إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دموع المشتاقين إلى البلد الأمين

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دموع المشتاقين إلى البلد الأمين




    "‏ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ
    فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ العَالَمِينَ " ‏(‏ آل عمران‏:97)


    ونحن على أبواب الحج الركن الخامس من أركان الاسلام
    الذي هو من أجل العبادات والتي تحوي أيام من أشرف الأيام
    ألا انها العشر من ذي الحجة لما لها من فضل عظيم
    وبهذه المناسبة أكتب هذا الموضوع وبداخلى شوق عظيم
    إلى بيت الله الحرام ومسجد الرسول عليه الصلاة والسلام
    وحنين جارف أن أكون فى ركب الحجيج





    إليك إلهي قد أتيت مُلبيا ... فبارك إلهي حجتي ودعائيا
    قصدتك مضطراً وجئتك باكيا ... وحاشاك ربي أن ترد بكائيا
    كفاني فخراً أنني لك عابــــد ... فيا فرحتى إن صرت عبداً مواليا
    أتيت بلا زاد، وجودك مطعمى ... وما خاب من يهفو لجودك ساعيا
    إليك إلهي قد حضرت مؤملاً ... خلاص فؤادي من ذنوبي ملبيا




    كلما جاء موسم من مواسم الحج، وانطلقت أفواج الحجيج طائعة
    ملبية، ارتفعت حرارة المشاعر، وهاجت رياح الأشواق، وعلت
    أصوات المحرومين بالنداء:

    يا راحلين إلي البيت العتيق لقد سرتم جسوما وسرنا نحن أرواحا
    إنا أقمنا على عذر وعـن قدر ومن أقـام على عذر فقـد راحـا


    هؤلاء الذين احترقت قلوبهم شوقا إلى بيت الله الحرام، وسالت
    دموعهم على خدودهم وهم يرون الحجاج يطوفون ويلبون،
    فلا تجد لهم سنا ضاحكا، ولا جفنا مغمضا،
    ولا بالا مستريحا، ولا نفسا هانئة.
    هذا الصنف من الناس تعلقت قلوبهم ببيت محبوبهم، فكلما ذكر لهم
    ذلك البيت حنوا، وكلما تذكروا بعدهم عنه أنوا،
    فهؤلاء كالذين قال الله فيهم:


    "ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه
    تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون"
    (التوبة 92).


    يا راحلين إلـى منـى بقيـادي هيجتموا يوم الرحيـل فـؤادي
    سرتم وسار دليلكم يا وحشتـي الشوق أقلقني وصوت الحـادي




    تابعوا رحلة الشوق إلى البلد الأمين

  • #2



    استجاب إبراهيم لأمر ربه وهو في صحراء قاحلة ليس فيها أحد

    "وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ
    يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ"(الحج:27)

    وقف إبراهيم و نادي على جبل أبي قبيس
    يا أيها الناس إن ربكم بني بيتا وأوجب عليكم الحج إليه فأجيبوا ربكم
    والتفت بوجهه يمينا وشمالا وشرقا وغربا فأجابه كل من كتب
    له أن يحج من أصلاب الرجال وأرحام الأمهات لبيك اللهم لبيك

    فها هي قلوب المؤمنين تهوي إليه كم دعا نبي الله إبراهيم


    يامشتاقين

    إخوانكم في هذه الأيام عقدوا الإحرام
    ملئوا الفضاء بالتلبية والتكبير والتهليل والإعظام ،
    وقد ساروا وقعدنا
    ولو كان لنا معهم نصيب سعدنا
    وسيقفون بعرفه فيا لها من فرحة ،
    ويبيتون بمِنى ، فيا لها من مُني .



