إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ابشر و لا تحزن فإن مع العسر يسرا

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ابشر و لا تحزن فإن مع العسر يسرا

    ابشر و لا تحزن فإن مع العسر يسرا





    إلى أستاذنا الفاضل / محمد ورد
    جميع أهل ألهندسة الصناعية يدعون الله بقلوب صادقة مخلصة
    أن يفرج الله الهم والغم .. ويكشف الكرب
    ويحفظ الابن الغالى بعنايته ورعايته
    ويعود بسلامة الله لتقر عين أهله وذويه
    للمتابعه اضغط على الرابط التالى




    إليك نلجأ يا الله
    وإليك المُشتكى
    فلا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك




    وهنا أتذكر قصة الرسول صلى الله عليه وسلم
    عندما وقع عليه الظلم الشديد من أهل الطائف
    والقصة تبدأ عندما خرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
    إلى الطائف داعيًا وهاديًا، يحدوه الأمل في هداية ثقيف،
    جاء إليهم على قدم وساق، بقلب يحمل الخير والهدى للعالمين.
    ولما وصل إلى الطائف بسلامة الله وحفظه،
    توجه على التو نحو علية القوم، وقادة ثقيف، وزعماء الطائف،
    فهو يعلم أن هداية الحكام أكثر أثرًا من هداية المحكومين،
    والبداية بالمتبوع أولى بالبدية مع التابع .




    نعم، ذهب إلى نخبة البلد وأهم ثلاث شخصيات في الطائف،
    وهم أخوة : عبد ياليل، ومسعود ، وحبيب بنو عمرو .
    فلما جلس إليهم وكلمهم، سخروا منه، وردوا عليه ردًا منكرًا،
    وأغروا به السفهاء، فاجتمع عليه الأهالي، ووقفوا له صفين،
    يمر من بينهم، وقد أمطروه ضربًا بالحجارة حتى دميت قدماه،
    وقذفًا بالهجاء والشتم، وكان "زيد "يقيه بنفسه حتى أصيب في رأسه،
    ومكثوا يطاردونه ويصيحون به في الشوارع حتى ألجأوه إلى بستان،
    لعتبة وشيبة ابني ربيعة على ثلاثة أميال من الطائف،
    وهكذا ظل الناس يطاردونه ويضربونه على مدار مسافة طويلة،
    نحو خمسة كيلو مترات، وقد قطع هذه المسافة
    مشيًا أو ركضًا مع ما يكابده الأذى.




    فدخل البستان يلوذ به، ويحتمي بشجراته من الضرب والمطاردة،
    وهو الذي جاء إليهم منقذًا،
    فجلس إلى شجرة عنب وكأنما هي المرة الأولى
    التي يجلس فيها بعد سنين، فقد أعياه الضرب والركل،
    ودماء شريفة تنزف من وجهه الكريم، ومن قدمه الشريف،
    فضلاً عن ذلك الجرح النفسي في قلبه الصديع المكلوم،
    والأسى الذي ينكأ جروح الماضي،
    فإذا بخير البرية – صلوات الله وسلامه عليه -
    يتوجه إلى ربه ضارعًا، خاشعًا ، رافعًا يديه إلى السماء،
    مناجيًا ربه، معتذرًا إليه، متحببًا إليه، بكلمات كريمة ،
    وبدعاء صادق نبع من أعماق قلبه الحزين،
    قد امتزجت كلماته بحرقه وجدانه المكسور :




    "اللّهُمّ إلَيْك أَشْكُو ضَعْفَ قُوّتِي ، وَقِلّةَ حِيلَتِي ، وَهَوَانِي عَلَى النّاسِ،
    يَا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ ! أَنْتَ رَبّ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَأَنْتَ رَبّي ،
    إلَى مَنْ تَكِلُنِي ؟ إلَى بَعِيدٍ يَتَجَهّمُنِي ؟ أَمْ إلَى عَدُوّ مَلّكْتَهُ أَمْرِي ؟
    إنْ لَمْ يَكُنْ بِك عَلَيّ غَضَبٌ فَلَا أُبَالِي ، وَلَكِنّ عَافِيَتَك هِيَ أَوْسَعُ لِي ،
    أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِك الّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظّلُمَاتُ وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدّنْيَا
    وَالْآخِرَةِ مِنْ أَنْ تُنْزِلَ بِي غَضَبَك ، أَوْ يَحِلّ عَلَيّ سُخْطُكَ،
    لَك الْعُتْبَى حَتّى تَرْضَى ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوّةَ إلّا بِك"




    صلى الله عليك ،
    علمتنا أن الشكاية واللجوء إنما يكون إلى الباري جل في علاه،
    يجيب المضطر
    ويكشف الضر
    ويشفي السقيم
    ويقضي الحاجات .

    "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
    فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ "

    [البقرة186 ]،

    " أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ
    وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ "

    [النمل:62].




    عافية الله أوسع ورحمته أرحب
    فلا تقنت من رحمة الله وفرجه،
    سينجلي الهم،
    وسيذهب الحزن،
    وسيشفى القلب،
    فلا تظن أن ظالمك منتصر











    نتابع

  • #2




    وراء كل محنة منحة من الله عز وجل
    من منا لم يمر بمحنة أو ابتلاء فى حياته
    من منا لم يأتى عليه يوم وسالت دموعه ولم يستطع إيقافها
    ومن منا لم يضعف يوما ويستسلم لحزنه
    كلنا بشر ونتفاوت فى درجات إيماننا...
    ولكل منا طاقته من الصبر
    وعندما نتعدى حدود هذه الطاقة يختل توازننا ؛
    ولكن سرعان ما نستعيد توازننا
    فالمؤمن مهما تكاثرت عليه الأزمات والمحن فهو دائما واثق
    برحمة الله عزوجل ومتيقن من زوال المحن وانفراج الشدة




    ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا
    وعند الله منها المخرج
    ضاقت ولما استحكمت حلقاتها
    فرجت وكنت أظنها لا تفرج




    الله هو أرحم الراحمين
    فربما منحك فمنعك وربما حرمك فأعطاك
    فوراء كل محنة منحة من الله عز وجل




    ومهما كانت شدة الابتلاء فلا بد أن وراءه خيرا كثيرا
    وحكمة لا نعلمها
    إلا بعد انقضاء الشدة والابتلاء
    {فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا }




    وقال الرسول صلى الله عليه وسلم:
    "عجباً لأمر المؤمن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا المؤمن
    إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له
    وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له
    "

    تأكدوا أن وراء كل محنة منحة...
    ووراء كل ضيق فرج ...
    ووراء كل ابتلاء سعادة...
    فكل أمر المؤمن خير...




    وخير دليل على هذا .. تلك المنحة العظيمة
    التى منحها الله سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم
    بعد محنة الطائف وما ناله من أذى وأصابه من هم وغم
    فقد كانت محنة ما بعدها محنة .. وشدة ما بعدها شدة ..


    ولكن شاءت حكمة الله أن يكون بعد كل محنة منحة،
    وبعد كل شِدة شَدة إليه.
    فجاء الإسراء والمعراج مكافأة لسيد الخلق وحبيب الحق،
    وجاء تعويضاً عن جفوة أهل الأرض، بترحيب السماء له،
    ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ
    إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا
    إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾

    يعني يا محمد سمعنا قولك في الطائف، ورأينا معاناتك،
    وهذا ردنا، وأنت سيد الأنبياء والمرسلين، وسيد ولد آدم أجمعين.




