إذهبى
قالها قاطعة ..حاسمة .
إنحنت على الفراش الدافئ
تضم وليدها إلى صدرها
وذهبت .

ذلك كان اليوم الفارق فى علاقتهما ..
نفض يديه منها كصفحة طويت وإنتهت
عاش من بعدها أياما ..وأسابيعا .. وأشهرا
كأن شيئا لم يكن
ثم ..
ما درى كيف ومتى تبدل الحال
فأصبحت تلك اللحظات
التى بدأها بالكلمة الفاصلة ..
إذهبى
وإنتهت بخروجها الصامت والطفل بين أحضانها
تلح عليه إلحاحا غريبا ولا تكاد تبارح مخيلته

بل وتزداد وطأتها عليه يوما بعد يوم
حتى أنه راح يعتصر ذهنه إعتصارا
عله يسترجع قسمات الوليد ..فلا يفلح !
إنقلب حاله
وذلك الذى إستيقظ بداخله بعد نوم وسبات
جبارا عاتيا يدق بمطارقه فى رأسه المجهد
ليته مانام وتركه آنذاك لشيطانه
ليته أدركه وحاصره
لحظة أن اخرجها من حياته عامدا متقصدا
ربما كان تريث فى قراره ..
ربما كانا اليوم معا أسرة صغيرة هانئة .
ليتها حتى تكلمت وجادلته
لكنها غادرت ..صامتة ..
مختزنة بداخلها كل ما قد يتخيله ولا يتخيل
عتب ..غضب ..لوم ..أحزان ومرارة
فخلت منها ومن الطفل دنياه
وها قد مضت عليه ثلاث سنوات
وما وجد لهما طريق
وحيدا يكابد نوعا مفترسا من الأسى
يقتات على أيامه وحتى نهاية العمر لن يفلته !
أضاعها ..

أضاع الحنان فى عينين جميلتين ضاحكتين ..
وقتل حبا فياضا صادقا لن يصادفه
مهما مرت به من نساء بعدها

صافية القلب كانت ..أقبلت علية واثقة آمنة
وجمعت فى شخصه
كل ما ترجوه حبيبة من رجل وقدوة
وكان فتاها الوحيد المدلل
يوميا ..
كما المجاذيب يجوب الطرقات على غير هدى
متفرسا فى وجوه النساء على أمل
ويجتر ما حدث
أخطأت ؟
من هو ليحاسب ويجلد
لو كان نبيلا ومن كبار النفوس عادلا
لما حمّلها الخطأ وحدها
أليس الخطأ دائما مقسوم على إثنين
غادرته مسرعة بلا جدل؟
وهل ترك لها سبيلا
حين ضغط على كبريائها وكرامة تتميز بها ؟
تثاقلت خطواته على الطريق
ذاهلا ..تملأ نفسه الحسرات
هنا ..
وما قبل غروب الشمس
كانت نزهتهما المفضلة

قبل قدوم الطفل
وفى ذات المكان قررت تسميته بإسمه
هل بقيت على قرارها أم باتت تناديه باسم آخر ؟
ومثلما هو فعل قلبت صفحته الغادرة
وما عادت تذكره ؟
من له بلحظة
لحظة واحدة من عمر الزمان
يتحسس فيها وجه الولد
وينال منها الصفح والغفران
هوإبنه .. قطعة منه
هل يشب هكذا بدون سند
يتيما بلا أب ..وهو هنا ؟
وهل ينقضى العمر
دون أن ينعم بمرافقته
طفلا ..وصبيا. وشابا يافعا
ثم رجلا
يتكئ عليه فى خريف العمر وبين الناس
يزهو ويفتخر
هو ولدى
نعمة ربى وماكنزته من دنيتى !
يالهذه المطارق لا تتركه
يالهذا الألم ..متى ينتهى
وإلى متى يحتمل مالا يحتمل
من أعماق القلب صرخ
يارب
يا حي يا قيوم برحمتك استغيث

