إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حب الله فى قلوب أطفالنا هدف نبيل

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16


    عرضنا فيما سبق كيف أن ذكر الله سبحانه وتعالى
    فى كل وقت وكل مكان مرتبط بمحبة الله سبحانه وتعالى
    فالقلوب العامرة بحب الله تعالى ،لاتفتر عن ذكره
    وكذلك يجب أن يكون حب رسول الله صلى الله عليه وسلم
    مقروناً بحب الله سبحانه وتعالى
    وكذلك حب القرآن والتعلق به ، يجب أن يكون
    مقروناً بحب الله سبحانه وتعالى
    وحب الصلاة والحرص عليها والمحافظة على تأديتها
    فى أوقاتها، وغيرها من العبادات
    وكذلك التمسك بما أمرنا الله ورسوله،والبعد عما نهانا عنه
    كل ذلك يجب أن يكون مرتبطاً بحب الله




    واجب الأهل كبير أمام أطفالهم، وكلنا راعٍ وكلنا مسئول عن رعيته،
    ومن هذا المنطلق وحرصًا من كل منا على رعيته،
    تعالوا نرعَ أصغر الرعية، وأحبهم إلى قلوبنا..
    أطفالنا.. أحبابنا.. فلذات أكبادنا تمشي على الأرض .




    فمن الواجب علينا جميعًا أن نغرس في أبنائنا منذ الطفولة حب الله سبحانه،
    ونقرنه بحب النبي صلى الله عليه وسلم،
    ونتعامل معهم بالحسنى والرحمة،
    ونقتدي به صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً،
    نحبه ونحبِّب أبناءنا به، ليشبَّ الطفل على سيرته العطرة وسنته الحسنة ..




    الحقيقة أن حب النبي صلى الله عليه وسلم
    هو أصل من أصول الدين الإسلامي،
    ومبدأ من مبادئه لا يستقيم إيمان إنسان بدونه،
    ولا يسع مسلم أن يتجاوزه؛
    فمحبته صلى الله عليه وسلم مرتبطة بمحبة الله سبحانه وتعالى،
    إذ إنه صلى الله عليه وسلم مبعوثه ورسوله ومُصطَفاه.

    وللأسف أغلب أطفالنا لا يعرفون إلا القليل
    عن خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم،
    ولا يعرفون كم أحبَّهم وكم ذكرهم
    وأوصى بحسن رعايتهم والاهتمام بهم،
    وفي الوقت نفسه يعرفون كلمات وصفات رجال ونساء اشتهروا في أمور الحياة.

    لذلك نقدم في هذه السطور اقتراحات
    لرسم صورة واضحة للقدوة المثالية التي تستحق أن تُتبع،
    وهي شخصية نبينا صلى الله عليه وسلم




    لماذا يجب أن نحببه صلى الله عليه وسلم إلى أطفالنا ؟
    لأن مرحلة الطفولة المبكرة هي أهم المراحل في بناء شخصية الإنسان،
    فإذا أردنا تربية نشء مسلم يحب الله ورسوله فلنبدأ معه منذ البداية،
    حين يكون حريصًا على إرضاء والديه مطيعًا،
    فنتكلم لهم عن سيرته صلى الله عليه وسلم ليحبوه،
    وهذا الحب سوف يعود عليهم بالخير والبركة
    والتوفيق في شتى أمور حياتهم،
    وهو ما يرجوه كل أب وأم .




    لا يمكننا أن نغفل حقيقة أن أطفالنا هم الرعية التي استرعانا الله إياها،
    ومن أهمل تعليم ولده ما ينفعه، فقد أساء غاية الإساءة؛
    وأكثر الأولاد إنما جاء ضياعهم بسبب إهمال الآباء لهم
    وتركهم دون أن يعلّموهم فرائض الدين وسننه .







    نتابع

    تعليق


    • #17


      ما هو حب الرسول صلى الله عليه وسلم؟
      " إن المقصود بحبه ليس فقط العاطفة المجردة،
      وإنما موافقة أفعالنا لما يحبه صلى الله عليه وسلم ،
      وكُره ما يكرهه، وعمل ما يجعله يفرح بنا يوم القيامة...
      ثم التحرق شوقاً للقياه،
      مع احتساب أننا لا نحبه إلا لله ، ‍وفي الله ،وبالله"




      وخلاصة حبنا له أن يكون- صلى الله عليه وسلم-
      أحب إلينا من أنفسنا وأموالنا وأولادنا ؛
      فقد روى البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
      أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
      " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده" ،
      فلما قال له عمر:
      "لأنت يا رسول الله أحب إليَّ من كل شيء إلا نفسي،
      قال له صلى الله عليه وسلم:
      "لا، والذي نفسي بيده،حتى أكون أحب إليك من نفسك"،
      فلما قال له عمر:
      "فإنك الآن أحب إلي من نفسي يا رسول الله" ،
      قال له:" الآن يا عمر" !!




      لماذا يجب أن نحب الرسول صلى الله عليه وسلم؟؟؟
      1- لأن حبه صلى الله عليه وسلم من أساسيات إسلامنا،
      بل أن الإيمان بالله تعالى لا يكتمل إلا بهذا الحب!!!
      وقد اقترن حبه صلى الله عليه وسلم بحب الله تعالى
      في الكثير من الآيات القرآنية،
      منها على سبيل المثال لا الحصر قوله تعالى:
      " قُل إن كان آباؤكم، وأبناؤكم وإخوانُكم وأزواجُكم ،وعشيرتُكم
      وأموالٌ اقترفتموها وتجارةٌ تخشَون كسادَها ومساكنُ ترضونها
      أحبَّ إليكم من اللهِ ورسولهِ،وجهادٍ في سبيلِه، فَتربَّصوا حتى
      يأتي اللهُ بأمرِه،واللهُ لا يهدي القومَ الفاسقين" ،

      و" قُل إن كنتم تحبون اللهَ فاتَّبعوني يحبِبِكُم اللهُ "




      2- لأنه حبيب الله الذي أقسم بحياته قائلاً :
      " لَعَمرُك إنَّهُم لَفي سَكْرَتِهِم يَعمَهون"
      والذي اقترن اسمه صلى الله عليه وسلم باسمه تعالى:
      مرات عديدة في القرآن الكريم ،
      و في الشهادة التي لا ندخل في الإسلام إلا بها
      وفي الأذان الذي يُرفع خمس مرات في كل يوم وليلة

      كما نرى الله تعالى قد فرض علينا تحيته صلى الله عليه وسلم
      بعد تحيته سبحانه في التشهد في كل صلاة ........
      فأي شرف بعد هذا الشرف ؟!!!




      3- لأنه حبيب الرحمن الذي قرَّبه إليه دون كل المخلوقات ليلة
      المعراج ، وفضَّله حتى على جبريل عليه السلام،
      "كما خصه - صلى الله عليه وسلم- بخصائص لم تكن لأحد
      سواه،منها: الوسيلة، والكوثر، والحوض،والمقام المحمود"
      ومن الطبيعي أن يحب المرء حبيب حبيبه،
      فإذا كنا نحب الله عز وجل،فما أحرانا بأن نحب حبيبه!!!

      4- لأن حبه- صلى الله عليه وسلم- ييسر احترامه،
      واتباع سنته ،وطاعة أوامره ، واجتناب نواهيه...
      فتكون النتيجة هي الفوز في الدنيا والآخرة.

      5- لأن الله تبارك وتعالى قد اختاره من بين الناس لتأدية هذه
      الرسالة العظيمة،فيجب أن نعلم أنه اختار خير الأخيار،
      لأنه سبحانه أعلم بمن يعطيه أمانة الرسالة ،
      ومادام اصطفاه من بين كل الناس لهذه المهمة العظيمة،
      فمن واجبنا نحن أن نصطفيه بالمحبة من بين الناس جميعاً




      6- لأنه صلى الله عليه وسلم النبي الوحيد الذي ادَّخر دعوته
      المستجابة ليوم القيامة كي يشفع بها لأمته،
      كما جاء في صحيح مسلم:
      "لكل نبى دعوة مجابة، وكل نبى قد تعجــل دعــوته،
      وإنــى اختبأت دعوتى شفاعة لأمتي يــوم القيامة" ،
      وهو الذي طالما دعا ربه قائلاً:
      "يارب أمتي ، يارب أمتي" ،
      وهو الذي سيقف عند الصراط يوم القيامة يدعو لأمته
      وهم يجتازونه،قائلاًً:
      " يارب سلِّم ، يارب سلِّم"


      7- لأنه بكى شوقا إلينا حين كان يجلس مع أصحابه ،
      فسألوه عن سبب بكاءه، فقال لهم :
      "إشتقت إلى إخواني"،
      قالوا :"ألسنا بإخوانك يا رسول الله؟!"
      قال لهم:"لا"،إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني"!!




      8- لأن المرء مع مَن أحب يوم القيامة"
      كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم،
      فإذا أحببناه حقاً صرنا جيرانه- إن شاء الله-
      في الفردوس الأعلى مهما قصرت أعمالنا،
      فقد روى أنس بن مالك أن
      أعرابياً جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقال:
      "يا رسول الله ،متى الساعة"،
      قال له:" وما أعددت لها؟"،
      قال :"حب الله ورسوله"،
      قال: " فإنك مع مَن أحببت"!!