    ما من مؤمن مستقيم يبتليه الله عز وجل بمحنة وشدة
    إلا وينبغي أن يعتقد اعتقاداً جازماً أن وراء هذه المحنة منحة،
    ووراء هذه الشِدة شَدة إلى الله، هذا مبدأ وهذا قانون.
    ﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾












    نتابع

    تعليق


    • #3




      قال تعالى:
      {ﺳَﻴَﺠْﻌَﻞُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺑَﻌْﺪَ ﻋُﺴْﺮٍ ﻳُﺴْﺮﺍ}

      *تفسيرها⇦
      سيجعل الله بعد ضيق وشدة سِعَة وغنى
      *سمفونيتها⇦
      تباشير وجمال من الوعظ تجبر لسان حالي على الإستبشار والثقة
      بنصر الله والقدرة على تحويل حزني إلى بشائر من فرح،
      وأنات وجعي إلى زغاريد من سعادة،
      وأهات كسري إلى مواويل من مرح
      *ينعها⇦
      مظلوم؟
      مكظوم؟
      مهموم؟
      موجوع؟
      متألم؟
      مشتكي؟
      ضائق؟
      حزين؟
      استبشر فخلف كل تنهيدة وجع ثواب وبشائر مستقبلية
      استبشر برب ألطف من أن يتركك،
      وأعظم من أن يخذلك،وأرحم من أن يعذبك
      استبشر فالحزن في كثير من الأحيان يكون
      منافذ لفرح يبكيك سعادة




      استبشر يا صاحبي وبمِلء فمي أهمسها
      فالله لن يخيبك وثق بأنه لن يخيبك
      في هذه الحياة..نحن نُتخن كثيراً بمواجع لو تأملناها حق التأمل
      لوجدنها سلالم تصعد بنا حيث الجنة وضوان ربنا ،
      إلا أن ضباب ضعفنا وقنوطنا أحياناً يحجب عنا
      ضوء البصيرة والصبر
      وتلك تماماً نقطة الإختلاف بيننا وبين الصحابة رضوان ربي عليهم!





      فابتسم، وانتظر الفرج، وأبشر فإن مع العسر يسرا
      لا أحد في الحياة إِلا وقد ذاق مرارة الأسى،
      وشرب من كأس الحزن، ولبس ثياب المرض..
      ويا ترى من الذي لم يتجرع غصص الهموم،
      ونزلت بساحته أمطار المصائب.. لا أظن أن أحداً نجا مما ذكرت..





      ولكن المؤمن ينظر لذلك من نافذة « الكتاب والسنة »
      ليرى قرب الأمل، وضياء الفجر، وأن العسر يعقبه يُسر،
      وأن النصر مع الصبر، وان الفرج مع الكرب،
      وان الأيام القادمة تحمل الأفراح، وأن الليالي تعانق السرور.




      فيا مهموم، إِن ربك حكيم فيما قدَّر عليك، فلا تقنط وتجزع..
      ( لا تحسبوه شراً لكم )
      ووالله إنه قريبٌ وسميعٌ لصوتك..
      ( إن ربي لسميع الدعاء )..
      فابتسم، وانتظر الفرج، وأبشر فإن مع العسر يسرا.





      إن الشدائد– مهما تعاظمت وامتدت- لا تدوم على أصحابها،
      ولا تخلد على مصابها،
      بل إنها أقوى ما تكون اشتداداً وامتداداً واسوداداً،
      أقرب ما تكون انقشاعاً وانفراجاً وانبلاجا،
      عن يسر وملاءة، وفرج وهناءة، وحياة رخيَّة مشرقة وضّاءة،
      فيأتي العون من الله والإحسان عند ذروة الشدة والامتحان،
      وهكذا نهاية كل ليل غاسق فجر صادق.




      قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
      (ما أصاب مسلما قط هم ولا حزن فقال:
      اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي في يدك،
      ماض فيَّ حكمك، عدل فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك،
      سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علَّمته أحدا من خلقك،
      أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي،
      ونور بصري، وجلاء حزني، وذهاب همي،

      إلا أذهب الله همه وأبدل له مكان حزنه فرجا)،
      قالوا: يا رسول الله، أفلا نتعلم هذه الكلمات؟
      قال: (بلى، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن)
















      نتابع

      تعليق


      • #4


        أحبتى فى الله ..
        قرأت كتاب (لاتحزن) للشيخ عائض القرنى
        وكتبت ملخصاً له
        فإليكم هذه المقتطفات




        يقول الشيخ :
        هذه رسالة لكل مهموم ومغموم ومحزون،
        فيها دراسة جادة تعنى بمعالجة الجانب المأساوي في حياة البشر،
        من حيث الهم والغم، والاضطراب والقلق،
        والحيرة والكآبة، وفقد الثقة والإحباط.
        هذه الرسالة حل لمشاكل العصر على نور الكتاب والسنة،
        والفطرة السوية، والتجارب الراشدة، والأمثال الحية.




        رســالة إلى كل مهموم ومغموم:
        *
        رسالة لكل مهموم ومغموم ومحزون، تقول له: لا تحزن.
        *وهي خطاب لكل مصاب ومبتلى،
        وكل من سحقته المشقة والعناء، تقول له: لا تحزن!
        *وهي نداء لكل من أحدقت به المصائب، وأحاطت به النكبات،
        وخنقته الأزمات، تقول له: لا تحزن!
        *وهي دعوة لمن فقد ابنه وفُجع بثمرة فؤاده،
        وأصيب بفصيله من أهل الدنيا، ونُعي إليه حبيبُه،
        تقول له: لا تحزن!
        *وهي أمل لكل من أثقلته الديون، وعضَّه الفقر، وأمضته الحاجة،
        وأحاطت به البأساء، تقول له: لا تحزن!
        *وهي مواساة لمن أقعده المرض، ونغص عيشه السقم،
        وأقض مضجعه الألم، وشرد نومه اليأس، تقول له: لا تحزن!
        *وهي عزاء لمن أُوصِدت عليه الأبواب، ولمن ذاق مرارة الغربة،
        واحتسى كأس الفراق، وشرب علقم الإحباط، تقول له: لا تحزن!
        *وهي سلوة لمن أشرف على الانتحار، ومل الحياة،
        وسئم العيش، وعاف البقاء، تقول له: لا تحزن!




        إن مع العسر يسرا
        يا إنسانُ! بعد الجوع شبع، وبعد الظمأ رِي، وبعد السهر نوم،
        وبعد المرض عافية، وبعد الفقر غنى، وبعد السجن حرية،
        سوف يصل الغائب، ويهتدي الضال، ويُفك العاني، وينقشع الظلام:
        (فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ)
        [المائدة:52].

        بشر الليل بصبح صادق يطارده على رءوس الجبال ومسارب الأودية،
        بشر المهموم بفرج مفاجئ يصل في سرعة الضوء ولمح البصر،
        بشر المنكوب بلطف خفي وكف حانية وادعة.

        إذا رأيت الصحراء تمتد وتمتد فاعلم أن وراءها رياض خضراء وارفة الظلال،
        وإذا رأيت الحبل يشتد ويشتد فاعلم أنه سوف ينقطع.
        مع الدمعة بسمة، ومع الخوف أمن، ومع الفزع سكينة،



        لنار لا تحرق إبراهيم التوحيد؛
        لأن الرعاية الربانية فتحت نافذة: (بَرْداً وَسَلاماً) [الأنبياء:69].


        *البحر لا يغرق كليم الرحمن؛
        لأن الصوت القوي الصادق نطق بـ (كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ)
        [الشعراء:62].


        *المعصوم في الغار بشر صاحبه بأنه وحده سبحانه معنا،
        فنزل الأمن والفتح والسكينة.

        إن عبيد ساعاتهم الراهنة وأرقاء ظروفهم القاتمة لا يرون إلا النكد
        والضيق والتعاسة؛ لأنهم لا ينظرون إلا إلى جدار الغرفة وباب
        الدار فحسب، ألا فليمدوا أبصارهم وراء الحُجب،
        ألا فليطلقوا أعنة أفكارهم إلى ما وراء الأسوار،
        ألا فليحسنوا الظن بالعزيز الغفار.

