الحلم والرفق في حياة الحبيب "محمد"
صلى الله عليه وسلم
الحلم والرفق في حياة الحبيب صلى الله عليه وسلم
ما أسمى صفة الحلم وأحبها إلى القلوب !
وكم هي عظيمة هذه الصفة حتى جعلها الله عز وجل
من علامات النبوة وبراهينها وما أروع الموقف
الذي يتجلى فيه حلم النبوة فيهتدي به العقلاء
إلى دين الله هداية قناعة ويقين ومحبة :
هذا حبر من أحبار يهود المدينة المنورة
رأى سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم وسمع كلامه
سماع تفكر وراقب أحواله مراقبة تبصر وراجع
في التوراة صفات الأنبياء مراجعة تحقق وتدبر
ثم جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهويعد
في نفسه لأمر خطير وكرر المجيء حتى رأى الفرصة
السانحة لما يريد رأى عند النبي صلى الله عليه
وسلم رجلاً يشكو إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن
جماعته قد أسلموا وجاءت عليهم سنة ضيقة مجدبة
وطلب من النبي صلى الله عليه وسلم مؤونة يعينهم
لكي لا يظنوا أن ما أصابهم من ضيق كان سببه
دخولهم في الإسلام فيرتدوا عنه ولم يكن عند
النبي صلى الله عليه وسلم شيء يعطيه حينئذ سارع
الحبر اليهودي زيد بن سعنة لينفذ ما أعده في
نفسه فقال لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم :
أنا أقرضك ما تعينهم به ولكن اجعل بيني وبينك
أجلاً توفيني عنده هذا الدين قال النبي صلى الله
عليه وسلم: نعم وضرب لليهودي أجلاً معيناً ومرت
الأيام ودنى ذلك الأجل فجاء إلى النبي صلى الله
عليه وسلم قبل اليوم المعين بمدة ليطالبه
بالدين فقال النبي صلى الله عليه وسلم له:
إن الأجل لم يحن بعد فاقترب الرجل من النبي
صلى الله عليه وسلم بغلظة وامسك بردائه من عند
عنقه وجذبه بعنف وشراسة قائلاً :
يا محمدأعطني حقي فإنكم معشر بني هاشم قوم
تماطلون في وفاء الدين وأثّر الثوب في عنق رسول
الله صلى الله عليه وسلم تأثيراً شديداً فإذا بسيدنا
عمر رضي الله عنه تأخذ بنفسه حمية الحق فيقول
يا رسول الله ائذن لي أن أضرب عنق هذا الكافر
فقد آذى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
لقدأخذت الحمية من نفس عمر رضي الله عنه ولكنها
لم تأخذ من نفس صاحب الحق الذي أوذي بغير حق
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولادعاه ذلك إلى
البطش بالمعتدي كما هي عادة الزعماء والأمراء
بل صبر واتأد وترفق بالمعتدي غايةالرفق
ثم قال قولة التكرم والتسامي :
يا عمر كنت أنا وهو أحوج إلى غير هذا منك كنت
أحوج إلى أن تأني بحسن الأداء وكان أحوج إلى أن
تأمره بحسن الطلب اذهب فاقضه حقه وزده عليه
لقاء ما خوفته .
سمع الحبر كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأى
البشر في وجهه وتجلى له الخلق العظيم الذي
جعله الله من دلائل النبوة فغسل ذلك قلبه وأزاح
عنه غشاوات الباطل فهفى قلبه إلى دين الحق
والإيمان بالله ورسوله ومضى مع عمرليأخذ حقه فلما
رأى الزيادة قال: ما هذه الزيادة يا عمر؟
قال : لقد أمرني بها رسول الله صلى الله عليه وسلم
كما سمعت لقاء ما روّعتك ولكن أخبرني ما الذي
دعاك إلى مافعلت؟
قال يا عمر : إنه لم يكن شيء أعرفه من علامات
النبوة إلا رأيته في وجه رسول الله صلى الله عليه
وسلم حين نظرت إليه إلا شيئين لم أكن رأيتهما بعد
( يسبق حلمُه غضبَه ولا تزيده
شدة الجهل عليه إلا حلماً)
فقد رأيت الآن وعلمت فاشهد يا عمر أني قد رضيت
بالله تعالى رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه
وسلم نبياً ورسولاً وأشهدك أن شطر مالي صدقة على
أمة محمد صلى الله عليه وسلم ورجع عمر وزيد إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما مثل زيد بين يدي
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
أشهدألا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله
وهكذا انضم الحبر اليهودي زيد بن سعنة إلى
مكتملي الإيمان بين الأصحاب الكرام الذين
اختارهم الله على العالمين ليحملوا مع نبيه راية
الإيمان فتحقق فيه قول الله تعالى لكليمه موسى
عليه السلام :
ورحمتي وسعت كل شيءفسأكتبها للذين يتقون
و يؤتون الزكاة والذين هم بآياتنايؤمنون .