أفاق من مناجاته
على صرخة ملتاعة تناديه بإسمه
يالهول اللحظة ..
طفل أفلت من يد أمه
وبلا وعى
يكاد ينحدر من على الرصيف نحو عرض الطريق
حيث السيارات تنهبه نهبا
قبل الجمع المذهول
إندفع ممسكا بالطفل فيما يشبه المعجزة
عائدا به إلى أحضان الأم المنهارة المرتعدة
إنها هى
وهذا طفله
نادته بإسمه وما تغير!
ذابلة .. متشحة بسواد
فى يدها اليسرى خاتم زواج
هل ..وهل ..وهل ..
تلاحقت أسئلته مع تلاحق أنفاسه
وعيونه لا تفارق ملامح الطفل الجميل الخائف
لا بالطبع لم أتزوج ..
هو مجرد خاتم لدرء أى رجل عن عالمى الضائع
كفانى ما لقيت من قسوتك
إبنى هذا هو رجلى هو دنياى ولا سواه أرتجى
بأمل يتأرجح قال هامسا
لكنك جئت إلى هنا ..ساعة الغروب جئت ..
تحاشيت دائما وبكل إصرار كل ما جمعنا معا
اليوم إحترت فى أمرى
ثمة ما الح علي وساق خطواتى إلى هنا
وهذا شر كنت أتقيه
فكان أن إلتقيتك ..وكاد طفلى يضيع مني
إنها مجرد خطوات
قادنى اليها الشيطان لا أكثر ولا أقل
بدا وكأنه لا يسمعها
رفع الطفل يحتضنه ويقبله بشغف
ودموعه تنهمر
بيسراه حاول ضمها إلى قلبه
فإبتعدت فى نفور ووجل
جذبت إليها الطفل ليبتعدا عنه مجددا
فإذا بالطفل يتشبث به صارخا
رافضا بكل قوة تركه

وإن هى إلأ دقائق
هبط الليل على المدينة
ومضى ثلاثتهم معا ..نحو وجهة واحدة .

دمتم بخير
قالها قاطعة ..حاسمة .
إنحنت على الفراش الدافئ
تضم وليدها إلى صدرها
وذهبت .

ذلك كان اليوم الفارق فى علاقتهما ..
نفض يديه منها كصفحة طويت وإنتهت
عاش من بعدها أياما ..وأسابيعا .. وأشهرا
كأن شيئا لم يكن
ثم ..
ما درى كيف ومتى تبدل الحال
فأصبحت تلك اللحظات
التى بدأها بالكلمة الفاصلة ..
إذهبى
وإنتهت بخروجها الصامت والطفل بين أحضانها
تلح عليه إلحاحا غريبا ولا تكاد تبارح مخيلته

بل وتزداد وطأتها عليه يوما بعد يوم
حتى أنه راح يعتصر ذهنه إعتصارا
عله يسترجع قسمات الوليد ..فلا يفلح !
إنقلب حاله
وذلك الذى إستيقظ بداخله بعد نوم وسبات
جبارا عاتيا يدق بمطارقه فى رأسه المجهد
ليته مانام وتركه آنذاك لشيطانه
ليته أدركه وحاصره
لحظة أن اخرجها من حياته عامدا متقصدا
ربما كان تريث فى قراره ..
ربما كانا اليوم معا أسرة صغيرة هانئة .
ليتها حتى تكلمت وجادلته
لكنها غادرت ..صامتة ..
مختزنة بداخلها كل ما قد يتخيله ولا يتخيل
عتب ..غضب ..لوم ..أحزان ومرارة
فخلت منها ومن الطفل دنياه
وها قد مضت عليه ثلاث سنوات
وما وجد لهما طريق
وحيدا يكابد نوعا مفترسا من الأسى
يقتات على أيامه وحتى نهاية العمر لن يفلته !
أضاعها ..

