إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

البحر فى لوحات الفنان ايفان ايفازوفسكى Ivan Aivazovsky

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البحر فى لوحات الفنان ايفان ايفازوفسكى Ivan Aivazovsky

    السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
    أهل ورد الغاليين

    الفنان إيفان كوستانتينوفتش أيفازوفسكي
    Ivan Costantinovitch Aivazovsky
    1817 ـ 1900
    مصور روسي أرمني
    ولد وتوفي في مدينة فيودوسية Féodossia
    من شبه جزيرة القرم (أوكرانية).
    درس في الأعوام 1833- 1837
    في أكاديمية سان بطرسبرغ
    على يد المصور مكسيم خاروبيوف .
    يُعد أول فنان روسي زار الوطن العربي
    (الأراضي المقدسة في فلسطين) سنة 1820،
    ثم غدا أيفازوفسكي عضواً في تلك الأكاديمية
    وأستاذاً عام 1847.
    كان أيفازوفسكي من جملة من حوصروا
    في مدينة سيباستوبول في أثناء حرب القرم.
    كان أيفازوفسكي في عداد الوفد الروسي
    الذي دُعي إلى افتتاح قناة السويس
    في مصر سنة 1869.
    ومن الأعمال التي أنتجها أيفازوفسكي في مصر
    لوحات «الليل على النيل»
    و«من ضواحي القاهرة»
    و«نخيل وأهرام» (سنة 1871)،
    و«مشهد من الحياة في القاهرة»
    و«منظر عام للقاهرة»
    (سنة 1881، متحف الفن الروسي في كييف)،
    و«الأهرام» (سنة 1895، متحف باروسلاف)،
    أما لوحة «قناة السويس» فهي غير مؤرخة.
    ومن الأعمال التي صورها الفنان في رحلته
    لوحة «جبل طارق» في المغرب سنة 1880.



  • #2
    ولد ايفان ايفازوفسكي في يوليو من عام 1817
    في مدينة فيودوسيا القديمة بشبه جزيرة القرم.
    والده، وهو من أصل أرمني،
    كان قد استقرّ هناك في بدايات القرن.
    كان الأب رجلا جيّد التعليم نسبيّا وكان يعرف
    العديد من اللغات الشرقية.
    ولكونه تاجرا، لعب دورا هامّا في
    الحياة التجارية للمدينة.
    غير أن الأب خسر تجارته بسبب
    وباء الطاعون الذي ضرب فيودوسيا
    في عام 1812. وعندما ولد ايفان،
    كانت العائلة تمرّ بأوقات عصيبة.
    وهناك بعض الأدلّة التي تشير إلى أن
    الفقر اضطرّ الصغير ايفازوفسكي
    للعمل في مقاهي فيودوسيا،
    حيث تعلّم هناك بعض كلمات من لغات شتّى
    كالإيطالية واليونانية والتركية والأرمنية والتتارية
    وقد تشرّب عقل الصبيّ كلّ المشاهد والأصوات
    الملوّنة التي سمعها ورآها في فيودوسيا
    ذات الأعراق والثقافات المختلطة.
    كما كان يتمتّع بأذن موسيقية حسّاسة.
    وسرعان ما تعلّم عزف الألحان الشعبية
    على آلة الكمان. وفي وقت لاحق،
    ذكر ايفازوفسكي بعض تلك الألحان
    لصديقه المؤلّف الموسيقيّ ميخائيل غلينكا،
    الذي بادر إلى توظيفها في مؤلّفاته.
    ولكن كان الرسم هو الذي استولى على
    خيال الصبيّ الشابّ.
    ولأنه كان يفتقر إلى موادّ أخرى،فقد كان
    يرسم بالفحم على الجدران في فيودوسيا.
    وجذبت هذه الرسومات انتباه حاكم البلدة
    الذي ساعد ايفازوفسكي على دخول مدرسة
    سيمفيروبول الثانوية،
    ثمّ على دخول أكاديمية سانت بطرسبورغ
    للفنون في عام 1833



