[]حــــــــوار مع الشـــــــــاعر الجواهري.. 2[/]
[]الحلقة الثانية[/]
[]جابر جعفر الخطاب[/]
[]اشتاقت نفسي إلى الإبحار في عيون الشعر مثلما اشتاق السندباد البحري إلى رحلاته المثيرة في عالم البحار والمغامرات ولم أكن في شبابي قد تعلمت السباحة في الأنهار لذلك كان منظر الأمواج يخيفني خاصة بعد أن ابتلع نهر الغــّراف في مدينتي الجنوبية قلعة سكر العديد من الأرواح البريئة في مشاهد حزينة ظلت صورها منطبعة في ذاكرتي ولكني اتجهت إلى نوع آخر من السباحة المحببة وهو السباحة في بحور الشعر وخاصة الجواهرية منها فكلما زدت غرقا زدت سعادة وبهجة حيث تأخذني قافية شاردة إلى قيعان البحر الشعري الأنيق لألتقط اللآليء المخبوءة في محار البلاغة وترفعني قافية أخرى إلى صفحة الأمواج الأدبية الملونة بشعاع مصابيح البيان وأحيانا أسافر على جناح قصيدة إلى جزر وخلجان أدبية بعيدة المدى – إن قصائد الجواهري مدن ثقافية عامرة ممتدة على طول الفراتين تعانق الماء والشجر وترسم مع قصائد النخيل ملحمة شعرية رائعة تزين جدرانها بلوحات فنية مشرقة تعكس جمالية المبنى والمعنى ويؤطرها الخيال بستائر شفافة من الحب والأحلام وان رحلة أدبية على سواحل البحر الطويل الجواهرية أحب إلى نفسي من رحلة سياحية على سواحل البحر الأبيض المتوسط الرملية –[/]
[]سألته وأنا أتطلع إلى وجهه الذي يحمل مفاتيح فكرية تجيب عن كثير من الأسئلة المحيرة والمقلقة معا -----[/]
[]1- في قوافيك إحساس غريب يكتشف الغد ويتنبأ بالمستقبل فهل تتمتع بالحاسة السادسة أم هو شعور مبني على توقعات واستقراءلحوادث الزمن ؟[/]
[]كشفتُ بأمس وجهَ غد ٍ رهيب ٍ [/]
[]أماطت عنهُ قافية ٌ شَرودُ[/]
[]كزرقاء اليمامة ِ حينً جلّى [/]
[]مصائرَ أهلها بصرٌ حديد ُ[/]
[]2 – وهل أنت زرقاء يمامة عصرك في قوة التنبؤ ؟[/]
[]وما كنتُ النبيَ بها ولكن [/]
[]نبيُ الشعر ِ شيطان ٌ مَريد ُ[/]
[]3 - كيف تنظر إلى حال الأمة العربية وقد تحولت إلى كيانات متناثرة ومتناحرة بحيث عجزت عن حماية مقدساتها واستعادتها مثلالمسجد الأقصى الشريف ؟[/]
[]فيا لك ِ أمةٌ قُسِمت ثلاثا [/]
[]وعشرينا وتسألُ هل مزيد ُ[/]
[]تُعد ُ لكل واحدة ٍ طبولُ [/]
[]وحراسٌ وترتفع ُ البنود ُ[/]
[]وعند الهند ربعُ الكون عدّاً [/]
[]وفي شطرين تنقسم ُ الهنود ُ[/]
[]4 –من هو البليد في المجتمع؟[/]
[]ومن لم يتعض لغد ٍ بأمس ٍ [/]
[]وان كان الذكي هو البليد ُ[/]
