
لا أدرى تحديدا
متى تمكنت منى حالة التعلق بالشبابيك
سواء على أرض الواقع ..
أو كصور
لابد أن تشد إنتباهى أينما صادفتها
فأما فى الواقع
فهى قد تأصلت كهواية أو عادة
خاصة إن كنت فى سيارة أو حافلة
تقطع بى الشوارع
فأمسح بعيني
كافة ما يتاح لى رؤيته على الطريق
من نوافذ وشرفات فى بيوت وعمارات
ودلالات سكانها
من حيث فوضى الشرفات أو تجميلها
أو طابعها العام الغالب


ويستغرقنى الأمر
بطريقة طفولية أشبه بحلم يقظة
أجد فى تفاصيله متعة تفصلنى وإلى حين
ربماعن هموم ..عن حزن دفين ..عن قلق
عن كل ما قد يكون ضاغطا على أى إنسان
يهفو لشئ من فرح ..
من خروج عن المألوف والضجر !
كذلك فى القطارفى إنطلاقته السريعة

وكما إعتدت فى اسفارى
ما بين القاهرة والإسكندرية
تتسمر نظراتى
على جانبى الطريق حيث مزارع ..وفلاحين
وبيوت قليلة تتشابه فى بنائها البسيط

وفى شرفاتها صارخة الألوان
وحيث دائما
هناك أحبال غسيل تتشابك عليها
ملابس فقدت جدّتها من زمن
ودائما أيضا
لا أعدم فى طريق القطار هذا
لمحة عابرة لشابة .. أو لعجوز
على الحبال تنحنى
وإبتسامة ..ربما بلا سبب
تضئ وجهها !
أما فى زحام العاصمة
فهناك دائما فسحة من وقت
لتأمل عددا بلا حصر من نوافذ وشرفات
فهذه مثلا نافذة فى حى شعبى قديم
عبث بها الدهر
حتى ضاعت معالمها أو كادت

وهذه نافذة مغلقة بإحكام ..
ترى ماذا خلفها ؟
أهذا غلق مؤقت ..
أم هجرها أصحابها لبيت جديد ..
أم تراهم
رحلوا عن دنيانا بلا رجعة وغادروا ؟

يتبع
تعليق