إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حينما تنام تتحول الى شجرة مقال للدكتور مصطفى محمود

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حينما تنام تتحول الى شجرة مقال للدكتور مصطفى محمود

    أنت ,, حينما تنام



    تتحول إلى شجرة



    هناك زر كهربائي فى المخ ينطفئ فى لحظة الموت

    فيسود الظلام وتسود الغيبوبة

    وتمر الشخصية بحالة من الغرق

    ويتحول الإنسان إلى شجرة

    إلى نبات بدائي
    إلى شئ تستمر فيه الحياه على شكل وظائف


    دورة الدم تجري, النفس يتردد
    الخلايا تفرز ,الأمعاء تهضم




    كل هذا يتم بطريقة تلقائية والجسد ممدد بلا حراك
    تماماً مثل نبات مغروس في الأرض
    تجري فيه العصارة و تنمو الخلايا و تتنفس
    من أكسجين الجو

    إنها لحظة غريبة يسقط فيها الجسد في هوة التعب و العجز
    و يستحيل عليه التعبير عن روحه و معنوياته الراقية

    فيأخذ إجازة




    و يعود ملايين السنين إلى الوراء
    ليعيش بطريقة بدائية كما كان يعيش النبات
    حياة مريحة لا تكلف جهداً

  • #2
    إن سر الموت يكمن في لغز النوم
    لأن النوم هو نصف الطريق إلى الموت
    نصف الإنسان الراقي يموت
    أثناء النوم .. شخصيته تموت .. عقله يموت




    و يتحول إلى كائن منحط مثل الإسفنج و الطحلب





    يتنفس و ينمو بلا وعي .. و كأنه فقد الروح
    إنه يقطع نصف الطريق إلى التراب
    و يعود مليون سنة إلى الخلف
    يعود عقله الواعي إلى ينبوعه الباطن
    و تعود شخصيته الواعية إلى ينبوعها الطبيعي
    الذي يعمل في غيبوبة
    كما تعمل العصارة في لحاء الشجر
    و يلتقي الإنسان بخاماته الطبيعية
    بجسده و ترابه و مادته و الجزء
    اللاوعي من وجوده

    إن الشعراء يقولون أن لحظات النهار سطحية
    لأن ألوان النهار البراقة تخطف الانتباه
    و لحظات الليل عميقة لأن الليل يهتك هذا الستار البراق




    و يفك أغلال الانتباه فيغوص في أعماق الأشياء

    و أنا أقول أن لحظة النعاس هي أعمق اللحظات
    لأنها تهتك ستاراً آخر و هو ستار الألفة
    النعاس يمحو الألفة بيني و بين الأشياء
    فتبدو غريبة مدهشة مما يدعوني أحياناً إلى التساؤل و أنا أنظر
    حولي في غرفة نومي بين النوم و اليقظة و أهمس : أنا فين ؟




    إني لا أتعرف على سريري
    و لا أتعرف على دولابي
    و تسقط الألفة تماماً بيني و بين غرفتي فتبدو غريبة




    و هذه اللحظة عميقة
    لأن العقل يخرج فيها من إطار ظروفه
    و يتحرر من الألفة تماماً بيني و بين غرفتي
    فتبدو غريبة


    و هذه اللحظة لحظة عميقة
    لأن العقل يخرج فيها من إطار ظروفه
    و يتحرر من الألفة و التعود والأحكام العادية
    و ينظر حوله من جديد ليصدر أحكاماً جديدة
    أكثر تحرراً و إلهاماً

    تعليق


    • #3
      والأنبياء كانوا يتلقون إلهامهم في هذه اللحظة
      و كأن الوحي يأتيهم بين النعاس و الغيبوبة

      و نيوتن اكتشف قانون الجاذبية في هذه اللحظة




      و هو ينظر بعين نعسانة إلى تفاحة تسقط من الشجرة
      لقد أحس أن سقوط التفاحة أمر غير مألوف
      و أن التفاحة لا يمكن أن تسقط على الأرض
      و إنما الأرض هي التي يجب أن تجذبها