    أول نظرة




    حين تقع العين على البيت ..
    وقد جلست أفكر متسائلة :
    كيف ستكون أول نظرة؟
    إن الواحد منا عندما ينظر للكعبة ينصرف ذهنه إلى طرح التساؤل: ماذا فيكِ..؟
    ماذا فيكِ يا سواد الأستار؟
    ما سر هذا البهاء؟
    وماذا بين جنبات هذه الأحجار؟



    نظرة.. أول نظرة..
    يجب أن يمتلئ قلبك بتلك المعانى حتى تستشعر معنى العبودية
    لله تبارك و تعالى و تعبيد نفسك و جوارحك و مشاعرك و
    حياتك كلها لله عز وجل
    عندها يثمر الحج فى فؤادك و تكون من أهل القبول ان شاء الله.




    ’’ إنها مواسم خير وطاعة وعبادة ’’
    (( إنها أيام العشر ))



    فقد ذكرها الله فى كتابه فقال " والفجر * وليال عشر "
    ونوه الرسول بفضلها فقال "
    (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ـ
    يعني أيام العشرـ قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟
    قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم
    يرجع من ذلك بشيء).
    صحيح أبى داود".

    وقال أيضا صلى الله عليه وسلم :
    ‏(من حج لله فلم ‏يرفث ‏ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه )
    صحيح البخاري.




    فالحج موسم عظيم يجتمع فيه خلق كثير وجمع غفير،
    جاءوا يرجون رحمة الله استسلاماً وانقياداً ومحبة ورغبة
    مؤملين قبول الحج وحصول منافعه .

    وهذه المنافع منافع دنيوية وأخروية
    فمن المنافع الدنيوية أن يلقى المسلمون بعضهم بعضا في بلد
    من دخله كان آمنا يتعارفون ويتعاشرون ويتواصلون ويتناصحون
    ويفكرون في علاج عللهم وإصلاح مجتمعهم وإزالة البغضاء والشحناء بينهم.

    ومن منافع الآخرة الإمتثال لأمر الله تعالى بالقيام بهذه الفريضة
    ومغفرة الذنوب ، ورفعة الدرجات ، وإجابة الدعاء ،
    ودخول الجنان ، ورضى الرحمن .

    فهى أفضل أيام الله أيام العشر وفيها يوم له فضل عظيم
    وشأن كبير إنه :
    << يوم عرفه >>


    فهو يوم يُعتق الله فيه الرقاب من النار
    كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه الرقاب من النار
    من يوم عرفةوإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة)
    رواه مسلم

    ويستحب استحباباً مؤكداً صوم يوم عرفة:
    لحديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن النبي
    صلى الله عليه وسلم سُئل عن صوم يوم عرفة فقال:
    (أحتسب على الله أن يكفر السنة الماضية والباقية)
    رواه مسلم

    فهنيئاً لك أخي الحاج، يا من رزقك الله الوقوف بعرفة
    بجوار قوم يجارون الله بقلوب محترقة ودموع مستبقة،
    فكم فيهم من خائف أزعجه الخوف وأقلقه،
    ومحب ألهبه الشوق وأحرقه،
    وراج أحسن الظن بوعد الله وصدقه،
    وتائب أخلص الله من التوبة وصدقه،
    وهارب لجأ إلى باب الله وطرقه،
    فكم هنالك من مستوجب للنار أنقذه الله وأعتقه،
    ومن أعسر الأوزار .


    هل ازداد الشوق في قلبك؟؟
    قال ابن القيم رحمه الله :
    يصف حال الحجيج في بيت الله الحرام:
    فَلِلَّهِ كَمْ مِنْ عَبْرَةٍ مُهَرَاقَةٍ وَأُخْرَى عَلَى آثَارِهَا لا تَقَدَّمُ
    وَقَدْ شَرِقَتْ عَيْنُ الْمُحِبِّ بِدَمْعِهَا فَيَنْظُرُ مِنْ بَيْنِ الدُّمُوعِ وَيَسْجُمُ
    فَلِلَّهِ ذَاكَ الْمَوْقِفُ الأَعْظَمُ الَّذِي كَمَوْقِفِ يَوْمِ الْعَرْضِ بَلْ ذَاكَ أَعْظَمُ



    فكان علينا إغتنام هذه الأيام المباركة بالحج إلى بيته العتيق لتلبية نداء الله
    فإن كنت لا تستطيع أن تحج ولا تقدر على الذهاب للحج
    وإزداد الشوق فى قلبكِ فما عليكِ إلا أن :
    (حج بقلبك) ... كيف؟!!


