تتلمذنا على يديه في مجال أشغال المعادن
إعتدنا أن نلقى عليه السلام في الصباح الباكر
من يومي الأحد والإثنين من كل أسبوع
ونصاحبه لخطوات من سيارته إلى مقر قسم الأشغال المعدنية
حيث أعتاد ان يجلس على رأس مكتبه
ويتجمع حوله الجميع
طلابه، طالباته ، معيدين ومعيدات القسم، زملاؤه كبار السن كبار المقام
أصدقكم القول حين أقول أنى كنت أهابه كثيرا أثناء مرحلة تمهيدي
فقد أعتدناه شديدا
طالبا لكثير وكثير من العمل في وقت قليل
لم نفقه في هذه الأيام
الحكمة من كم الاعمال التى يطلبها
إلا أننا عندما لاحظنا الفارق في أدائنا وممارسة أساليب التشكيل المعدني
توصلنا إلى معرفة أن تكرار الممارسة سببا رئيسيا في أكتساب الصنعة
وتطوير المهارة
كم حاول أن يعطينا من خبرته الخالصة وتجاربة المفيده
لم يرد أبدا طالبا لكتاب أو بحث علمي من مكتبته الخاصة في منزله
بعد ثلاث سنوات من التلمذه على يديه
وبخبرة التربوي الإنسان ,,, تحولت علاقته بنا إلى علاقة صداقة من نوع خاص
كنت أشعر به أبا حنونا شديدا
دافعا لنا في جميع الأوقات بأكثر من أسلوب إلى أنهاء ما بدأناه في بحثنا
الذي كنا نرغب اكثر منه في انهائه
إلا أن لحظات وأيام وشهور تمر علينا ونحن في أحباطات متكررة
يحاول هو بكل جهد أن يمحو عنا آثارها المدمرة
حتى نعود مرة أخرى على الدرب الذي يتمناه لنا
كان من المفترض أن نختار الأستاذ المشرف على رسالتنا بكامل رغبتنا
إلا أنه في حالتى وحال صديقة قريبه إلى قلبي
أختارنا الأب الفاضل الأنسان
لم نكن نتوقع ,, إلا أنه وبكل بساطه
طلب منا أن يقرأ تصورنا عن موضوع البحث
وكنا في هذه الأيام ,, نعاني من ضغط إختيار الموضوع والمشرف
إلا أنه أحتضننا ببساطه
وسار معنا خطوة خطوة
حتى سار بنا إلى بر السلامة
حينما مر بوعكة صحية شديدة
وكنت في هذه الأيام على مشارف
عرض عنوان وملخص بحثي على قسم الدراسات العليا
عرفت أنى لابد أن أؤجل كل شئ حتى يعود بسلامه الله
إلا انه رفض ,, وطلب من زملاؤه ان يوقعوا بإسمه على أوراقي
حتى لا أفقد الوقت المحدد لهذا العرض
وسمعته بأذنى وهو يوصي زملاؤه بمتابعة أوراقي حتى لا أتعطل
هو سبب رئيسي في أنهائي لهذا البحث العلمي
ولم اكن أبدا أتصور ولم يخطر أبدا ببالى
أن يكون بحثي آخر بحث يناقشة أستاذي
لم أتوقع أبدا أن كلماته الحنونه
وضحكاته البسيطة في هذا اليوم هي آخر ما بيننا
ووصيته لى يومها وصية غريبة ,,, طلب منى أن أنظر إليه طول وقت المناقشة
لأعرف رد فعله على ردودي أثناء المناقشة
طلبت منه من أسابيع ان يمدنى بصورا لأعماله الجديدة
لأضمنها موضوعا كنت اعده له
فوافق ,, إلا أنه طلب منى تأجيله لحين أنتهائي من مناقشة بحثي
لا أعرف ان كان صحيحا ما يقال أن القلب يشعر بدنو الأجل ام غير صحيح
لكنه كان يدفعنى دفعا للمناقشة
وكان دائما ما يقول (( ماحدش ضامن عمره ))
بالرغم من تلمذتى على يديه لسنوات
إلا أنى شعرت أنى لازلت في حاجه إليه وإلى علمه
إلا أنها إراده الله
توفي إلى رحمة الله أستاذي الغالي

أحمد حافظ حسن
اللهم لا إعتراض ,, أنها إرادتك يا الهى
اللهم أرحمه وأعفو عنه ووسع له في قبره مد بصره
وألهم أهله الصبر وأجعل منهم صالحا ينفعه
إلى كل من يقرأ موضوعي هذا ,,, أدعو لرجل
تربى وتعلم على يديه طلاب العلم من كل مكان
في مصر وخارجها
ادعو لإنسان أحتضن وساعد القريب والبعيد
أدعو لفنان عشق فنه واتقنه وساعد الآخرين في تذوقه
رحمه الله
تعليق