[]5 – هل يمكنكم تحديد الفرق بين الخالدين ومعنى الخلود ؟[/]
[]يموت ُ الخالدون بكل فج ٍ [/]
[]ويستعصي على الموت الخلود ُ[/]
[]6 – ماذا يقول الجواهري للجواهري ويوصيه ؟[/]
[]أعيذك َ أن يعاصيك َ القصيد ُ [/]
[]وأن ينبو على فمك النشيد ُ[/]
[]أعيذك َ أن تتوه َ بكل فج [/]
ٍ وأنت َ لكل سامعة ٍ بريد ُ
[]فقد آلى وريدُكَ أن يغني [/]
[]بحب الناس ِ ما نبضَ الوريد ُ[/]
[]7- أنت تشعل الحرائق السياسية في قصائدك وتثير الأزمات من حولك ألا تخشى غضبة الحكام الجائرين ؟[/]
[]أنا حتفهم ألجُ البيوتَ عليهم [/]
أغري الوليدَ بشتمهم والحاجبا
[]8- ولكنك قد تتعرض إلى الجو ع والتشرد على أيديهم ؟[/]
[]ماذا يضرُ الجوع مجد ٌ شامخ ٌ[/]
[]إني أظل ُ مع الرعية ِ ساغبا[/]
[]أتبرص الماءَ الزلالَ وغنيتي [/]
[]كِسَرُ الرغيف مطاعما ومشاربا[/]
[]9 -كانت قصائدك قذائف متفجرة في وجوههم رغم تستر بعضهم بالدين[/]
[]صببتُ على الطغاة شواظ َ نار ٍ[/]
[]تعود بها الصفاة ُ إلى احتراق ِِ[/]
[]ونفضتُ السواد َ على وجوه ٍ [/]
[]مُصَبـَّغةِ اللحى بدم ٍ مُراق ِ[/]
[]10- هموم الحياة كثيرة متشعبة كيف الخلاص منها والتحرر من قيودها ؟[/]
[]إذا تخلصت َ من هم ٍ أطحتَ بهِ[/]
[]شبَّت هموم ٌ على أنقاضهِ جُـدَدُ[/]
[]11 -وهل تنهار الرجولة أمام عواصف الزمن ؟[/]
[]دوح ُ الرجولةِ لا تلوي الرياحُ بهِ[/]
[]لكن تُنفضُ أوراقا ً وتختضد ُ[/]
[]12 - وأي اضطهاد تراه شديدا على الإنسان وخاصة صاحب القضية ؟[/]
[]فان َ أفظع َ ما في الكون مضطـهَدا ً[/]
[]خوالج ٌ في حنايا الصدر تُضطـَهدُ[/]
[]13 -قطار العمر يسير مسرعا على سكة الحياة وتتناثر الأيام على جانبيه كما تتناثر أوراق الخريف هل تحزن على ريعان الشباب وهو يغرب مدفونا بثلج المشيب ؟[/]
[]بكيت على الشباب وقد تولى [/]
[]كما يُبكى على قدح ٍ مراق ِ[/]
[]وعاتبت ُ الصبا فمشت طيوفٌ [/]
[]أعارتني إليه على وفاق ِ[/]
[]14 -هل أحزنتك النازلات في مسيرة الحياة ؟[/]
[]يا ابن الفراتين لا تحزن لنازلة ٍ [/]
[]أغلى من النازلات الحزن والكمد ُ[/]
[]15_ وهل تمكنت من المطامح العظيمة للجواهري ؟[/]
[]ما بين جنبيك نبع ٌ لا قرارَ لهُ [/]
[]من المطامح يستسقي ويرتفدُ[/]
[]16 - الشكوى من الدهر مريرة فماذا تقول فيها ؟[/]
[]لا ترهق الدهر عتبا أو مخاصمة ً[/]
[]ففي دمائك خصم ٌ كلهُ لَدد ُ[/]
[]17- لكن شكواك غريبة في أمرها كيف تفسر ذلك .[/]