    تابعوا رحلة الشـــوق إلى البلد الأمين











    تعليق


    • #3



      حج بقلبك ..
      لمن لم يدرك الحج هذا العام


      كيف كان الزاد؟؟،
      وهل ارتحلتم إلى البيت العتيق بقلوبكم؟؟،
      إن الذي لا يفد عليه محروم،
      وإن الذي لا يذوق حلاوة القرب إلى الله تعالى لمقطوع،
      ولن نرضى لا بالحرمان ولا بالقطع.



      فهيا نبدأ الرحلة ..



      وأول النسك: (الإحرام) :
      وفي الإحرام يحظر على الإنسان أشياء، غالبها يعود على أمور
      الدنيا والترفه، فيلبس الواحد أكفانه في هيئة الإزار والرداء،
      وينقي جسده، ويعطره كما هي السنة عند تهيئة الميت في الغسل
      والتكفين، وكأن هذا حال كل من يدخل على الله، يحتاج لطهارة بدنه،
      ومن أولى طهارة قلبه،
      ويحتاج أن يهتف بالتلبية (لبيك اللهم) بقلبه
      قبل أن ينطق بها لسانه.

      ولابد من (ميقات) لا يجوز له أن يتعداه حتى يدخل على الملك وهو متهيئ،
      (والميقات) منزل مؤقت كشأن الدنيا تكون قنطرة
      إلى دار لا محظور فيها (ألا وهي الجنة).




      وأنت (أحرم) من اليوم بقلبك فعليك بأن:

      (1) تُحرِّم على قلبك كل ضغينة وبغضاء تجاه أي أحد
      فإنها تحلق الدين كما يحلق الموس الشعر.

      (2) تُحرِّم على قلبك التعلق بالدنيا، فازهد فيها،
      فوالله إنها إلى زوال، فأعرض عنها،
      وعليك بدعاء مكثف أن يطهر الله قلبك منها.

      (3) حرِّم على قلبك أي حب لا يكون في الله
      (اللهم لا تجعل في قلوبنا حبًا إلا لك ولا تعلقًا إلا بك).

      (4) وبيض قلبك كما بيضت ثيابك،
      فربَّ مبيض لثيابه مدنس لدينه،
      وعليك من الآن بصفاء الباطن "
      اللهم نقني من خطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس".

      (5) أقبل على ربك، فناجه وادعه، وتقرب له
      {وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ} [سورة ق: 33]،
      {وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً} [سورة مريم: 52].

      (6) تواضع فأنت من الآن تلبس الأكفان،
      ولا فضل لأحد إلا بالتقوى للرحمن.




      هيا من الآن اسمع ربك من دبيب قلبك (لبيك ربي) (لبيك اللهم لبيك)،
      هيا فإنه باسط يده إليك لتتوب له فهل ترد يده؟؟...
      ماذا ستحرمون على قلوبكم أيها الحجاج بقلوبكم؟
      نحرم على قلوبنا كل ما يلهينا عن الله رب العالمين

      و تذكروا: البداية المحرقة تؤدي إلى النهاية المشرقة،






      تابعوا رحلة الشـــوق إلى البلد الأمين




      تعليق


      • #4


        إحرام قلب


        لبيك اللهم لبيك ..
        لبيك لا شريك لك لبيك ..
        إن الحمد والنعمة لك والملك
        لا شريك لك لبيك ..
        لبيك لبيك ..
        لبيك حقاً وصدقاً ..
        لبيك لبيك ..
        لبيك تضرعاً وشوقاً ..