      9- لأن الخالق- وهو أعلم بخلقه- وصفه بأنه " لعلى خلُق عظيم"
      ،وبأنه:" عزيز عليه ماعَنِتُّم،حريص عليكم ، بالمؤمنين رءوف رحيم" ؛
      كما قال هو عن نفسه : " لقد أدَّبني ربي فأحسن تأديبي" ،
      ولقد ضرب - صلى الله عليه وسلم أروع الأمثال بخُلُقه هذا ،
      فأحبه،ووثق به كل من عاشره من المؤمنين والكفار على السواء،
      فنشأ وهو معروف بينهم باسم"الصادق الأمين" ...
      أفلا نحبه نحن ؟!!!




      10- لأن الله تعالى شبَّهَه بالنور -الذي يخرجنا من ظلمات الكفر
      والضلال، ويرشدنا إلى ما يصلحنا في ديننا ودنيانا-
      في قوله سبحانه:
      "قد جاءكم من الله نورٌ وكتابٌ مبين"
      فالإسلام لم يأت إلينا على طبق من ذهب،
      وإنما وصل إلينا بفضل الله تعالى ،
      ثم جهاد النبي صلى الله عليه وسلم وصبره وملاقاته الصعاب"
      فما من باب إلا وطرقه الكفار ليثنوه عن عزمه،
      ويمنعوه من تبليغ الرسالة؛ فقد حاولوا فتنته،
      بإعطاءه المال حتى يكون أكثرهم مالاً،
      وبجعله ملكا وسيدا ً عليهم،
      وبتزويجه أجمل نساء العرب،
      فكان رده عليهم-حين وسَّطوا عمه أبي طالب-
      "والله يا عم ، لو وضعوا القمر في يميني،والشمس في شمالي
      على أن أترك هذا الأمر ما تركته ،حتى يُظهره الله ،
      أو أهلك دونه"
      ثم هم هؤلاء يحاولون بأسلوب آخر وهو التعذيب الجسدي والمعنوي،
      (ففي الطائف أمروا صبيانهم ،وعبيدهم برميه بالحجارة،فرموه
      حتى سال الدم من قدميه،
      وفي غزوة أُحُد شُقت شفته،وكُسرت رباعيته صلى الله عليه وسلم،
      وفي مكة وضعوا على ظهره روث جزور،وقاطعوه وأصحابه حتى
      كادوا يهلكون جوعاً،
      وفي غزوة الخندق جاع حتى ربط الحجر على بطنه صلى الله عليه وسلم…
      ولكنه لم يتوقف عن دعوته، بل واصل معتصماً بربه،متوكلاً عليه )




      11- لأن حبه يجعله يُسَرُّ بنا عندما نراه يوم القيامة
      عند الحوض فيسقينا من يده الشريفة شربة هنيئة
      لا نظمأ بعدها أبداً.

      12- لأنه هو اللبنة التي اكتمل بها بناء الأنبياء
      الذي أقامه الله جل وعلا، كما أخبر بذلك أبو هريرة
      وجاء في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال :
      (( إن مثَلى ومَثل الأنبياء من قبلى كمثل رجل بنى بيتاً فأحسنه
      وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه فجعل الناس
      يطوفون به ويعجبون له ويقولون:
      هلا وُضِعَتْ هذه اللبنة ؟ فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين ))





      نتابع

      تعليق


      • #18


        كيف يمكن لجيل المستقبل أن يقتدي برسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام
        سؤال مهم جدا كيف يمكننا جعل أبنائنا يحبون رسولهم الكريم ويقتدون به..
        إليكم هذه النقاط لكي نستطيع زرع حب الرسول صلى الله عليه وسلم في نفوس أبنائنا ....




        1- القدوه:
        أول خطوه تتمثل في القدوه ،
        بأن يكون الوالدان قولا وفعلا محبان لرسول الله صلى الله عليه وسلم

        إن أول خطوة لتعليمهم ذلك الحب هو أن يحبه الوالدان أولاً،
        فالطفل كجهاز الرادار الذي يلتقط كل ما يدور حوله،
        فإن صدق الوالدان في حبهما لرسول الله ،أحبه الطفل بالتبعية،
        ودون أي جهد أو مشقة من الوالدين،
        لأنه سيرى ذلك الحب في عيونهم ،
        ونبرة صوتهم حين يتحدثون عنه،
        وفي صلاتهم عليه دائما - حين يرد ذكره،ودون أن يرد-
        وفي شوقهما لزيارته فيكثرون من ذكره أمام الطفل...
        يصلون عليه... يتحدثون عنه...
        يتبعون سنته مبينين للطفل أننا نفعل هكذا لأن الرسول كان يفعله...
        نحب الشيئ الفلاني لأن الرسول كان يحبه...
        فالقدوه مؤثر فعال على الطفل ...
        وطريق يسير لتحقيق الأمر المُبتغى ...




        2- الحاسوب والتلفاز :
        في الوقت الحالي ، باتت متعة أفلام التلفاز وبرامج الحاسوب
        أكبر من متعة القصص، فكم هو جميل أن تجلس طفلك بجانبك
        وتعرض له فيلما عن مولد الرسول عليه الصلاة والسلام
        ليتأثر بمواقفه... ويشعر بالعذاب الذي واجهه في سبيل
        الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ،
        وكذلك الأناشيد والقصص على أقراص الليزر الكمبيوتريه
        تشد الطفل وتثير اهتمامه .




        3- وصف حياته :
        رافق طفلك إلى فراشه .. إجلس بجانبه،
        حدثه قبل أن يغمض عينيه عن موقف جليل
        لرسول الله صلى الله عليه وسلم
        قصها عليه بإسلوب مشوق.. اختر في كل ليله موقفا له،
        أو خلقا من أخلاقه، أو أسلوبا من أساليبه المثاليه
        في التعامل مع أصحابه وأبنائه .




        4- زيارته :
        من الجميل أن تصطحب طفلك في رحلة إلى المدينة المنورة
        ثمـ إلى الروضه حيث قبر سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه
        وسلم بعدما تكون نفسه قد ارتوت من طيب ذكره...
        ولمست حبه وشوقه لزيارة مدينته...
        وهناك سيشعر بعظمة وإجلال ربما
        لا تغيب عن ذاكرته عند الكبر .





        5- الصلاة عليه :
        عود طفلك أن يكثر من الصلاة عليه خاصة يومـ الجمعة،
        كرر على مسامعه ذلك، واشرح له فضائل الصلاة
        على الرسول صلى الله عليه وسلم وأنها سبب في
        نيل شفاعة الرسول عليه الصلاة والسلام والقرب منه يوم القيامه.
        وأنها زيادة في نيل الحسنات ..





        نتابع

        تعليق


        • #19


          يمكننا أن نحبب نبينا صلى الله عليه وسلم إلى أطفالنا
          بالتعامل مع كل مرحلة عمرية بما يناسبها:

          1- تلعب القدوة في مرحلة ما بعد الميلاد حتى الثانية من العمر
          أفضل أدوارها، حين يسمع الأطفال والديه يصليان على النبي
          صلى الله عليه وسلم عند ذكره أو سماع من يذكره، فيتعود ذلك
          ويألفه منذ نعومة أظفاره؛ مما يمهد لحبه لرسول الله صلى الله
          عليه وسلم حين يكبر.

          كما يمكن أن نردد أمامه مثل هذه الأناشيد حتى يحفظها :
          محمد نبينا
          أمُّهُ آمِنة
          أبوه عبد الله
          مات ما رآه
          ***
          "هذا بن عبد الله
          أخلاقه القرآن
          والرحمة المهداة
          عمت على الأكوان




          2- مرحلة ما بين الثالثة والسادسة:
          يكون الطفل في هذه المرحلة شغوفًا بالاستماع للقصص؛
          لذا فمن المفيد أن نعرِّفه ببساطة وتشويق
          برسول الله صلى الله عليه وسلم،
          فهو الشخص الذي أرسله الله تعالى ليهدينا ويعرفنا الفرق بين
          الخير والشر،فمن اختار الخير فله الجنة ومن اختار الشر فله
          النار والعياذ بالله،ونحكي له عن عبد الله،وآمنة والدي الرسول
          الكريم،و قصة ولادته صلى الله عليه وسلم ،
          وقصة حليمة معه،ونشأته يتيماً
          ( حين كان أترابه يلوذون بآبائهم
          ويمرحون بين أيديهم كطيور
          الحديقة بينما كان هو يقلِّب وجهه في السماء ...
          لم يقل قط" يا أبي" لأنه لم يكن له أب يدعوه ،
          ولكنه قال كثيراً ،ودائماً:" يا ربي"!!! "
          ومن المهم أن نناقش الطفل ونطلب رأيه فيما يسمعه من أحداث،
          مع توضيح ما غمض عليه منها.