[]يا دجلة الخير شكوى أمرها عجب ٌ[/]
[]إن الذي جئت أشكو منه يشكوني[/]
[]18 - ومن أوصلك إلى هذه الحال ؟[/]
[]ماذا صنعتُ بنفسي قد أحقتُ بها [/]
[]ما لم يحقهُ بروما عصفُ نيرون ِ[/]
[]19-وما سبب ذلك ؟[/]
[]ألزمتها الجد َ حيث الناس هازلة ٌ[/]
[]والهزلَ في موقف ٍ بالجد مقرون[/]
[]20- بغداد روضة زاهرة في رحاب التاريخ ماهي أبرز صفاتها ؟[/]
[]يضرُ بها جدب ُالرجال ِفتجدب ُ[/]
[]وينعشُها خصبُ النفوس ِفتخصب ُ[/]
[]21- وما هو أثرها في الحياة الفكرية للشعوب ؟[/]
[]هنا انسابت الدنيا وراحت عصارة ٌ[/]
[]من الفكر في كأس ٍ من الضاد تشربُ[/]
[]وأضفى على شرقٍ وغربٍ صباغهُ [/]
[]سنى شفق ٍ في دجلة ٍ يتذوب ُ[/]
[]22- تنقلت في عواصم الدنيا وعشت مباهجها الساحرة ولكن قلبك ظل يخفق إلى بغداد ودجلة الخير فلماذا كان الفراق ؟[/]
[]يا دجلة الخير يا نبعا أفارقه ُ [/]
[]على الكراهةِ بين الحين والحين ِ[/]
[]إني وردتُ عيون الماء صافية ً [/]
[]نبعا فنبعا فما كانت لترويني[/]
[]23- وماذا تمنيت أن يكون الشرا ع الخفاق على أمواجها الحالمة ؟[/]
[]وددتُ ذاكَ الشراعَ الرخصَ لو كفني[/]
[]يحاكُ منه ُ غداة َ البين يطويني[/]
[]24– هل أنستك ليالي الغربة هموم دجلة الخير وأحزانها ؟[/]
[]يا دجلة الخير ما يغليكِ من حنق ٍ[/]
[]يغلي فؤادي وما يشجيك يشجيني[/]
[]25– كيف تفسر الناقض السافر في أحوال المجتمع ؟[/]
[]يا دجلة الخير والدنيا مفارقة ٌ [/]
[]وأي شر ٍ بخير ٍ غيرُ مقرون ِ[/]
[]وأيُ خير ٍ بلا شر ٍ يلقحه ُ [/]
[]طهرُ الملائك ِ من رجس ِالشياطين ِ[/]
[]26–كنت تحلم بأطياف دجلة لأنها السلوان الوحيد لروحك المغتربة والمتعبة فماذا كنت تتمنى في ليالي الحنين ؟[/]
[]يا دجلة َ الخير منـِّيني بعاطفة ٍ [/]
[]وألهمينيَ سُلوانا ً يسليني[/]
[]وحمِّليهِ بحيث ُ الثلج ُ يغمرني [/]
[]دفءَ الكوانين ِأو عطرَ التشارين[/]
[]27ِ- الإنسان هل هو ابن البيئة أم الوراثة ؟[/]
[]لا يولد ُ المرءُ لا هرا ًولا سَبُعا [/]
[]لكن عُصارة َ تجريب ٍ وتلقين ِ[/]
[]28-هل أجبرتك ظروف الحياة الصعبة على السكوت وتجاهل الواقع المرير ؟[/]
[]سكتُ وصدري فيه تغلي مراجلُ[/]
[]وبعضُ سكوت المرء للمرء قاتلُ[/]
[]حبستُ لساني بين شدقيَ مرغما[/]
[]على انهُ ماضي الشبا إذ يناضلُ[/]
[]29 - أكان صبرك على الأذى رغبة وقناعة أم اضطرارا ؟[/]
[]أقول اضطرارا قد صبرت ُ على الأذى [/]
[]على أنني لا أعرف الحر مضطرا[/]