        إذاً فلا تضِقْ ذرعاً فمن المحال دوام الحال،
        وأفضل العبادة: انتظار الفرج،
        الأيام دُوَل، والدهر قُلَّب،
        والليالي حُبالَى، والغيب مستور،
        والحكيم كل يوم هو في شأن،
        ولعل الله يحدث بعد ذلك أمراً:
        (وإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) [الشرح:6].

        دع المقادير تجري في أعنتها*** ولا تبيتن إلا خالي البالِ
        ما بين غمضة عين وانتباهتها*** يغير الله من حال إلى حالِ






        *وانظر إلى يونس بن متَّى عليه السلام في ظلمات ثلاث،
        لا أهل، ولا ولد، ولا صاحب، ولا حبيب، ولا قريب،
        إلا الله الواحد الأحد، فهتف بالكلمة الصادقة المؤثرة النافعة:
        (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) [الأنبياء:87]
        فجاء الفرج.

        *ويعـقوب علـيه السـلام يقـول لأبنائه:
        (وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ
        إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)
        [يوسف:87].

        فلا يأس والله يُدعَى،
        ولا قنوط والله يُرجَى،
        ولا خيبة والله يُعبَد،
        ولا إحباط والله يُؤمَن، جل في علاه،

        فإذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعن بالله،
        وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال:
        {واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب،
        وأن مع العسر يسراً}.




        انظر إلى أخبار الأمم وقصص الدول،
        كيف غلب الله على أمره جل في علاه؛
        لأنه الفعال لما يريد، فجاء باليُسر بعد العسر سبحانه،
        وفي حديثٍ حسن: {ولن يغلب عسرٌ يسرين}.




        المنصور بن أبي عامر -الملك الأندلسي-
        حكم بقتل عالم من العلماء، وأعطى السياف ورقة،
        أراد أن يَكتب فيها: يُقتَل، فكتب: يُطلَق،
        فردَّها السياف إليه، فشطبها وكتبها: يُطلَق،
        فردها إليه، فشطبها وكتبها: يطلق،
        يريد أن يُقتَل، فلما كتب يُطلَق، تعجب واحتار،
        وقال: والله إنه لأمر الله جل في علاه، والله ما أردتُ إلا قتله،
        وإنه ليُطلَق على رغم أنفي، فأطلقه: (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ)
        [الرحمن:29].

        سَهِرَت أعين ونامت عيونُ
        في شئونٍ تكون أو لا تكون
        إن رباً كفاك ما كان بالأمسِ
        سيكفيك في غدٍ ما يكونُ















        نتابع

        تعليق


        • #5




          قال تعالى :
          " فإن مع
          العسر يسرا .. إن مع العسر يسرا
          المتأمل في هاتين الآيتين يعي حقيقة إلهية عظيمة
          وسنة من سنن الله في عباده
          ألا وهي أن مع العسر لابد أن يأتي اليسر بلطف وخفاء
          يؤكد لنا معنى اسم الخالق اللطيف
          الذي يوصل عباده لأقدارهم بلطف عجيب لاتدركه العقول .

          وقد قال تعالى:
          "إن مع العسر يسرا " ولم يقل بعد العسر يسرا
          تأكيدًا على أن العسر لابدَّ أن يجاوره يسر
          فالعسر لا يخلو من يسر يصاحبه ويلازمه ...
          و كل الحادثات وإن تناهت فمؤول بها فرج قريـــب .



          ولكي نفهم هاتين الآيتين لنتأمل
          قول ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا فهو يقول :
          " ‏لو كان العسر في جحر ضب لتبعه اليسر حتى يستخرجه ،
          لن يغلب عسر يسرين‏"

          فتعريف العسر في الآيتين دلالة على أنه عسر واحد
          بينما تنكير اليسر في الآيتين دلالة على تكراره
          فكل عسر مهما بلغ من الصعوبة مابلغ
          فإن آخره التيسير الملازم له
          وتأكيد ذلك قوله تعالى: " سيجعل الله بعد عسر يسرا "
          ففي بطن العسر إلا وهناك يسر كثير
          وهذا وعد الله وسنته في عباده



          وقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم :
          " أن الفرج مع الكرب "
          وكلما اشتدت الأزمة كلما كان ذلك إيذانًأ بانقضائها وزوالها
          وأشد أوقات الليل حلكة هو ما يسبق طلوع الفجر
          وما بعد الضيق إلا الفرج ...
          و كما أنه لا يعرف انشراح الصدر إلا من ركبه الهم والضيق
          فكذلك لا يعرف الفرج إلا من ناله الكرب
          فبضدها تتبين الأشياء
          ومهما أحلولكت دون العبد الخطوب..
          فلا بد أن يتلو الظلام نهار يبدد عتمته..



          ويقول الشاعر في ذلك :
          يا صاحب الهم إن الهم منفرج**أبشر بخير فإن الفـارج الله
          اليأس يقطع أحيانا بصاحـبه**لا تيأسن فإن الكــافي الله
          الله يحدث بعد العسر ميسرة**لا تــجزعن فإن الصـانع الله
          إذا بُليت فثق باللــه وارض به**إن الذي يكشف البلوى هو الله
          والله ما لك غير الله من أحـد**فحسبـك الله في كلٍ لك الله



          ويقول الآخر:
          كن عن همومك معرضا *** وكِل الأمور إلى القضا
          وابشـــــــر بخير عاجلا *** تنسى به ماقــد مضـــى
          فلربَّ أمرٍ مُسخــــــــط *** لك في عواقبــــه رضى
          ولربما ضـــاق المضيق *** ولربما اتســــــع الفضا
          الله يفعل ما يشـــــــــاء *** فلا تكوننًّ معترضــــــا
          الله عودك الجميــــــــل *** فقس على ماقد مضـــى



          و قال الشافعي:
          وما من شدة إلا سيأتي من بعد شدتها رخــــاء
          وقال آخر :
          دع المقادير تجري في أعنتها*** ولا تبيتن إلا خالي البــــــال
          ما بين غفوة عين وانتباهتهــا*** يغير الله من حال إلى حـال

          و معرفة هذا الأمر تجعل العبد لا تستغرقه لحظات العسر
          بل ينتظر اليسر القريب من الله


          واليسر الموعود في الآية هو نتيجة حتمية لابد منها
          إلا أنها نتيجة مشروطة لابد لها من مقدمات تستجلبها
          وهي كالتالي:

          1*الإيمان ويلازمه العمل الصالح والتقوى:


          قال الله تعالى:
          " من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينّه
          حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون "

          وفي المقابل قال تعالى :
          " ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا"

          كما قال تعالى:
          (فأما من أعطى وأتّقى. وصدق بالحسنى. فسنيسره لليسرى)

          كما قال،
          (ومن يتق اللّه يجعل له مخرجاً)،
          (ومن يتق اللّه نجعل له من أمره يُسراً )
          .



          2*الصبر :


          فبعد تكرار حقيقة أن اليسر رديف العسر
          جاء الأمر بالصلاة إذ هي من أسباب استجلاب الصبر
          والذي هو بدوره القنطرة التي لابد أن يعبر
          عليها العبد للوصول إلى اليسر
          و غالبا ما يربط الله بين الصبر والصلاة كمتلازمتين
          قال تعالى :
          " واستعينوا بالصبر والصلاة "
          و الصبر زاد إلا وينتهي
          أما الصلاة فهي زاد العبد الذي لا ينقطع .



          3*الدعاء :




          ومن أعظم الأدعية في إذهاب الهمّ والغم والإتيان بعده بالفرج :
          الدعاء العظيم المشهور الذي حثّ النبي صلى الله عليه وسلم
          كلّ من سمعه أن يتعلّمه ويحفظه :
          قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
          مَا أَصَابَ أَحَداً قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ فَقَالَ

          اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ
          مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ
          أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ
          أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ
          أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ
          أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ
          أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي
          وَجِلاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي
          إِلا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجا
          قَالَ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلا نَتَعَلَّمُهَا
          فَقَالَ بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا

          رواه الإمام أحمد في المسند 1/391
          وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم 198



          وقد كان الرسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر قال :
          (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ) الترمذي.

          دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ
          اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو فَلا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ
          وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ..

          رواه أبوداود



          4*الاستغفار :


          كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم :
          " من لزم الاستغفارجعل الله له من كل ضيق مخرجاً
          ومن كل هم مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب "

          سنن ابي داود وابن ماجه .



          5*التوكل على الله عز وجل


          وتفويض الأمر إليه :
          قال تعالى "
          ومن يتوكل على الله فهو حسبه "
          أي كافيه جميع ما يهمه من أمر دينه ودنياه .
          فالمتوكل على الله قوي القلب لا تؤثر فيه الأوهام
          ولا تزعجه الحوادث لعلمه أن ذلك من ضعف النفس



          يقول الشاعر:
          إذا ضاق بك الصدر****ففكر في ألم نشرح
          فإن العســر مقرون****بيسرين فلا تبـــرح
          إذا أعضلك الأمـــر****ففكر في ألم نشرح


          ويقول آخر :
          دع الأيـام تـفعل ما تشاء*** وطب نفسا إذا حكم القضاء
          ولا تـجزع لـحادثة الليالي*** فـما لـحوادث الليالي بقاء


          فاللكرب نهاية مهما طال أمره
          وأن الظلمة لتحمل في أحشائها الفجر المنتظر .
          وقال تعالى:
          (ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله
          إلا القوم الكافرون)



          يا إنسان إن بعد الجوع شبع، وبعد الظمأ ري،
          وبعد السهر نوم، وبعد المرض عافية،
          سوف يصل الغائب ويهتدي الضال،
          ويفك العاني، وينقشع الظلام
          (( فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده ))

          بشر الليل بصبح صادق يطارده على
          رؤوس الجبال، ومسارب الأودية،
          بشر المهموم بفرج مفاجئ يصل في سرعة الضوء ولمح البصر،
          بشر المنكوب بلطف خفي وكف حانية وادعة .



          إذا رأيت الصحراء تمتد، فاعلم أن وراءها
          رياضاً خضراء وارفة الظلال .
          إذا رأيت الحبل يشتد يشتد، فاعلم أنه سوف ينقطع .
          مع الدمعة بسمة،
          ومع الخوف أمناً،
          ومع الفزع سكينة،



          النار لا تحرق إبراهيم التوحيد؛
          لأن الرعاية الربانية فتحت نافذة برداً وسلاماً .

          البحر لا يغرق كليم الرحمن؛
          لأن الصوت القوي الصادق نطق بكلا
          "إن معي ربي سيهدين" .

          المعصوم في الغار بَشَّرَ صاحبه بأنه وحده معنا
          فـتـنـزل الأمن والفتح والسكينة .


          إن عبيد ساعدتهم الراهنة وأرقاء ظروفهم القاتمة
          لا يرون إلا النكد والضيق والتعاسة،
          لأنهم لا ينظرون إلا إلى جدار الغرفة وباب الدار فحسب .

          ألا فليمدوا أبصارهم وراء الحجب
          وليطلقوا أعنة أفكارهم إلى ما وراء الأسوار .

          إذاَ فلا تضق ذرعاَ فمن المحال دوام الحال،
          وأفضل العبادة انتظار الفرج،
          الأيام دول، والدهر قلب،
          والليالي حبالى، والغيب مستور،
          والحكيم كل يوم هو في شأن،
          ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ،


          إن مع العسر يسرا...













          نتابع










          تعليق


          • #6







            سيجعلُ اللهُ بعد عُسرٍ يُسراً

            عسى فرج يكون عسى *** نُعلل نفسنا بعسى
            فلا تجزع إذا حُملت *** هما يقطع النفسا
            فأقرب مايكونُ المرُء *** من فرج إذا يئِسا


            إذا ضاق الأمر اتسع ..
            وإذا اشتد الحبل انقطع ..
            وإذا اشتدا الظلام بدا الفجر وسطع ..

            سنُة ماضية .. وحِكمة قاضية ..
            يامن بكى من ألمه ومرضه وكده ..
            يامن بالغت الشدائد في رده وصده ..
            عسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده

            دعِ المقادير تجري في أعِنتها *** ولا تبيتن إلا خالـي البال
            مابين غمضةِ عين وانتباهتِها *** يُغيرُ الله من حالٍ إلى حال



            ماعرفنا لكثرة حزنك عذرك ..
            سهل أمرك وأرح فكرك ..
            أما قرأت [ ألم نشرح لك صدرك ] ؟ ..
            ألا تفرح


            وفي عالم الأمل تسرح
            وفي دنيا اليُسر تمرح ..
            وأنت تسمع [ ألم نشرح ]


            يا من داهمته الأحزان،
            وبات وهو سهران ..
            وأصبح وهو حيران ..
            ألم تعلم أنه في كل يوم له شأن ..


            يا من هدهُ الهم وأضناه ..
            وأقلقه الكرب وأشقاه ..
            وزلزله الخطب وأبكاه ..
            أنسيت [ أمن يُجيب المُضطر إذا دعاه ]



            إذا اشتملت على اليأسِ القُلُوبُ*** وضاق بما به الصدر الرحيبُ
            وأوطـنـت المكارهُ واطمأنت*** وأرست في أماكِنِها الخُطُوبُ
            ولم تــرَ لانكشافِ الضر نفعاً*** ومـا أجـدى بحيلتِهِ الأريبُ
            اتاك عـلـى قُنُوطِ مـنك غوثٌ*** يـمُـن به اللطيفُ المُستجِيبُ
            وكـل الحاثاتِ وإن تـنـاهـت*** فموصُولٌ بـهـا فـرجٌ قريبُ

            [ لاتدري لعل الله يُحدِثُ بعد ذلِك أمراً ]


            هل رأيت فقيراً في الفقر أبداً ..
            هل أبصرت محبوساً في القيد سرمداً ..
            لن يدوم الضرممتداً .. لأن هنالك أحداً فرداً صمدا

            أيها اليائسُ مُت قبل المماتِ *** أو إذا شِئت حيـاة فالرجا
            لايضق ذرعك عند الأزمات *** إن هي اشتدت فأمل فرجا

            من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً ..
            ومن كل هم فرجاً بلا حول ولا قوة إلا بالله
            تحمل الأثقال وتسهل الأهوال
            وتُصلح الأحوال ويُشرح البال
            ويرضى ذو الجلال ..



            بشر الليل بصبح صادق يطارده على رؤوس الجبال ..
            وبشر القحط بماء زُلال يلاحقه في أعماق الرمال ..
            وبشر الفقير بمال يُزيل عنه الإملاق والإمحال

            لاتيأسن فـي النـوب *** من فرجةٍ تجلُو الكُرب
            واصبر إذا خطب دهى *** يأتِ الزمانُ بالعجـب
            وارج الإله رحـمـةً *** أخلص دعاءً يُـستجب




            فارحل بقلبك إذا الهم برك ..
            واشرح صدرك عند ضيق المعترك ..
            ولا تأسف على ما مضى ومن هلك ..
            فليس بالهموم عليماً درك ..
            واعلم أنه لا يدوم شيئ مع دوران الفلك ..
            وعسى أن تكون الشدة أرفق بك ..
            والمصيبة خير لك

            لا تـعجلـن فرُبما *** عجِل الفتى فيما يضر
            فالعيش أحلاه يعُودُ *** على حــلاوتِهِ بِمُر
            ولرُبما كـره الفتى *** أمراً عواقبهُ تـسـر




            أيها الإنسان في آخر النفق مِصباح ..
            ولِباب الهموم مفتاح ..
            وبعد الليل صباح ..
            وكم هبت للقانط من الفرج رياح ..
            أيها المتشائم أمسِك حبل الرجاء ..
            كُن كالنملة في صعود وهبوط ولا تعرف اليأس ولا القنوط ..
            كن كالنحلة في طلب رزقها قائمة .. وفي حُسن ظنها دائمة