الى قوله تعالى أولئك هم المفلحون _ الأعراف _.
وهذاالحلم الذي اهتدى به الحبر الخبير بأخلاق
الأنبياء كان سبباً في هداية أبي سفيان الخصم
العنيد المنافس لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
جيء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومِن حوله
عشرة آلاف سيف يستأصل شأفه كل معاند لو أشار
لها بأصبعه لكنه لم يزد على أن قال لأبي سفيان
بكل رفق وحلم :
أبا سفيان أما آن لك أن تشهد أنه لا إله إلا الله
فاهتز قلب أبي سفيان ولان لما سمع ورأى من
الحلم وقال بأبي أنت وأمي ما أحلمك وأوصلك
وأكرمك : والله لقد علمت أنه لو كان مع الله آلهة
أخرى لنصرتني عليك . ثم قال له النبي صلى الله
عليه وسلم : أبا سفيان :
أما آن لك أن تشهد أني رسول الله ؟
قال : بأبي أنت وأمي ماأحلمك وأوصلك وأكرمك :
أمّا هذه ففي النفس منها شيء ، لقد جرّأه الحلم
الواسع على أن يبوح بوساوس المنافسة الحاسدة
فنبهه العباس صديقه القديم وأنه ينبغي له أن
يغتنم الفرصة لتكفير سيئات الماضي وقال له :
أسلم قبل أن يسقط رأسك عن كاهلك
قال : نعم أشهد ألاإله إلا الله وأن محمداً رسول الله
صلى الله عليه وسلم
الحلم والرفق في حياة الحبيب صلى الله عليه وسلم
ما أسمى صفة الحلم وأحبها إلى القلوب !
وكم هي عظيمة هذه الصفة حتى جعلها الله عز وجل
من علامات النبوة وبراهينها وما أروع الموقف
الذي يتجلى فيه حلم النبوة فيهتدي به العقلاء
إلى دين الله هداية قناعة ويقين ومحبة :
هذا حبر من أحبار يهود المدينة المنورة
رأى سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم وسمع كلامه
سماع تفكر وراقب أحواله مراقبة تبصر وراجع
في التوراة صفات الأنبياء مراجعة تحقق وتدبر
ثم جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهويعد
في نفسه لأمر خطير وكرر المجيء حتى رأى الفرصة
السانحة لما يريد رأى عند النبي صلى الله عليه
وسلم رجلاً يشكو إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن
جماعته قد أسلموا وجاءت عليهم سنة ضيقة مجدبة
وطلب من النبي صلى الله عليه وسلم مؤونة يعينهم
لكي لا يظنوا أن ما أصابهم من ضيق كان سببه
دخولهم في الإسلام فيرتدوا عنه ولم يكن عند
النبي صلى الله عليه وسلم شيء يعطيه حينئذ سارع
الحبر اليهودي زيد بن سعنة لينفذ ما أعده في
نفسه فقال لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم :
أنا أقرضك ما تعينهم به ولكن اجعل بيني وبينك
أجلاً توفيني عنده هذا الدين قال النبي صلى الله
عليه وسلم: نعم وضرب لليهودي أجلاً معيناً ومرت
الأيام ودنى ذلك الأجل فجاء إلى النبي صلى الله
عليه وسلم قبل اليوم المعين بمدة ليطالبه
بالدين فقال النبي صلى الله عليه وسلم له:
إن الأجل لم يحن بعد فاقترب الرجل من النبي
صلى الله عليه وسلم بغلظة وامسك بردائه من عند
عنقه وجذبه بعنف وشراسة قائلاً :
يا محمدأعطني حقي فإنكم معشر بني هاشم قوم
تماطلون في وفاء الدين وأثّر الثوب في عنق رسول
الله صلى الله عليه وسلم تأثيراً شديداً فإذا بسيدنا
عمر رضي الله عنه تأخذ بنفسه حمية الحق فيقول
يا رسول الله ائذن لي أن أضرب عنق هذا الكافر
فقد آذى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
لقدأخذت الحمية من نفس عمر رضي الله عنه ولكنها
لم تأخذ من نفس صاحب الحق الذي أوذي بغير حق
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولادعاه ذلك إلى
البطش بالمعتدي كما هي عادة الزعماء والأمراء
بل صبر واتأد وترفق بالمعتدي غايةالرفق
ثم قال قولة التكرم والتسامي :
يا عمر كنت أنا وهو أحوج إلى غير هذا منك كنت
أحوج إلى أن تأني بحسن الأداء وكان أحوج إلى أن
تأمره بحسن الطلب اذهب فاقضه حقه وزده عليه
لقاء ما خوفته .