    لوحة منظر للبحر فى الليل


    لوحة برج غالتا تحت القمر

    تعليق


    • #3
      وقد تزامنت فترة دراسة ايفازوفسكي
      في سانت بطرسبورغ مع مرحلة متناقضة
      ومرتبكة من التاريخ الروسيّ.
      فمن ناحية، كانت تلك فترة الحكم الاستبدادي الصارم
      والركود السياسيّ تحت حكم القيصرنيكولا الأوّل.
      ومن ناحية أخرى، شهدت تلك الفترة ازدهارا
      كبيرا للثقافة الروسية في أعقاب ما عُرف بحرب
      نابليون عام 1812. كان هذا عصر بوشكين
      وغوغول وليرمونتوف وبيلينسكي وغلينكا وبريولوف.
      وداخل الأكاديمية، كانت قوانين الكلاسيكية المرتبطة
      ارتباطا وثيقا بأفكار الواجب المدنيّ والمشاعر الوطنية
      ما تزال قويّة. غير أن سمات الرومانسية الجديدة
      كانت أيضا ملحوظة
      لم يكن ايفان ايفازوفسكي مجّرد رسّام محترف
      للمناظر البحريّة، بل كان أيضا يعرف البحر
      وكان يحبّه بصدق.
      وعلى الرغم من أنه تحوّل في بعض الأحيان
      إلى أشكال فنّية أخرى كالمناظر الطبيعية
      والبورتريه، إلا أنه كان يفعل ذلك لفترة وجيزة
      ثم ما يلبث أن يعود إلى النوع الذي اختاره
      والذي ظلّ مخلصا له طوال حياته.
      كان نجاح ايفازوفسكي مستحقّا بجدارة،
      إذ لا يوجد رسّام آخر تمكّن من الإمساك
      بالمزاج المتغيّّر للبحر بمثل هذا التألّق
      والإقناع والسهولة.
      عندما بدأ ايفازوفسكي مسيرته المهنيّة،
      كان الفنّ الروسي لا يزال يهيمن عليه الاتجاه
      الرومانسيّ. وكان المزاج الرومانسيّ هو الذي
      يحدّد معايير رسم المناظر الطبيعية الروسية
      في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.
      ومن غير المثير للدهشة أن نكتشف
      وجود عناصر رومانسية،
      سواءً في أعمال ايفازوفسكي المبكّرة
      أو في معظم أعماله اللاحقة.
      فنجده مرارا وتكرارا يرسم المناظر
      التي تصوّر حطام السفن والعواصف
      والمعارك البحرية المحتدمة



      لوحة سفن فى سكون الليل


      لوحة خليج نابولى فى ليلة مقمرة

      الفنّانون البارزون في ذلك الوقت
      اعترفوا بموهبة وإتقان ايفازوفسكي.
      وخلال رحلة له إلى إيطاليا عام 1842،
      أعجب رسّام المناظر الطبيعية
      الانجليزي الشهير جوزيف وليام تيرنر
      بلوحة "خليج نابولي في ليلة مقمرة"،
      لدرجة انه كتب قصيدة بالايطالية
      عن اللوحة وأهداها إلى ايفازوفسكي.



      لوحة خلق العالم

      البابا غريغوري السادس عشر اشترى صورته
      "خلق العالم"وأمر بتعليقها في الفاتيكان،
      وهو المكان الذي لا توضع فيه
      سوى صور الرسّامين الأعظم في العالم.
      هذه اللوحة،لا مثيل لها ولا تشبه
      أيّ شيء آخر رآه الناس من قبل،
      بل لقد قيل وقتها إنها معجزة من معجزات الفنّ.
      مفهوم الضوء، على وجه الخصوص،
      كان مهمّا جدّا بالنسبة لـ ايفازوفسكي.
      ويلاحظ انه بينما يرسم الغيوم والسماء،
      فإن تركيزه كان دائما على الضوء
      الذي يضفي على مناظره إحساسا عاطفيا وحالما.
      في لوحات ايفازوفسكي، الضوء هو الرمز
      الخالد للحياة ورمز الأمل والإيمان.



