


المسحراتى
هل تذكرتموني؟
ربما ان معظمكم تذكرني..
ولمن لا يعرفنى، اعرفه على نفسي ،
انا المسحراتي الذي أحل عليكم كل رمضان
بفارغ الصبر وبحنين كبير،
أسير بالشوراع في الليالي الدافئة والمليئة
بعطر الايمان والقرب من الله تعالى ،
أوقظ الصائمين الى سحورهم بطبلتي التي
باتت تحفظ معي عناوين الناس واسماؤهم،
وحتى مطارح نومهم وقيامهم .

المسحراتى مهنة لها تاريخ
*************

نشاة المهنة :
ترتبط مهنة المسحراتى بعقل ووجدان كل المسلمين صغارا
وكبارا، وخاصة فى شهر رمضان الكريم،
فهى تلك الشخصية التى يعتمدون عليها لايقاظهم
وقت السحور،
عرفت مهنة المسحراتى فى عهد الرسول محمد صلى الله عليه
وسلم حيث كان بلال بن رباح هو اول مسحراتى فى الاسلام
يمر على بيوت المسلمين طوال الشهر العظيم ويشدو بصوته
الجميل باجمل الكلمات لايقاظ المتسحرين،
وكان المتسحرين يمتنعون عن الطعام عند سماع اذان
عبد الله بن مكتوم ،
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : إن بلال يؤذن باليل فكلوا
واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم.
واعتمد الناس فى مكة على الزمزمى الذى كان يقف فوق
المسجد وينادى ويستعين كذلك بطرف حبل في يده يتدلى منه
قنديلان كبيران حتى يرى نور القنديلين من لا يستطيع سماع
ندائه من فوق المسجد.

و المسحراتى من العلامات الجميلة التى تميز
شهر رمضان المبارك
و يسميه البعض المطبل أو الطبال
ففي كل ليلة من ليالي رمضان يجول المسحرون
ولكل حي من الأحياء مسحر خاص به
ويمسك بشماله طبلة صغيرة تسمى بازاً وبيمينه عصا صغيرة
أو سيراً من الجلد ويصحبه غلام يحمل قنديلين يقفان أمام كل بيت
وفي كل مرة يضرب المسحر طبلته ثلاث مرات ثم ينشد قائلاً" لا إله إلا الله"
ثم يضرب بالطريقة نفسها ويضيف قائلاً :
محمد الهادي رسول الله
ثم يعود إلى ضرب طبلته ويواصل كلامه.
"يا غافلين وحدوا الله قولوا لا إله إلا الله"
ثم يعود إلى ضرب طبلته ويواصل كلامه:
"أبرك الليالي وأسعدا على المنازل والسكان,
, ويا نايم وحد الدايم ويا قاعد اذكر الله",
ثم يواصل كلامه "أسعد لياليك يا فلان ويسمى صاحب المنزل
وكل من في المنزل ما عدا النساء
ويخص البنات الأبكار قائلاً:
"أسعد الليالي إلى ست العرايس فلانة
ويضرب طبلته بعد كل تحية صاحب البيت
وقد يطيل المسحراتي وقفته أمام بيوت الأثرياء
ويواصل في الإنشاد والثناء

يتبع

تعليق