إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الموت و الحياة وجهان لعملة واحدة

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الموت و الحياة وجهان لعملة واحدة

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    أهل ورد الغاليين
    تبدأ القراءة باحثا عن بعض الطمأنينة ...
    أو ربما بحثا عن شيء من المعرفة ...
    علّك تتمكّن من فتح باب المجهول دون أذى ...
    و لأنه دكتور مصطفى محمود
    العالم الاديب المفكر الفيلسوف
    فأنا شخصيا أجد لديه إجابات لجميع التساؤلات
    و أجد راحة نفسية كبيرة عند القراءة له
    و يكفينا منه انه مصطفى محمود
    عندما تنغمس في القراءة
    يعلم كيف يشدّ انتباهك عندما يريد ذلك
    يأخذ بعقلك ويسبح به
    ليضع آيات الكون بين يديك
    فتعمل عقلك فتقف مذهول امام
    بعض العبارات الفلسفية و النتائج المنطقية
    وتتذوق بقلبك وتشعر بجوارحك.

    بعض أجزاء من كتابه "لغز الموت"
    نشاهد الإنسان و هو يسقط جثة هامدة.
    إنه يبدو شيئاً آخر و يبدو الحادث
    الذي حدث فجأة ..
    حادثاً غريباً بلا مقدمات..
    لقد انتهى الإنسان كله فجأة..
    و يبدأ العقل في التساؤل..
    هل أنتهي أنا أيضاً كلي فجأة
    كما انتهى ذلك الإنسان ..
    و كيف و لا شيء في إحساسي
    يدل على هذه النهاية أبداً.
    كيف يحدث هذا .. و أنا جياش بالرغبة .
    ممتلئ بالإرادة .. بل أنا الامتلاء نفسه.
    كيف يتحول الامتلاء إلى فراغ .. و فجوة.
    أنا .. أنا ؟ .. !الذي أحتوي على الدنيا ..
    كيف أنتهي هكذا
    و أصبح شيئاً تحتوي عليه الدنيا.
    من أنا
    ومن هذا الذي مات..
    إنه بعض مني ..
    منظر من ملايين المناظر الذي تعبر خاطري .
    فكيف أموت أنا أيضاً..

  • #2
    إن التساؤل ما يلبث أن يتحول إلى تمزق فظيع
    يحطم فيه المنطق نفسه بنفسه ..
    و يصطدم باستحالات لا حل لها..
    و هكذا تبدأ المشكلة الأزلية..
    لغز الموت..
    إن مصدر اللغز هو هذا الموقف
    الذي ينتقل فيه العقل من رؤية مباشرة للموت
    إلى استنتاج مباشر عن موته هو أيضاً ..
    و هو أبو الأشياء .. و نظامها .. و تفسيرها .. و نورها.
    هناك حلقة مفقودة..
    و هي تفتح باباً تدخل منه الفلسفة و يتسلل منه الفكر
    و لكنه باب ضيق .. ضيق جداً ..
    يؤدي إلى سراديب أغلبها مغلقة
    و رحلة الفكر في هذه السراديب مخيفة مزعجة
    و لكنها تثير الاهتمام.
    و أي شيء يبعث الاهتمام أكثر من
    الحياة .. والمصير .. و من أين ..
    و إلى أين .. و كيف.
    ليس هناك أغرب من الموت.
    إنه حادث غريب
    أن يصبح الشئ .. لاشئ..
    ثياب الحداد....والسرادق..والموسيق ى ..
    والمباخر..والفراشون بملابسهم المسرحية.
    ونحن كأننا نتفرج على رواية..
    ولا نصدق ولا أحد يبدو أنه يصدق.
    حتى المشيعين الذين يسيرون خلف الميت
    لا يفكرون إلا في المشوار.
    وأولاد الميث لا يفكرون إلا في الميراث.
    والحانوتية لا يفكرون إلا في حسابهم.
    والمقرئون لا يفكرون إلا في إجروهم.
    وكل واحد يبدو أنه قلق على وقته
    أو صحته أو فلوسه..
    وكل واحد يتعجل شيئا يخشى أن يفوته..
    شيئا ليس الموت
    عملية القلق على الموت بالرغم من
    كل هذا المسرح التأثيري هي مجرد ...
    قلق على الحياة
    لا أحد يبدو أنه يصدق أو يعبأ بالموت ..
    حتى الذي يحمل النعش على أكتافه
    الخشبة تغوص في لحم أكتافه ..
    و عقله سارح في اللحظة المقبلة
    و كيف يعيشها
    الموت لا يعني أحداً ..
    و إنما الحياة هي التي تعني الكل
    نكتة.. !
    من الذي يموت إذاً ؟
    الميت ؟
    وحتى هذا .. لا يدري مصيره
    إن الجنازة لا تساوي إلا مقدار الدقائق القليلة
    التي تعطل فيها المرور و هي تعبر الشارع
    وهي عطلة تتراكم فيها العربات على الجانبين ..
    كل عربة تنفخ في غيرها في قلق .
    لتؤكد مرة أخرى
    أنها تتعجل الوصول إلى هدفها ..
    و أنها لا تفهم ..
    هذا الشيء الذي اسمه الموت

