إنهم يطعنون الثورة من بوابة الرياضة
جابر جعفر الخطاب
في بورسعيد يتوهج التاريخ العربي مجدا ونضالاً وتحلق أرواح الشهداء في سماء الخلود ..فبور سعيد هي بوابة المجد العربي التي توشحت بملاحم البطولة والفداء حين تصدت للعدوان الثلاثي الغاشم عام 1956 وهزمت المعتدين في معارك القناة
فاحتلت من شرفات المجد والفخار مواقع متقدمة وسكنت ومازالت قلوب الملايين بصمودها الأسطوري الخالد ....كانت جبهة موحدة وصخرة عصية على كل معتد آثم تناثرت على جدارها الشامخ أشلاء الغزاة على مر العصور مثلما سقطت أحلام الصهاينة في نكسة حزيران السوداء . إنها مدينة الصمود والبسالة وعنوان من عناوين المفاخر العربية على مر الزمن . وإذ ابتليت هذه المدينة الباسلة كما ابتليت مصر الحبيبة بأنظمة جائرة متخلفة تعتبر الوطن بخيراته ملكا عائليا مشاعا لها والشعب جيشا من العبيد العائشين على مكارمها ولكن شعب مصر الشجاع رفض الذل والخنوع ورسم لفجر الخلاص طريقا معبدا بدماء الشهداء فكانت ثورة يناير الشعبية الخالدة خاتمة رائعة لتاريخ مشرق من الانتفاضات والثورات الشعبية الدامية التي قُمعت بالحديد والنار فهي انتصار للشعوب المظلومة لأنها فتحت أبواب الحرية على مصراعيها وسلطت الأضواء الكاشفة على قتلة الشعوب ومصاصي دمائها و مصادري حقوقها وحريتها والمتسلطين على رقابها .إن ثورة يناير قد أرعبت خفافيش الظلام فبذلوا الأموال الطائلة لحرف الثورة عن مسارها الوطني الناصع ودخلوا من كل الأبواب المتاحة لإثارة الفتن الطائفية والعرقية ولتمزيق الصف الوطني الذي صهرته الثورة في بوتقة واحدة يساعدهم في ذلك تذبذب السلطة بين عدم وضوح هويتها وعدم حسم الأمور لصالح الثورة والشعب من خلال إنهاء الظام السابق بكل قوانينه الجائرة في خطوات ثورية حازمة وعدم إضاعة الوقت في مسرحية محاكمة مبارك وأعوانه التي أيقظت آمال الطامعين بإمكانية عودة النظام المقبور تساعدهم في ذلك دول إقليمية تخشى أن يجرفها طوفان الربيع العربي الهادر .وأخيرا دخلوا من باب الرياضة بأهداف سياسية إجرامية واضحة المعالم فزجوا بعصاباتهم المسلحة ليفسدوا عالم الرياضة النقي الجميل الذي يحقق من الوحدة والإخاء ما لم يحققه السياسيون . إنني ليحزنني أن أشاهد مظاهر الدمار تجتاح مدن مصر الحبيبة بعد التحرير فحرام وألف حرام أن تراق قطرة دم واحدةٍ بعد الثورة في غير ميادين البناء والأعمار وأهمها بناء الإنسان
لقد عشت أيام الصمود الشعبي في ميدان التحرير وانطبعت في ذاكرتي صور الإصرار البطولي الخالد الذي أسقط نظام الجور والظلام فكنت أضع يدي على رأسي عندما تتساقط أحجار مرتزقة النظام على حشود المعتصمين الأحرار ..فلنتعظ من أحداث الماضي ونتذكر سياط الجلادين ومعتقلاتهم ولنوجه أسلحتنا إلى الفقر والجهل والمرض ولنكتب للثورة قوانينها بروح وطنية صافية نابعة من تراث مصر الزاخر بالأمجاد ولنغلق كل النوافذ التي تتسرب منها رياح الثورة المضادة ونقطع كل الجسور التي تعبر منها فلول الطامعين ممن يرون في ثورة يناير تهديدا لوجودهم الزائل وصروحهم الخاوية .