      و كل المخترعين و المؤلفين و الشعراء و المفكرين
      تفتقت أذهانهم في هذه اللحظة
      لأنها اللحظة الحرجة التي سقط فيها المألوف و المعتاد
      و لمعت الحياة بالدهشة و برق العقل بأسئلة جديدة تماماً
      لم يكن ليلقيها لو كان في كامل يقظته
      و كامل ارتباطه بالأشياء

      و الفرق بين النبي، و العبقري
      في تلك اللحظة هي مساحة الرؤيا التي تنكشف لكل واحد

      النبي يشبه جهاز تلفزيون به مليون صمام
      مساحة الرؤيا فيه شاسعةو قدرة استقباله كبيرة
      فهو يستطيع أن يستقبل صوراً من المريخ
      على شاشة بانورامية عريضة لأنه مؤيد بوسائل إلهية




      و العبقري هو جهاز ترانزيستور صغير



      يكاد يستمع إلى محطة القاهرة بالسعودية
      لأنه يعتمد علىاجتهاد الخاطر الذي قد يخطئ و قد يصيب

      و لكن الاثنين يسبحان جنباً إلى جنب في بحر الحقائق

      و النوم في حقيقته يقظة عميقة
      تتيقظ فيه الوظائفالأصلية


      فتنتظم دورة الدم ،و ينتظم التنفس، و ينتظم الهضم ،
      و الإمتصاص و الإفراز و يتوقف الهدم
      و يبدأ النمو و البناء و يقل الإحتراق الذي يحدث في النهار

      و تتيقظ رغبات أكثر أصالة من رغبات النهار
      الغرائز كلها تتيقظ و تعمل
      و تنشر نشاطها في الأحلام
      و تفضح نزواتها على مسرح رمزي مبهم
      لا يستطيع فك رموزه و طلاسمه إلا صاحبه

      و يدخل النوم بعد هذا في مرحلة أعمق
      هي النوم الثقيل
      و هي مرحلة تخلو من الإحساس تماماً
      و تخلو من الأحلام أيضاً
      مرحلة من الظلام و العدم و هوّة بعيدة الغور




      و مساحة مشطوبة من الحياة
      ليس فيها وعي و لا زمن و لا مكان

      العشر ساعات تمر فيها كلمح الطرف
      بين غمضة العين و انتباهتها
      بدون إحساس بالمدة
      و كأن خيط العمر انقطع فجأة
      كما يحدث حينما نقطع أشرطة التسجيل ثم
      نوصلها من جديد ليستمر سياق الكلام كما نريد

      السياق الزمني في النوم غريب
      إنه زمن آخر غير زمن الساعة
      فالحلم قد يحتوي على أحداث سنة كاملة
      بتفاصيلها من حب إلى زواج إلى طلاق إلى جريمة
      و مع هذا لا يستغرق بحساب الساعة أكثر من ثانية

      و العكس يحدث أحياناً فتمر على النائم عشر ساعات
      و في ظنه أن عقرب الساعة لم يتحرك إلا دقائق معدودة

      الزمن يتخلص من قيود الساعة أثناء النوم
      و يخضع لتقدير آخر هو تقدير المخيلة
      التي توسع و تضيق فيه على حسب ازدحامها
      بالحوادث و الرغبات
      إنه من صناعة النائم و خلقه فهو ذاتي صرف

      النائم كالفنان الذي يؤلف قصة
      يخلق زمن القصة كما يريد
      و يعيش في قمقم خرافي من أوهامه
      يتمطى فيه و يصرخ بالرغبة التي يحبها
      في حرية مطلقة تصل إلى حد العبث




      ومعظم أحلامنا عبث في عبث و أمنيات مستحيلة
      و لكننا نعيشها كما نريدها ونحن نائمون

      تعليق


      • #4
        و النوم أرخص أنواع الحياة من حيث الكلفة
        فمقدار السكر و الأوكسجين
        الذي يحتاجه النائم ليستمر في الحياة
        أقل بكثير من المقدار الذي يحتاجه في اليقظة


