عام جديد أتى وعام بال رحل بكل خيره
وشره افراحه وأتراحه ماذا يعني تعاقب الأعوام
لمن فقد عزيزا غيبة الثري أو لمن ما زالوا
يفتقدون وطنا غيبه وجه قبيح للإحتلال أو
من مازال الإحتلال يعشش بداخل عقولهم
ويحتفلون كل عام باستقلالهم .
في كل عام يرحل نكتشف أن للحزن أوجه
كثيرة متعددة وللفرح وجه وحيد يظهر حيناً
ويغيب أحيانا .
ماذا يعني العام الجديد لمن أمضى سنين عمره
في الإنتظار تتقاذفه هموم وذكريات عمر أفل
مبكراً وقلب متلهف وروح تنتظر عمراً لم يبدأ
بعد بانتظار أحلام أضحت سرابا
ماذا يعني العام الجديد عندما يطل علينا مصطبغا
بلون الدم القاني
ماذا يعني العام الجديد عندما يأتي مثقلا بجراحٍ
تحرق القلب وتذكرنا بالعجز اينما التفتنا عجزنا
عن الكلام وعجزنا عن الفعل .
يأتي عامنا الجديد فيستقبله البعض بألعابٍ نارية
تنير عتمة الليل ويستقبله اخرون بقنابل تسقط
عليهم فتطفئ نور الحياة وتسفك الدم ناشرة
حولها الدمار والهلع .
يا عامنا الجديد أرح قلباً متعبا عصرته الأحزان
وغن لنا أغنية تذكرنا بأحبائنا ....
ما اسرع ما يرحل الأحبة
لم يعد في أجسادنا متسع لزائدة تسمى القلب
وقد اصبح قلبنا زائدة لا لزوم لها .
كل العالم متفق على الهمجية على القتل بلا
سبب وبلا شفقة
كل العالم مغيبة إنسانيته خلف ابواب
موحشة مغلقة.
يستبيحون دوما قدسية الحياة يزرعون الموت
يقطفون براءة الطفولة الغضة .
كيف لهذا القلب الضعيف أن يحتمل كل هذا الكم
من الحزن ؟ كيف لهذه الروح المتعبة أن
تستوعب حجم القتل والدمار وكل هذا الكم الهائل من الدعوات المظلومة التي تشق عنان السماء.
كيف لهاتان العينان أن ترقبا مناظر الموت
بالجملة التي تزفها إلينا الفضائيات بشكل يومي
ثم يهدأ لها جفن ويرقي لها دمع.
كيف للذاكرة المختزنة بأضعاف أضعاف عمرها
من الهم أن لا تتوقف وتعلن قدرتها على عدم
تحمل المزيد من المخزون العفن.
ويمضي بنا العمر مثقلا بالجراح يستصرخ
لحظة سلام
بالله عليكم من يجرؤ منا أن ينسى كل الدماء
التي سالت ومن يجرؤ منا ان يمد يده ليصافح
أياد تلطخت بدماء أطفال ماتوا وأطفال ما زالوا
على قائمة الإنتظار قيد الموت.
اما آن لهذا الذبح اليومي ان يتوقف ؟
اما آن للموت ان يطلب هدنة ويستريح قليلا؟
يا عامنا الجديد ليس اسهل من الألم في زمننا
هذا وليس أسهل من الموت.
نتجرع ألمنا اليومي مع كل نشرة أخبار تبثها
الفضائيات مع كل عنوان في صحفنا اليومية.
أيها العام الجديد كل يوم تذبح أمتنا وتجرد من
إنسانيتها ويتفق عليها ثالوث القهر
الجوع والجهل والمرض
كل يوم يذرف العالم دموع التماسيح علينا
ويشربون أنخاب أسلحتهم الجديدة التي جربوها
بنا والتي رفعت حصيلة القهراليومي لدينا.
كل يوم يستنكرون و يتعاطفون ثم بعدها يعودون
يقترفون خطيئة النسيان بحقنا .
هل انت مثلهم يا عامنا الجديد ام أنك
ستكون أرحم منهم؟؟
كل عام وانتم بخير
كل عام وأوطاننا بألف خير
تعليق