شاركت ذات مرة في مسابقة شعرية حضرها الشاعر حسان عبابسة وهو أيضا طبيب مختص في أمراض القلب والأوعية فأهداني كتابه الذي يحمل عنوان صرخة في وجه الموت قرأته وقد أعجبني وأدركت في النهاية أن الشاعر أو الكاتب يحمل ذكرياته ويضعها بين أحضان كلماته ليجول بها الزمان والمكان دون خوف أو خجل أو إرتياب
مذكرات طبيب
كان هذا الأمر .......
...........من سبع سنين
يومها كنت فتيا .......
يومها كنت قويا.........
ولأحلامي هوية.
ذهبت صوب الجامعة .......
سألتهم عن وجهتي........
سألتهم عن شعبتي........
فقيل لي....
جامعة علومها طبية.
خرجت أجري طربا....
أحمل أوراقي معي....
أحمل أفكاري معي.........
.........أحلامي الوردية.
طرقت باب الجامعة
رجوتهم أن يفتحوا....
لكنهم لم يسمحوا....
ومات صوتي كمدا ...........
....بالذبحة الصدرية.
نظرت عبر عينه السحرية....
رأيتني في قابل الأيام.........
متشحا بالحزم والإقدام.........
أحمل في محفظتي السوداء.....
أفكاري البيضاء......
مقلمتي.....محبرتي
مسطرتي....مئزرتي
ضفادعي السمراء......
ضفادعي الصغيرة المنسية.
.....ضفادع التجارب.
لكنها ....من فرط ما كدستها
.....تقفز من محفظتي.
.....تقفز كي تحارب.
ترفض أن تكون وحدها .....
....ضحية التجارب العلمية.
...نعم رأيتني هناك
نعم هناك..... هناك
ذاك الذي واقفة يمينه....
.....أستاذة المسالك البولية.
رأيتني أسألها في حيرة
كيف يكون سالك المسالك....
من لم يجد من سالك في عمره
...غير سبيل الموتة القسرية.
رأيتني....واقفا أمامها
...مصلحة للعلل المعدية.
رأيتني أسأله في حسرة أستاذها...
كيف يموت بيننا بالنزلة البردية ....
من لم يمت من قهره...
.......بالذبحة الصدرية.
هل أنا ذاك الذي لابسا مئزره...
واضعا طاقية الإخفاء.....
حاملا في يده خنجره
.....مفتشا في عتمة الأمعاء
....وسابحا في بركة الدماء
لكي يزيل عن مريضه....
....زائدة دودية.
رأيتني أدخلها....معظمها
....مصالحا طبية.
فهذه مصلحة الصدرية....
وهذه مصلحة للغدد الصماء.
وهذه مصلحة الأحشاء والأمعاء
وهذه مصلحة الجراحة العظمية
.....وهذه مصلحة القلبية.
رأيتني أسألها أستاذة الشرعية.....
لم لا نجعلها....أجسادنا
....منطقة منزوعة السلاح.
لأننا نرفض أن نجعلها.... أجسادنا
.....موقعة للحرب بين الغول والسفاح.
لأننا دويلة صغيرة ...حدودها الجراح.
دويلة ضعيفة ....سلاحها النباح.
ليست لنا دبابة نركبها....
.....وما لنا قنبلة ذرية.
دخلتها....مصلحة الأطفال.
....آه لهم أحبابنا الأطفال.
دويلة صغيرة .....غزاتها أشرار
دويلة ضعيفة...ليس لها قرار أعداؤها....
جرثومة...فيروسة
...مجاعة ....ونار.
رأيتني جنديها .....والقائدا
ما بين كر...ذاهبا
وبين فر .....عائدا.
معركتي أديرها بالصبر والإيمان.
أسلحتي قوية لأنها الحنان.
بسمتهم أعيدها......وبسمتي ضمان.
لأنهم أمانة في عنقي....
وشيمتي من غابر الأزمان.....
أن أحفظ العهود والوصية.
رأيتني أدخلها مصلحة التوليد...
قبالتي...قابلة سوداء
رأيتها راجية ....تطلب من رحم الثرى
.....مولودها الجديد.
ملامح مبهمة...عمياء.
....تفسيرها الوحيد....
المجد لليهود....والموت للعبيد.
لكنني رأيتها تدفنه من فورها ....
تدفنه من قهرها في نحرها
لأنها لم تستطع أن تمنع الهواء أن يجتاحه....
فخلفته ميتا.......مختنقا....
....نسائم الحرية.
رأيتني أنهيتها دراستي....