[]وليس بحر ٍ من إذا رامَ غاية ً[/]
[]تخَوَف َ أن ترمي به مسلكا وعرا[/]
[]30 - هل يمكن التمرد على أوضاع المجتمع المتخلفة ؟[/]
[]وما أنت بالمعطي التمرد حقهُ[/]
[]إذا كنت تخشى أن تجوع َ وأن تعرى
- 31-كيف وجدت القرية العراقية ومجتمعها الغارق في الطيبة والبساطة ؟[/]
[]للقريات ِ عالَم ٌ مستقلٌ [/]
[]هو عن عالم ٍ سواه ُ غريب ُ[/]
[]كطيور السماء همهم ُ الأوحد ُ[/]
[]زرع ٌ يرعَونه ُ وحبوب ُ[/]
[]32 - أين تكمن مظاهر الفرح والحزن في حياتهم؟[/]
[]يلحظونَ السماءَ آنا ً فآناً [/]
[]ضحكهم طوع ُ أمرها والقطوب ُ[/]
[]أترى الجوَّ هادئا أم عصوفا [/]
[]أتصوب ُ السماءُ أم لا تـَصوبُ[/]
[]33 - وأي الأيام عصيبة في حياة الفلاح ؟[/]
[]إن يوم الفلاح مهما اكتسى حسنا[/]
[]بغير الغيوم يوم ٌ عصيب ُ[/]
[]33 - عالم الحب في القرية كيف وجدته ؟[/]
[]عندهم منطقٌ هنالكَ للحب جميل ٌ[/]
[]وعندهم أسلوب ُ[/]
[]34 - وأين تجري هذه اللقاءات العاطفية في عالم الريف ؟[/]
[]ولهم في الغرام أكثر ُ مما [/]
[]لسواهم مضايق ٌ ودروب ُ[/]
[]مُـلَـَحٌ خصصت لهم ونكات ٌ [/]
[]ملؤهن الابداع ُ والتهذيب ُ[/]
[]35 - ولكنهم أبناء الطبيعة في خيرها وشرها فكيف يعبرون عن هذا الانتماء ؟[/]
[]نحنُ نبتُ الطبيعة البكر فينا[/]
[]حسنات ٌ منها وفينا عيوب ُ[/]
[]غيرَ أنا ندري وكنا شبابا [/]
[]نتصابى إن الجمالَ جذوب ُ[/]
[]36 -وكيف تصف حال الرجال عندما تغمرهم موجة الحب الجارفة ؟[/]
[]إن بعض الرجال يبدو أمام الحب صلبا [/]
[]والأكثرون يذوبُ[/]
[]ليس بدعا أن نستريبَ ولكن [/]
[]نتمنى أن لا نرى ما يريب ُ[/]
[]**********[/]
[]بدأت تباشير الغروب تغزو السماء فسحبت الشمس آخر أذيال شالها الوردي وعادت أسراب الطيور إلى أعشاشها وضاقت دروب القرية بقطعان الرعاة العائدين بعد رحلة يوم جميل ..كانت نظراته موزعة بين أعمدة الدخان المتصاعدة من بيوت القرية وبين لوحة الأفق المرسومة بقطع الغيوم المتناثرة .تعاطف مع هذا الجو الحالم وانطلق في غنائه الروحي يعزفه على أوتار قلبه الخفاق بحب الجمال والطبيعة الساحرة ..[/]
[]منظرٌ للحقول إذ تشرق الشمسُ ...جميل ٌ وإذ يحين ُ الغروب ُ[/]
[]ولقد هزني مسيلُ غدير ٍ...من على جانبيه روض ٌ عشيب ُ[/]
[]يُظهرُ الشيءَ ضدُه ُ وتـُجارى .. بسواها محاسنٌ وعيوب ُ[/]
[]وكذاكَ المرعى الخصيبُ يحليه ...إلى الناظرين مرعى جديبُ[/]
[]المصادر ديوان الجواهري من الجزء الأول إلى الجزء الخامس[/]