        مهللين مكبرين ملبين نداء رب العالمين ..
        يحدوهم الأمل..
        ويحفهم الخوف والرجاء..
        رافعين أكف الضراعة إلى الله -عز وجل- راغبين في مغفرته ورضوانه..
        وعلى عرفات الله مناجين ربهم، ساكبين العبرات في تلك الرحبات ..
        فما أروع هذا المشهد! وما أعظمه!



        فهنيئاً لكم أيها الحجاج هذا النسك وتلك العبادة التي هي
        تلبية نداء وطاعة، وشوق ومحبة في كل لحظة وساعة..
        سائلاً الله أن يجعل حجكم مبروراً وسعيكم مشكوراً وذنبكم مغفور..
        هنيئاً لكم يا وفد الرحمن ورودكم على ربكم وهنيئاً لكم إحرامكم
        وطوافكم وسعيكم وتقبل الله طاعتكم وأخرجكم من ذنوبكم
        كيوم ولدتكم أمهاتكم ..



        أما أنت يا من لم يمنّ الله عليك بالحج هذا العام
        فأرق على تخلفك من الدموع ما تيسر ..
        ولا تحلق رأس دينك بالذنوب ..
        وقم لله باستشعار الخوف والرجاء..
        وإن كنت قد بعدت عن حرم الله
        فلا تبعد نفسك بالذنوب عن رحمة الله ،
        فإن رحمة الله قريب ممن تاب واستغفر ..
        وإن كنت لم تحرم ببندك
        ألم يأن لقلبك أن يحرم ؟؟
        أما آن لقلبك أن يقصد وجه الله وحده ؟؟
        أماآن لقلبك أن يصغى لنصيحة ابن القيم وهو يخاطبه ويسهم فى أذنه :-

        " والأعمال تتفاضل بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والمحبة
        والتعظيم والإجلال وقصد وجه المعبود وحده دون شيء من
        الحظوظ سواه، حتى تكون صورة العملين واحدة، وبينهما في
        الفضل ما لا يحصيه إلا الله، وتتفاضل أيضاً بتجريد المتابعة،
        فبين العملين من الفضل، بحسب ما يتفاضلان به في المتابعة،
        فتتفاضل الأعمال بحسب تجريد الإخلاص والمتابعة
        تفاضلاً لا يحصيه إلا الله تعالى "



        أما آن لقلبك أن يتطهر من الذنوب ؟؟
        وأن يتذوق حلاوة الطاعة ويستشعر لذتها ؟؟
        ويعقل وصية وهيب بن الورد
        حينما سئل ـ رحمه الله ـ:
        أيجد لذة الطاعة من يعصي ؟
        قال : ولا من همّ ! ـ أي من همّ بالمعصية ـ!
        فإذا كان يا قلب هذا أثر الهم بالمعصية
        فما بالك باقترافها، والولوغ فيها والإصرار عليها ؟!
        أما آن لك أن تحرم ؟

        يقول ابن الجوزي -رحمه الله-:
        "وربما كان العقاب العاجل معنوياً، كما قال بعض أحبار بني إسرائيل:
        يا رب كم أعصيك ولا تعاقبني ؟
        فقيل له: كم أعاقبك وأنت لا تدري!
        أليس قد حرمتك حلاوة مناجاتي ؟...
        فرب شخص أطلق بصره فحرم اعتبار بصيرته،
        أو لسانه فحرم صفاء قلبه،
        أو آثر شبهة في مطعمه فأظلم سره،
        وحرم قيام الليل وحلاوة المناجاة، إلى غير ذلك...




