إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تصالح مع ذاتك تكن اسعد الناس

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تصالح مع ذاتك تكن اسعد الناس

    تصالح مع ذاتك تكن اسعد الناس

    حزينة تلك الذات تعيش الآه والعذابات
    خلقها الله لكي تنطلق وتحلق وكبلها الإنسان وقيدها من كل حدب وصوب
    تعيش الذات في ذلك الصندوق المسمى الجسد
    يحكمها العقل وتؤثر فيها العواطف والمشاعر
    تفرح وتترح , تزدان فرحة وتنتحب حزينة
    تقبل وتدبر , وترعد وتزمجر
    هي انعكاس واضح لواقعها المعاش ونمط حياتها صاحبها الذي هي رهينة عنده

    من الناس من يرفق بتلك الذات ومنهم من يجور عليها
    منهم من يرتقي بها ومنهم من ينحط بها ومعها
    تلك الذات هي المزيج بين هلامية الروح وتأطير الجس
    د لكن الناس ليسوا سواسية معها فمنهم من يسعد بها ومن خلالها ومنهم من يشقى ويتدهور

    قال الله تعالى في هذا المقام حيث يصنف الله الناس إلى ثلاث أصناف في هذه الآية الكريمة :
    (فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ } [فاطر : 32] .




    وهنا يكمن العجب من كينونة الإنسان الذي خُلق بأحسن تقويم
    وقيل له هيت لك فذاك الميدان أمامك فما أنت صانع وما أنت جامع وما أنت من الأبواب قارع
    ورغم كل تلك الحرية التي وضعها الله عز في علاه للإنسان وهي شرطاً للتكليف
    وما أعطي الإنسان من خريطة تمثل المنهج العام وبينة له المحددات والتصورات العامة والتفصيلية
    وقدمت له المحفزات وأعطي فترة زمنية ليرى الله والناس صنيعه ونتاجه

    إلا أننا نرصد ظلم الإنسان لنفسه حين خلقه الله حراً وكبل نفسه وطليقاً فسجن ذاته
    وعاقلاً فسفه واقعه وحياته وسلوكه
    قدم له العلم فختار الجاهلية وبذلت له الحكمة فأعرض عنها وانصرف
    وما أجده إلا جهل الإنسان الذي أفضى لهذا الظلم لنفسه وإيغاله في التخبط الذي قاده لهذا المستنقع الآسن



    تأملوا معي تلك الذات السجينة وتخيلوا ذاك السجن المظلم المقتم
    حيث تطوف الكآبة في كل مكان فيه ويجوب أرجائه كل بؤس مقيم
    تلك الذات سجنها صاحبها وقيدها وحرم نفسه والمجتمع والأمة من خيرها
    فهو من وضعها بنفسه مخيراً في تلك الزنزانة وأقفل الباب وراءه ورحل
    وأقنع نفسه بأن ذلك أفضل شيء كان بمقدوره عمله

    تلك الذات السجينة يقيم معها عشرة من العُتاة القساة الذين لا يرحمون ولا يرأفون
    وهم السجانون الذي لا تأخذهم إلاً ولا ذمة بها
    والغريب هنا أن كل واحد منهم يكفي لتحيد تلك الذات
    عن واجباتها ومهامها الحياتية وعزلها عن الدنيا بكل جدارة

    هــــؤلاء العشـــــــرة هـــم

    ( الجهل , الضعف , التخبط , ضياع الهدف , الحقد ,الكسل , العجز , الاتكالية ,التشاؤم , السلبية ... )
    كل واحد من هؤلاء الزبانية يعتبر وباء ينتقل ليخنق الأرواح ويعطل العقول
    ويسجن الذات الجميلة التي يحملها كل واحد منا داخل قمقم مقزز لا هواء فيه ولا ماء

    وهنا فعندما نذكر هذه الذات السجينة والتعيسة
    فنحن نؤكد على أن طبيعة الذات الإنسانية خُلقت لتعيش عزيزة قوية متطلعة
    تهوى القمم وتعشق النجاحات وتشرئب بالإنجازات والأعمال
    ذات تسبح في ملكوت الله الواسع ملؤها الحماس والإقبال والطموح

