ أنــغام ٌ وأوتــار ُ[/]
[]المصدر ديوان الجواهري من الجزء الأول إلى الجزء السادس[/]
تعليق