          ويستحب أن نحفِّظه الآيتين الأخيرتين من سورتي
          "التوبة"،و"الفتح"التي تتحدث عن فضائله صلى الله عليه وسلم؛
          مع شرح معانيها على قدر فهمه.

          كما يمكن تحفيظه كل أسبوع أحد الأحاديث الشريفة القصيرة،
          مع توضيح معناها ببساطة،من هذه الأحاديث مثلاً :
          " من قال لا إله إلا الله دخل الجنة"
          "إن الله جميل يحب الجمال"
          "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً ان يتقنه"
          "خيركم من تعلَّم القرآن وعلمه"
          "إماطة الأذى عن الطريق صدقة"
          "لا يدخل الجنة نمَّام"
          "من لم يشكر الناس، لم يشكر الله





          3- مرحلة ما بين السابعة والعاشرة:
          في هذه المرحلة يمكننا أن نحكي لهم مواقف الرسول صلى الله
          عليه وسلم مع الأطفال، وحبه لهم ورحمته بهم واحترامه لهم؛
          فالقصص تحدث آثاراً عميقة في نفوس الأطفال
          وتجعلهم مستعدين لتقليد أبطالها.
          مثل قصص مواقفه مع حفيديه الحسن والحسين
          ورحمته عند سماع بكاء الصبى
          ورحمته بالحيوان مثل قصته مع الغزالة وقصته مع الجمل
          ورحمته بالأطفال وإعطائهم الهدايا
          ورفقه بخادمه "أنس بن مالك" رضي الله عنه،
          حيث كان يناديه ب"يا بُني" أو" يا أُنيس"
          -وهي صيغة تصغير للتدليل-
          يقول أنس:" خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين،
          والله ما قال لي أف، ولا لِم صنعت ؟ ولا ألا صنعت؟"

          ومما يعين أيضًا على حبه صلى الله عليه وسلم أن نكافئ الطفل
          على صلاته على النبي صلى الله عليه وسلم عشر مرات -مثلاً-
          قبل النوم، وبعد الصلاة حتى يتعود ذلك .




          4- مرحلة ما بين الحادية عشرة والثالثة عشرة:
          يمكن في هذه المرحلة أن نحكي له بطريقة غير مباشرة عن
          أخلاق وطباع الرسول صلى الله عليه وسلم؛
          أي أثناء اجتماع الأسرة للطعام
          أو اجتماعها للتنزه في نهاية الأسبوع،
          أو نقوم بتشغيل شريط يحكي عنه في السيارة
          أثناء الذهاب للنزهة،
          أو نهديهم كتبًا تتحدث عنه صلى الله عليه وسلم
          بأسلوب قصصي شائق.
          ومما يمكن أن نحكى لهم فى هذه المرحلة :
          - أدب السلوك المحمدي: حيث كان صلى الله عليه وسلم
          يجيد آداب الصحبة والسلوك،
          - الكرم المحمدي: حيث كان الكرم المحمدي مضرب الأمثال،
          فقد كان صلى الله عليه وسلم لا يرد سائلاً
          - الحلم المحمدي: كان الحلم - وهو ضبط النفس حتى لا يظهر منها ما يكره
          قولاً أو فعلا عند الغضب- فيه صلى الله عليه وسلم مضرب الأمثال

          - العفو المحمدي:
          ( كان العفو- وهو ترك المؤاخذة ،عند القدرة على الأخذ من المسيء -
          من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم،
          وقد أمره به المولى تبارك وتعالى حين تنزل جبريل بالآية الكريمة:
          "خُذ العفوَ وَأْمُر بالعُرف وأعرِض عن الجاهلين"
          فسأله صلى الله عليه وسلم عن معنى هذه الآية،
          فقال له:" حتى أسال العليم الحكيم"،
          ثم أتاه فقال :" يا محمد إن الله يأمرك ان تصل من قطعك،
          و وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك"

          - الشجاعة المحمدية:
          ( كان صلى الله عليه وسلم شجاع القلب والعقل معاً،
          فشجاعة القلب هي عدم الخوف مما يُخاف منه عادةً،
          والإقدام على دفع ما يُخاف منه بقوة وحزم،
          أما شجاعة العقل فهي المُضي فيما هو الرأي
          وعدم النظر إلى عاقبة الأمر،متى ظهر أنه الحق...
          والصبر المحمدى - والرحمة المحمدية - والوفاء المحمدى





          5- من المجدي في مرحلة ما بين الرابعة عشرة والسادسة عشرة
          أن يقوم الوالدان بعقد المسابقات في الإجازة الصيفية بين الأولاد
          وأقرانهم من الأقارب أو الجيران أو الأصدقاء بالمدرسة أو النادي
          لعمل أبحاث صغيرة عن سيرته صلى الله عليه وسلم.
          فهذه الطريقة تجعل ما يقرءون،و يكتبون أكثر ثباتاً في عقولهم،وقلوبهم ؛
          لأنهم سيبذلون الجهد في البحث عن تلك المعلومات،
          وتجميعها، وترتيبها، ثم كتابتها و صياغتها بشكل جيد.
          وينبغي مكافأة من قاموا بإعداد أبحاث جيدة
          بهدايا نعرف مسبقا أنهم يحبونها.
          كما يمكن إهداء الطفل أو مكافاته بكتب مثل:
          " معجزات النبي صلى الله عليه وسلم -ودلائل صدق نبوته




          ولكن هناك ملاحظات مهمة أثناء التطبيق
          ستخلق جوًّا جميلاً للطفل، وستلفت انتباهه
          للجهد الذي تبذلونه كأسرة في غرس حب النبي
          صلى الله عليه وسلم في نفوس صغاركم، منها:

          1- الحرص على الإقناع باستخدام المناقشة والسؤال والاستفسار،
          وعدم الاعتماد على أسلوب التلقين وحده.

          2- يُراعى استخدام أساليب التشويق في حكاية سيرة النبي صلى
          الله عليه وسلم، كما يراعى استخدام الثواب والهدية
          ومثاله في حالة التكليف بحفظ الأحاديث أو شيء من السُّنَّة.

          3- مساعدة الأطفال في الإنتاج الإبداعي فيما يخص حب النبي
          صلى الله عليه وسلم، مثل: كتابة الشعر في ذلك، والقصة،
          والمقالات، وتشجيع المسابقات والمنافسات المختلفة
          في موضوع حب النبي صلى الله عليه وسلم .




          أعزائي.. إن من واجبنا تجاه حبيبنا ونبينا سيدنا محمد صلى الله
          عليه وسلم أن نربِّي نفوسنا وأبناءنا على تعاليم سيدنا محمد صلى
          الله عليه وسلم، وندربهم على التزام سنته، ونغرس في قلوبهم
          حبه؛ حتى يكون أحب إلينا من مالنا وولدنا ونفوسنا والناس
          أجمعين، وكذلك حب صحابته وآل بيته الكرام
          رضوان الله عليهم أجمعين.

          من هنا كانت الحاجة ملحّة لأنْ نعيد إلى أذهاننا وأذهان أبنائنا
          من الأطفال والشباب الصورة الصحيحة للقدوة الصالحة،
          والشخصية التي تستحق أن تُتبع وأن يُحتذى بها .





          نتابع

          تعليق


          • #20


            أطفالنا وحب القرآن الكريم



            تحرص الكثير من الأمهات على شراء
            أفضل الملابس والأحذية لأطفالهن..
            وتوفير أجمل اللعب وألذ الحلويات..
            يريدونهم أن يكونوا أجمل الأطفال وأكثرهم جاذبية وأسعدهم..
            كما يحرصن على تعليمهم المهارات واللغات والهوايات..
            لكن..
            كم من هؤلاء الأمهات .. من تحرص على أن تغرس حب الله
            وحب القرآن في داخل نفس طفلها .. منذ نعومة أظفاره؟؟
            من منهن تريد طفلا ً معتزاً بدينه وقرآنه؟
            سنتطرق لكيفية غرس حب القرآن فى نفس الطفل




            المرحلة الأولى ( الجنين )..
            في مرحلة حمل الأم بوليدها, تستطيع الأم فعل الكثير لتربية طفلها ,
            فالطفل يبدء بسماع الأصوات في لشهر السادس ويميزها في لشهر السابع.
            إن كثرة سماع الأم لأشرطة القرآن الكريم تجعل
            الطفل يميل لسماعه بعد ولادته ويألفه كثيرا ً وهو رضيع ,




            كما أن قراءة الأم للقرآن الكريم وترتيلها له
            بصوت عال له أثر في راحتها النفسية وبالتالي
            راحة الجنين وتعويده على سماع صوت القرآن
            الكريم وتحبيبه فيه على العكس من الطفل الذي
            يتعود على سماع الأغاني والموسيقى في بطن أمه ..
            فيألفها ويميل الى سماعها بعد ولادته ..




            المرحلة الثانية ( الرضيع )..
            عودي طفلك في هذه المرحلة أيضا ً على
            سماع القرآن في أرجاء البيت ليتعود عليه ويألفه..
            ويمكنك أن تشغلي المسجل أو الراديو لديه بإرتفاع صوت
            مناسب , ثم اتركي الطفل مع لعبه أو دميته أثناء إنشغالك .