        أما آن لك يا قلب أن تستمتع لطبيب القلوب الإمام ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ
        عندما تحدث عن عقوبات الذنوب والمعاصي :
        "ومن عقوبات الذنوب أنها تضعف في القلب تعظيم الرب جل جلاله،
        وتضعف وقاره في قلب العبد ولا بد، شاء أم أبى،
        ولو تمكن وقار الله وعظمته من قلب العبد لما تجرأ على معاصيه ...
        فإن عظمة الله تعالى وجلاله في قلب العبد تقتضي تعظيمَ حرماته،
        وتعظيمُ حرماته تحول بينه وبين الذنوب "



        فأحرم يا قلب عن الذنوب
        واقصد وجه علام الغيوب
        تنل القرب المطلوب




        تابعوا رحلة الشـــوق إلى البلد الأمين

        تعليق


        • #5



          عرفنا أن للقلب إحراماً كإحرام الجسد ،
          وإحرام القلب يشترك فيه الحاج وغيره
          وعلى كل مسلم بالإخلاص لكل عمل ،
          كذلك إحرام القلب له محظورات منها:
          الرياء والسمعة والحسد والضغينة ...الخ.

          وعرفنا كذلك أن من فاته الحج ولم يدركه
          فيستطيع أن يحج بقلبه
          وذلك بالإجتهاد فى الأيام العشر من ذى الحجة



          فهذه نفحات العشر الأول من ذي الحجة قد أهلت
          وموسم طاعات قد أقبلت
          عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:
          قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
          "مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ "
          فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟
          فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
          إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ " .

          انظر كيف يتعجب الصحابة حتى قالوا : ولا الجهاد ؟!!




          والعمل الصالح يشترك فيه الحاج وغيره
          وشرطي قبول العمل يشترك فيهما الحاج وغيره
          "الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ"
          (الملك:2)

          قال الفضيل بن عياض رحمه الله:
          "أخلصه وأصوبه"
          قيل يا أبا علي: "ما أخلصه وأصوبه"؟
          فقال: إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا، لم يقبل ،
          وإذا كان صوابا ، ولم يكن خالصا لم يقبل،
          حتى يكون خالصا صوابا.
          والخالص: أن يكون لوجه الله،
          والصواب: أن يكون متبعا فيه الشرع والسنة
          وينبغي أن يسأل المسلم نفسه سؤالان قبل الفعل :
          لمَ أفعل ، وكيف أفعل ،
          فالأول سؤال عن الإخلاص ، والثاني سؤال عن الاتباع


          نحمدُ الله أن اختصَّنَـا بالخيْرِ وسخرَ لنَا مواسِمُ مضاعفة الأجر

          حينما تُشرِقُ شمس أولُ يومٍ من آخـــرِ الشهور :
          تُزَفُّ إلينا أيــــــــــــــامٌ مزهرة معدودة
          نعيــشُ فيها ساعات من أغلى ساعات عُمرنا
          |[ خَـيـــرُ أيَّـــامِ الدُّنْيـــا ]|
          إنها عشْــرُ أيـــامٍ يحبها الله
          سَاق لنا فيها خيراتٍ عظيمة
          وجمع فيها كنوزًا فضيلة ثمينة

          إنها بستان جميل
          وسنسكُن هذا البستـان طيلة الأيام العشــر
          نستظل فيه تحت أشجار خير الهدْي وطيب الأثر
          و لنتقوَّى على الاجتهاد في الأيام العشر
          { تذكرروا أنها عشرُ أيامٍ فقط لا تزيـــدْ !
          لكنها بالوزن مئـاتٌ و ألوفٌ بل تزيــدْ !!!







          إنه موسم من مواسم تجديد الإيمان فى القلب
          فماذا أعددنا لهذه الأيام العشر وماذا سنصنع ؟؟
          فهيا نجتهد فى أيام العشر من خلال هذه المشاريع التى توصلنا لأحلى حياة :

          1- صيام هذه الأيام المباركة التسع أيام
          2- بالتوبة الصادقة النصوح، وبالإقلاع عن الذنوب
          والمعاصي، فإن الذنوب هي التي تحرم الإنسان فضل ربه
          وتحجب قلبه عن مولاه، والتوبة عامة تكون في جميع
          الأوقات، وتتأكد في مواسم الخيرات.
          3- كما نستقبل مواسم الخير عامة بالعزم الصادق الجاد على
          اغتنامها بما يرضي الله، فمن صدق الله صدق الله معه،
          قال تعالي :
          ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ )
          (العنكبوت)
          4- وبطاعة الله وعبادته، وكثرة ذكره وتلاوة كتابه،
          وطلب الزُّلْفَى لديه ودعائه والتضرع إليه، والثناء عليه
          ومحبته ومحبة أوليـائه، ونصرته ونصرة دينه وكتـابه
          وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وعباده الموحدين .