        و الإنسان الذي يعيش مائة سنة بين نوم و يقظة
        يستطيع أن يعيش ثلاثمائة سنة
        إذا عمل على حسابه أن ينامها كلها




        و مادة النوم رخيصة
        لأن الإنسان يقترب فيه من التراب
        ويعود إلى الآلية الكيميائية
        المتأصلة في خلاياه من بداية الحياة

        مقال أعجبنى للرائع
        الدكتور: مصطفى محمود




        كتاب : لغز الموت



        ولمزيد من الإبحار فى عالم الدكتور مصطفى محمود
        موضوع هام مفصل عنه فى الرابط التالى




        شكرا لكم

        تعليق


        • #5
          النوم --- الموت الاصغر
          سبحان الله
          تنطلق الروح في نومها
          وتتحرر من الجسد
          لتسبح في ملكوت خالقها
          ترى الاحلام والرؤى
          وتتفتح لها عوالم الغيب احيانا
          فترى ما سوف يحدث
          بأمر الله
          ويصبح الجسد فعلا كالشجرة
          يحيى على ما يمده به الله
          من سُبل المعيشة البسيطة
          انفاس هواء يسحبها بلا جهد
          ويتساوى البشر في تلك المرحلة
          ما بين امير وغفير

          سمورتي امورتي
          موضوع لذيذ يوضح حقائق ملموسة
          وينبه لحقيقة مذهلة
          ان اجسادنا ما هي الا اوعية
          تُحفظ فيها الروح بأمر الله
          سواء كانت جميلة او دميمة

          دمتِ وسلمتي تمتعينا
          بما يفيض به ذوقك علينا

          تعليق


          • #6
            موضوع جميل
            يصف شئ مهم جدا فى حياتنا
            الا وهو النوم العميق
            لراحة الجسد بعد عناء وارهاق طول اليوم
            شعرت بالنعاس اثناء قرائتى له
            هيات لى احساس النم اثناء القراءة
            وكانى اسمع حدوتة قبل النوم
            ولكن بمعلومات هامة ومفيدة
            تصبحى على خير سمورة
            وشكر لكِ

            تعليق


            • #7
              والله اتخضيت
              قلت هى سموره فيلسوفه من ورانا ولا ايه
              لحد ما وصلت لاخر الموضوع وفهمت
              ههههههههههه
              الرائع مصطفى محمود
              مقال فلسفى متأمل رائع
              وما يسعدنى هذه الايام ان كثير من القنوات
              تعيد عرض برنامجه العظيم
              العلم والايمان
              بعد ان حُرمنا منه لسنوات
              نستطيع الآن مشاهده عده حلقات
              فى اليوم الواحد وعلى قنوات مختلفه
              شكرا لك سموره على الاختيار الجميل
              جزاك الله خيرا

              تعليق


              • #8
                و أنت تقرأ للمبدع د. مصطفى محمود
                تشعر أنه يأخذ عقلك و يسبح به
                يطوف العالم من حولك
                ليضع آيات الكون بين يديك
                فتعمل عقلك
                و تتذوق بقلبك
                و تشعر بجوارحك.
                ببساطته المعهودة فى التعبير ايضا
                يأخذك لعوالم روحانيه جديدة ....
                فتكتشف معه روحك.....
                سيظل د. مصطفى محمود
                علامة فارقة في
                تاريخنا العلمي وسجلنا الأدبي.
                شكرا لكِ
                حبيبتى سمر
                على هذا الموضوع الرائع

                تعليق


                • #9
                  هالة
                  لنوم --- الموت الاصغر
                  سبحان الله
                  تنطلق الروح في نومها
                  وتتحرر من الجسد
                  لتسبح في ملكوت خالقها
                  ترى الاحلام والرؤى
                  وتتفتح لها عوالم الغيب احيانا
                  فترى ما سوف يحدث
                  بأمر الله
                  ويصبح الجسد فعلا كالشجرة
                  يحيى على ما يمده به الله
                  من سُبل المعيشة البسيطة
                  انفاس هواء يسحبها بلا جهد
                  ويتساوى البشر في تلك المرحلة
                  ما بين امير وغفير

