


الغربة
والحنين إلى الوطن و الأهل والأصدقاء

لم يكن للإنسان يوماً ان يذوق طعم شيء لم يذقه
إلا وقد سمع عنه شيء إما بحسن المذاق أو عكسه
وللغربة مذاق واحد لا يستطيع الإنسان أن يتخيلها إلا بعد
التجربة والخوض فيها بعد ترك الأحباب والأصحاب.
فالغربة يعرفها البعض بالسجن الكبير الذي يستطيع الإنسان
أن يمارس حياته بالشكل الاعتيادي دون قيود
وهذا ما يلمسه في الجانب الجسماني
ولكن السجن هنا يكمن بالجانب الروحي النفسي
فيجد المغترب تغير في نسمات الهواء
ورائحة التربة ونظرات المحيطة
فهذه هي العوامل الأساسيه في سجن الأحياء بإرادتهم الشخصية
مجبر به بسبب الحاجة المعيشية التى واجهتهم في بلدانهم

كذالك ترى المغترب في بداية غربته متشوق لترك البلد في سبيل
تحقيق وضع معيشي أفضل وعندما يصل إلى المهجر تراه
يصطدم بالواقع الذي لم يعمل له في الحسبان
فتراه يحن إلى كل شي في بلده
حتى الشيء الذي كان يبغضه يحن لبعضه
وهذه هي فطرة الإنسان لمكان منشأه وأماكن الطفولة
وأصدقائه وأحباب القلب وغيرها
كل هذا يظل في ذاكرة المغترب

يقول أحد الشعراء عن الغربة بعد تجربتها:
غربتي ياشمس خلتني حطب
لا دواء ينفع ولا فاد الطبيب
ذا جزاءالإنسان من يعشق وحب
ربنا أنت السميع المستجيب
خير لي من أرض بقعه والذهب
لو دقيقه عيشتها جنب الحبيب
في كلامه واعتداله و الأدب
يشفيني لوعاد لي به نصيب
فكلمات الشاعر هي ترجمه واضحة
لما يعانيه المغترب في غربته
مهما كانت الإغراءات
لذلك فمعاناة المغترب كبيره وصبره كبير
وحبه لأرضه أكيد بيكون كبير

تعليق