            أيها الـشـاكـي وما بكـ داء *** كيف تغدُو إذا غــدوت عليلاً
            أترى الشوك في الوُرُودِ وتعمى *** أن تـرى فوقهُ النــدى إكليلاً
            والـذي نفسُهُ بـغـيـر جمالٍ لا *** يرى في الوُجُود شيئاً جميلاً



            افتح عينيك ..
            ارفع يديك ..
            لاتساعد الهم عليك...
            ولا تدع اليأس إليك

            اللهم اجعل لليل همومنا صباحاً من الفرج يشرق
            ولظمأ أكبادنا نهراً من الأمل يتدفق
            ولجراح مآسينا يداً بالشفاء تترفق
            اللهم أغنِنا عن الناس ..
            وارزقنا مما في أيديهم اليأس .. ورُد عنا البأس
            واجعل التقوى لنا أجمل لباس .. وأقوى أساس

            اشتدي أزمة تنفرِجِي *** قد آذن ليلُكِ بِالبلج














            نتابع

            تعليق


            • #7





              (( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ))

              [ الطلاق: 1 ] ..
              وجدت خيالي يسبح في ظلال هذه الآية ..
              يا ترى كم هي الأقدار التي تألمنا لها وقت نزولها
              وجرت لها دموعنا ،ورُفعت في طلبها أيدينا،
              ولكن يا ترى هل كان لدينا نور هذه الآية
              (( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ))
              [ الطلاق: 1 ] ؟



              - حينما نحزن لفقد قريب أو مرض حبيب أو فوات نعمة
              أو نزول نقمة ، قد ننسى أو نجهل أنه قد يكون وراء تلك
              الأزمة " منحة ربانية وعطية إلهية "..
              جولة في ظلال هذه الآية :
              نعم (( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ))
              [ الطلاق: 1 ] ..




              - تلك الأخت التي نزلت بها مصيبة الطلاق وأصابها
              الخوف من المستقبل وما فيه من آلام , نقول لها
              (( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ))
              لعل بعد الفراق سعادة وهناء , لعل بعد الزوج..
              زوج أصلح منه وأحسن منه ,
              ولعل الأيام القادمة تحمل في طياتها أفراح وآمال ..



              - ذلك الزوج الذي عانى من زوجته ، وصبر عليها ،
              ولكنها لم تبال بحقوقه ،وطالما نست أو تناست حسناته ،
              حتى كان الطلاق هو الخيار له ..
              نهمس له ونقول (( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ))
              [ الطلاق: 1 ]
              نعم فلعل الله يمنحك زوجة أخرى تحسن التعامل معك ،
              وتساعدك على تحقيق أهدافك وتجعلك تشعر
              بأنك رجل لك مكانتك واحترامك ..



              - تلك الأم التي فقدت بر أبنائها ، وتألمت لعقوقهم ،
              نقول لها (( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ))
              [ الطلاق: 1 ]
              فلعل الله أن يهديهم ويشرح صدورهم ويأتي بهم
              لكي يكونوا بك بررة وخدام ،
              فافتحي يا أمنا باب الأمل وحسن الظن
              بالرب الرحيم الرؤوف الودود



              - هناك خلف القضبان يرقد علماء ودعاة وأحباب
              وأولياء, والقلب يحزن والعين تدمع لحالهم ،
              ولكن ومع ذلك نقول
              (( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَذَلِكَ أَمْرًا ))
              [ الطلاق: 1 ]
              فلعل الله أن يمنحهم في خلوتهم
              " حلاوة الأنس به ولذة الانقطاع إليه "
              ولعل ما وجدوا خير مما فقدوا ،
              وهذا ابن تيمية الذي نزل السجون يصرح بأنه وجد فيها
              من الأنس ما لو كان لديه ملء مكانه ذهباً لما وفى
              حق من تسببوا له بذلك ..



              - في المستشفيات مرضى طال بهم المقام ،
              وأحاطت بهم وبأقاربهم الأحزان ،
              فلكل واحد منهم نقول
              (( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ))
              [ الطلاق: 1 ]
              فلعل الصبر رفع الدرجات في جنان الخلد ،
              ولعل الرضا أوجب لك محبة الرحمن ،
              ولعل الشفاء قد قرب وقته وحان موعده ..



              - في ذلك المنزل أسرة تعاني من مصيبة الديون
              وتكالب الأزمات المالية، فرسالتي لراعي تلك الأسرة
              (( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ))
              [ الطلاق: 1 ]
              فعليك بالصبر والدعاء وملازمة التقوى ،
              فلعل الفرج قريب..
              وما يدريك ماذا تحمل الأيام القادمة
              من أرزاق سبحانه وتعالى ..



              والجولات تطول لتفاصيل حياة الناس
              الذين يحتاجون إلى التذكير بهذه الآية العظيمة
              (( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ))
              [ الطلاق: 1 ]



              ونصوص القرآن تضمنت
              (( إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ))
              [ الشرح: 6 ]
              و (( سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا ))
              [ الطلاق: 7 ]



              فالله الله في تربية النفس على الرضا بالأقدار ،
              والنظر للحياة من زاوية الأمل ،
              والاعتقاد بأن الأيام القادمة تحمل معها ألواناً من السعادة
              والفرح والبهجة والأرزاق ..

              ومضة /
              لا يقلق من كان له أب
              فكيف بمن كان له رب !!

















              نتابع

              تعليق


              • #8




                قضاء وقدر
                مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ
                إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا

                [الحديد:22]
                فليعلم مَن جَهِل، وليدرِ مَن غفل،
                جف القلم، رُفعت الصحف،
                قُضي الأمر، كتبت المقادير:
                لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا [التوبة:51]
                عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا [الأعراف:89]
                حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ [آل عمران:173]
                وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ [غافر:44].




                دعها سماوية تجري على قدر*** لا تفسدنها برأي منك منكوس
                سهرت أعين ونامت عيونٌ
                في شئون تكون أو لا تكونُ
                إن رباً كفاك ما كان بالأمس
                سيكفيك في غدٍ ما يكونُ


                واسمع إلى العامي ذي الفطرة الصحيحة يقول:
                لا تِشْتِكِ يا واحداً باتْ مهمومْ
                تَرى الفرح عندِ اقترابِ الحزام
                وانْ كان عِيْنَك خالفتْ لذة النومْ
                إنتَ تنام وخالقك ما ينام



                {ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك}.



                إن هذه العقيدة إذا رسخت في نفسك، وقرَّت في ضميرك،
                صارت البلية عطية، والمحنة منحة،
                وكل الوقائع جوائز وأوسمة،
                و{مَن يرد الله به خيراً يُصِبْ مِنْه}
                فلا يصبك قلق من مرض، أو موت ابن، أو خسارة مالية، أو احتراق بيت،
                فإن الباري قد قدَّر، والقضاء قد حلَّ، والاختيار هكذا،
                والخيرة لله، والأجر حصل، والذنب غُفر.
                (قل لن يُصيبنا إلا ما كتب الله لنا)






                اصنع من الليمون شراباً حلواً

                الذكي الأريب يحول الخسائر إلى أرباح،
                والجاهل الرعديد يجعل المصيبة مصيبتين.

                طُرد الرسول عليه الصلاة والسلام من مكة فأقام في المدينة دولة.
                سُجن الإمام أحمد فصار إمام السنة،
                وحُبس ابن تيمية فصار علم الأمة،
                وُضع السرخسي في قعر بئر معطلة فأخرج ثلاثين مجلداً في الفقه،
                أقعد ابن الأثير فصنف أربعين مصنفاً،
                نُفي ابن الجوزي فتعلم القراءات،
                أصابت الحمى مالك بن الريب فصار شاعر الدنيا،
                ومات أبناء أبي ذؤيب الهذلي فرثاهم بإلياذة أنصت لها الدهر،
                وذهُل منها الجمهور، وصفق لها التاريخ.