      طبيعة بحرية مع ضوء قمر و سفينة غارقة

      تعليق


      • #4
        تابع ايفازوفسكي السير على تقاليد رسّامي
        المناظر الطبيعية الروس الكبار
        في بدايات القرن التاسع عشر دون أن يلجأ
        إلى التقليد الحرفيّ. وقد خلق مدرسة جديدة
        في الرسم، ما جعله يفرض بصمته الخاصّة على
        رسم حياة البحر والتي تأثّرت بها أجيال عديدة لاحقة.
        وبالإضافة إلى عمله كفنّان، كان ايفازوفسكي
        شخصيّة عامّة ذات اهتمامات متنوّعة.
        فقد كان يولي اهتماما خاصّا بأحداث العالم،
        وكان متعاطفا بعمق مع البلدان الصغيرة
        التي تكافح من أجل استقلالها.
        وفي الوقت نفسه كان يعمل بتفانٍ
        من أجل خير بلده الأم،
        وفعل الكثير من اجل مساعدة الفنّانين الشباب.
        كان الفنّ الروسيّ في النصف الأوّل من القرن
        التاسع عشر يجمع بين الرومانسية والواقعية.
        وكثيرا ما كان هذان الملمحان يجدان تعبيرا
        لهما في أعمال ايفازوفسكي.
        وكان هذا واضحا، بشكل خاصّ،
        في رسم المناظر الطبيعية،
        وهي شكل من أشكال الفنّ الواقعي الذي
        استمرّ يحمل ملامح رومانسية لفترة طويلة.
        وقد اكتسب ايفازوفسكي رؤية رومانسية في
        سنوات دراسته وحافظ عليها في مرحلة النضج.
        وظلّ حتى النهاية تابعا مخلصا للرومانسية،
        رغم أن هذا لم يمنعه من استنباط
        شكله الخاصّ من الواقعية.
        في عام 1836، اشترك ايفازوفسكي
        في تمارين أسطول بحر البلطيق بناءً
        على نصيحة من أستاذ مادّة رسم المعارك
        في الأكاديمية. كان الأستاذ يأمل في
        أن يسير الفنّان الشابّ على خطاه
        ويصبح متخصّصا في رسم معارك البحر.
        وفي خريف ذلك العام، ظهرت أعمال
        ايفازوفسكي في معرض الأكاديمية.
        وقد أظهرت تلك الرسومات علامات
        على الموهبة المتميّزة والإتقان الرائع لرسّام
        كان ما يزال وقتها في عامه الثاني من التدريب.



        لوحة صباحا على شاطئ البحر


        لوحة ليلة مقمرة فى القرم


        لوحة منظر للقسطنطينية


        لوحة طرد السفينة التركية معركة شيسما

        التي تصوّر معركة بحرية في الليل.
        الأسطول التركيّ المهزوم والذي تندلع
        في سفنه النار يوفّر مشهدا مثيرا بشكل غير عاديّ.
        وقد استطاع ايفازوفسكي أن يستخدم
        المؤثّرات الضوئية إلى أقصى حدّ.
        النيران المنعكسة في السحب تتنافس مع ضوء القمر
        وأعمدة الدخان المتصاعدة إلى السماء.
        الألوان القرمزية والسوداء تتمازج في ارتباك.
        حتى في أفضل صور ايفازوفسكي،
        فإن عناصر التقاليد الأكاديمية واضحة.
        وهي واضحة ليس فقط في العرض المذهل للمعركة،
        وإنّما كذلك في أوضاع البحّارة الأتراك
        وهم يحاولون البقاء طافين فوق أجزاء من سفينتهم المنكوبة.
        في عام 1845، ذهب ايفازوفسكي إلى اسطنبول
        بدعوة من السلطان العثماني عبدالمجيد.
        وقد زار اسطنبول بعد ذلك ثمان مرّات متتالية
        ورسم مناظر للمدينة وبورتريهات للسلاطين وحاشيتهم.
        وتوجد اليوم ثلاثون من لوحاته في القصر العثماني الكبير
        وفي عدد آخر من المتاحف التركية.
        وقد كافأته الدولة بميدالية ذهبية تقديرا لمكانته وموهبته،
        ولكنه رفضها في ما بعد احتجاجا على
        مذبحة الأرمن عام 1895.
        وبعض لوحاته التي رسمها في ما بعد
        يمكن اعتبارها انعكاسا لسخطه وغضبه
        من سوء معاملة الأتراك للأرمن



