مرض الكبر و الغرور و علاجه
قال الله تعالى في الحديث القدسي
{ الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي وَ الْعَظَمَةُ إِزَارِي فَمَنْ نَازَعَنِي مِنْهُمَا شَيْئًا قَصَمْتُهُ }[1]
و قال عليه أفضل الصلاة و أتم السلام { لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ
وَ لا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ }[2]
و قال صلي الله عليه و سلم { مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ أَكَبَّهُ اللَّهُ فِي النَّارِ }[3]
و قال صلي الله عليه و سلم { تَحَاجَّتِ الْجَنَّةُ وَ النَّارُ
فَقَالَتِ النَّارُ : أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَ الْمُتَجَبِّرِينَ
و َقَالَتِ الْجَنَّةُ : مَا لِي لا يَدْخُلُنِي إِلا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَ سَقَطُهُمْ
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لِلْجَنَّةِ : أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي
وَ قَالَ لِلنَّارِ: إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي وَ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مِلْؤُهَا }[3]
و قال صلي الله عليه و سلم { مَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلا عِزًّا وَ مَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلا رَفَعَهُ اللَّه ُ}[4]
{ما دام العبد يظن أن في الخلق من هو شر منه فهو متكبر فقيل له : فمتى يكون متواضعاً
قال : إذا لم ير لنفسه مقاماً و لا حالاً } و تواضع كل إنسان على قدر معرفته بربه و معرفته بنفسه
الكِبر : هو الاسترواح و الركون إلى رؤية النفس فوق المـُتكبَّر عليه
و خُلُق الكبر موجب للأعمال و لذلك إذا ظهر على الجوارح يقال تكبَّر
و إذا لم يظهر يقال في نفسه كِبر و إزالته فرض عين
فإذا رأى مرتبة نفسه فوق مرتبة غيره حصل فيه خُلُق الكِبر فيحصل في قلبه اعتداد و هزة و فرح
و عزَّ في نفسه بسبب ذلك فتلك العزَّة و الهزَّة و هذه العقيدة هي خُلُق الكِبر
فالكِبر آفته عظيمة و فيه يهلك الخواص من الخلق لماذا
لأنه يحول بين العبد و بين أخلاق المؤمنين كلها و تلك الأخلاق هي أبواب الجنة
والكِبر و عزة النفس يُغلق تلك الأبواب كلها لأنه لا يقدر على أن يتخلق بتلك الأخلاق و فيه شيء من العزِّ
فما من خُلُق ذميم إلا و صاحب العز و الكِبر مضطر إليه ليحفظ به عزَّه
و ما من خُلُق محمود إلا و هو عاجز عنه خوفاً من أن يفوته عزُّه
و شرُّ أنواع الكِبر : هو ما يمنع من استفادة العلم و قبول الحق و الانقياد له
أسباب التكبُّر:
لا يتكبر إلا من استعظم نفس و لا يستعظمها إلا و هو يعتقد لها صفة من صفات الكمال
مثل العلم و العمل و العبادة و الحسب و النسب و التفاخر بالجمال
و الكبر بالمال و الكبر بالقوة و شدة البطش
و التكبر بالأتباع و الأنصار و التلامذة و العشيرة و الأقارب و البنين
البواعث على التكبر و أسبابه المهيجة له:
العجب و الحقد والحسد والرياء
و مجامع حسن الأخلاق و التواضع سيرة النبي صلي الله عليه و سلم
فبه فينبغي أن يقتدي به ومنه ينبغي أن يتعلم
علاجه:
أن يعرف ضعف نفسه و يعرف عظمة ربه سبحانه و تعالى
[1] الأسماء و الصفات للبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه
[2] صحيح مسلم و سنن الترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
[3] ابن حبان عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما
[4] الصحيحين البخاري و مسلم و مسند الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه
[5] صحيح مسلم و سنن الترمذي و الدارمي عن أبي هريرة رضي الله عنه
منقول من كتاب أمراض الأمة و بصيرة النبوة
للشيخ فوزى محمد أبو زيد