                إذا داهمتك داهية فانظر في الجانب المشرق منها،
                وإذا ناولك أحدهم كوب ليمون، فأضف إليه حفنة من سكر،
                وإذا أهدى لك أحدهم ثعباناً فخذ جلده الثمين واترك باقيه،
                وإذا لدغتك عقرب فاعلم أنه مصل واقٍ ومناعة حصينة ضد سم الحيات.

                تكيف في ظرفك القاسي لتخرج لنا منه زهراً وورداً وياسميناً:
                وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ [البقرة:216].




                سجنت فرنسا قبل ثورتها العارمة شاعرَين مجَيدَين، متفائلاً ومتشائماً،
                فأخرجا رأسيهما من نافذة السجن.
                فأما المتفائل فنظر نظرة في النجوم فضحك،
                وأما المتشائم فنظر في الطين فبكى.

                انظر إلى الوجه الآخر للمأساة؛
                لأن الشر المحض ليس موجوداً أصلاً،
                بل هناك خير ومكسب وفتح وأجر.










                نتابع

                تعليق


                • #9





                  أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ

                  من الذي يفزع إليه المكروب؟!
                  ومن الذي يستغيث به المنكوب؟!
                  من الذي تصمد إليه الكائنات؟!
                  ومن الذي تسأله المخلوقات؟!
                  ومن الذي يلتجئ إليه العباد؟!
                  ومن الذي تلهج الألسنة بذكره؟!
                  ومن الذي تألهه القلوب؟!
                  من هو الواحد الأحد؟!

                  إنه الله الذي لا إله إلا هو.




                  وحق عليَّ وعليك أن ندعوه في الشدة والرخاء،
                  والسراء والضراء، ونفزع إليه في الملمات،
                  ونتوسل إليه في الكربات،
                  وننطرح على عتبات بابه سائلين باكين ضارعين منيبين،
                  حينها يأتينا مدده، ويصل إلينا عونه، ويسرع إلينا فرجه،
                  ويحل علينا فتحه، فينجي الغريق، ويرد الغائب،
                  ويعافى المبتلى، وينصر المظلوم، ويهدي الضال،
                  ويشفي المريض، ويفرج عن المكروب:
                  فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
                  [العنكبوت:65]



                  إذا وجدت الطريق إلى ربك فقد وجدت كل شيء،
                  وإن فقدت الإيمان به؛ فقد فقدت كل شيء،
                  إن دعاءك ربك عبادة أخرى،
                  وطاعة عظمى ثانية فوق حصول المطلوب،
                  وإن عبداً يجيد فن الدعاء حري ألا يهتم
                  ولا يغتم، ولا يحزن، ولا يقلق:
                  قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا
                  هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ

                  [التوبة:51].



                  كل الحبال تتصرم إلا حبله،
                  كل الأبواب توصد إلا بابه،
                  كل الطرق تغلق إلا طريقه،
                  هو قريب سميع مجيب
                  يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ [النمل:62]
                  يأمرك -وأنت الفقير الضعيف المحتاج،
                  وهو الغني القوي الواحد الماجد- بأن تدعوه:
                  ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر:60]


                  إذا نزلت بك النوازل، إذا ألمت بك الخطوب،
                  فالهج بذكره، واهتف باسمه،
                  واطلب مدده، واسأله فتحه ونصره،
                  مرِّغ الجبين لتقديس اسمه لتحصل على تاج الحرية،
                  وأرغم الأنف في طين عبوديته لتحوز وسام النجاة،
                  مد يديك، ارفع كفيك، أطلق لسانك، أكثر من طلبه،
                  بالغ في سؤاله، ألح عليه، الزم بابه، انتظر لطفه،
                  ترقب فتحه، اشدُ باسمه، أحسن الظن به، انقطع إليه،
                  تبتل إليه تبتيلاً حتى تسعد وتفلح.







                  العوض من الله
                  لا تأسف على مصيبة،
                  فإن الذي قدرها عنده جنة وثواب وعوض وأجر عظيم،
                  إن أولياء الله المصابين المبتلين ينوه بهم في الفردوس

                  سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ
                  [الرعد:24].

                  وحق علينا أن ننظر في عوض المصيبة وفي ثوابها،
                  وفي خلفها الخيِّر

                  أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ
                  [البقرة:157]
                  هنيئاً للمصابين، بشرى للمنكوبين، سلام على المضطهدين.



                  إن عمر الدنيا قصير، وكنزها حقير،
                  وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى [الأعلى:17]
                  فمن أصيب هنا كوفئ هناك،
                  ومن تعب هنا ارتاح هناك،
                  ومن افتقر هنا اغتنى هناك،
                  أما المتعلقون بالدنيا، العاشقون لها، الراكنون إليها،
                  فأشد ما على قلوبهم فوت حظوظهم منها،
                  وتنغيص راحتهم فيها؛ لأنهم يريدونها وحدها،
                  فلذلك تعظم عليهم المصائب، وتكبر عندهم النكبات؛
                  لأنهم ينظرون تحت أقدامهم،
                  فلا يرون إلا الدنيا الفانية الزهيدة الرخيصة.



                  أيها المصابون: ما فات شيءٌ وأنتم الرابحون،
                  فقد بعث لكم برسالة بين أسطرها لطف
                  وعطف وثواب وحسن اختيار.
                  إن على المصاب الذي ضُرِب عليه سرادق المصيبة
                  أن ينظر ليرى أن النتيجة:
                  فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ
                  وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ

                  [الحديد:13]
                  وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى [القصص:60]
                  وأهنى وأمرى وأجل وأعلى وأغلى.













                  نتابع

                  تعليق


                  • #10




                    أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
                    الصدق حبيب الله، الصراحة صابون القلوب،
                    التجربة برهان، الرائد لا يكذب أهله،
                    لا يوجد عمل أشرح للصدر وأعظم للأجر كالذكر
                    فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ [البقرة:152]



                    وذكره سبحانه جنته في أرضه،
                    من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة،
                    وهو إنقاذ للنفس من أوصابها وأتعابها واضطرابها.

                    إذا مرضنا تداوينا بذكركمُ *** ونترك الذكر أحياناً فننتكسُ
                    هل تذكرونا مثل ذكرانا لكم *** رب ذكرى قربت من نجحا



                    وهو الطريق الميسر المختصر إلى كل فوز وفلاح،
                    طالع دواوين الوحي لترى فوائد الذكر،
                    جرب مع الأيام بلسمه لتنال الشفاء،
                    بذكره سبحانه تنقشع سحب الخوف والفزع والهم والحزن،
                    بذكره تزاح جبال الكرب والغم والأسى.



                    الله أكبر كل هم ينجلي عن قلب كل مكبر ومهللِ
                    ولا عجب أن يرتاح الذاكرون،
                    فهذا هو الأصل الأصيل؛
                    لكن العجب العجاب كيف يعيش الغافلون عن ذكره؟!
                    أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ
                    [النحل:21].



                    يا من شكى الأرق، وبكى من الألم،
                    وتفجع من الحوادث، ورمته الخطوب!
                    هيا اهتف باسمه تقدس في عليائه،
                    هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً [مريم:65].



                    إنك بقدر إكثارك من ذكره ينبسط خاطرك،
                    ويهدأ قلبك، وتسعد نفسك، ويرتاح ضميرك؛
                    لأن في ذكره معاني التوكل والثقة والاعتماد
                    والتفويض وحسن الظن وانتظار الفرج،
                    فهو قريبٌ إذا دُعِي، سميعٌ إذا نُودِي، مجيبٌ إذا سُئل،
                    فاضرع واخضع واخشع،
                    وردد اسمه الطيب المبارك على لسانك،
                    توحيداً وتمجيداً وثناءً ومدحاً ودعاءً وسؤالاً واستغفاراً
                    وسوف تجد بحوله وقوته السعادة
                    والأمن والسرور والنور والحبور:
                    فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ
                    [آل عمران:148]
                    يقول عليه الصلاة والسلام:
                    {مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره كمثل الحي والميت}.