            إن تعوده على سماع صوت القرآن في البيت يبث في نفسه
            الطمأنينه ويجعله أكثر حبا ً وقربا ً منه ..




            كما ينصح الخبراء بترديد الأم للقرآن الكريم أثناء رضاعتها
            الطبيعية لطفلها أثناء قربه الجسدي منها حتى يترسخ أكثر في
            عقله الباطن ويرتبط لديه بشيء محبب ..




            المرحلة الثالثة ( الطفل من سنة ونصف الى 3 )..
            احرصي خلال هذه الفترة أن يشاهدك جالسة على سجادتك تقرئين
            القرآن وترتلينه وحاولي أن تشركيه في صلاتك
            واقرئي القرآن بصوت عال ليسمعه ..




            إن هذه المرحلة هي مرحلة المراقبة لمن حوله وتقليدهم
            فأحرصي على إظهار حبك الشديد للقرآن واحترامك
            للمصحف أمامه ورفعه عاليا ً..
            بالإضافة الى أهمية أن يراك ترددين أو تسمعين القرآن
            وأنت في المطبخ أو تعملين ليستشعر حبك للقرآن ..




            المرحلة الرابعة ( من 3 سنوات إلى 6 )...
            هذه الفترة هامة جدا ً في تكوين شخصية الطفل
            ورسم ميوله واهتماماته ,
            وهي أهم مرحلة تحدد مدى حبه للقرآن بإذن الله ,
            لذا اهتمي به في هذه الفترة كثيرا ً .
            واحرصي على تحفيظه بعض قصار السور
            مع مكافأته وتشجيعه والثناء عليه أمام الآخرين
            ليشعر بالفخر لذلك .




            يقول الدكتور / يحي الغوثاني.. المتخصص في الدراسات القرآنية :
            إن الطفل إذا حفظ القرآن منذ صغره اختلط القرآن بلحمه ودمه..
            حاولي إدخاله حلقة للتحفيظ أو دارا ً للتحفيظ ,
            واشتري له جهازا ً لتحفيظ سور القرآن الكريم يناسب عمره ..




            اشرحي له معاني وقصص بعض السور وحببيه بها .
            لكن لا تضغطي عله بشدة في ذلك
            فهناك فروق بين الأطفال في قدرة الحفظ..
            أيضا ً احرصي على تعليمه الأدب مع كتاب الله
            فلا يضع شيئا ً فوقه , ولا يتكئ عليه وغير ذلك من الآداب ..





            المرحلة الخامسة ( من سن 7 سنوات الى 12 سنة )..
            يجب أن يكون قد مر بكل المراحل السابقة ,
            لكن احرصي على زيادة تعلقه بأماكن القرآن , الدار أو الحلقة..
            ومن المهم أن يشعره الطفل بالفخر لأنه يحفظ القرآن ,
            فيعطيه مزايا , ويفتخر به أمام الآخرين ويثني عليه ويدعوله ..




            بالإضافة إلى أهمية شرح فضل القرآن وفضل حفظه وقراءته
            والأجر العظيم المترتب للمسلم عل ذلك ,
            مع الإستمرار في إعطائه الهدايا كلما اجتاز مقدارا ً من الحفظ..
            ويمكن للأب أن يجعل ابنه إماما ً له ,
            والأم تجعل ابنتها كذلك
            ليستشعروا فضل حافظ القرآن على صاحبه ..






            نتابع

            تعليق


            • #21


              كيف نزرع حب الله عز وجل في قلوب أطفالنا ؟
              تحتاج هذه المهمة في البداية إلى أن يستعين الوالدان بالله القوي العليم الرشيد ،
              فيطلبا عونه ، ويسألاه الأجر على حسن تربية أولادهما ابتغاء مرضاته ،
              ويرددان دائماً:
              { رب اشرَح لي صدري ، ويسِّر لي أمري ،
              واحلُل عقدةً من لساني يفقهوا قولي } ؛




              " مع ضرورة بناء علاقات صحيحة وسليمة بين الأهل والأولاد "
              ثم بعد ذلك تأتي العناية ، والاهتمام ، واليقظة ،
              والحرص من الوالدين أو المربين لأنهم سوف يتحدثون عن
              أهم شيء في العالم ،وأهم ما يحتاج إليه طفلهم ؛
              لذلك فإنهم " يجب أن يتناولوا هذا الموضوع بفهم وعمق وحب وود " ...
              أما إن أخطأوا ، فإن الآثار السلبية المترتبة على ذلك ستكون ذات عواقب وخيمة .




              لذا يجب مراعاة متطلبات المرحلة العمرية للطفل ، وسماته الشخصية ، وظروفه...
              وكلما بدأنا مبكرين كان ذلك أفضل ،
              كما أننا إذا اهتممنا بالطفل الأول كان ذلك أيسر ، وأكثر عوناً على مساعدة إخوته
              الأصغر على حب الله تعالى ؛ لأن الأخ الأكبر هو قدوتهم ،
              كما أنه أكثر تأثيراً فيهم من الوالدين .
              و يجب أيضاً اختيار الوقت والطريقة المناسبة للحديث في هذا الموضوع معهم ...




              وفيما يلي توضيح كيفية تعليمهم حب الله في شتى المراحل :

              أولاً: مرحلة ما قبل الزواج:




              إن البذرة الصالحة إذا وُضعت في أرض خبيثة اختنقت ،
              وماتت ، ولم تؤت ثمارها ،
              لذا فقد جعل الإسلام حسن اختيار الزوج والزوجة
              من أحد حقوق الطفل على والديه ،
              فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم :
              { الطيباتُ للطيبين ، والطيبون للطيبات } ،
              وقال صلى الله عليه وسلم:
              ( تخيَّروا لِنُطَفِكُم ، فإن العِرق دسَّاس ) ،
              وقال أيضاً:
              ( تُنكح المرأة لأربع : لمالها ، وجمالها ، وحسبها ، ودينها ،
              فاظفَر بذات الدين تَرِبَت يداك ) ،




              وروي عن الإمام جعفر الصادق أنه قال :
              قام النبي صلى الله عليه وآله وسلم خطيباً ، فقال :
              ( أيُّها الناس إياكم وخضراء الدُّمُن .
              قيل : يا رسول الله ، وما خضراء الدُّمُن ؟
              قال : المرأة الحسناء في منبت السوء ).
              كما أكَّد صلى الله عليه وسلم على أن يكون الزوج
              مُرضياً في خُلُقه ودينه ، حيث قال:
              ( إذا جاءكم من ترضون خُلُقه ودينه فزوجوه ) ،
              وأردف صلى الله عليه وآله وسلم ذلك بالنهي
              عن ردّ صاحب الخلق والدين فقال :
              ( إنّكم إلاّ تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) ،
              كما قال صلى الله عليه وسلم:
              ( من زوّج ابنته من فاسق ، فقد قطع رحمها ).




              فإذا اختلط الأمر على المقدمين على الزواج ،
              فإن الإسلام يقدم لهم الحل في" صلاة الاستخارة".
              ثم يأتي بعد حُسن اختيار الزوج أو االزوجة:
              الدعاء بأن يهبنا الله الذرية الصالحة ،
              كما قال سيدنا زكريا عليه السلام مبتهلاً:
              { رب هَب لي ِمن لَدُنكَ ذُرِّيَةً طيبةً إنك سميعُ الدعاء } ،
              وكما دعا الصالحون:
              { ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا
              قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما }.





              نتابع

              تعليق


              • #22


                ثانياً : مرحلة الأجِنَّة :



                على كل أم مسلمة تنتظر طفلاً أن تبدأ منذ علمها بأن هناك رزق
                من الله في أحشائها ؛ فتزيد من تقربها إلى الله شكراً له على
                نعمته ، واستعداداً لاستقبال هذه النعمة ، فتنبعث السكينة في قلبها ،
                والراحة في نفسها ، مما يؤثر بالإيجاب في الراحة النفسية للجنين ؛
                كما يجب أن تُكثر من الاستماع إلى القرآن الكريم ،
                الذي يصل أيضاً إلى الجنين ، ويعتاد سماعه ،
                فيظل مرتبطاً به في حياته المستقبلة إن شاء الله .




                ولنا في امرأة عمران- والدة السيدة مريم- الأسوة الحسنة حين قالت:
                { ربِّ إني نَذَرتُ لك ما في بطني مُحرَّراً ،
                فتقبل مني إنك أنت السميع العليم } ،
                فكانت النتيجة: { فتقبَّلها ربُّها بقَبول حَسَن }.





                ولقد أثبتت التجربة أن أفضل الطعام عند الطفل هو ما كانت تُكثر
                الأم من تناوله أثناء حملها بهذا الطفل ،
                كما أن الجنين يكون أكثر حركة إذا كان حول الأم صخباً أو
                ضجة ، وهذا يعني تأثر الجنين بما هو حول الأم من مؤثرات.

                ( وهاهي الهندسة الوراثية تؤكد وجود الكثير من التأثيرات التي
                تنطبع عليها حالة الجنين ، سواء أكانت هذه التأثيرات
                بيولوجية ، أوسيكولوجية ، أو روحية ، أوعاطفية .