جابر جعفر الخطاب
في بورسعيد يتوهج التاريخ العربي مجدا ونضالاً وتحلق أرواح الشهداء في سماء الخلود ..فبور سعيد هي بوابة المجد العربي التي توشحت بملاحم البطولة والفداء حين تصدت للعدوان الثلاثي الغاشم عام 1956 وهزمت المعتدين في معارك القناة
فاحتلت من شرفات المجد والفخار مواقع متقدمة وسكنت ومازالت قلوب الملايين بصمودها الأسطوري الخالد ....كانت جبهة موحدة وصخرة عصية على كل معتد آثم تناثرت على جدارها الشامخ أشلاء الغزاة على مر العصور مثلما سقطت أحلام الصهاينة في نكسة حزيران السوداء . إنها مدينة الصمود والبسالة وعنوان من عناوين المفاخر العربية على مر الزمن . وإذ ابتليت هذه المدينة الباسلة كما ابتليت مصر الحبيبة بأنظمة جائرة متخلفة تعتبر الوطن بخيراته ملكا عائليا مشاعا لها والشعب جيشا من العبيد العائشين على مكارمها ولكن شعب مصر الشجاع رفض الذل والخنوع ورسم لفجر الخلاص طريقا معبدا بدماء الشهداء فكانت ثورة يناير الشعبية الخالدة خاتمة رائعة لتاريخ مشرق من الانتفاضات والثورات الشعبية الدامية التي قُمعت بالحديد والنار فهي انتصار للشعوب المظلومة لأنها فتحت أبواب الحرية على مصراعيها وسلطت الأضواء الكاشفة على قتلة الشعوب ومصاصي دمائها و مصادري حقوقها وحريتها والمتسلطين على رقابها .إن ثورة يناير قد أرعبت خفافيش الظلام فبذلوا الأموال الطائلة لحرف الثورة عن مسارها الوطني الناصع ودخلوا من كل الأبواب المتاحة لإثارة الفتن الطائفية والعرقية ولتمزيق الصف الوطني الذي صهرته الثورة في بوتقة واحدة يساعدهم في ذلك تذبذب السلطة بين عدم وضوح هويتها وعدم حسم الأمور لصالح الثورة والشعب من خلال إنهاء الظام السابق بكل قوانينه الجائرة في خطوات ثورية حازمة وعدم إضاعة الوقت في مسرحية محاكمة مبارك وأعوانه التي أيقظت آمال الطامعين بإمكانية عودة النظام المقبور تساعدهم في ذلك دول إقليمية تخشى أن يجرفها طوفان الربيع العربي الهادر .وأخيرا دخلوا من باب الرياضة بأهداف سياسية إجرامية واضحة المعالم فزجوا بعصاباتهم المسلحة ليفسدوا عالم الرياضة النقي الجميل الذي يحقق من الوحدة والإخاء ما لم يحققه السياسيون . إنني ليحزنني أن أشاهد مظاهر الدمار تجتاح مدن مصر الحبيبة بعد التحرير فحرام وألف حرام أن تراق قطرة دم واحدةٍ بعد الثورة في غير ميادين البناء والأعمار وأهمها بناء الإنسان
لقد عشت أيام الصمود الشعبي في ميدان التحرير وانطبعت في ذاكرتي صور الإصرار البطولي الخالد الذي أسقط نظام الجور والظلام فكنت أضع يدي على رأسي عندما تتساقط أحجار مرتزقة النظام على حشود المعتصمين الأحرار ..فلنتعظ من أحداث الماضي ونتذكر سياط الجلادين ومعتقلاتهم ولنوجه أسلحتنا إلى الفقر والجهل والمرض ولنكتب للثورة قوانينها بروح وطنية صافية نابعة من تراث مصر الزاخر بالأمجاد ولنغلق كل النوافذ التي تتسرب منها رياح الثورة المضادة ونقطع كل الجسور التي تعبر منها فلول الطامعين ممن يرون في ثورة يناير تهديدا لوجودهم الزائل وصروحهم الخاوية .
تعليق