                    الصلاة!! الصلاة
                    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ
                    [البقرة:153].

                    إذا داهمك الخوف، وطوقك الحزن، وأخذ الهم بتلابيبك،
                    فقم حالاً إلى الصلاة،

                    تثوب لك روحك، وتطمئن نفسك،



                    إن الصلاة كفيلة بإذن الله باجتياح مستعمرات الأحزان
                    والغموم ومطاردة فلول الاكتئاب:
                    {كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر قال:
                    أرحنا بالصلاة يا بلال}
                    فكانت قرة عينه، وسعادته وبهجته.

                    وقد طالعتُ سِيَر أقوام أفذاذ كانت إذا ضاقت بهم الضوائق،
                    وكشرت في وجوههم الخطوب، فزعوا إلى صلاة خاشعة،
                    فتعود لهم قواهم وإرادتهم وهممهم.



                    إن صلاة الخوف فرضت لتؤدَّى في ساعة الرعب،
                    يوم تتطاير الجماجم وتسيل النفوس على شفرات السيوف،
                    فإذا الثبات والسكينة والرضوان والأُنس.



                    إن على الجيل الذي عصفت به الأمراض النفسية
                    أن يتعرف على المسجد،
                    وأن يمرغ جبينه ليرضي ربه أولاً،
                    ولينقذ نفسه من هذا العذاب الواصب،
                    وإلا فإن الدمع سوف يحرق جفنه،
                    والحزن سوف يحطم أعصابه،
                    وليس لديه طاقة تمده بالسكينة والأمن إلا الصلاة.



                    ومن أعظم النعم لو كنا نعقل:
                    هذه الصلوات الخمس كل يوم وليلة،
                    كفارة لذنوبنا، ورفع لدرجاتنا،
                    وصلاح لأحوالنا، وسكينة لنفوسنا،
                    دواءٌ لأمراضنا،
                    تسكب في ضمائرنا مقادير زاكية من اليقين،
                    تملؤ جوانحنا بالرضا،
                    أما أولئك الذين جانَبوا المسجد وتركوا الصلاة،
                    فمن نكد إلى نكد، ومن حزن إلى حزن،
                    ومن شقاء إلى شقاء:
                    فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ [محمد:8].










                    نتابع

                    تعليق


                    • #11




                      حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ
                      تفويض الأمر إلى الله، والتوكل عليه،
                      والثقة بوعده، والرضا بصنيعه،
                      وحسن الظن به، وانتظار الفرج منه
                      مِن أعظم ثمرات الإيمان، ومِن أجلِّ صفات المؤمنين،
                      وحينما يطمئن العبد إلى حسن العاقبة،
                      ويعتمد على ربه في كل شأنه
                      يجد الرعاية والولاية والكفاية والتأييد والنصرة.




                      لَمَّا أُلقي إبراهيم عليه السلام في النار قال:
                      حسبنا الله ونعم الوكيل، فجعلها الله عليه برداً وسلاماً.

                      ولَمَّا قيل لرسولنا صلى الله عليه وسلم:
                      إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ [آل عمران:173]
                      قال: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ
                      * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ
                      وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ

                      [آل عمران:173-174].



                      إن الإنسان وحده لا يستطيع أن يصارع الأحداث،
                      ولا يقاوم الملمات، ولا ينازل الخطوب؛
                      لأنه خلق ضعيفاً عاجزاً؛
                      ولكنه حينما يتوكل على ربه، ويثق بمولاه، ويفوض الأمر إليه،
                      يجد النصر والتأييد والفتح والإعانة:
                      وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [المائدة:23].



                      فيا من أراد أن ينصح نفسه:
                      توكل على القوي الغني ذي القوة المتين؛
                      لينقذك من الويلات، ويخرجك من النكبات،
                      واجعل شعارك ودثارك: (حسبنا الله ونعم الوكيل)

                      فإن قل مالك، وكثر دينك، وجفت مواردك،
                      وشحت مصادرك، فنادِ: (حسبنا الله ونعم الوكيل).

                      وإذا خفت من عدو، أو رعبت من ظالم،
                      أو فزعت من خطب فاهتف: (حسبنا الله ونعم الوكيل).

                      وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً [الفرقان:31].








                      فَصَبْرٌ جَمِيلٌ
                      التحلي بالصبر من شيم الأفذاذ
                      الذين يتلقون المكاره برحابة صدر،
                      وبقوة إرادة، وبمناعة أبية،
                      وإن لم أصبر أنا وأنت فماذا نصنع؟!

                      هل عندك حل لنا غير الصبر؟!
                      هل تعلم لنا زاداً غيره؟!



                      كان أحد العظماء مسرحاً تركض فيه المصائب،
                      وميداناً تتسابق فيه النكبات،
                      كلما خرج من نكبة دخل في أخرى،
                      وكلما نجا من كربة تعرض لثانية،
                      وهو متترس بالصبر، متدرع بالثقة بالله،
                      حتى قال:
                      إن كان عندك يا زمان بقيةٌ *** مما يُهان بها الكرام فهاتِها
                      فجعل الله له فرجاً ومخرجاً.

                      هكذا يفعل النبلاء،
                      يصارعون الملمات،
                      ويطرحون النكبات أرضاً،



                      دُخِل على أبي بكر وهو مريض،
                      فقال مَن حوله:
                      [[ألا ندعو لك طبيباً؟ قال: الطبيب قد رآني،
                      قالوا: فماذا قال؟ قال: يقول: إني فعَّال لما أريد]]
                      .
                      كيف أشكو إلى طبيـبي ما بي *** والذي قد أصابني من طبيـبي؟!

                      قال ابن المرتعش:
                      ذهبت عيني من أربعين سنة، ما علمت ابنتي ولا زوجتي.

                      وفي مقالات لأحد المعاصرين
                      أنه عرف جاراً له مُقعداً من عشرين سنة،
                      يقول: والله ما أَنَّ ولا اشتكى،
                      وما زال يحمد ربه حتى مات،
                      وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ [النحل:127]



                      اصبر صبر واثق بالفرج،
                      عالم بحسن المصير، طالب للأجر،
                      راغب في تكفير السيئات،
                      اصبر مهما ادلهمت الخطوب، وأظلمت أمامك الدروب،
                      فإن النصر مع الصبر، وإن الفرج مع الكرب،
                      و إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً [الشرح:6].



                      وقد قرأت سِيَر عظماء مروا في هذه الدنيا،
                      وذهلت لعظيم صبرهم، وقوة احتمالهم،
                      كانت المصائب تقع على رءوسهم كأنها قطرات ماء باردة،
                      وهم في ثبات الجبال، وفي رسوخ الحق،
                      فما هو إلا وقت قصير فتُشرق وجوههم
                      على طلائع فجر الفرج، وفرحة الفتح،
                      وعصر النصر، وأحدهم ما اكتفى بالصبر وحده،
                      بل رضي وتبسم واحتسب فكان الثواب والأجر والفرج.












                      نتابع

                      تعليق


                      • #12




                        وقفات
                        لا تحزن!
                        لأنك بحزنك تريد إيقاف الزمن،
                        وحبس الشمس،
                        وإعادة عقارب الساعة،
                        والمشي إلى الخلف،
                        ورد النهر من مصبه.




                        لا تحزن!
                        لأن الحزن كالريح الهوجاء،
                        تفسد الهواء،
                        وتبعثر الماء،
                        وتغير السماء،
                        وتهلك الحديقة الغَنَّاء.



                        لا تحزن!
                        لأن المحزون كنهرٍ أحمق،
                        ينحدر من البـحر،
                        ويصب في البـحر،
                        وكَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثاً
                        [النحل:92]
                        وكالنافخ في قربة مثقوبة،
                        وكالكاتب بأُصبُعه على الماء.