                ونحن نطالع باستمرار مدى تأثر الجنين بإدمان الأم على التدخين ،
                فإذا كان التدخين يؤثر تأثيراً بليغاً على صحة الجنين البدنية ،
                فَتُرى ما مدى تأثره الأخلاقي والروحي بسماع الأم للغيبة أو
                أكلها للحم الخنزير ، أو خوضها في المحرمات
                وهي تحمله في أحشائها؟! )

                ويؤكد الدكتور "علاء الدين القبانجي" هذا بقوله:
                " هناك خطأ كبير في نفي التأثير البيئي على النطفة ،
                في نفس الوقت الذي نلاحظ فيه التأثير ا لبيئي على الفرد ذاته
                سواء بسواء ، ولن تتوقف النطفة عن التأثر بالمنبهات الكيماوية -
                بما فيها المواد الغذائية والعقاقير- أو بالظروف البيئية ،
                بل ستظل تتأثر بقوة التوجه إلى الله أيضا ،
                فروح الاطمئنان والتوجه إلى الله تعالى تخفف من
                التوترات والتفاعلات النفسية المضطربة .




                ويضيف فضيلة الشيخ "علي القرني" :
                " أثبت العلم الحديث أن للجنين نفسية لا تنفصل عن نفسية أمه ،
                فيفرح أحياناً ، ويحزن أحياناً ، وينزعج أحياناً لما ترتكبه أمه من
                مخالفات كالتدخين مثلاً ، فقد أجرى أحد الأطباء تجربة على
                سيدة حامل في شهرها السادس وهي مدمنة للتدخين ،
                حيث طلب منها الامتناع عن التدخين لمدة أربع وعشرين ساعة ،
                بينما كان يتابع الجنين بالتصوير الضوئي ، فإذا به ساكن هادئ ،
                حتى أعطى الطبيب الأم لفافة تبغ ، فما إن بدأت بإشعالها
                ووضعها في فمها حتى بدأ الجنين في الاضطراب ،
                تبعاً لاضطراب قلب أمه .




                كما أثبت العلم أيضاً أن مشاعر الأم تنتقل لجنينها ، فيتحرك
                بحركات امتنان حين يشعر أن أمه ترغب فيه ومستعدة للقائه ،
                بينما يضطرب وينكمش ، ويركل بقدميه معلناً عن احتجاجه حين
                يشعر بعدم رغبة أمه فيه...
                حتى أن طفلة كانت أمها قد حملتها كُرهاً ، وحاولت إسقاطها ،
                دون جدوى ، فلما وضعتها رفضت الطفلة الرضاعة من أمها ،
                فلما أرضعتها مرضعة أخرى قبلت!!!
                ولكنها عادت لرفض الرضاعة مرة أخرى حين عصبوا
                عيني الطفلة ، ثم أعطوها لأمها كي ترضعها !!! "




                بينما نرى أماً أخرى حرصت - منذ بداية الحمل- على تلاوة القرآن
                والاستماع له في كل أحوالها ... قائمة ، وقاعدة ، ومضطجعة ،
                فكانت النتيجة أن وضعت طفلاً تمكن بفضل الله تعالى
                من ختم القرآن الكريم حفظاً ، وتجويداً ،
                وهو في الخامسة من عمره !!!
                فتبارك الله أحسن الخالقين"




                مما تقدم نخلص إلى أن تربية الطفل تبدأ من مرحلة الأجنة ،
                " فإذا نشأ الجنين في بطن أمه في جو من الهدوء والسكينة -
                وخير ما يمنحهما هو القرب من الله سبحانه -
                فإنه يستجيب بإذن ربه ، ويعترف بفضل أمه عليه ،
                ويتمتع بشخصية سوية ونفسية هادئة ،
                يقول لسان حاله : { هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟!!! } "





                نتابع

                تعليق


                • #23


                  ثالثا: مرحلة مابعد الوضع حتى السنة الثانية :



                  " بعد أن يولد الطفل ويبدأ بالرضاعة والنمو يكون أشد استقبالاً
                  لمتغيرات الحياة من الشاب البالغ ،
                  لأن الوليد يكون مثل الصفحة البيضاء
                  الجاهزة لاستقبال خطوط الكتابة ،
                  بينما يكون الشاب البالغ قد أوشكت قناعته على الاكتمال ،
                  فيصبح من الصعب التلاعب بها أو محوها "




                  لذا يجب أن نرقيه بالرقية الشرعية
                  ( المأخوذة من الكتاب والسنة المطهرة ) ،
                  ونسمع معه التلاوات القرآنية لشيوخ ذوي أصوات ندية ،
                  كما نُكثر من الاستغفار والتسبيح والتحميد والتهليل والحوقلة
                  ونحن نحمله ، حتى تحُفُّه الملائكة ،
                  ويتعود سماع مثل هذه الكلمات النورانية .




                  " ومع زيادة نمو الوعي عند الطفل يجب أن نحرص على أن
                  نَذكُر الله عز وجل أمامه دائماً ،
                  فبدلاً من أن نقول : " غاغا " ، أو ما شابه ذلك
                  من ألفاظ نقول : " يا الله " ،
                  ونسعى دائماً إلى أن يكون لفظ الجلالة ملامساً لسمعه
                  حتى يحفظه ، ويصبح من أوائل مفرداته اللغوية ،
                  وإذا أراد أن يحبو ، وصار قادراً على النطق ،
                  فيجب أن نأخذ بيده ونريه أننا نريد أن نرفعه ،
                  فنقول : " يا رب .. يا مُعين " ،
                  ونحاول أن نجعله يردد معنا ،
                  وإذا أصبح أكثر قدرة على التلفظ بالكلمات علمناه الشهادتين ،
                  ورددناها معه حتى يعتادها
                  فنراه يَسأل عن معناها حين يستطيع الكلام .






                  نتابع

                  تعليق


                  • #24


                    رابعاً: من سنتين إلى ثلاث سنوات :




                    ( في هذا العمر يكون الطفل متفتح الذهن ، مما يدعونا إلى
                    تحفيظه بعض قصار السور كالفاتحة ، والعصر ، والكوثر...إلخ ،
                    وذلك حسب قدرته على الحفظ ،
                    وكذلك تحفيظه بعض الأناشيد مثل :
                    " الله رب الخلـق ، أمـدنا بالرزق " ،
                    و" من علِّـم الـعصفور أن يبني عشا في الشجر ،
                    الله قـد عـلمه وبالهُـدى جَـمَّلهُ " )




                    وكذلك : " اللهُ ربي ، محمدٌ نبيي ، والإسلامُ ديني ، والكعبةُ قبلتي
                    ، والقرآن كتابي ، والنبي قدوتي ، والصيام حصني ، والصَدَقة
                    شفائي ، والوضوء طَهوري ، والصلاة قرة عيني ، والإخلاص
                    نِيَّتي ، والصِدق خُلُقي ، والجَنَّةُ أملي ، ورضا الله غايتي ".

                    ( وكلما زاد وعيه وإدراكه ردَّدنا أمامه أن الله هو الذي رزقنا
                    الطعام ، وهو الذي جعل لنا الماء عذباً ليروي عطشنا ،
                    وهو الذي أعطاه أبوه وأمه لرعايته ، وهو الذي أعطانا المال
                    والمنزل ، والسيارة واللعب...إلخ ، ولذلك فهو جدير بالشكر ،
                    وأول شكر له هو أن نحبه ولا نغضبه ،
                    وذلك بأن نعبده ولا نعبد سواه )




                    كما نذكر ونحن نلعب معه بدميته مثلا :
                    أن هاتين اليدين والعينين والأذرع والرجلين لدينا مثلها
                    ولكن ما يخص الدمية من القماش أو البلاستيك ،
                    أما ما أعطانا الله فهي أشياء حقيقية
                    تنفعنا في حياتنا وتعيننا عليها.

                    ( وإذا جلسنا إلى الطعام قلنا بصوت يسمعه : " بسم الله " ،
                    وإذا انتهينا قلن " الحمد لله " ،
                    وكذلك إذا شربنا ، وإذا اضطجعنا وإذا قمنا من النوم )
                    حتى يعتاد الطفل ذلك ويردده بنفسه دون أن نطلب منه ذلك .




                    كما يجب أن نخبره أن الله تعالى يحب لهم الخير ويعلم ما
                    يصلحهم ، فهو الذين أوصى بهم الوالدين أن يحسنوا اختيار
                    أسماءهم ( ويعلِّموهم أمور دينهم ودنياهم ، ويحسنوا تأديبهم و
                    تربيتهم ، وهو الذي أمر الوالدين بالعطف عليهم والترفق بهم ،
                    والعدل بينهم وبين إخوتهم في كل الأمور) ،
                    وهو حبيبهم الذي يتجاوز عنهم حتى يصلوا إلى سن الإدراك ،
                    فنخبرهم أنه يسامحهم على أخطائهم ماداموا صغاراً .
                    فعليهم أن يستحيوا من الله وأن لا يعصوه .