[]الحلقة الثانية[/]
[]جابر جعفر الخطاب[/]
[]اشتاقت نفسي إلى الإبحار في عيون الشعر مثلما اشتاق السندباد البحري إلى رحلاته المثيرة في عالم البحار والمغامرات ولم أكن في شبابي قد تعلمت السباحة في الأنهار لذلك كان منظر الأمواج يخيفني خاصة بعد أن ابتلع نهر الغــّراف في مدينتي الجنوبية قلعة سكر العديد من الأرواح البريئة في مشاهد حزينة ظلت صورها منطبعة في ذاكرتي ولكني اتجهت إلى نوع آخر من السباحة المحببة وهو السباحة في بحور الشعر وخاصة الجواهرية منها فكلما زدت غرقا زدت سعادة وبهجة حيث تأخذني قافية شاردة إلى قيعان البحر الشعري الأنيق لألتقط اللآليء المخبوءة في محار البلاغة وترفعني قافية أخرى إلى صفحة الأمواج الأدبية الملونة بشعاع مصابيح البيان وأحيانا أسافر على جناح قصيدة إلى جزر وخلجان أدبية بعيدة المدى – إن قصائد الجواهري مدن ثقافية عامرة ممتدة على طول الفراتين تعانق الماء والشجر وترسم مع قصائد النخيل ملحمة شعرية رائعة تزين جدرانها بلوحات فنية مشرقة تعكس جمالية المبنى والمعنى ويؤطرها الخيال بستائر شفافة من الحب والأحلام وان رحلة أدبية على سواحل البحر الطويل الجواهرية أحب إلى نفسي من رحلة سياحية على سواحل البحر الأبيض المتوسط الرملية –[/]
[]سألته وأنا أتطلع إلى وجهه الذي يحمل مفاتيح فكرية تجيب عن كثير من الأسئلة المحيرة والمقلقة معا -----[/]
[]1- في قوافيك إحساس غريب يكتشف الغد ويتنبأ بالمستقبل فهل تتمتع بالحاسة السادسة أم هو شعور مبني على توقعات واستقراءلحوادث الزمن ؟[/]
[]كشفتُ بأمس وجهَ غد ٍ رهيب ٍ [/]
[]أماطت عنهُ قافية ٌ شَرودُ[/]
[]كزرقاء اليمامة ِ حينً جلّى [/]
[]مصائرَ أهلها بصرٌ حديد ُ[/]
[]2 – وهل أنت زرقاء يمامة عصرك في قوة التنبؤ ؟[/]
[]وما كنتُ النبيَ بها ولكن [/]
[]نبيُ الشعر ِ شيطان ٌ مَريد ُ[/]
[]3 - كيف تنظر إلى حال الأمة العربية وقد تحولت إلى كيانات متناثرة ومتناحرة بحيث عجزت عن حماية مقدساتها واستعادتها مثلالمسجد الأقصى الشريف ؟[/]
[]فيا لك ِ أمةٌ قُسِمت ثلاثا [/]
[]وعشرينا وتسألُ هل مزيد ُ[/]
[]تُعد ُ لكل واحدة ٍ طبولُ [/]
[]وحراسٌ وترتفع ُ البنود ُ[/]
[]وعند الهند ربعُ الكون عدّاً [/]
[]وفي شطرين تنقسم ُ الهنود ُ[/]
[]4 –من هو البليد في المجتمع؟[/]
[]ومن لم يتعض لغد ٍ بأمس ٍ [/]
[]وان كان الذكي هو البليد ُ[/]
[]5 – هل يمكنكم تحديد الفرق بين الخالدين ومعنى الخلود ؟[/]
