


مثل الشمس المنيرة المنطلقة من وراء الأفق إلى كبد السماء
انطلق النور المحمدي نور النبوة يوم الهجرة
من وراء السدود والحدود ،من وراء الأغلال والقيود ،
من وراء السيوف المتلمظة و الأسنة الحانقة والحبائل المترصدة ،
انطلق ساخراً منها واطئاً كبرياءها وهو يذر على الرؤوس التراب
مغلقاً أجفانها وهو يتلو الآية الكريمة
{ وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً
فأغشيناهم فهم لا يبصرون }
فإذا العيون مغلقة وأصحابها غارقون في سبات عميق .

انطلق إلى الأفق الجديد لينشر نور الذكر الحكيم دون قيود ولا حدود
مطلاً على الدنيا من حصون يثرب و آطامها،
بل من قلوب أهليها التي كانت تردد في كل حين
ذلك النشيد الخالد :
نحن الذين بايعوا محمدا *** على الجهاد ما بقينا أبدا
أما رؤوس الرافضين التي رنحها الكرى وأرخى سواعدها السبات
فقد أيقظها حر الضحى وتقريع العابر الساخر
من الراصدين النائمين وهو يناديهم : ما تصنعون يا هؤلاء ؟
قالوا : ننتظر محمداً أن يخرج لنشيع دمه بسلاحنا بين قبائل قريش
فيرد عليهم قائلاً : قبحكم الله لقد خرج ومضى وأنتم نائمون !!
ونظروا من خلال البـاب فإذا رجـل في الفراش يتقلب
ولم تكـد عيونهم تنظر وقلوبهم تفرح
حتى فاجأهم ابن عم نبي الله صلى الله عليه وسلم
علي بن أبي طالب رضي الله عنه قائماً من الفراش
ثابتاً غير هياب ،
فقالوا : أين صاحبك ؟ قال : لا أدري ،

وما كانت حاجتهم عنده
فانطلقوا يذيعون النبأ ليستدركوا ما فات ،
وذهب ابن عم الأمين صلى الله عليه وسلم ليؤدي الأمانات
كما أمره صلى الله عليه وسلم إلى قريش التي آذته
وتسعى اليوم لتريق دمه ، يا عجباً !
ما أعظم ثقتهم بأمانته : يحاولون قتله
ولا يخافون على أماناتهم عنده!
أين من يدرك هذا الخلق العظيم ؟
كيف يكذبونه ولا يأمنونه على أخبار السماء ؟
أيدع الكذب على الناس ويكذب على رب الناس ؟
ما لهم كيف يحكمون ؟

نتابع

تعليق