


يصطرع الناس فتات الدنيا ، وتنشب بينهم الخلافات ،
ثم ينتهي الأمر إلى الازدحام عند أبواب المحاكم ،
والوقوف أمام القضاء ، ليُدلي كلٌ بحجّته ، ويقدّم أدلّته ،
مدّعياً أنه صاحب الحق ، وأن خصمه يريد سلبه ونهبه ،
وأخذ ما ليس له .

مشهدٌ مألوف وموقف معتاد يتكرّر يوميّاً في دنيا الناس ،
لكنّ العجب كلّ العجب أن ينشأ الخلاف ويحتدم النقاش بين
رجلين ، حتى تتعالى أصواتهما ، ويترافعا عند القاضي ،
ليقول كلّ واحد منهما : " إن خصمي هو صاحب الحقّ ،
وإنه يريد أن يعطيني ما ليس لي "
فحقّ للعقل حينها أن تعصف به الحيرة وتأخذه الدهشة .

وليس الحديث عن ذلك من نسج الخيال أو إلهام الفكر ،
ولكنّه أنموذجٌ فريد وبارقة نجمٍ في سماء الحضارات السابقة ،
لرجال تسوّروا العزّ وتبوّؤوا المجد ، حينما صاغهم الدين
وربّاهم الأنبياء ، فطهرت سرائرهم ، واستقامت ظواهرهم .

عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال :
( اشترى رجل من رجل عقاراً له ،
فوجد الرجل الذي اشترى العقار في عقاره جرّة فيها ذهب ،
فقال له الذي اشترى العقار : خذ ذهبك مني ؛
إنما اشتريت منك الأرض ولم أبتع منك الذهب ،
وقال الذي له الأرض : إنما بعتك الأرض وما فيها ،
فتحاكما إلى رجل ، فقال الذي تحاكما إليه : ألكما ولد ؟ ،
قال أحدهما : لي غلام ، وقال الآخر : لي جارية ،
قال : أنكحوا الغلام الجارية ، وأنفقوا على أنفسهما منه ، وتصدقا )
متفق عليه .

تابعونى
فلنبدأ القصة

تعليق