[]يموت ُ الخالدون بكل فج ٍ [/]
[]ويستعصي على الموت الخلود ُ[/]
[]6 – ماذا يقول الجواهري للجواهري ويوصيه ؟[/]
[]أعيذك َ أن يعاصيك َ القصيد ُ [/]
[]وأن ينبو على فمك النشيد ُ[/]
[]أعيذك َ أن تتوه َ بكل فج [/]
ٍ وأنت َ لكل سامعة ٍ بريد ُ
[]فقد آلى وريدُكَ أن يغني [/]
[]بحب الناس ِ ما نبضَ الوريد ُ[/]
[]7- أنت تشعل الحرائق السياسية في قصائدك وتثير الأزمات من حولك ألا تخشى غضبة الحكام الجائرين ؟[/]
[]أنا حتفهم ألجُ البيوتَ عليهم [/]
أغري الوليدَ بشتمهم والحاجبا
[]8- ولكنك قد تتعرض إلى الجو ع والتشرد على أيديهم ؟[/]
[]ماذا يضرُ الجوع مجد ٌ شامخ ٌ[/]
[]إني أظل ُ مع الرعية ِ ساغبا[/]
[]أتبرص الماءَ الزلالَ وغنيتي [/]
[]كِسَرُ الرغيف مطاعما ومشاربا[/]
[]9 -كانت قصائدك قذائف متفجرة في وجوههم رغم تستر بعضهم بالدين[/]
[]صببتُ على الطغاة شواظ َ نار ٍ[/]
[]تعود بها الصفاة ُ إلى احتراق ِِ[/]
[]ونفضتُ السواد َ على وجوه ٍ [/]
[]مُصَبـَّغةِ اللحى بدم ٍ مُراق ِ[/]
[]10- هموم الحياة كثيرة متشعبة كيف الخلاص منها والتحرر من قيودها ؟[/]
[]إذا تخلصت َ من هم ٍ أطحتَ بهِ[/]
[]شبَّت هموم ٌ على أنقاضهِ جُـدَدُ[/]
[]11 -وهل تنهار الرجولة أمام عواصف الزمن ؟[/]
[]دوح ُ الرجولةِ لا تلوي الرياحُ بهِ[/]
[]لكن تُنفضُ أوراقا ً وتختضد ُ[/]
[]12 - وأي اضطهاد تراه شديدا على الإنسان وخاصة صاحب القضية ؟[/]
[]فان َ أفظع َ ما في الكون مضطـهَدا ً[/]
[]خوالج ٌ في حنايا الصدر تُضطـَهدُ[/]
[]13 -قطار العمر يسير مسرعا على سكة الحياة وتتناثر الأيام على جانبيه كما تتناثر أوراق الخريف هل تحزن على ريعان الشباب وهو يغرب مدفونا بثلج المشيب ؟[/]
[]بكيت على الشباب وقد تولى [/]
[]كما يُبكى على قدح ٍ مراق ِ[/]
[]وعاتبت ُ الصبا فمشت طيوفٌ [/]
[]أعارتني إليه على وفاق ِ[/]
[]14 -هل أحزنتك النازلات في مسيرة الحياة ؟[/]
[]يا ابن الفراتين لا تحزن لنازلة ٍ [/]
[]أغلى من النازلات الحزن والكمد ُ[/]
[]15_ وهل تمكنت من المطامح العظيمة للجواهري ؟[/]
[]ما بين جنبيك نبع ٌ لا قرارَ لهُ [/]
[]من المطامح يستسقي ويرتفدُ[/]
[]16 - الشكوى من الدهر مريرة فماذا تقول فيها ؟[/]
[]لا ترهق الدهر عتبا أو مخاصمة ً[/]
[]ففي دمائك خصم ٌ كلهُ لَدد ُ[/]
[]17- لكن شكواك غريبة في أمرها كيف تفسر ذلك .[/]
[]يا دجلة الخير شكوى أمرها عجب ٌ[/]