قال الله تعالى في الحديث القدسي
{ الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي وَ الْعَظَمَةُ إِزَارِي فَمَنْ نَازَعَنِي مِنْهُمَا شَيْئًا قَصَمْتُهُ }[1]
و قال عليه أفضل الصلاة و أتم السلام { لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ
وَ لا يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ }[2]
و قال صلي الله عليه و سلم { مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ أَكَبَّهُ اللَّهُ فِي النَّارِ }[3]
و قال صلي الله عليه و سلم { تَحَاجَّتِ الْجَنَّةُ وَ النَّارُ
فَقَالَتِ النَّارُ : أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَ الْمُتَجَبِّرِينَ
و َقَالَتِ الْجَنَّةُ : مَا لِي لا يَدْخُلُنِي إِلا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَ سَقَطُهُمْ
قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لِلْجَنَّةِ : أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي
وَ قَالَ لِلنَّارِ: إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي وَ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مِلْؤُهَا }[3]
و قال صلي الله عليه و سلم { مَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلا عِزًّا وَ مَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلا رَفَعَهُ اللَّه ُ}[4]
{ما دام العبد يظن أن في الخلق من هو شر منه فهو متكبر فقيل له : فمتى يكون متواضعاً
قال : إذا لم ير لنفسه مقاماً و لا حالاً } و تواضع كل إنسان على قدر معرفته بربه و معرفته بنفسه
الكِبر : هو الاسترواح و الركون إلى رؤية النفس فوق المـُتكبَّر عليه
و خُلُق الكبر موجب للأعمال و لذلك إذا ظهر على الجوارح يقال تكبَّر
و إذا لم يظهر يقال في نفسه كِبر و إزالته فرض عين
فإذا رأى مرتبة نفسه فوق مرتبة غيره حصل فيه خُلُق الكِبر فيحصل في قلبه اعتداد و هزة و فرح
و عزَّ في نفسه بسبب ذلك فتلك العزَّة و الهزَّة و هذه العقيدة هي خُلُق الكِبر
فالكِبر آفته عظيمة و فيه يهلك الخواص من الخلق لماذا
لأنه يحول بين العبد و بين أخلاق المؤمنين كلها و تلك الأخلاق هي أبواب الجنة
والكِبر و عزة النفس يُغلق تلك الأبواب كلها لأنه لا يقدر على أن يتخلق بتلك الأخلاق و فيه شيء من العزِّ
فما من خُلُق ذميم إلا و صاحب العز و الكِبر مضطر إليه ليحفظ به عزَّه
و ما من خُلُق محمود إلا و هو عاجز عنه خوفاً من أن يفوته عزُّه
و شرُّ أنواع الكِبر : هو ما يمنع من استفادة العلم و قبول الحق و الانقياد له
أسباب التكبُّر:
لا يتكبر إلا من استعظم نفس و لا يستعظمها إلا و هو يعتقد لها صفة من صفات الكمال
مثل العلم و العمل و العبادة و الحسب و النسب و التفاخر بالجمال
و الكبر بالمال و الكبر بالقوة و شدة البطش
و التكبر بالأتباع و الأنصار و التلامذة و العشيرة و الأقارب و البنين
البواعث على التكبر و أسبابه المهيجة له:
العجب و الحقد والحسد والرياء
و مجامع حسن الأخلاق و التواضع سيرة النبي صلي الله عليه و سلم
فبه فينبغي أن يقتدي به ومنه ينبغي أن يتعلم
علاجه:
أن يعرف ضعف نفسه و يعرف عظمة ربه سبحانه و تعالى
[1] الأسماء و الصفات للبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه
[2] صحيح مسلم و سنن الترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
[3] ابن حبان عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما
[4] الصحيحين البخاري و مسلم و مسند الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه
[5] صحيح مسلم و سنن الترمذي و الدارمي عن أبي هريرة رضي الله عنه
منقول من كتاب أمراض الأمة و بصيرة النبوة
للشيخ فوزى محمد أبو زيد
تعليق