    عزااااائــــــي لكـــل

    إنسان لم يثق بنفسه ولم يحسن الظن بربه
    من سمع تلك الوساوس التي تغتال الأحلام وتزهق أرواح المشاريع والمبادرات
    من صّدق أنه لا يستطيع ولا يقدر وأن كل ما هو أمامه مستحيل
    من أدمن التبرير بدل التفكير ,وآمن بالحظ والصدفة ولم يؤمن الأسباب
    من صدق تلك الوساوس وحلق معها إلى عالم الظلام والعتمة .

    قال تعالى :
    ( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً والله واسع عليم )268 - البقرة


    هل ننهي خطورة تقييد أنفسنا وقهر ذواتنا واكتفائنا بالأماني والكلمات أو الشكوى والإسقاطات
    وشتم الزمان وترديد كلمات العجز والضعف والاستسلام
    هل نعي أن بين السعادة والتعاسة في حياتنا قرار
    وبين الفقر والغنى طريقة تفكير
    وبين والابتسامة والعبوس روح صافية وضمير مرتاح ونية صالحة
    ذاتك سوف تسألك صباح كل يوم ماهو هدفنا اليوم وقبل النوم
    ما هي انجازاتنا اليوم فهل تملك لها من جواب مقنع ووجيه


    ففي خضم هذا الحياة اللاهثة نحن بحاجة
    إلى تأمل صوت داخلي الصادق فلنسمع ذلك الصوت القادم
    من الأعماق ولنفكر في رسائله و منطلقاته
    لنعزز تلك الروح الإيجابية ولنكافح بلا هوادة تلك الأشباح الشريرة
    التي تنثر السواد والوساوس والإحباط في داخلك
    لنجعل من الذات منارة سلام وخير وعطاء لكل من هم حولنا

    ولنتاكد انه لن ننال السلام الداخلى حتى تتوازن الروح والعقل والجسدك والعواطف
    ونتخلص من كل ما يعطل ذلك التوازن من إفراط أو تفريط
    من ظلم أو جور أو تعدي أو إسراف

    افتحوا الأبواب لذواتكم ولنخرج من ذلك السجن
    الذي لا يليق بها وعندها فقط سوف نتشتم نسائم الصباح اليانعة
    وتشهد إشراقه شمس كل يوم وتقبل على الحياة
    بكل قوة وتألق وسمو
    عندها سوف تحقق ذاتك بإطلاق سراحها ونيلها حريتها المسلوبة

    (وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون) آل عمران:117

    الذات المنطلقة هي الذات التي تخلصت
    من عقم الفكر ومكابرة الجاهلية وكسل النفس
    وارتباك المشاعر وحمق الانفعالات واستسلام الضمير


    دمتم فى امان الله



  • #2

    طرح قيم وبناء لرفع الهمم والتصالح مع الذات
    فالله سبحانه وتعالى خلق الانسان و حباه جزيل النعم
    سخر له الكثير ما يرفعه الى اعلى الدرجات
    و لكن الانسان كثيراً ما يفرط فيها و يسجن نفسه
    داخل سجن من صنعه هو
    فيعيش حزينا لا يعرف طعما للحياة
    مع ان المولى سبحانه ما خلقه ليشقى
    و لكنه يشقي نفسه بسوء حكمته و تدبيره
    سلمت يداكِ غاليتى روميساء
    بارك الله فيكِ

    تعليق


    • #3
      لنجعل من الذات منارة سلام وخير وعطاء لكل من هم حولنا
      بارك الله فيكِ الروميساء
      شكرا لكِ

      تعليق

      مواضيع تهمك

      تقليص

      المنتدى: المكتبة الالكترونية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 04:01 PM
      المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:44 PM
      المنتدى: التعريف بالهندسة الصناعية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:38 PM
      المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-10-2025 الساعة 01:22 AM
      المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-04-2025 الساعة 12:04 AM
      يعمل...
      X