[]إن الذي جئت أشكو منه يشكوني[/]
[]18 - ومن أوصلك إلى هذه الحال ؟[/]
[]ماذا صنعتُ بنفسي قد أحقتُ بها [/]
[]ما لم يحقهُ بروما عصفُ نيرون ِ[/]
[]19-وما سبب ذلك ؟[/]
[]ألزمتها الجد َ حيث الناس هازلة ٌ[/]
[]والهزلَ في موقف ٍ بالجد مقرون[/]
[]20- بغداد روضة زاهرة في رحاب التاريخ ماهي أبرز صفاتها ؟[/]
[]يضرُ بها جدب ُالرجال ِفتجدب ُ[/]
[]وينعشُها خصبُ النفوس ِفتخصب ُ[/]
[]21- وما هو أثرها في الحياة الفكرية للشعوب ؟[/]
[]هنا انسابت الدنيا وراحت عصارة ٌ[/]
[]من الفكر في كأس ٍ من الضاد تشربُ[/]
[]وأضفى على شرقٍ وغربٍ صباغهُ [/]
[]سنى شفق ٍ في دجلة ٍ يتذوب ُ[/]
[]22- تنقلت في عواصم الدنيا وعشت مباهجها الساحرة ولكن قلبك ظل يخفق إلى بغداد ودجلة الخير فلماذا كان الفراق ؟[/]
[]يا دجلة الخير يا نبعا أفارقه ُ [/]
[]على الكراهةِ بين الحين والحين ِ[/]
[]إني وردتُ عيون الماء صافية ً [/]
[]نبعا فنبعا فما كانت لترويني[/]
[]23- وماذا تمنيت أن يكون الشرا ع الخفاق على أمواجها الحالمة ؟[/]
[]وددتُ ذاكَ الشراعَ الرخصَ لو كفني[/]
[]يحاكُ منه ُ غداة َ البين يطويني[/]
[]24– هل أنستك ليالي الغربة هموم دجلة الخير وأحزانها ؟[/]
[]يا دجلة الخير ما يغليكِ من حنق ٍ[/]
[]يغلي فؤادي وما يشجيك يشجيني[/]
[]25– كيف تفسر الناقض السافر في أحوال المجتمع ؟[/]
[]يا دجلة الخير والدنيا مفارقة ٌ [/]
[]وأي شر ٍ بخير ٍ غيرُ مقرون ِ[/]
[]وأيُ خير ٍ بلا شر ٍ يلقحه ُ [/]
[]طهرُ الملائك ِ من رجس ِالشياطين ِ[/]
[]26–كنت تحلم بأطياف دجلة لأنها السلوان الوحيد لروحك المغتربة والمتعبة فماذا كنت تتمنى في ليالي الحنين ؟[/]
[]يا دجلة َ الخير منـِّيني بعاطفة ٍ [/]
[]وألهمينيَ سُلوانا ً يسليني[/]
[]وحمِّليهِ بحيث ُ الثلج ُ يغمرني [/]
[]دفءَ الكوانين ِأو عطرَ التشارين[/]
[]27ِ- الإنسان هل هو ابن البيئة أم الوراثة ؟[/]
[]لا يولد ُ المرءُ لا هرا ًولا سَبُعا [/]
[]لكن عُصارة َ تجريب ٍ وتلقين ِ[/]
[]28-هل أجبرتك ظروف الحياة الصعبة على السكوت وتجاهل الواقع المرير ؟[/]
[]سكتُ وصدري فيه تغلي مراجلُ[/]
[]وبعضُ سكوت المرء للمرء قاتلُ[/]
[]حبستُ لساني بين شدقيَ مرغما[/]
[]على انهُ ماضي الشبا إذ يناضلُ[/]
[]29 - أكان صبرك على الأذى رغبة وقناعة أم اضطرارا ؟[/]
[]أقول اضطرارا قد صبرت ُ على الأذى [/]
[]على أنني لا أعرف الحر مضطرا[/]
[]وليس بحر ٍ من إذا رامَ غاية ً[/]