                    ومن المفيد أن نربط كل جميل من حولهم بالله تعالى ،
                    فالوردة ، والنحلة ، والفراشة ، والقمر ،
                    وغيرها من مخلوقات الله ،
                    أما الأشياء التي تبدو ضارة بالنسبة لنا كالذبابة ، والفأر ،
                    وغيرهما فهي من مخلوقات الله أيضاً ،
                    وهي تقوم بوظيفة تساعد على أن يظل الكون
                    من حولنا جميلاً ونظيفاً .





                    كما يجب أن نربط كل خُلُق جميل بالله تعالى ،
                    فالله يحب الرحمة والرفق والعدل والجمال والنظافة ... إلخ .




                    كما يجب أن نقرِّب إلى أذهانهم فكرة وجود الله مع عدم إمكانية
                    رؤيته في الدنيا ، فهناك أشياء نحسها ونرى أثرها ونستفيد منها
                    دون أن نراها كالهواء والكهرباء والعطر ... إلخ.
                    أما من يريد رؤيته جل شأنه فعليه أن يكثر
                    من الطاعات كي يحظى برؤيته في الجنة .





                    وينبغي أن نعلِّق في بيوتنا صوراً للحرمين الشريفين حتى تعتادهما
                    عينيه ويدفعه الفضول للسؤال عنهما ،
                    وعندها نجيبه بطريقة تشوِّقه إليهما ،
                    كأن نقول عن الكعبة : " هي بيت الله ، والله كريم يكرم ضيوفه
                    الذين يزورون بيته بأشياء جميلة ويرزقهم بها كاللعب والحلوى ،
                    وغير ذلك مما يحب الطفل " ،
                    مع ملاحظة أننا إذا اصطحبناه إلى هناك فلابد أن نجعل ذكرياته
                    عن الزيارة سعيدة قدر الإمكان ونشتري له من الهدايا والأشياء
                    المحببة إليه ما يرضيه ، حتى ترتبط سعادته بالبيت الحرام ،
                    ومن ثم برب البيت.





                    نتابع

                    تعليق


                    • #25


                      خامساً: من الثالثة حتى السادسة :



                      ( يكون استقبال الطفل للمعلومات ، واستفادته منها ،
                      واقتداؤه بأهله- في هذه المرحلة- في أحسن حالاته) ،
                      كما يكون شغوفاً بالاستماع للقصص ،
                      لذا يجب الاستفادة من هذا في تأليف ورواية القصص
                      التي توجهه للتصرف بالسلوك القويم الذي نتمناه له ،
                      وتكون هذه الطريقة أكثر تأثيراً ، إذا كانت معظم القصص تدور
                      حول شخصية واحدة تحمل اسماً معيناً ، لبطل أو بطلة القصة
                      [ يفضل أن يكون ولداً إذا كان الطفل ولداً ، والعكس صحيح ] ،
                      بحيث تدور أحداثها المختلفة في أجواء مختلفة ،
                      وتهدف كل منها إلى تعريفه بالله تعالى على أنه الرحيم
                      الرحمن الودود الحنان المنَّان الكريم العَفُوّ
                      الرءوف الغفور الشكور التواب ، مالك الملك ،




                      كما تهدف القصة إلى إكسابه أخلاقيات مختلفة إذا قامت الأم
                      برواية كل قصة على حده في يوم منفصل- لتعطيه الفرصة في
                      التفكير فيها ، أما إذا طلب قصة أخرى في نفس اليوم فيمكن أن
                      نحكي له عن الحيوانات الأليفة التي يفضلها مثلاً-
                      فيصبح الطفل متعلقا بشخصية البطل أو البطلة وينتظر آخر
                      أخبار مغامراته كل يوم ، فتنغرس في نفسه الصغيرة
                      الخبرات المكتسبة من تلك القصص .




                      وإذا كانت الأم لا تستطيع تأليف القصص فيمكنها الاستعانة
                      بالقصص المنشورة ، منها على سبيل المثال لا الحصر سلسلة
                      «أطفالنا» ، وقصص شركة « سفير » للأطفال ، وقصص
                      الأديب التربوي « عبد التواب يوسف » ، وقصص الأنبياء
                      المصورة للأطفال المتاحة لدى « دار المعارف » بالقاهرة ،
                      وغير ذلك مما يتيسر .




                      وفيما يلي قصة من معلمة كانت تحفِّظ القرآن للأطفال ،
                      وهي تفيد حب الله والثقة به تعالى ، وحسن التصرف ،
                      وأخذ الأسباب ، ثم التوكل عليه .

                      كانت " ندى" تجلس بجوار والدتها التي كانت تقوم بتغيير ملابس
                      أختــها الرضيعة" بسـمة" ، بينما اكتشـفت الوالدة أن" بسـمة"
                      حـرارتها آخذة في الارتفاع ، فحاولت إسعافـها بالمواد الطبيعية
                      المتاحة بالمنزل ، دون جدوى ، ولما كان الوالد مسافراً ، فقد
                      طلبت الوالدة من" ندى" أن تظل بجوار أختها حتى تذهب إلى
                      الصيدلية القريبة من منزلهم لتشتري لها دواء يسعفها ،
                      فقالت"ندى" : " سمعاً وطاعة يا أمي "




                      وبينما كانت" ندى" تغني لأختها بعد خروج الأم انقطع التيار
                      الكهربي وساد الظلام الغرفة ، فشعرت "ندى" بالخوف الشديد ،
                      ولم تدر ماذا تفعل ... ولكنها تذكرت قول والدتها لها :
                      "أن الله تعالى يظل معنا أينما كنا وفي كل الأوقات من الليل
                      والنهار ، وهو يرانا ويرعانا ويحمينا أكثر من الوالدين لأنه أقوى
                      من كل المخلوقات ، ولأنه يحب عباده المؤمنين ؛ فظلت تربُت
                      على"بسمة" التي بدأت في البكاء ، ثم جرت إلى الشباك ففتحته
                      ليدخل بعض الضوء إلى الغرفة ، فإذا بالقمر يسطع في السماء
                      ويطل بنوره الفضي ، فيرسل أشعته على الغرفة فيضيئها ،
                      ففرحت "ندى" وقالت لبسمة : "انظري هذا هو القمر أرسله الله
                      تعالى ليؤنسنا في وحدتنا ويضيء لنا الغرفة حتى تعود أمنا ويعود
                      التيار الكهربي ، انظري كم هو جميل ضوء القمر لأن الله هو
                      الذي صنعه ، فهو خافت لا يؤذي العين ، كما أنه يشيع في النفس
                      الاطمئنان ، هل تحبين الله كما أحبه يا بسمة ؟ "




                      وظلت تحدِّث أختها وتغني لها حتى عادت الأم ،
                      فأعطت الدواء لبسمة ، ثم اثنت على" ندى"
                      التي أحسنت التصرف ، ثم وعدتها بأن تذهب معها
                      إلى المكتبة لشراء كتاب للأطفال عن القمر لتعرف
                      عنه معلومات أكثر ، كما قامت بتلاوة سورة القمر
                      عليها مكافأة لها على ما فعلت .




                      وينبغي حين نتحدث عن الله معهم في هذا العمر
                      أن نكون صادقين ، ( ونبتعد عن المبالغات ،
                      فالله موجود في السماء ونحن نرفع أيدينا عندما ندعوه ،
                      وهو يستحي أن نمدها إليه ويردها فارغة ، لأنه حييٌ كريم ،
                      وهو أكبر من كل شيء ، وأقوى من كل شيء وهو يرانا في كل
                      مكان ويسمعنا ولو كنا وحدنا ، وهو يحبنا كثيراً ، وعلينا أن
                      نحبه لأنه خلقنا وخلق لنا كل ما نحتاجه ،
                      فهو يأمر جنوده فينفذون أوامره ،
                      فيقول للسحاب أمطر على عبادي كي يشربوا ويسقوا زرعهم
                      وماشيتهم ، فينزل المطر ،
                      وهو الذي يدخل المسلمين الذين يحبونه الجنة...
                      ويتمتع في الجنة المسلم الذي يصلي ويصوم ويتصدق
                      ويصدُق مع الناس ، ويطيع والديه ، ويحترم الكبار ،
                      ويجتهد في دراسته ، ولا يؤذي إخوته أو أصحابه ،
                      والله تعالى يحب الأطفال ،
                      وسوف يعطيهم ما يريدون إذا ابتعدوا عن كل ما لا يرضيه...
                      وينبغي عدم الخوض في تفاصيل الذات الإلهية مع الطفل
                      خشية من أي زلل قد نُحاسَب عليه "





                      نتابع

                      تعليق


                      • #26


                        سادساً: مرحلة ما بين السابعة والعاشرة :