        لوحة الموجة التاسعة

        واحدة من أفضل وأشهر صوره
        وفيها نرى مجموعة من الناجين من سفينة غارقة
        وهم على وشك أن تجتاحهم موجة هائلة.
        خطر عناصر الطبيعة صوّره الرسّام هنا ببراعة.
        الأمواج تلتفّ وترتفع، ثم تهوي بكامل قوّتها لتحطّم وتدمّر.
        حركة الغيوم التي لا تهدأ والرذاذ المتطاير
        يعزّزان الانطباع عن إعصار هائج.
        وعلى الرغم من هذا، يبدو الأشخاص متشبّثين
        بالسارية المكسورة وهم يناضلون كي يبقوا على قيد الحياة.
        الناظر يفهم رعب العاصفة،
        لكن مشاعره تنشغل بجمال الصورة.

        تعليق


        • #5
          في أكتوبر من عام 1837، أنهى ايفازوفسكي
          دراسته في الأكاديمية وحصل على الميدالية
          الذهبيّة الكبرى التي منحته الحقّ في الحصول
          على دورة دراسية طويلة في الخارج
          على حساب الأكاديمية.
          وأخذاً في الاعتبار موهبته الاستثنائية،
          فقد اتخذ مجلس الأكاديمية قرارا غير عاديّ
          قضى بإرساله أوّلا إلى شبه جزيرة القرم
          لمدّة عامين كي يتقن مهاراته في النوع
          الذي اختاره، أي رسم مناظر للمدن الساحلية.
          ثم بعد هذا يمكن إرساله إلى إيطاليا
          لمواصلة دراسته فيها.
          وعندما عاد إلى فيودوسيا،
          لم يضيّع ايفازوفسكي وقتا وشرع في
          العمل على الفور.
          تفانيه أدهش دائما أولئك الذين عرفوه.
          وسرعان ما أنتج سلسلة كاملة من
          المناظر الطبيعية عن جزيرة القرم،
          وكان حبّه لطبيعة وطنه واضحا في كلّ صورة.
          عندما كان ايفازوفسكي ما يزال طالبا،
          اجتذبته رومانسية المعارك البحرية
          وجمال السفن الشراعية.
          مشاركته في مناورات أسطول بحر البلطيق
          شجّعته على ما هو أكثر. في جزيرة القرم،
          أصبح لديه الآن فرصة للعودة إلى
          مواضيعه الأثيرة. وقد اقترح عليه
          احد قادة حرس السواحل في القوقاز
          أن يشارك في مناورات أسطول البحر الأسود.
          وخلال عام 1839، ذهب إلى البحر
          ثلاث مرّات ورسم عددا من مناظر الطبيعة
          وتعرّف إلى المزيد من قادة البحر الذين
          كانوا يعاملونه كفنّان ورجل بمنتهى الاحترام.
          في صيف عام 1840، عاد ايفازوفسكي
          إلى سانت بطرسبورغ قبل أن يباشر رحلته
          الدراسية إلى الخارج. وبحلول سبتمبر،
          كان قد وصل بالفعل إلى روما. وهناك،
          كما في بطرسبورغ، تعرّف على بعض الشخصيات
          البارزة في ذلك الوقت، فأصبح صديقا
          لـ نيكولاي غوغول واحتفظ بعلاقة ودّية
          مع الكسندر ايفانوف وغيره من الفنّانين الروس
          الذين كانوا يعيشون آنذاك في روما.
          وكان لتلك الصداقات تأثير هائل
          على حياة الرسّام وأعماله.