سمع الحبر كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأى
البشر في وجهه وتجلى له الخلق العظيم الذي
جعله الله من دلائل النبوة فغسل ذلك قلبه وأزاح
عنه غشاوات الباطل فهفى قلبه إلى دين الحق
والإيمان بالله ورسوله ومضى مع عمرليأخذ حقه فلما
رأى الزيادة قال: ما هذه الزيادة يا عمر؟
قال : لقد أمرني بها رسول الله صلى الله عليه وسلم
كما سمعت لقاء ما روّعتك ولكن أخبرني ما الذي
دعاك إلى مافعلت؟
قال يا عمر : إنه لم يكن شيء أعرفه من علامات
النبوة إلا رأيته في وجه رسول الله صلى الله عليه
وسلم حين نظرت إليه إلا شيئين لم أكن رأيتهما بعد
( يسبق حلمُه غضبَه ولا تزيده
شدة الجهل عليه إلا حلماً)
فقد رأيت الآن وعلمت فاشهد يا عمر أني قد رضيت
بالله تعالى رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه
وسلم نبياً ورسولاً وأشهدك أن شطر مالي صدقة على
أمة محمد صلى الله عليه وسلم ورجع عمر وزيد إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما مثل زيد بين يدي
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
أشهدألا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله
وهكذا انضم الحبر اليهودي زيد بن سعنة إلى
مكتملي الإيمان بين الأصحاب الكرام الذين
اختارهم الله على العالمين ليحملوا مع نبيه راية
الإيمان فتحقق فيه قول الله تعالى لكليمه موسى
عليه السلام :
ورحمتي وسعت كل شيءفسأكتبها للذين يتقون
و يؤتون الزكاة والذين هم بآياتنايؤمنون .
الى قوله تعالى أولئك هم المفلحون _ الأعراف _.
وهذاالحلم الذي اهتدى به الحبر الخبير بأخلاق
الأنبياء كان سبباً في هداية أبي سفيان الخصم
العنيد المنافس لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
جيء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومِن حوله
عشرة آلاف سيف يستأصل شأفه كل معاند لو أشار
لها بأصبعه لكنه لم يزد على أن قال لأبي سفيان
بكل رفق وحلم :
أبا سفيان أما آن لك أن تشهد أنه لا إله إلا الله
فاهتز قلب أبي سفيان ولان لما سمع ورأى من
الحلم وقال بأبي أنت وأمي ما أحلمك وأوصلك
وأكرمك : والله لقد علمت أنه لو كان مع الله آلهة
أخرى لنصرتني عليك . ثم قال له النبي صلى الله
عليه وسلم : أبا سفيان :
أما آن لك أن تشهد أني رسول الله ؟
قال : بأبي أنت وأمي ماأحلمك وأوصلك وأكرمك :
أمّا هذه ففي النفس منها شيء ، لقد جرّأه الحلم
الواسع على أن يبوح بوساوس المنافسة الحاسدة
فنبهه العباس صديقه القديم وأنه ينبغي له أن
يغتنم الفرصة لتكفير سيئات الماضي وقال له :
أسلم قبل أن يسقط رأسك عن كاهلك
قال : نعم أشهد ألاإله إلا الله وأن محمداً رسول الله
تعليق