أضاع الحنان فى عينين جميلتين ضاحكتين ..
وقتل حبا فياضا صادقا لن يصادفه
مهما مرت به من نساء بعدها

صافية القلب كانت ..أقبلت علية واثقة آمنة
وجمعت فى شخصه
كل ما ترجوه حبيبة من رجل وقدوة
وكان فتاها الوحيد المدلل
يوميا ..
كما المجاذيب يجوب الطرقات على غير هدى
متفرسا فى وجوه النساء على أمل
ويجتر ما حدث
أخطأت ؟
من هو ليحاسب ويجلد
لو كان نبيلا ومن كبار النفوس عادلا
لما حمّلها الخطأ وحدها
أليس الخطأ دائما مقسوم على إثنين
غادرته مسرعة بلا جدل؟
وهل ترك لها سبيلا
حين ضغط على كبريائها وكرامة تتميز بها ؟
تثاقلت خطواته على الطريق
ذاهلا ..تملأ نفسه الحسرات
هنا ..
وما قبل غروب الشمس
كانت نزهتهما المفضلة

قبل قدوم الطفل
وفى ذات المكان قررت تسميته بإسمه
هل بقيت على قرارها أم باتت تناديه باسم آخر ؟
ومثلما هو فعل قلبت صفحته الغادرة
وما عادت تذكره ؟
من له بلحظة
لحظة واحدة من عمر الزمان
يتحسس فيها وجه الولد
وينال منها الصفح والغفران
هوإبنه .. قطعة منه
هل يشب هكذا بدون سند
يتيما بلا أب ..وهو هنا ؟
وهل ينقضى العمر
دون أن ينعم بمرافقته
طفلا ..وصبيا. وشابا يافعا
ثم رجلا
يتكئ عليه فى خريف العمر وبين الناس
يزهو ويفتخر
هو ولدى
نعمة ربى وماكنزته من دنيتى !
يالهذه المطارق لا تتركه
يالهذا الألم ..متى ينتهى
وإلى متى يحتمل مالا يحتمل
من أعماق القلب صرخ
يارب
يا حي يا قيوم برحمتك استغيث

أفاق من مناجاته
على صرخة ملتاعة تناديه بإسمه
يالهول اللحظة ..
طفل أفلت من يد أمه
وبلا وعى
يكاد ينحدر من على الرصيف نحو عرض الطريق
حيث السيارات تنهبه نهبا
قبل الجمع المذهول
إندفع ممسكا بالطفل فيما يشبه المعجزة
عائدا به إلى أحضان الأم المنهارة المرتعدة
إنها هى
وهذا طفله
نادته بإسمه وما تغير!
ذابلة .. متشحة بسواد
فى يدها اليسرى خاتم زواج

هل ..وهل ..وهل ..
تلاحقت أسئلته مع تلاحق أنفاسه
وعيونه لا تفارق ملامح الطفل الجميل الخائف
لا بالطبع لم أتزوج ..
هو مجرد خاتم لدرء أى رجل عن عالمى الضائع
كفانى ما لقيت من قسوتك
إبنى هذا هو رجلى هو دنياى ولا سواه أرتجى
بأمل يتأرجح قال هامسا
لكنك جئت إلى هنا ..ساعة الغروب جئت ..
تحاشيت دائما وبكل إصرار كل ما جمعنا معا
اليوم إحترت فى أمرى
ثمة ما الح علي وساق خطواتى إلى هنا
وهذا شر كنت أتقيه
فكان أن إلتقيتك ..وكاد طفلى يضيع مني
إنها مجرد خطوات
قادنى اليها الشيطان لا أكثر ولا أقل
بدا وكأنه لا يسمعها
رفع الطفل يحتضنه ويقبله بشغف
ودموعه تنهمر
بيسراه حاول ضمها إلى قلبه
فإبتعدت فى نفور ووجل
جذبت إليها الطفل ليبتعدا عنه مجددا
فإذا بالطفل يتشبث به صارخا
رافضا بكل قوة تركه

وإن هى إلأ دقائق
هبط الليل على المدينة
ومضى ثلاثتهم معا ..نحو وجهة واحدة .

دمتم بخير
تعليق