[]تخَوَف َ أن ترمي به مسلكا وعرا[/]
[]30 - هل يمكن التمرد على أوضاع المجتمع المتخلفة ؟[/]
[]وما أنت بالمعطي التمرد حقهُ[/]
[]إذا كنت تخشى أن تجوع َ وأن تعرى
- 31-كيف وجدت القرية العراقية ومجتمعها الغارق في الطيبة والبساطة ؟[/]
[]للقريات ِ عالَم ٌ مستقلٌ [/]
[]هو عن عالم ٍ سواه ُ غريب ُ[/]
[]كطيور السماء همهم ُ الأوحد ُ[/]
[]زرع ٌ يرعَونه ُ وحبوب ُ[/]
[]32 - أين تكمن مظاهر الفرح والحزن في حياتهم؟[/]
[]يلحظونَ السماءَ آنا ً فآناً [/]
[]ضحكهم طوع ُ أمرها والقطوب ُ[/]
[]أترى الجوَّ هادئا أم عصوفا [/]
[]أتصوب ُ السماءُ أم لا تـَصوبُ[/]
[]33 - وأي الأيام عصيبة في حياة الفلاح ؟[/]
[]إن يوم الفلاح مهما اكتسى حسنا[/]
[]بغير الغيوم يوم ٌ عصيب ُ[/]
[]33 - عالم الحب في القرية كيف وجدته ؟[/]
[]عندهم منطقٌ هنالكَ للحب جميل ٌ[/]
[]وعندهم أسلوب ُ[/]
[]34 - وأين تجري هذه اللقاءات العاطفية في عالم الريف ؟[/]
[]ولهم في الغرام أكثر ُ مما [/]
[]لسواهم مضايق ٌ ودروب ُ[/]
[]مُـلَـَحٌ خصصت لهم ونكات ٌ [/]
[]ملؤهن الابداع ُ والتهذيب ُ[/]
[]35 - ولكنهم أبناء الطبيعة في خيرها وشرها فكيف يعبرون عن هذا الانتماء ؟[/]
[]نحنُ نبتُ الطبيعة البكر فينا[/]
[]حسنات ٌ منها وفينا عيوب ُ[/]
[]غيرَ أنا ندري وكنا شبابا [/]
[]نتصابى إن الجمالَ جذوب ُ[/]
[]36 -وكيف تصف حال الرجال عندما تغمرهم موجة الحب الجارفة ؟[/]
[]إن بعض الرجال يبدو أمام الحب صلبا [/]
[]والأكثرون يذوبُ[/]
[]ليس بدعا أن نستريبَ ولكن [/]
[]نتمنى أن لا نرى ما يريب ُ[/]
[]**********[/]
[]بدأت تباشير الغروب تغزو السماء فسحبت الشمس آخر أذيال شالها الوردي وعادت أسراب الطيور إلى أعشاشها وضاقت دروب القرية بقطعان الرعاة العائدين بعد رحلة يوم جميل ..كانت نظراته موزعة بين أعمدة الدخان المتصاعدة من بيوت القرية وبين لوحة الأفق المرسومة بقطع الغيوم المتناثرة .تعاطف مع هذا الجو الحالم وانطلق في غنائه الروحي يعزفه على أوتار قلبه الخفاق بحب الجمال والطبيعة الساحرة ..[/]
[]منظرٌ للحقول إذ تشرق الشمسُ ...جميل ٌ وإذ يحين ُ الغروب ُ[/]
[]ولقد هزني مسيلُ غدير ٍ...من على جانبيه روض ٌ عشيب ُ[/]
[]يُظهرُ الشيءَ ضدُه ُ وتـُجارى .. بسواها محاسنٌ وعيوب ُ[/]
[]وكذاكَ المرعى الخصيبُ يحليه ...إلى الناظرين مرعى جديبُ[/]
[]المصادر ديوان الجواهري من الجزء الأول إلى الجزء الخامس[/]
تعليق