          لوحة قرية في داغستان

          زار ايفازوفسكي منطقة القوقاز.
          وقد تركت فخامة طبيعتها الجبلية في نفسه انطباعا
          لا يُمحى ورسم مجموعة كاملة من الصور عن المنطقة.
          كان ايفازوفسكي قد رسم الجبال من قبل،
          مع أمواج متكسّرة على منحدراتها الداكنة.
          لكن موضوع الجبل ظهر أكثر فأكثر في السنوات اللاحقة.
          ومرّة أخرى، وجد الرسّام رومانسيّة ودراما في
          الاشتباك ما بين عناصر الطبيعة، وخاصّة ما بين الجبل والبحر.
          في إحدى اللوحات بعنوان "قرية في داغستان" ،
          ترتفع جبال حمراء مثل موج متجمّد.
          كلّ شيء في هذه الصورة تمّ تركيبه ليمنحها نوعية رومانسية
          عتمة الوديان، الخلفية الضبابية ورجال القبائل
          الذين يظهرون على الطريق مع دوابّهم وعتادهم.
          وفي نفس الوقت، فإن هذه الصورة وثائقية،
          من حيث أنها تسجّل الملامح الفعلية لبلدة حقيقية في القوقاز .




          منذ طفولة الرسّام وهو يشعر بتعاطف خاصّ مع اليونانيين
          في نضالهم من أجل التحرّر. وقد ترجم تعاطفه ذاك
          في لوحة اسماها "فوق جزيرة كريت"،
          وفيها يصوّر لحظة دراماتيكية يبدو فيها الثوّار
          وهم يودّعون أهلهم الذين تمّ إجلاؤهم على متن سفينة روسية.
          مزاج الطبيعة يتوافق مع مشاعر الناس،
          ففوق البحر ثمّة سماء صافية بلا غيوم.
          لكن فوق الجزيرة، تتجمّع الغيوم العاصفة والثقيلة
          ملقية بظلالها الداكنة على الشعاب والوديان إلى أسفل،
          بينما تبدو الأشجار وقد انحنت بفعل الرياح القويّة.



          لوحة منظر للبحر في ضوء القمر

          للوهلة الأولى، لا يوجد شيء غير عاديّ في هذه اللوحة.
          القمر المكتمل يخترق غطاء من الغيوم الخفيفة
          بينما تلوح جبال على البعد.
          انعكاس ضوء القمر يمتدّ مثل طريق متعرّج.
          لكنّ كلّ هذا مرسوم بطريقة جديدة. فحركة الأمواج أكثر كثافة.
          وهناك شعور يفرض نفسه بالفراغ
          وبجمال ليالي الجنوب الذي نقله ايفان ببراعة.

          تعليق


          • #6
            واصل ايفازوفسكي الرسم بغزارة.
            وظهرت لوحاته بانتظام في المعارض الإيطالية،
            محقّقة له شهرة غير عاديّة.
            وقد نشرت الصحف مقالات مهمّة عن نجاحه الكبير
            في إيطاليا وعن اختيار بعض صوره على أنها الأفضل.
            وأصبح "رسّام الطبيعة القادم من جنوب روسيا"
            موضوعا لأحاديث الناس في القصور
            وفي الأماكن العامّة. كما أجمعت الصحف
            بصوت عال على أن لا احد يتفوّق على
            ايفازوفسكي في تصويره
            الضوء والهواء والماء بشكل حقيقيّ ومقنع.
            الفنّانون البارزون في ذلك الوقت اعترفوا
            بموهبة وإتقان ايفازوفسكي.
            وفي حين كان فنّانون كبار يمتدحون الرسّام،
            بدأ آخرون بتقليده. وفي إيطاليا التي
            لم تكن تعرف حتى ذلك الحين رسم
            المناظر البحريّة، بدأ هذا النوع من الرسم
            يشيع وينتشر شيئا فشيئا.
            وقد تمتّع ايفازوفسكي بنفس هذا القدر من النجاح
            عندما أحضر لوحاته إلى باريس في عام 1842.
            مجلس أكاديمية باريس منحه ميدالية ذهبية،
            ثمّ في عام 1857، مُنح وسام جوقة الشرف
            الذي نادرا ما يُمنح لرسّامين أجانب.