                  عجبنى تعليقك جدا هالة
                  لا يقل اهمية عن الموضوع نفسه
                  بل أروع
                  شكرا لك حبيبتى

                  تعليق


                  • #10
                    ناانو

                    موضوع جميل
                    يصف شئ مهم جدا فى حياتنا
                    الا وهو النوم العميق
                    لراحة الجسد بعد عناء وارهاق طول اليوم
                    شعرت بالنعاس اثناء قرائتى له
                    هيات لى احساس النم اثناء القراءة
                    وكانى اسمع حدوتة قبل النوم
                    ولكن بمعلومات هامة ومفيدة
                    تصبحى على خير سمورة
                    وشكر لكِ

                    شعرتى بالنعاس وأنت بتقريه
                    يبقى برده عملت اللى عليا
                    اهو حكاوى وبحكي ,,,
                    اغانى وبغنى ,,,,
                    معلومات ,, وبحاول
                    تصبحي على خير
                    هههههههههههه

                    نورتيني يا جميلة

                    تعليق


                    • #11
                      هند

                      والله اتخضيت
                      قلت هى سموره فيلسوفه من ورانا ولا ايه
                      لحد ما وصلت لاخر الموضوع وفهمت
                      ههههههههههه
                      الررائع مصطفى محمود
                      مقال فلسفى متأمل رائع

                      يعنى أنا بتوقع منك دايما فى موضوعات الأشغال انى اضحك
                      لما اقرا تعليقك
                      لكن فى موضوع مصطفى محمود
                      ماتخيلتش أنك هاتعرفى تضحكيني
                      بس عرفتى
                      هههههههههه
                      مت من الضحك
                      اضحك الله سنك


                      وما يسعدنى هذه الايام ان كثير من القنوات
                      تعيد عرض برنامجه العظيم
                      العلم والايمان
                      بعد ان حُرمنا منه لسنوات
                      نستطيع الآن مشاهده عده حلقات
                      فى اليوم الواحد وعلى قنوات مختلفه
                      شكرا لك سموره على الاختيار الجميل
                      جزاك الله خيرا

                      الحقيقة هو شخص رائع
                      تتعدى تحليلاته الموضوعيه جيله وزمانه
                      جعله الله فى ميزان حسناته
                      اديني بقه مواعيد العرض والقنوات اتابع معاكى
                      ده انا حبيبتك
                      شكرا لك هنودة نورتيني

                      تعليق


                      • #12
                        Amany Ezzat

                        و أنت تقرأ للمبدع د. مصطفى محمود
                        تشعر أنه يأخذ عقلك و يسبح به
                        يطوف العالم من حولك
                        ليضع آيات الكون بين يديك
                        فتعمل عقلك
                        و تتذوق بقلبك
                        و تشعر بجوارحك.
                        ببساطته المعهودة فى التعبير ايضا
                        يأخذك لعوالم روحانيه جديدة ....
                        فتكتشف معه روحك.....
                        سيظل د. مصطفى محمود
                        علامة فارقة في
                        تاريخنا العلمي وسجلنا الأدبي.
                        شكرا لكِ
                        حبيبتى سمر
                        على هذا الموضوع الرائع

                        حبيبتى أمانى
                        تعليقك رائع ,, يتضح فيه مدى اطلاعك على كتابات
                        الدكتور مصطفى محمود

                        موضوعك السابق عنه مرجعي
                        أذن الشكر كله لك
                        تسلمى
                        نورتيني

                        تعليق

                        مواضيع تهمك

                        تقليص

                        المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-08-2025 الساعة 11:33 PM
                        المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-04-2025 الساعة 05:29 PM
                        المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-31-2025 الساعة 10:07 PM
                        المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-30-2025 الساعة 11:48 PM
                        المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 05-30-2025 الساعة 09:36 AM
                        يعمل...
                        X