    تعليق


    • #3
      ما الموت .. و ما حقيقته
      ولماذا يسقط الموت من حسابنا دائماً .
      حتى حينما نواجهه
      ولأن الموت يحدث في داخلنا في كل لحظة
      حتى ونحن أحياء كل نقطة لعاب وكل دمعة …
      وكل قطرة عرق.. فيها خلايا ميتة
      تشيعها إلى الخارج بدون إحتفال.
      ملايين الكرات الحمر تولد
      وتعيش وتموت في دمنا
      دون أن تدري عنها شيئا..
      ومثلها الكرات البيض .. وخلايا اللحم والدهن
      والكبد والأمعاء كلها خلايا قصيرة العمر
      تولد وتموت ويولد غيرها ويموت ..
      وتدفن جثتها في الغدد أو تطرد في الإفرازات
      في هدوء وصمت ..
      دون أن نحس بأن شيئا ما قد حدث.
      مع كل شهيق وزفير يدخل الأكسجين
      مثل البوتاجاز إلى فرن الكبد فيحرق اللحم
      ويولد حرارة تطهي لنا لحما أخر جديدا
      نضيفه إلى أكتافنا.. هذه الحرارة هي الحياة..
      ولكنها أيضا إحتراق.. الموت في صميمها..
      والهلاك في طبيعتها.. أين المفاجأة إذن
      وكل منا يشبة نعشا يدب على ساقين؟!
      كل منا يحمل جثته على كتفيه في كل لحظة.
      حتى الأفكار تولد و تورق
      و تزدهر في رؤوسنا ثم تذبل و تسقط ..
      حتى العواطف ..
      تشتعل و تتوهج في قلوبنا ثم تبرد ..
      حتى الشخصية كلها تحطم شرنقتها
      مرة بعد أخرى ..
      و تتحول من شكل .. إلى شكل..
      إننا معنوياً نموت و أدبياً نموت
      و مادياً نموت في كل لحظة
      وأصدق من هذا أن نقول أننا نعيش .
      مادياً نعيش و أدبياً نعيش و معنوياً نعيش ..
      ﻷنه ﻻ فرق يذكر بين الموت و الحياة ..
      ﻷن الحياة هي عملية الموت
      ﻷن اﻷوراق التى تنبت من فروع الشجرة ..
      ثم تذبل وتموت و تسقط ..
      و ينبت غيرها .. و غيرها ..
      هذه العملية الدائبة هي الشجرة

      ﻷن الحاضر هو جثة الماضي في نفس الوقت

      ﻷن الحركة هي وجودي في مكان ما
      و انعدامي من هذا المكان فى نفس اللحظة .
      فبهذا وحده أمشي و أتحرك ..
      وتمشي معي الأشياء
      لأن الحياة ليست تعادلية ، ولكنها شد وجذب
      وصراع بين نقيضين ، ومحاولة عاجزة
      للتوفيق بينهما فى تراكيب واهية
      هي في ذاتها فى حاجة للتوفيق بينها ..
      مرة ، ومرة ومرات .. بدون نهاية
      وبدون نجاح أبداً ،
      وبدون الوصول إلى أي تعادلية

      تعليق


      • #4
        الحياة ليست تعادلية

        ليست تعادلية بين الموت والوجود ،

        ولكنها اضطراب بين الإثنين

        وصراع يرفع أحدهما مرة

        ويخفضه مرة أخرى
        الحياة .. ازمة .. وتوتر
        ونحن نذوق الموت فى كل لحظة ..

        ونعيشه .. فلا نضطرب بل على العكس ..
        نحس بكياننا من خلال هذا الموت الذي داخلنا ..

        ونفوز بأنفسنا ، وندركها ، ونستمتع بها
        ولا نكتفي بهذا ،

        بل ندخل فى معركة مع مجتمعنا ..

        وندخل فى موت وحياة من نوع آخر ..
        موت وحياة على نطاق واسع تتصارع فيه

        مجتمعات ونظم وتراكيب إنسانية كبيرة
        ومن خلال هذا الصراع اﻷكبر .

        نحس بأنفسنا أكثر .. و أكثر ..

        إنها ليست خلايا تتولد و تموت

        في جسد رجل واحد .
        و لكنها أيضاً مجموعات بشرية

        تولد وتموت في جسم المجتمع كله.
        انها الموت يحدث على مستويات أكبر
        الموت إذاً حدث دائب مستمر ..

        يعتري اﻹنسان و هو على قدميه
        و يعتري المجتمعات وهي في عنفوانها

        وهو في نسيج اﻹنسان ..في جسده ..