            ترى كيف تسنّى لـ ايفازوفسكي أن يدهش
            الخبراء ومحبّي الفنّ العاديّين على حدّ سواء؟
            كانت أمانة الرسّام غير العاديّة في تعامله
            مع الطبيعة هي ما أذهلت معاصريه
            عندما نظروا في لوحاته.
            قدرته على نقل تأثير المياه المتحرّكة
            وانعكاسات الشمس والقمر كانت استثنائية.
            ونفس الشيء يمكن أن يقال عن تصويره الدقيق،
            وفي نفس الوقت المشحون للغاية والدراماتيكي،
            للبحر. ومع ذلك، استغرق ايفازوفسكي
            بعض الوقت لاكتشاف سرّ خلق مثل هذه الصور
            المعبّرة والمثيرة للإعجاب.
            وقد كرّس كلّ سنوات دراسته وبدايات بعثته
            الخارجية لمتابعة وتجويد أسلوبه.










            تعليق


            • #7
              من المثير للاهتمام أن يُشبّه ايفازوفسكي
              بالفنّان الروسي سيلفستر شيدرين الذي
              توفّي في إيطاليا قبل عشر سنوات من
              وصول ايفازوفسكي إليها.
              وقد احدث شيدرين قطيعة مع التقاليد الأكاديمية
              للمناظر الطبيعية التقليدية في عشرينات القرن
              التاسع عشر. وكان يرسم صوره مباشرة من
              الحياة الواقعية ويمزج فيها بين الواقعية الشديدة
              ومستوى معيّن من الشعر.
              كان شيدرين محبوبا من الفنّانين الشباب
              الذين كانوا يتوقون للوصول إلى الحقيقة في فنّهم.
              وكان ايفازوفسكي، هو الآخر، واقعا تحت سحر
              سلفه العظيم، وكان هدفه هو السير على خطاه.
              ولأنه كان راغبا في أن يكتشف سر فنّه،
              فقد حاول حتى رسم المناظر الطبيعية
              من نفس الأمكنة كما فعل شيدرين. ومع ذلك،
              ولأن ايفازوفسكي كان شخصا ذا مزاج مختلف
              ومنتميا لعصر آخر، فإنه لم يكن بإمكانه
              أن يصبح شيدرين آخر.

              قد تكون صورة ما دقيقة ومحكمة، ولكنها
              ستكون عقيمة ومملّة إذا انتفى بداخلها
              نبض الحياة. والمتلقّي قد يرى
              أماكن مألوفة وتفاصيل مستنسخة باهتمام
              وإحكام شديد، لكنّه يظلّ غير مكترث بما يراه.
              لذا، وبدلا من النسخ مباشرة من الطبيعة،
              حاول ايفازوفسكي أن يخلق في مرسمه
              صورة عن بحر متلألئ؛ بحر يقفز من الذاكرة.
              وحدثت معجزة. كان الأمر كما لو أن البحر
              قد بدأ حقّاً يتألّق ويومض،
              وهو مملوء بالحركة المستمرّة.
              كان الرسّام قد اكتشف طريقته الخاصّة في
              تصوير الطبيعة من الذاكرة، حتى من دون
              دراسات أوّلية ودون أن يقيّد نفسه
              باسكتشات سريعة بالقلم الرصاص.
              وقد برّر ايفازوفسكي طريقته نظريّا بقوله:
              إن حركة عناصر الطبيعة لا يمكن تسجيلها
              مباشرة من خلال الفرشاة. ولذا من المستحيل
              أن ترسم البرق أو الرياح أو الموج مباشرة
              من الطبيعة، بل يتعيّن على الرسّام
              أن يستدعي كلّ هذه التفاصيل من الذاكرة".
              قوّة ايفازوفسكي الهائلة على التذكّر ومخيّلته
              الرومانسية الواسعة هما العاملان اللذان
              مكّناه من توظيف هذا الأسلوب بروعة
              غير مسبوقة.