                        وهي مرحلة (غاية في الأهمية ، لذا لا يصح التهاون بها على
                        الإطلاق ، ففيها تبدأ مَلكاته العقلية والفكرية في التفتح بشكل جيد ،
                        لذا فإنه يحتاج في هذه المرحلة إلى أن نصاحبه ونعامله كصديق ،
                        ومن خلال ذلك نغرس في نفسه فكرة العبودية لله تعالى بشكل عميق ،
                        فإذا أحضرنا له هدية مثلا وقال: "شكراً" ،
                        ذكرنا له أن الله تعالى أيضاً يستحق الشكر فهو المنعم الأول ،
                        فنقول له : " ما رأيك بعينيك ، هل هما غاليتين عليك ؟! ،
                        وهل يمكن أن تستبدلهما بكنوز الأرض ؟! " ،
                        وكذلك الأذنين واللسان وبقية الجوارح ...
                        حتى يتعمق في نفسه الإحساس بقيمة هذه الجوارح ،
                        ثم نطرح عليه السؤال " مَن الذي تكرَّم علينا وأعطانا هذه
                        الجوارح ؟ وكيف تكون حياتنا إذا لم يعطها لنا ؟! "
                        لذا فإن هذه الجوارح هي أغلى الهدايا التي منحنا الله
                        عز وجل إياها- بعد الإيمان به- ومن الواجب أن نشكره هو
                        وليس غيره على عطاياه )




                        ومن الضروري بناء قاعدة تعليمية اختيارية لدى الطفل من خلال
                        تشجيعه على القراءة ، ومكافأته بقصة أو موسوعة مبسطة أو
                        كتاب نافع أو مجلة جذابة مفيدة بدلاً من الحلوى ،
                        ولكن قبل أن نشتري له ما يقرأه يجب أن نتصفحه جيدا ،
                        لنضمن أن القصة مناسبة للطفل وسوف تبث القيم الدينية
                        والأخلاقية في الطفل بشكل لطيف محبب إليه ،
                        بالإضافة إلى تثقيفه وتعليمه ؛
                        ويمكن اصطحابه إلى مكتبـة تبيع أو تقتني كتـباً نعلم أنهـا جـيدة ،
                        ثم نتركه يخـتار بنـفسـه.
                        ولا بأس من أن نقص على الطفل في هذه المرحلة قصص الأنبياء
                        وسيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليكون قدوة له ،




                        ومن قصص الأنبياء التى يمكن أن نقصها للأولاد
                        قصة سيدنا يحيى عليه السلام
                        (فقد كان يحيي في الأنبياء نموذجا لا مثيل له في النُُسُك والزهد
                        والحب الإلهي... كان يضيء حبا لكل الكائنات ،
                        وأحبه الناس وأحبته الطيور والوحوش والصحاري والجبال ،

                        وقد كان ميلاده معجزة ..
                        فقد وهبه الله تعالى لأبيه زكريا بعد عمر طال حتى يئس الشيخ
                        من الذرية.. وجاء بعد دعوة نقية تحرك بها قلب النبي زكريا .





                        ويذكر العلماء فضل يحيي ويوردون لذلك أمثلة كثيرة ،
                        فقد كان يحيي معاصراً لعيسى وقريبه من جهة الأم
                        ( ابن خالة أمه )..
                        وتروي السنة أن يحيي وعيسى التقيا يوما.
                        فقال عيسى ليحيى : استغفر لي يا يحيى .. أنت خير مني.
                        قال يحيى: استغفر لي يا عيسى . أنت خير مني.
                        قال عيسى : بل أنت خير مني .. سلمت على نفسي وسلم الله عليك.
                        وتشير القصة إلى فضل يحيي حين سلم الله عليه
                        يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا .




                        ويقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على
                        أصحابه يوما فوجدهم يتذاكرون فضل الأنبياء.
                        قال قائل: موسى كليم الله.
                        وقال قائل: عيسى روح الله وكلمته.
                        وقال قائل: إبراهيم خليل الله.
                        ومضى الصحابة يتحدثون عن الأنبياء ، فتدخل الرسول عليه
                        الصلاة والسلام حين رآهم لا يذكرون يحيي.
                        أين الشهيد ابن الشهيد ؟
                        يلبس الوبر ويأكل الشجر مخافة الذنب.
                        أين يحيي بن زكريا ؟





                        أما الفتيات فنحكي لهن-على قدر فهمهن- قصة السيدة "مريم"
                        وكيف كانت ناسكة عابدة لله تعالى وكيف نجحت في اختبار
                        بالغ الصعوبة ، وكيف أنقذها الله جل وعلا بقدرته .






                        نتابع

                        تعليق


                        • #27


                          سابعاً : مرحلة العاشرة وما بعدها :



                          في هذه المرحلة يظهر بوضوح على الطفل مظاهر الاستقلال ،
                          والاعتداد بالنفس ، والتشبث بالرأي ، والتمرد على نصائح
                          الوالدين وتعليماتهما- لأنهما يمثلان السلطة والقيود بالنسبة له -
                          وهو في هذه المرحلة يود التحرر مما يظن أنه قيود ،
                          فيميل أكثر إلى أصدقائه ، ويفتح لهم صدره ، ويتقبل منهم ما لا
                          يتقبله من والديه ، لذا يمكننا أن نوضح له - عن طريق رواية
                          بعض القصص التي حدثت معنا أو مع من نعرفهم - ما يفيد أن
                          الله سبحانه هو خير صديق ، بل هو أكثر الأصدقاء حفاظاً على
                          الأمانة ، وهو خير عماد وسند ، وأن صداقة الطفل معه لا
                          تتعارض مع صداقته لأقرانه.




                          كما ينبغي أن نوضح لأطفالنا أن الله أحياناً يبتلي الإنسان بمكروه
                          أو مصيبة ليطهِّره ويرفع درجاته ويقربه منه أكثر ،
                          كما يؤلم الطبيب مريضه أحياناً
                          كي يحافظ على صحته وينقذه من خطر محقق .




                          والحق أن هذه المرحلة خطيرة لأنها تعيد بناء الطفل العقلي
                          والفكري من جديد و قد تؤدي إلى عواقب وخيمة إن أُسيء
                          التعامل مع الطفل فيها ،
                          ومما يساعد على نجاح الوالدين في الأخذ بيده إلى الصواب أن
                          ( يبدآ معه من الطفولة المبكرة ، فعندئذٍ لن يجدا عناء كبيرا في
                          هذه الفترة ، لأنهما قاما بوضع الأساس الصحيح ، ثم أكملا
                          إرواء النبتة حتى تستوي على سوقها
                          وهما الآن يضيفان إلى جهديهما السابق جهدا آخر ،
                          وسوف تؤتي الجهود ثمارها إن شاء الله )




                          ويمكننا أن نعرِّفهم بأسماء الله الحسنى ونشرح لهم معانيها ،
                          فالله رحمن ، رحيم ، ودود ، عفو ، غفور ، رءوف ، سلام ،
                          حنَّان ، منَّان ، كريم ، رزاق ، لطيف ، عالم ، عليم ، حكم ،
                          عدل ، مقسط ، حق ، تواب ، مالك الملك ، نور ، رشيد ،
                          صبور... ولكنه أيضاً قوي ، متين ، مهيمن ، جبار ، منتقم ،
                          ذو بطش شديد ، معز مذل ، وقابض باسط ، وقهار ، ومانع ،
                          و خافض رافع ، ونافع ضار ، ومميت .
                          فلا يكفي أن نشرح لهم أسماء الجمال التي تبعث الود والألفة في
                          نفوسهم نحو خالقهم ، بل يجب أيضا ذكر أسماء الجلال التي
                          تشعرهم بأن الله تعالى قادر على حمايتهم وقت الحاجة ،
                          فهو ملجأهم وملاذهم ، لأنه حفيظ قوي قادر مقتدر .




                          ومما يجدي أيضاً مع أطفالنا في هذه المرحلة : الحوار الهادئ
                          الهادف ، وليس ( الحوار السلطوي) الذي يعني:
                          " اسمع واستجِب " ،
                          ولا الحوار السطحي الذي يتجاهل الأمور الجوهرية ،
                          أو حوار الطريق المسدود الذي يقول لسان حاله :
                          " لا داعي للحوار فلن نتفق " ،
                          أو الحوار التسفيهي الذي يُصِرُّ فيه الأب على ألا يرى شيئاً
                          غير رأيه ، بل ويسفِّه ويلغي الرأي الآخر ،
                          أو حوار البرج العاجي الذي يجعل المناقشة تدور حول قضايا
                          فلسفية بعيداً عن واقع الحياة اليومي ، ...




                          وإنما الحوار الصحي الإيجابي الموضوعي الذي يرى
                          الحسنات والسلبيات في ذات الوقت ، ويرى العقبات ،
                          وأيضا إمكانات التغلب عليها.
                          وهو حوار متفائل - في غير مبالغة ساذجة-
                          وهو حوار صادق عميق وواضح الكلمات ومدلولاتها
                          وهو الحوار المتكافئ الذي يعطى لكلا الطرفين فرصة التعبير
                          والإبداع الحقيقي ، ويحترم الرأي الآخر ويعرف حتمية الخلاف
                          في الرأي بين البشر ، وآداب الخلاف وتقبله .
                          وهو حوار واقعي يتصل إيجابيا بالحياة اليومية الواقعية
                          واتصاله هذا ليس اتصال قبول ورضوخ للأمر الواقع ،
                          بل اتصال تفهم وتغيير وإصلاح ؛
                          وهو حوار موافقة حين تكون الموافقة هي الصواب
                          ومخالفة حين تكون المخالفة هي الصواب ،
                          فالهدف النهائي له هو إثبات الحقيقة حيث هي ،
                          لا حيث نراها بأهوائنا
                          وهو فوق كل هذا حوار تسوده المحبة
                          والمسئولية والرعاية وإنكار الذات .