        و في كل نبضة ينبضها قلبه

        مهما تدفقت بالصحة و العافية
        وبالموت تكون الحياة ..
        وتأخذ شكلها الذي نحسه ونحياه ..

        ولأن ما نحسه ونحياه

        هو المحصلة بين القوتين ..

        الوجود والعدم

        وهما يتناوبان الإنسان شداً وجذباً
        ما السر إذاً فى هذه الدهشة

        التى تصيبنا حينما يقع أحدنا ميتاً
        ولماذا يبدو لنا هذا الحديث ..

        غير معقول ، وغير قابل للتصديق
        ولماذا نقف مشدوهين أمام الحادث

        نكذب عيوننا .. ونكذب حواسنا ..

        ونكذب عقولنا .. ثم نمضي ،

        وقد أسقطنا كل شئ من حسابنا ..

        وصرفنا النظر ..

        واعتبرنا ما كان .. واجباً ..

        ولباقة .. ومجاملة .. أديناها وانتهينا منها
        لماذا لا نحمل هذا الحادث على محمل الجد

        ولماذا نرتجف من الرعب حينما نفكر فيه ..
        وتنخلع قلوبنا حينما نصدقه

        وتضطرب حياتنا حينما

        ندخله فى حسابنا ونضعه موضع الإعتبار
        السبب أنه الحادث الوحيد

        المصحوب برؤية مباشرة ..

        فما يحدث داخلنا من موت لا نراه ..

        ولا نرى كرات الدم وهي تولد وتموت ..
        ولا نرى الخلايا وهي تحترق ..

        ولا نرى الميكروبات وهي تقتلنا ونقتلها
        وخلايانا لاترى نفسها وهي تفنى
        كل ما يحدث داخلنا يحدث فى الظلام ..
        ونحن ننام ملء جفوننا

        وقلوبنا تدق بانتظام وتنفسنا يتردد في هدوء
        الموت يسترق الخطى كاللص تحت جنح الليل ..
        ويمشى على رؤوسنا فتبيض له شعراتنا ..

        شعرة .. شعرة .. دون أن نحس ..

        لأن دبيبه وهو يمشى هو دبيب الحياة نفسها


        تحياتى

        تعليق


        • #5
          نقف جميعا على شاطئ الحياة
          متفرجون يغرق امامنا من يغرق
          ننتحب نمضي الدقائق
          امام جلال الموت مشدوهين
          وما نلبث حتى تشغلنا الحياة
          لا يشعر الانسان بلذة الحياة
          الا بعد ان تمر امامه جنازة غيره
          يحمد الله انه ما زال يتنفس
          ويضرب الارض بقدميه
          لا نشعر بفداحة الموت
          ولا تتغشانا كأبته الا اذا اقترب من
          اسوار حياتنا وينقص عددنا روحا فارقتنا
          حينها نشعر بالموت ونحس بطعمه
          يملآ افواهنا علقما
          اليقين الوحيد في هذه الحياة
          الموت
          بداية النهاية اما الحياة فهي مرحلة
          لابد من المرور بها

          اماني الجميلة
          سعدت بمشاركتك جولتك الرائعة
          بين كلمات الفيلسوف الراقي
          دكتور مصطفى محمود
          دمتِ حبيبة قلبي
          بكل خير

          تعليق


          • #6
            يعتبر الموت هو الحقيقة المطلقة مؤكده الحدوث
            كل مخلوق يموت ولا يبقى إلا ذو العزة والجبروت

            والليل مهما طال فلا بد من طلوع الفجــــــر
            والعمر مهما طال فلابد من نزول القبـــــــر

            كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمول
            فإذا حملت إلى القبور جنــــــــازةً فاعلم بأنك بعدها مــحمـــــــول

            الموت هو الحقيقة الغائبة الحاضرة ؛
            الغائبة لأن أكثر الناس قلما يفكرون فيها ،
            والحاضرة لأنه واقع مشاهد ،
            فالناس يرونه كل يوم ، لا يخفى على أحد ،
            ولا يمكن أن يتجاهله أحد .

            الغالية أمانى
            شكرا لكِ
            جزاك الله كل خير

            تعليق


            • #7
              ليس هناك أمر مؤكد
              أكثر من الموت
              اللهم أحسن ختامنا
              و توفنا على نعمة الاسلام
              الغالية هالة
              شكرا لك

              تعليق


              • #8
                يجب علينا أن
                نضع الموت نصب أعيننا
                لا على أنه نهاية
                بل على أنه
                بداية الحياة الحقيقية الأبدية

                الغالية علا الإسلام
                شكرا لمرورك العطر

                تعليق

                مواضيع تهمك

                تقليص

                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-08-2025 الساعة 11:33 PM
                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-04-2025 الساعة 05:29 PM
                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-31-2025 الساعة 10:07 PM
                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-30-2025 الساعة 11:48 PM
                المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 05-30-2025 الساعة 09:36 AM
                يعمل...
                X