                        لا تحزن!
                        فإن عمرك الحقيقي سعادتك وراحة بالك،
                        فلا تنفق أيامك في الحزن،
                        ولا تبذر لياليك في الهم،
                        ولا توزع ساعاتك على الغم،
                        ولا تسرف في إضاعة حياتك،
                        فإن الله لا يحب المسرفين.



                        لا تحزن!
                        فإن أموالك التي في خزائنك،
                        وقصورك السامقة،
                        وبساتينك الخضراء،
                        مع الحزن والأسى واليأس
                        زيادة في أسفك وهمك وغمك.












                        نتابع

                        تعليق


                        • #13





                          لا تحزن!

                          فإن عقاقير الأطباء، ودواء الصيادلة، ووصفة الحكيم،
                          لا تسعدك وقد أسكنتَ الحزن قلبكَ،
                          وفرشتَ له عينكَ، وبسطتَ له جوانحكَ، ألحفته جلدك.



                          لا تحزن!
                          وأنت تملك الدعاء،
                          وتجيد الانطراح على عتبات الربوبية،
                          وتحسن المسكنة على أبواب ملك الملوك،
                          ومعك الثلث الأخير من الليل،
                          ولديك ساعة تمريغ الجبين في السجود.



                          لا تحزن!
                          فإن الله خلق لك الأرض وما فيها،
                          وأنبت لك حدائق ذات بهجة،
                          وبساتين فيها من كل زوج بهيج،
                          ونخلاً باسقات لها طلع نضيد،
                          ونجوماً لامعات،
                          وخمائل وجداول، ولكنك تحزن!



                          لا تحزن!
                          فأنت تشرب الماء الزلال،
                          وتستنشق الهواء الطلق،
                          وتمشي على قدميك معافى،
                          وتنام ليلك آمناً.



                          لا تحزن!
                          فإن المرض يزول، والمصاب يحول،
                          والذنب يُغفر، والدين يُقضى،
                          والمحبوس يُفك، والغائب يقدم،
                          والعاصي يتوب، والفقير يغتني.



















                          نتابع

                          تعليق


                          • #14






                            لا تحزن !
                            أما ترى السحاب الأسود كيف ينقشع؟!
                            والليل البهيم كيف ينجلي؟!
                            والريح الصرصر كيف يسكن؟!
                            والعاصفة كيف تهدأ؟!
                            إذاً: فشدائدك إلى رخاء،
                            وعيشك إلى هناء،
                            ومستقبلك إلى نعماء.




                            لا تحزن !
                            لهيب الشمس يطفئه وارف الظل،
                            وظمأ الهاجرة يبرده الماء النمير،
                            وعضة الجوع يسكنها الخبز الدافئ،
                            ومعاناة السهر يعقبه نوم لذيذ،
                            وآلام المرض تزيلها هناء العافية،
                            فما عليك إلا الصبر قليلاً والانتظار لحظة.




                            لا تحزن !
                            فقد حار الأطباء، وعجز الحكماء،
                            ووقف العلماء، وتساءل الشعراء،
                            وبارت الحيل أمام نفاذ القدرة
                            ووقوع القضاء، وحتمية المقدور.
                            عَسى فرجٌ يكون عَسى *** نعلِّل نفسَنا بِعَسى
                            فلا تقنط وإن لاقيت *** هماً يقضب النفَسا
                            فأقرب ما يكون المرء *** من فرج إذا يئسا


                            إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً[الشرح:6] .




                            إذا رأيت الصحراء تمتد وتمتد،
                            فاعلم أن وراءها رياضاً خضراء وارفة الظلال.
                            إذا رأيت الحبل يشتد ويشتد، فاعلم أنه سوف ينقطع.
                            مع الدمعة بسمة، ومع الخوف أمن، ومع الفزع سكينة.




                            بشّر الليل بصبح صادق
                            سوف يطارده على رؤوس الجبال ومسارب الأودية،
                            بشّر المهموم بفرج مفاجئ
                            يصل في سرعة الضوء ولمح البصر،
                            بشّر المنكوب بلطف خفيّ وكفّ حانية وادعة.


                            وكم لله من لطفٍ خفيٍّ*** يَدِقّ خَفَاهُ عَنْ فَهْمِ الذَّكِيِّ
                            وَكَمْ يُسْرٍ أَتَى مِنْ بَعْدِ عُسْرٍ*** فَفَرَّجَ كُرْبَة َ القَلْبِ الشَّجِيِّ
                            وكم أمرٍ تساءُ به صباحاً*** وَتَأْتِيْكَ المَسَرَّة ُ بالعَشِيِّ
                            إذا ضاقت بك الأحوال يوماً*** فَثِقْ بالواحِدِ الفَرْدِ العَلِيِّ
                            تَوَسَّلْ بالنَّبِيِّ فَكُلّ خَطْبٍ*** يَهُونُ إِذا تُوُسِّلَ بالنَّبِيِّ
                            وَلاَ تَجْزَعْ إذا ما نابَ خَطْبٌ*** فكم للهِ من لُطفٍ خفي
                            من أدب على بن أبى طالب












                            تعليق


                            • #15




                              إن الشدائد - مهما تعاظمت وامتدت -
                              لا تدوم على أصحابها، ولا تخلد على مصابها،
                              بل إنها أقوى ما تكون اشتداداً وامتداداً واسوداداً،
                              أقرب ما تكون انقشاعاً وانفراجاً وانبلاجا،
                              عن يسر وملاءة، وفرج وهناءة، وحياة رخيَّة مشرقة وضّاءة،
                              فيأتي العون من الله والإحسان عند ذروة الشدة والامتحان،
                              وهكذا نهاية كل ليل غاسق فجر صادق.
                              فما هي إلا ساعة ثم تنقضي ..
                              ويحمد غِبَّ السير من هو سائر




                              إذا انتابك العسر فلا تسرح
                              وإذا انتابك اليسر فلا تفرح
                              وإذا سبك حاقد فلا تجرح
                              وإذا مسك الضر فلا تكره
                              ولهدى محمد عليه الصلاة والسلام فلا تبرح
                              وثق بالله وأحسن به ظنك دائما ترتاح
                              ورتل بالحب (( ألم نشرح ))






                              إذا أحسست بالضيق
                              وشعرت بالحزن العميق
                              دائماً ردد :
                              ( لا إله إلا أنت سبحانك ، إنى كنتُ من الظالمين )
                              هى طب القلوب
                              نورها سر الغيوب
                              ذكرها يمحو الذنوب
                              لا إله إلا الله




                              إذا استوحشت أو ضاق عليك أمر من أمورك
                              أو تعكر صفو حياتك بمحنة أو شدة تمر بها
                              فاعلم أن الله
                              يريد أن يمحو عنك ذنباً
                              أو يريد أن يسمع منك ذكراً أو استغفاراً
                              أو يريد أن يراك راكعاً ساجداً
                              فالكل يريدك لنفسه
                              إلا الله يريدك لنفسك




                              يا أحد! يا صمد! يا ذا الجلال والإكرام!
                              يا حي يا قيوم! يا رحمن يا رحيم!
                              أسألك أن تذهب عنا الهم والغم
                              والحزَن والكدر والوصب والنصَب.

                              اللهم إنا نعوذ بك من الشقاء والشَقوة والذلة والفقر.




                              سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ
                              وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

                              سبحانك اللهم وبحمدك،
                              أشهد أن لا إله إلا أنت،
                              أستغفرك وأتوب إليك.

                              وصلى الله وسلم على نبيه وآله وصحبه ومن والاه.







                              تعليق

                              مواضيع تهمك

                              تقليص

                              المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 08-10-2025 الساعة 06:45 PM
                              المنتدى: السلامة والعوامل الانسانية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 08-10-2025 الساعة 06:43 PM
                              المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 08-10-2025 الساعة 06:37 PM
                              المنتدى: المكتبة الالكترونية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 04:01 PM
                              المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:44 PM
                              يعمل...
                              X