          تابعوا رحلة الشـــوق إلى البلد الأمين

          تعليق


          • #6



            5- وإغتنام أيام الله بالشكر له عز وجل الذي هيأ للعبد فرصة
            جديدة للتزود من العمل الصالح، ومدَّ لَهُ في عمره لاكتساب مزيد
            من الأجور والأرباح، بينما حرم كثير من الناس من ذلك، فمات
            منهم من مات، ومرض منهم من مرض، وغفل منهم من غفل.




            6- كما نستقبل مواسم الطاعات بالكرم والجود وبذل المعروف
            وسماحة النفسوالإحسان إلى كل مسلم: من جار وصاحب
            وقريب وغريب، والإغضاء عن هفوات الإخوان،وإعانة ذوى
            الحاجات، والسعى في مصالح المسلمين، وصلة الرحم
            والتواضع لكل مسلم



            7- مشروع ختم القرآن : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :
            « من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر
            أمثالها لا أقول آلم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف »





            8- مشروع وليمة لكل صلاة : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :
            « من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نُزُلا في الجنة كلما غدا أو راح » ،
            وتشمل هذه الوليمة الخروج إلى المسجد ، ترديد الأذان فى المسجد ،
            الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم و الدعاء له بالوسيلة والفضيلة ،
            صلاة السنة القبلية ،صلاة السنة البعدية ،شكر الله وكثرة الاستغفار ،
            وما أحلاك واصطفاك ربك واجتباك ودمعت عيناك .





            9- مشروع الذكر : قال رسول الله صل الله عليه وسلم :
            « ما من أيام أعظم عند الله ، ولا أحب إلى الله العمل فيهن
            من أيام العشر ، فأكثروا فيهن من التسبيح
            والتحميد والتهليل والتكبير » ..
            فأعظم كلمات الذكر عموما في هذه الأيام : سبحان الله ،
            والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، وهن الباقيات
            الصالحات ، وقد أخبرنا رسول الله صل الله عليه وسلم
            أن لكل كلمة منها شجرة في الجنة ،
            وأن ثواب كل كلمة منها عند الله كجبل أحد ..
            وإنني أعتقد أيها الأحبة أنه كما أن رمضان دورة تربوية مكثفة
            في القرآن ، فالعشر الأوائل دورة تربوية مكثفة في الذكر ..






            10- مشروع الحج والعمرة:
            وفر 50 ألف جنيه .. وخذ 50 ألف حسنة ..
            بل أكثر مما طلعت عليه الشمس ..
            من خلال المكث في المسجد بعد صلاة الفجر
            حتى الشروق ثم صلاة ركعتين ،
            قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
            « من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع
            الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة
            وعمرة تامة تامة تامة ».






            11- مشروع قناطير الفردوس:
            قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
            « من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين
            ومن قام بمائة آية كتب من القانتين
            ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين »..
            فإذا قمت الليل بألف آية فلك في كل ليلة قناطير جديدة
            من الجنة ، وإذا كنت من العاجزين وقمت بمائة آية
            كتبت من القانتين .





            12- مشروع الأخوة في الله:
            قال النبي صل الله عليه وسلم
            « إن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم
            الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله تعالى »
            قالوا : يارسول الله تخبرنا من هم ؟
            قال :
            « هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال
            يتعاطونها فو الله إن وجوههم لنور وإنهم على نور لا يخافون
            إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس وقرأ هذه الآية
            { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون } » .




            13- مشروع صلة الأرحام
            قال رسول الله صل الله عليه وسلم :
            « يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام
            وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام »
            ،
            وقال صل الله عليه وسلم :
            « الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله
            ومن قطعني قطعه الله » ..

            14- مشروع يوم عرفة: هل تدركوا خطورة هذا اليوم ؟
            قال رسول الله صل الله عليه وسلم :
            « صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله أن يكفر
            السنة التي قبله والتي بعده » .






            15- مشروع يوم العيد
            اعلم أن يوم العيد هو أفضل أيام السنة على الإطلاق

            لحديث النبي صل الله عليه وسلم :
            « أفضل الأيام عند الله يوم النحر ويوم القر »
            خطتك :
            1. ابدأ بصلاة العيد وكن بشوشا سعيدا في وجوه المسلمين .
            2.صلة الرحم : الوالدين ، الأفارب ، الأصحاب .
            3.الأضحية ، ستقول : إنها غالية الثمن ، اشترك أنت
            وأصحابك في ذبح شاة حسب الإمكانيات المادية .




            16-للمشغولين فقط
            بعد كل هذه الفرص التي ذكرتها لك لا أظن أن أحدا سيعتذر لي
            أنه مشغول جدا ولن يستطيع ،
            ولكني لن أحرم أمثال هؤلاء من الأجر ، مثل الذين يرتبطون بامتحانات
            لا أطلب منك إلا نصف ساعة في المسجد قبل كل صلاة أو بعدها
            ، وساعة قبل الفجر لكي تفعل الآتي :
            1.في النصف ساعة التي قبل كل صلاة تلاوة القرآن والذكر .
            2.الصيام يوميا ، ولك دعوة مستجابة عند كل إفطار .
            3.قيام الليل في الساعة التي قبل الفجر .


            * لا تحرم نفسك الخيــــــــر *










            تابعوا رحلة الشوق إلى البلد الأمين



            تعليق


            • #7
              جزاك الله خير و كتب لك الاجر
              و رزقك الحج و العمره و تقبل منك صالح الاعمال

              تعليق


              • #8
                الغالية صديقة ورد نورتى متصفحى بتواجدك العطر
                و أسعدتنى دعواتك الطيبة تقبل الله منك آمين
                جزاك الله خير الجزاء

                تعليق


                • #9
                  سلمتِ و سلمت يداكِ اختى الحبيبه
                  طرح رائع بإسلوب راقى ومميز
                  وفقكِ الله و نفع بكِ
                  و جعله فى ميزان حسناتكِ
                  بارك الله فيكِ
                  و أدعو الله دعوة من ليس له سواه
                  ندعوك ربى دعوة المشتاق
                  نستحلفك بما أنت أهله
                  فأنت يارب اهل الجود و الكرم
                  أن لا تحرمنا زيارة بيتك الحرام و زد اللهم
                  حبنا فيه وعظم يارب شعائر الإسلام فى قلوبنا
                  و اروى شوقنا بالطواف حول بيتك الحرام
                  يارب عاجلا غير آجل إنك سميع قريب مجيب الدعاء

                  تعليق


                  • #10
                    أختى الغالية هناء
                    كل سنة و أنت طيبة و بألف خير
                    عيد أضحى سعيد إن شاء الله
                    نورتى متصفحى يا غالية
                    شكرا لك كلماتك الجميلة الرقيقة مثلك
                    و شكرا لك الدعوات الجميلة الصادقة
                    تقبل الله منك و منا إن شاء الله
                    جزاك الله خير الجزاء


                    تعليق

                    مواضيع تهمك

                    تقليص

                    المنتدى: المكتبة الالكترونية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 04:01 PM
                    المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:44 PM
                    المنتدى: التعريف بالهندسة الصناعية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:38 PM
                    المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-10-2025 الساعة 01:22 AM
                    المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-04-2025 الساعة 12:04 AM
                    يعمل...
                    X