              يتبع

              تعليق


              • #8
                في عام 1844، طلب ايفازوفسكي إذنا للعودة
                إلى وطنه قبل الأوان من جولته الأوروبّية.
                وقرّر الذهاب إلى روسيا عبر هولندا.
                وفي أمستردام، نظّم معرضا للوحاته.
                كان المعرض ناجحا جدّا.
                وقد كرّمته أكاديمية أمستردام بمنحه لقب "أكاديمي".
                وعندما عاد إلى سانت بطرسبورغ،
                منحه مجلس الأكاديمية أيضا نفس اللقب.
                كما صدر مرسوم من القيصر يكافئه
                بلقب "رسّام البحرية".
                وفي ربيع العام 1845، بدأ ايفازوفسكي
                رحلة بحريّة حول سواحل آسيا الصغرى
                والأرخبيل اليونانيّ على متن سفينة
                بقيادة أدميرال يُدعى لوتكا،
                وهو باحث مشهور ومؤسّس الجمعية الجغرافية
                الروسية. ومرّة أخرى، انكبّ الفنّان
                على العمل المكثّف وسرعان ما امتلأت
                اسكتشاته بانطباعات جديدة.
                وفي طريق عودته، قرّر أن يمكث في
                شبه جزيرة القرم لبعض الوقت كي يرسم
                مشاهد لساحل البحر الأسود وللمدن التي زارها
                خلال رحلته الأخيرة. الصور من هذه الفترة
                تُعتبر من بين أفضل أعماله،
                خاصّة تلك التي صوّر فيها القسطنطينية وأوديسا.
                هنا، في الذهب المتلألئ للسماء والماء،
                وفي المباني التي ينيرها ضوء القمر،
                وفي الصور الظلّية ذات المسحة الرومانسية
                للتماثيل، بل وفي نظام الألوان كلّه،
                تشعر بنفس تلك الرؤية عن الجنوب الجميل
                الذي ألهم العديد من قصائد الكسندر بوشكين.

                بحلول منتصف أربعينات القرن،
                كان ايفازوفسكي يفكّر في الاستقرار بصفة نهائية
                ودائمة في فيودوسيا. كان يفضّل العمل على
                لوحاته في مدينة ساحلية هادئة ومسالمة.
                وهكذا مكث الرسّام في فيودوسيا بقيّة حياته.
                ومن وقت لآخر، كان يسافر إلى
                سانت بطرسبورغ ويزور موسكو.
                كما قام بعدّة رحلات إلى القوقاز عبر نهر الفولغا








                تعليق


                • #9
                  في عام 1848، تزوّج ايفازوفسكي
                  في سانت بطرسبورغ من مربّية أطفال انجليزية
                  تُدعى جوليا غريفز وأنجب منها أربعة أطفال.
                  لكن الزواج لم يكن سعيدا فانتهى بالطلاق.
                  وفي سنّ الخامسة والستّين تزوّج مرّة أخرى
                  من أرملة ارمنية من فيودوسيا تصغره
                  بأربعين عاما اسمها آنّا بورنازيان.
                  ورغم فارق السنّ الكبير بينهما،
                  إلا أن الزوجين عاشا حياة سعيدة ومستقرّة.
                  كانت آنّا معجبة بفنّ ايفازوفسكي وكان هو
                  يقدّر جمالها وأخلاقها. وقد رسم لها بورتريها،
                  كما أهداها قصيدة حبّ من نظمه.
                  موهبة ايفازوفسكي أخذت، هي أيضا،
                  اتجاها جديدا في سبعينات ذلك القرن.
                  الصور "السكّرية" نوعا ما في أعماله المبكّرة
                  أفسحت المجال لمزيد من الرؤية الواقعية للعالم.
                  لكن التوتّر الرومانسي لم يفارق لوحاته،
                  وإن بدأ يأخذ سمة أكثر صرامة وتحفّظا.

                  حافظ ايفازوفسكي على قدرته على العمل وعلى
                  طاقته وذكائه الخلاق حتى اللحظات الأخيرة
                  من حياته. وقد رسم أكثر من ستّة آلاف لوحة،
                  بالإضافة إلى الكثير من الاسكتشات
                  المنفّذة بمهارة.والعديد من أعماله أخذت
                  مكانها بين أعظم إنجازات الفنّ البصري.