                          ( ولنأخذ مثلاً للحوار الإيجابي من التاريخ الإسلامي ، وقد حدث
                          هذا الحوار ف غزوة بدر حين تجمع المسلمون للقاء الكفار
                          وكانت آبار المياه أمامهم وهنا نهض الحبَّاب بن المنذر رضي الله
                          عنه وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم :
                          أهو منزِل أنزلَكَهُ الله أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟
                          فأجاب الرسول الكريم : ( بل هو الرأي والحرب والمكيدة ).
                          فقال الحباب : يا رسول الله ما هذا بمنزل ، وأشار على رسول
                          الله صلى الله عليه وسلم بالوقوف بحيث تكون آبار المياه
                          خلف المسلمين فلا يستطيع المشركون الوصول إليها ،
                          وفعلاً أخذ الرسول بهذا الرأي الصائب فكان ذلك
                          أحد عوامل النصر في تلك المعركة .




                          وإذا كانت النظم الديمقراطية الحديثة تسمح للمواطن أن يقول رأيه
                          إذا أراد ذلك ، فإن الإسلام يرتقى فوق ذلك حيث أنه يوجب على
                          الإنسان أن يقول رأيه حتى ولو كان جنديا من عامة الناس تحت
                          لواء رسول الله عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام ،
                          وهو أعلى المستويات من حرية الرأي




                          ومن خلال الحوار الهادئ مع أبنائنا ...
                          يمكن أن نوضح أن التائب حبيب الرحمن ،
                          وأن الكائنات تستأذن الله تعالى كل يوم لتُهلك ابن آدم الذي يأكل
                          من خير الله تعالى ، ثم لا يشكره ، بل ويعبد غيره!!
                          ولكنه سبحانه يظل يقول لهم :
                          ( ذروهم إنهم عبادي ، لو خلقتموهم لرحمتموهم ) ،
                          وهو الذي قال في حديث قدسي أن البشر إن لم يخطئوا لذهب الله
                          بهم وأتى بخلق آخرين ، يذنبون فيغفر لهم ؛
                          وهو الذي يهرول نحو عبده الذي يمشي نحوه ،
                          وهو الذي يتجاوز عن العبد ويستره ، ويحفظه ، ويرزقه ،
                          مع إصراره على المعصية ، ويظل يمهله حتى يتوب ،
                          وهو الذي كتب على نفسه الرحمة ،
                          وهو الذي سمى نفسه " أرحم الراحمين " ،
                          و" خير الغافرين " ، و" خير الرازقين " ، و" خير الناصرين "
                          وهو الذي قال في كتابه الكريم: { إن اللهَ يغفرُ الذنوبَ جميعا } !!!




                          ويمكن في هذه المرحلة أن نحكي لهم كيف نصر الله أولياءه من
                          الأنبياء والصالحين ونخبرهم عن نماذج من الصحابة والصالحين
                          الذين أحبوا الله تعالى فأحبهم وتولى أمرهم ،
                          وذلك برواية قصصهم التي نجد أمثلة لها في كتب السيرة
                          وينبغي أن نراعي حالته النفسية والإيمانية عند الحديث بهذا الشأن ،
                          فإذا رأيناه يحتاج إلى أمل في رحمة الله ، رغَّبناه ،
                          وإذا رأيناه يحتاج إلى من يوقفه عند حده ، خوَّفناه من عقاب الله .






                          نتابع

                          تعليق


                          • #28


                            أحبائى فى الله ..
                            أود قبل أن أنتهى من موضوعى أن أذكركم
                            بتحبيب أطفالنا فى الصلاة
                            وغيرها من العبادات
                            لأنها مرتبطة جميعها بحب الله سبحانه وتعالى




                            غرس حب الصلاة في مرحلة الطفولة
                            يجب أن تكون من أولويات الوالدين ،
                            قال رسول الله صل الله عليه وسلم
                            (مروهم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر)
                            لذا يجب تحبيب الأولاد في الصلاة بكل الوسائل ،
                            ثم تأتي العقوبة بعد ذلك على عدم أدائها فى النهاية




                            فلا يخفى علينا منزلة الصلاة و أهميتها في حياة المسلم
                            و لا يغيب عن أذهاننا حجم مسؤلية الوالدين في تدريب
                            و متابعة أبنائهم و حثهم على الصلاة
                            فالصلاة عماد الدين، من أقامها فقد أقام الدين،
                            ومن هدمها فقد هدم الدين ,




                            فهي الركن الوحيد من أركان الإسلام الذي لابد أن يؤديه المسلم،
                            الذي يشهد أن لا إله إلا الله، وأن "محمدًا" رسول الله :
                            - فقد لا يكون عند المسلم مال، فلا يدفع الزكاة .
                            - و قد يكون مريضًا، فلا يصوم .
                            - و قد لا يقدر على الحج، فلا يحج .

                            ولقد عرضت موضوع فى هذا الشأن تحت عنوان


                            (هيا نتعلم الصلاة بالصور للأطفال ) للمتابعه اضغط هنا



                            وتحضرنى الآن قصة تحكيها إحدى الأخوات .. تقول :



                            أقول لكم قصة وقعت معي أنا
                            كانت بنتي بالصف الخامس الابتدائي..
                            و الصلاة ثقيلة عليها..
                            لدرجة إني قلت لها يوما قومي صلي وراقبتها
                            فوجدتها أخذت السجادة ورمتها على الأرض وجاءتني
                            سألتها هل صليت قالت نعم..
                            صدقوني بدون شعور صفعت وجهها
                            أعرف أني أخطأت..
                            ولكن الموقف ضايقني وبكيت وخاصمتها ولُمتها
                            وخوفتها من الله
                            ولم ينفع معها كل هذا الكلام ..
                            لكن في يوم من الأيام ... قالت لي إحدى الصديقات قصة..
                            إنها زارت قريبة لها عادية (ليست كثيرة التدين)،
                            لكن عندما حضرت الصلاة
                            قام أولادها يصلون بدون أن تناديهم
                            تقول .. قلت لها :
                            كيف يصلي أولادك من أنفسهم بدون خصام وتذكير ؟ !!!
                            قالت والله ليس عندي شيء أقوله لك إلا أني قبل أن أتزوج
                            أدعو الله بهذا الدعاء.. وإلى يومنا هذا أدعو به




                            أنا بعد نصيحتها هذه لزمت هذا الدعاء ..
                            في سجودي وقبل التسليم وفي الوتر ..
                            وفي كل أوقات الإجابه




                            والله يا أخواتي.. إن بنتي هذه الآن بالثانوي..
                            من أول مابدأت الدعاء وهي التي توقظنا للصلاة وتذكرنا بها
                            وأخوانها كلهم ولله الحمد حريصون على الصلاة !!
                            حتى أمي زارتني ونامت عندي ولفت انتباهها
                            أن ابنتي تستيقظ وتدور علينا توقظنا للصلاة !!

                            أعرف .. أنكم الآن متشوقون لتعرفوا هذا الدعاء ..
                            الدعاء موجود في سورة ابراهيم

                            والدعاء هو ...
                            ((( رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء )))




                            فالدعاء الدعاء الدعاء
                            وكما تعلمون الدعاء سلاح المؤمن





                            وختاماً :
                            فإن موضوع "حب الله تعالى " لا تسعه المجلدات…
                            وما هذه العُجالة إلا محاولة على الطريق
                            عسى الله أن يمن علينا وإياكم بتوفيقه
                            لنعين أطفالنا على الشعور بحبه تعالى ،
                            فيترتب على ذلك فلاحهم في الدنيا والآخرة
                            إن شاء الله .




                            تعليق


                            • #29
                              الله يا علا ربنا يبارك فيك ويجازيك كل خير
                              موضوع هادف ونصائح قيمه وفاعله
                              بأسلوب مميز اكثر من رائع
                              أسأل الله ان يزرع حبه فى قلوبنا وقلوب ابنائنا
                              وان يوفقهم لطاعته وحسن عبادته
                              وفقك الله اختى الكريمه ونفع بكِ
                              وزادكِ من واسع علمه وفضله
                              وافر احترامى وتقديرى

                              تعليق


                              • #30
                                طرح قيم ومفيد لنا ولأطفالنا
                                قرأت الموضوع مره وسأعود قراءته مرات
                                أسأل الله ان ينتفع به الجميع وان يثقل به موازينك
                                بارك الله فيك وجعله فى موازين حسناتكِ


                                تعليق

                                مواضيع تهمك

                                تقليص

                                المنتدى: المكتبة الالكترونية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 04:01 PM
                                المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:44 PM
                                المنتدى: التعريف بالهندسة الصناعية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:38 PM
                                المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-10-2025 الساعة 01:22 AM
                                المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-04-2025 الساعة 12:04 AM
                                يعمل...
                                X