خبأتها في درجها كراستي
وهذه فلسفتي في الطب
....فلسفتي في الحرب
....فلسفتي في الحب
هل يستطيع الطب يحيي ميتا....
....علته في عيشه بالغصب
....وموته شفاؤه والرب
فموته يا سعده....جائزة فورية.
مذكرات طبيب
كان هذا الأمر .......
...........من سبع سنين
يومها كنت فتيا .......
يومها كنت قويا.........
ولأحلامي هوية.
ذهبت صوب الجامعة .......
سألتهم عن وجهتي........
سألتهم عن شعبتي........
فقيل لي....
جامعة علومها طبية.
خرجت أجري طربا....
أحمل أوراقي معي....
أحمل أفكاري معي.........
.........أحلامي الوردية.
طرقت باب الجامعة
رجوتهم أن يفتحوا....
لكنهم لم يسمحوا....
ومات صوتي كمدا ...........
....بالذبحة الصدرية.
نظرت عبر عينه السحرية....
رأيتني في قابل الأيام.........
متشحا بالحزم والإقدام.........
أحمل في محفظتي السوداء.....
أفكاري البيضاء......
مقلمتي.....محبرتي
مسطرتي....مئزرتي
ضفادعي السمراء......
ضفادعي الصغيرة المنسية.
.....ضفادع التجارب.
لكنها ....من فرط ما كدستها
.....تقفز من محفظتي.
.....تقفز كي تحارب.
ترفض أن تكون وحدها .....
....ضحية التجارب العلمية.
...نعم رأيتني هناك
نعم هناك..... هناك
ذاك الذي واقفة يمينه....
.....أستاذة المسالك البولية.
رأيتني أسألها في حيرة
كيف يكون سالك المسالك....
من لم يجد من سالك في عمره
...غير سبيل الموتة القسرية.
رأيتني....واقفا أمامها
...مصلحة للعلل المعدية.
رأيتني أسأله في حسرة أستاذها...
كيف يموت بيننا بالنزلة البردية ....
من لم يمت من قهره...
.......بالذبحة الصدرية.
هل أنا ذاك الذي لابسا مئزره...
واضعا طاقية الإخفاء.....
حاملا في يده خنجره
.....مفتشا في عتمة الأمعاء
....وسابحا في بركة الدماء
لكي يزيل عن مريضه....
....زائدة دودية.
رأيتني أدخلها....معظمها
....مصالحا طبية.
فهذه مصلحة الصدرية....
وهذه مصلحة للغدد الصماء.
وهذه مصلحة الأحشاء والأمعاء
وهذه مصلحة الجراحة العظمية
.....وهذه مصلحة القلبية.
رأيتني أسألها أستاذة الشرعية.....
لم لا نجعلها....أجسادنا
....منطقة منزوعة السلاح.
لأننا نرفض أن نجعلها.... أجسادنا
.....موقعة للحرب بين الغول والسفاح.
لأننا دويلة صغيرة ...حدودها الجراح.
دويلة ضعيفة ....سلاحها النباح.
ليست لنا دبابة نركبها....
.....وما لنا قنبلة ذرية.
دخلتها....مصلحة الأطفال.
....آه لهم أحبابنا الأطفال.
دويلة صغيرة .....غزاتها أشرار
دويلة ضعيفة...ليس لها قرار أعداؤها....
جرثومة...فيروسة
...مجاعة ....ونار.
رأيتني جنديها .....والقائدا
ما بين كر...ذاهبا
وبين فر .....عائدا.
معركتي أديرها بالصبر والإيمان.
أسلحتي قوية لأنها الحنان.
بسمتهم أعيدها......وبسمتي ضمان.
لأنهم أمانة في عنقي....
وشيمتي من غابر الأزمان.....
أن أحفظ العهود والوصية.
رأيتني أدخلها مصلحة التوليد...
قبالتي...قابلة سوداء
رأيتها راجية ....تطلب من رحم الثرى
.....مولودها الجديد.
ملامح مبهمة...عمياء.
....تفسيرها الوحيد....
المجد لليهود....والموت للعبيد.
لكنني رأيتها تدفنه من فورها ....
تدفنه من قهرها في نحرها
لأنها لم تستطع أن تمنع الهواء أن يجتاحه....
فخلفته ميتا.......مختنقا....
....نسائم الحرية.
رأيتني أنهيتها دراستي....
خبأتها في درجها كراستي
وهذه فلسفتي في الطب
....فلسفتي في الحرب
....فلسفتي في الحب
هل يستطيع الطب يحيي ميتا....
....علته في عيشه بالغصب
....وموته شفاؤه والرب
فموته يا سعده....جائزة فورية.