                  تعليق


                  • #10

                    لوحة البحر الأسود
                    رسمها و هو فى سن الرابعة و الستين


                    لوحة الطرق العظيمة the-great-roads-at-kronstadt


                    لوحة قوس قزح


                    سفينة الزئبق تهاجم من طرف سفينتين من الأسطول التركي


                    لوحة سفينة الشحن الأمريكية قرب جبل طارق

                    تعليق


                    • #11

                      لوحة عن سفينة الإمبراطورة ماريا في عاصفة بحرية


                      لوحة عاصفة بحرية فى الليل


                      لوحة عن معركة نارفين


                      لوحة وسط الأمواج

                      الفنّان النادر هو الذي يقاوم الشيخوخة
                      ويتجاوز أعماله السابقة. وايفازوفسكي حقّق ذلك
                      عندما رسم لوحته الضخمة وسط الأمواج
                      وهو يقترب من الثانية والثمانين.
                      رسم الفنّان شبكة معقّدة من الأمواج بمجموعة
                      من الألوان الرمادية والخضراء والزرقاء
                      وبضربات فرشاة شفّافة وخفيفة.
                      وبمهارة لا تضاهى، خلق صورة لمحيط
                      أثاره إعصار. الأمواج تزمجر وتتصادم وتتكسّر
                      في دوّامات قبل أن تبتلعها الهاوية العميقة.
                      هذا الجسم الواسع من الماء يبدو في حالة
                      حركة محمومة ويمرّ بتحوّلات لا نهاية لها.
                      هذا هو ما يحدث عندما تبلغ قوّة العناصر
                      والحركة أقصى حدودها.
                      هذه الصورة للبحر الغاضب، ولكن الجميل،
                      تشكّل ذروة مناسبة لأعمال الفنّان العظيم.

                      كان القدَر كريما مع ايفازوفسكي،
                      فمنحه عقلا صافيا وروحا وثّابة.
                      وقد عمل طوال حياته في بيئة متجانسة
                      من اختياره، وكانت موهبته مشهودا لها عالميّا،
                      وتلقّى كلّ أشكال الاعتراف الرسمي الذي يستحقّه.
                      ومن منزله في فيودوسيا، ظلّ ايفازوفسكي
                      يعمل لخير سكّان بلدته ولتنميتها وذلك حتى
                      وفاته في التاسع عشر من أبريل عام 1900.
                      وقد اخذ هذا الدور على محمل الجدّ،
                      فقام بتزويد البلدة بالمياه من ماله الخاصّ،
                      وافتتح بها مدرسة للفنّ، وشيّّد متحفا للتاريخ.
                      وبفضل جهوده أيضا، تمّ إنشاء ميناء تجاريّ
                      في فيودوسيا وشبكة لسكك الحديد.
                      وبهذه الأفعال اكتسب ايفازوفسكي حبّ
                      واحترام أهالي بلدته. وحتى هذا اليوم،فإن أهمّ
                      معالم البلدة هو المتحف الذي يحمل اسمه،
                      وقبره الكائن بالقرب من الكنيسة الأرمنية القديمة.


                      تعليق


                      • #12
                        لوحات بحرية جميلة
                        اعجبتنى كثيرا
                        واسعدنى مرورى بموضوع المفيد
                        بكل معلوماته عن الفنان
                        Ivan Aivazovsky
                        امانى الحبيبة
                        شكرا لكِ

                        تعليق

                        مواضيع تهمك

                        تقليص

                        المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: Reem2Rabeh الوقت: 04-23-2025 الساعة 04:27 PM
                        المنتدى: ضبط وتوكيد الجودة نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-15-2025 الساعة 09:30 AM
                        المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-11-2025 الساعة 01:08 PM
                        المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: نوال الخطيب الوقت: 03-19-2025 الساعة 03:07 AM
                        المنتدى: الكمبيوتر والإنترنت نشرت بواسطة: عوض السوداني الوقت: 03-18-2025 الساعة 07:22 AM
                        يعمل...
                        X